أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - خضير حسين السعداوي - ثورة الزنج في البصرة قراءة معاصرة















المزيد.....

ثورة الزنج في البصرة قراءة معاصرة


خضير حسين السعداوي

الحوار المتمدن-العدد: 2460 - 2008 / 11 / 9 - 07:56
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


واني وان كنت الاخير زمانه لات بما لم تستطعه الاوائل
قيل لصاحب هذا البيت وهو ابو الطيب المتنبي الاوائل اتوا بثمان وعشرين حرفا فاجعلها تسع وعشرين حرفا .
انا مقدما لا اقول ساتي بما لم تستطعه الاوائل وانما اقول ساتي بما كتبه الاوائل عن حدث استمر ما يقارب اربعة عشر عاماهي احداث الثورة هذا الثورة التي كتب عنها الكثير الا انها لم تنصف اما بدوفع قومية شوفينيةعنصرية تنظر الى الزنج نظرة دونية اوبدوافع دينية متزمته لاتفهم الاسلام على انه دين المساواة بين البشر او بدوافع سياسية و هذه الثورة هي امتداد لسلسله من الثورات كانت البداية الحقيقية لرفض الظلم والانحراف عن خط الاسلام الاصيل هي ثورة الحسين بن علي (ع ) العام 61 هجرية وقد جوبهت هذه الثورات عسكريا واعلاميا فالمواجهات العسكرية معروفة جيوش تتقاتل ولكن اخطر ما واجه هذه الثورات هي المواجهات الاعلامية والاقلام التي تدور في فلك السلطة التي ارادت ان تشوه وجه هذه الحركات التي استشعرت معاناة الناس وقاومت الانحراف عن طريق الاسلام الصحيح بعد ان تحولت الخلافة الى ملك عضوض .
الثورات اوحركات التمرد او النهضة او التصدي هي تسميات لحالة واحدة جهد انساني لازالت حالة معينة يشعر الثائر انها خاطئة من وجهة نظره بقيت طريقة التعبير عن وجهة النظر بهذه الاشكال التي ذكرنا او بالطرق الحديثة في ابداء الراي عن طريق الانتخابات اوغيرها من الوسائل الحضارية التي ابتدعها العقل البشري . في العصور الاسلامية سلك المعارضون للسلطات طريق الثورة وهي جمع الاتباع والموالين لقائد الثورة والناقمين على السلطان واغلب الثورات والحركات المعارضة في الفترة الاموية والفترة العباسية هي المعارضة العلوية ومعارضة الخوارج .
ثورة الزنج من الثورات التي جنى عليها وعلى قائدها المؤرخون فبما ان الثورة فشلت والتاريخ يكتبه المنتصر ولدينا شواهد عدة ، في العراق مثلا ماحدث بعد انقلاب شباط الاسود عام 1963 وقتل الزعيم عبد الكريم قاسم كان يؤرخ لهذا الحدث على انه عروس الثورات وانها قامت ضد الدكتاتورية والشعوبية الذين انحرفوا عن مسار ثورة 14 تموز وتدرس لابناءنا في كافة المراحل الدراسية وكذلك انتفاضة شعبان / اذار عام 1991 كان يؤرخ لها على انهم مجاميع غوغاء او صفحة الغدر والخيانة هذه المجاميع كل همها السلب والنهب والقتل وهذه احداث لم تغادرنا بعيدا كيف باحداث وقعت قبل اكثر من 1000 سنة تقريبا فانبرى المؤرخون يكيلون الذم لعلي بن محمد واول ذم له هو التشكيك في نسبه بانه ليس عليويا واخر نسبه الى انه فارسي يريد ان يطيح بالخلافة العربية في حين ان التاريخ الذي حدثت فيه الثورة وهو عام 255 للهجرة ليس للعرب اي سلطان وانما كان الحل والعقد بيد الاتراك يولون ويعزلون الخلفاء هذا اضافة الى المبالغة في تهويل الاحداث وهذه الحالة اتبعتها السلطة قبل القضاء على الثورة لارعاب الناس بان الزنج سوف يقتلونكم سوف يبيدونكم هذا الاعلام الموجه جعل كثير من الناس يصدق ما تقوله السلطة في الوقت الذي نقرا عن علي بن محمد ونفس المؤرخين انه كان شاعرا وعالما يمارس في سامراء تعليم الخط و النحو والنجوم اذن قائد الثورة عالم وليس قاطع طريق وكان مسلما ملتزم بتعاليم الاسلام التي تقرا الاية القرانية (( انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم )) هذه الاية التي تؤكد ان لا تمييز بين بيني البشر انما المقياس جاء على التقوى والورع وكذلك قوله تعالى ((وكرمنا بني ادم ))و على قول امير المؤمنين علي بن ابي طالب ((ع)) (( ان الانسان اما اخ لك في الدين او نظير لك في الخلق)) من المنطقي ان اي توجه من هذا النوع يرعب الطبقات المتنفذه والتي تسيطر على الاراضي الزراعية والبساتين والضياع والثروة الحيوانية والتي كانت في ذلك العصر هي وسائل الانتاج اضافة الى السلطان والجاه الذي يتمتع به السلاطين من الاتراك والعباسيين في الوقت الذي يعيش الفقراء الفاقة والحرمان كحالة الزنج في البصرة وعندما يرفضون هذا الظلم ويكسروا اغلالهم ويقفوا بوجه مستغليهم يصبحون خارجين على اولي الامر والمشكل ان اغلب مثقفينا يعرف تفاصيل دقيقة عن ثورة العبيد في روما بقيادة سبارتكوس ومافيها من وجع انساني حيث يودع العبيد في ساحات خاصة ليتقاتل اثنين منهم وتكون النتيجة ان احدهم يجب ان يقتل الاخرلادخال السرور الى قلب القياصرة في التمتع بهذا المنظر الهمجي وفي حالة عدم قتل احدهم الاخر يقتل الاثنان معا وما رافقها من انتفاض سبارتكوس عندما اختير ليقاتل احد ابناء جنسه للتخلص منه بعد ان شعر القياصر بنفوذه وحب العبيد له وكانت النتيجة ان بدل ان يتقاتل الاثنان هجموا على القيصر الا ان صديقه قتل من قبل الحرس مما اشعل فتيل الثورة المعروفة . نعرف كثيرا عن سبارتكوس افلام و روايات وحتى هنالك فرقة باليه بلاروسيا قدمت عملا تجسد معاناة العبيد في روما في ثورة الزنج كثير من المثقفين لا يعرف الا اليسير عن هذه الثورة في الوقت الذي تتشابه مع ثورة العبيد في كثير من النقاط واهمها انها استشعرت معاناة الانسان وثقل الاستغلال والاستعباد الذي كانت عليه البشرية في تلك الحقبة.
في ثورة الزنج في البصرة هنالك اختلاف واحد عن ثورة العبيد ان القيادة للثورة جاءت من خارج الزنج حيث ان القائد علي بن محمد لم يكن من الزنج ولم يسترق من احد وانما كان حرا طليقا وهنا تكمن روعة علي بن محمد قائد الثورة لان اسبارتكوس ثار نتيجة وقع الظلم الذي يعان منه هو وابناء جنسه اما علي بن محمد فلم يكن وقع عليه ما وقع على الزنج الذي ثار لاجلهم وقد ساءه ما لاحظه من امتهان لكرامة الانسان انه قال(( لم يثر لغرض من أغراض الدنيا، وانما غضباً لله، ولما رأى عليه الناس من الفساد".. وعاهدهم على أن يكون، في الحرب، بينهم حيث قال"أشرككم فيها بيدي، وأخاطر معكم فيها بنفسي" بل قال لهم: "ليحط بي جماعة منكم، فإن أحسوا مني غدراً فتكوا بي؟‍!‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍ ‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍". وبالفعل كانت نهايته انه قتل في الميدان كاي زنجي من هؤلاء الثائرين وانطلاقا من كونه يحمل فكرا ثوريا مستمدا من النسب العلوي الذي ينتسب له حيث تؤكد بعض المصادر انه هو علي بن محمد بن احمد بن عيسى بن زيد الشهيد الذي قتل في ثورته المعرفة ضد الامويين في الكوفة بن زين العابدين بن الحسين بن على بن ابي طالب وحتى لوكان مدعيا لهذا النسب فانه قام بعمل من صلب تعاليم الاسلام وهو نصرة الضعفاء والاقتصاص لهم من ظالميهم ، لقد توفرت العوامل الموضوعية والذاتية لقيام الثورة حسب المصطلح الحديث فالعوامل الموضوعية منها عوامل سياسية واقتصادية واجتماعية
• االعوامل السياسية: شكل التسلط التركي على مقاليد الامور السياسية سببا مهما عندما اصبحوا يولون ويعزلون الخلفاء حسب اهواؤهم ورغباتهم مما خلق تذمرا كبيرا لدى كثير من المسلمين وخاصة العرب الذين همش دورهم مما دفعهم للثورة علما ان كثير من كبار قادة الثورة هم من العرب وليس من الزنج ولكن غلبة التسمية عليها بثورة الزنج نظرا للاغلبية الكبيرة التي شكلها الزنج في هذه الثورة
• العوامل الاقتصادية: هذه العوامل من اهم العوامل التي تهيء للثورة قاعدة من السخط ضد الاوضاع المزريه التي يعيشها الناس وظهور تمايز طبقي كبير بين فئاةابناء الدولة الاسلامية فتجد ثراء فاحش الى جانبه فقرا مدقع وخاصة بالنسبة للزنج الذين يكدحون طول النهار لمجرد سد الرمق في اعمال مضنية جعلهم يستجيبون لكل نداء يشعرون انه ينتشلهم مما هم عليه
• الدوافع الاجتماعية: التمييز العنصري الذي يعامل به الزنوج جعل منهم يتوقون الى اي دعوة تستشعر مساواتهم كبشر مع بقية الناس وقد جاءتهم الفرصة على يد علي بن محمد
اما العومل الذاتية فوجود خط ثوري في التاريخ الاسلامي يتفجر بين فترة واخرى الا وهو اسلام الجوهر والذي يختلف عن اسلام السلطة هذا الخط بدا عام 61 للهجرة بواقعة الطف وبقي مشتعلا رغم القسوة المتناهية التي استخدمت ضد هذا الخط عسكريا واعلاميا فكما اشيع عن ثورة الحسين بانهم خوارج استخدمت شتى الاساليب ضد الحركات الثورية التي اعقبت
واقعة الطف فعندما تقلب التاريخ ترى العجب عما كتب عن هذه الثورات والحركات التي قاومت السلطة فاول اتهام انها فئات باغية بغت على اولي الامر حيث يتوجب ابادتهم وبشتى الطرق اهداف الثورة سياسية واقتصادية واجتماعية
الاهداف السياسية
رفض سلطة بني العباس القائمة على الوراثة والخاضعة لقادة الجند الاتراك
الاهداف الاقتصادية
انتزاع ملكيات الاراضي التي يسيطر عليها الملاك والدهاقين الفرس واعطاءها الى الفقراء الذين يعملون بها اي انه طبق شعار((الارض لمن يزرعها ))قبل ان يعرف في العصور الحديثة
الاهداف الاجتماعية
تحرير الزنج من العبودية والاسترقاق ومساواتهم مع بقية البشر في الحرية دون تمييز خاصة وان اغلبهم مسلمون والاسلام لا يميز بين بني البشر كما اشرنا اعلاه



#خضير_حسين_السعداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجد تحت التراب
- الاتفاقية الامريكية والقلق العراقي المشروع
- مكرمة الرئيس
- هيبة القانون
- الراية البيضاء
- كركوك والنفط
- العراق من النفوذ السوفيتي إلى الهيمنة الأمريكية
- اذاعة بغداد والانقلابات العسكرية
- حواء البرلمانية والمهمات الصعبة
- نصفق اولا نصفق للمعاهدة العراقية الامريكية
- سلم الرواتب الجديد وهواجس التضخم
- العشائر والسلاح في جنوب العراق
- العراق وسايكس بيكو الامريكية
- عرس في قرية جنوبية
- المرأة العراقية والعيد العلمي
- نحن وارقام جينز القياسية
- حواء العراقية واللون الاسود
- غياب وهروب التلاميذ والطلبة من المدارس اسباب ومعالجات
- اسلام الجوهر واسلام المظهر
- العقاب البدني في المدارس واثره في بناء الاجيال


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - خضير حسين السعداوي - ثورة الزنج في البصرة قراءة معاصرة