أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - خضير حسين السعداوي - حواء العراقية واللون الاسود














المزيد.....

حواء العراقية واللون الاسود


خضير حسين السعداوي

الحوار المتمدن-العدد: 2189 - 2008 / 2 / 12 - 09:42
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


لم تكن الصدفة ان يسمى العراق ارض السواد في السابق لكثرة اشجاره وتشابكها لذلك يبدو للناظر من بعيد انه خط اسود وقد
جاءت التسمية مطابقة للواقع....اما اليوم يمكن ان نطلق على
العراق بارض السواد ايضا ليس لكثرة اشجاره ونخيله وتشابكها ولكن لان نصف المجتمع وخاصة النساء قد توشحن بالسواد وبما ان اللون الاسود دلالة على الحزن والاسى فتصور كم تعاني
امهاتنا واخواتنا وبناتنا وزوجاتنا من اسا وحزن
فتحنا عيوننا وجدنا امهاتنا قد تحالفن مع اللون الاسود لم يفرحن باثواب زاهية كبقية نساء العالم لم يضعن المساحيق على وجوههن غناءهن بكاء ونحيب وندب الاحبة الذين ذهبوا من غير رجعه اما ابن عزيز اوزوج مفقود او اب معتقل في غياهب السجون حتى اصبح للحزن طقوس تتقنها امهاتنا فاعيادنا نذهب الى قبور موتانا نندبهم ونصب الدموع الغزيرة .
. كل خميس نعمل الخميسيات نبكي موتانا ولمدة اربعين يوما. لانخلع الثوب الاسود حتى مرور عام كامل في الحالة التي لم نفقد فيها عزيزا اخر.
ماذا جنيت ياحواء العراق لقد تفننت الدكتاتوريات المتعاقبة في خلق الاسى والحزن لك فحروب وازمات وسجون واعدامات ......
ثمان سنوات عجاف وانتن تقدمن فلذات الاكباد لطاحونة الحرب العبثية التي سجرتها الدكتاتورية باحلامها المريضة كل هجوم من هذه الحرب تضعين يدك على قلبك سيطرق بابك لتفاجئين با حد الاحبة في تابوت وعلى احدى السيارات متوشحا بعلم الدكتاتورية وليستمر لبس السواد . او يطرق بابك طارق الليل المرعب لياخذ احد الاحبة الى دوائر الامن المرعبة لتعيشين في الامل الكاذب بعودته.....اوتطرق بابك الحاجة لاطعام ا يتامك لتفترشين الشارع في بيع السكائر او الاعمال المذله
حكى لي احد الاصدقاء ان احدى الامهات قتل وحيدها في احدى جبهات القتال وعندما راته على السيارة في التابوت وبما انه وحيدها فتصور الحالة لقد جنت فقدت عقلها من هول الصدمة واخذت تردد
(( يلمدلل ييمه )) واخذت تمزق ثيابها....
وبعد فترة اخبر زوجها من قبل المنظمة الحزبية في المنطقة ان الرئيس القائد يريد ان يلتقي بذووي الشهداء رفض زوجها
وقال بالحرف الواحد انها مجنونة ولااستطيع مصاحبتها لزيارة
الرئيس دعوني اذهب بمفردي اجابوه ان الاوامر تقول ان ام واب الشهيد يجب ان يحضروا امام الرئيس. وامام اصرارهم اضطر ان ياخذها معه وتصور ا ن مقابلة الرئيس ليس بالشيء الهين حيث نقاط تفتيش المهم وصلوا الى قاعة الاستقبال وبعد فترة حضر الرئيس وكعادته استلم المايكرفون بثرثرته المعروفة
والممله فما كان من هذه المراة الا ان تقوم وتقول بلهجتها الجنوبية(( هي الهرملة د وم يوم ))أي ان كثرة كلامك له نهاية. ومن تلك اللحظة يقول زوجها لم اراها ولم تراني حيث افقت وجدت نفسي في السجن
في احد اسواق البصرة وبينما كان صديقي وخطيبته يستعدون لشراء حاجياتهم للاستعداد للزواج تفاجئت خطيبته بمجموعة من رجال الامن يحيطون بهم وينتزعونه عنوة منها ليتركوها تندب حضها لتتوشح بالسواد على امل رجوعه وجد في احدى المقابر الجماعية هذا غيض من فيض مما حدث ويحدث لحواء العراقية
وبعد سقوط النظام الدكتاتوري وتنفسنا الصعداء تبدا حمامات الدم في التفجيرات والاغتيالات لتتوشح مزيد من نساءنا باللون الاسود..
توقف قليلا عند انتهاء الدوام في مدارس بناتنا ماذا تلاحظ انها كتل سوداء تخرج من المدارس زرافات ووحدانا
متى يفيق السياسيون من غفوتهم لينظروا لهذا الكائن نظرة رحمة
وعطف مما يعاني
متى نرى امهاتنا وبناتنا وزوجاتنا تنعم بالحياة كبقية خلق الله اما ان الاوان لتفارق حواء العراق اللون الاسود وتحلم بغد مشرق في عراق يتاخى فيه الجميع يجمعهم حب العراق



#خضير_حسين_السعداوي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غياب وهروب التلاميذ والطلبة من المدارس اسباب ومعالجات
- اسلام الجوهر واسلام المظهر
- العقاب البدني في المدارس واثره في بناء الاجيال
- من كل فج عميق
- المرأة والمهن الشعبية في العراق
- الاتراك والحلم الانكشاري العتيق
- المرأة في جنوب العراق في الالفية الثالثة
- ماركريت حسن.....و ذؤبان العرب
- الوحدة العربية واخواتها
- الجذب المغناطيسي لكرسي حاكم عربي
- الشيوعية في العراق سمو في الاهداف فشل في التطبيق


المزيد.....




- سحر دليجاني المعارضة الإيرانية: الحرب على إيران ليست دفاعًا ...
- أهم تدخلات وزارة شؤون المرأة خلال العام الأول لتولي حكومة د ...
- النساء لا يتملّكن.. مصريات محرومات من حيازة الأراضي الزراعية ...
- فارسين أغابكيان.. أول امرأة تقود الدبلوماسية الفلسطينية
- دراسة: تدمير آثار الملكة حتشبسوت لم يكن بسبب كونها امرأة
- الناشطتان الإيرانيتان نرجس محمدي وشيرين عبادي تطالبان بوقف ف ...
- بليز ميتروويلي أول امرأة تقود جهاز الاستخبارات الخارجية البر ...
- جلسة نقاش عن حلقة بنلف في دواير من بودكاست راقات
- أول امرأة وأفريقية تتولى المنصب.. كيرستي كوفنتري تتسلم المفت ...
- “بالخطوات” التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالجزائر 2025 عبر ...


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - خضير حسين السعداوي - حواء العراقية واللون الاسود