أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - خضير حسين السعداوي - اسلام الجوهر واسلام المظهر














المزيد.....

اسلام الجوهر واسلام المظهر


خضير حسين السعداوي

الحوار المتمدن-العدد: 2149 - 2008 / 1 / 3 - 11:14
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يعتبر ظهور الاسلام في الجزيرة العربية اعظم حدث في تاريخ هذه البقعة من العالم بل يعتبر ثورة في المجال السياسي والاقتصادي والاجتماعي.. فمن المعروف ان الجزيرة العربية كان النظام السياسي السائد فيها قبل ظهور الاسلام النظام القبلي أي ولاء الفرد لقبيلته والتي تحكم بنظام وراثية الحكم وهو انتقال رئاسة القبيلة من الاباء الى الابناء وفق سياق متفق عليه...فعندما جاء الاسلام اصبح ولاء الفرد للدولة التي ظهرت والتي يقودها الرسول (ص) واختفى الولاء للقبيلةوظهر الى الوجود نظام سياسي يختلف جذريا عما كان سائدا قبل ظهور الاسلام اما في المجال الاقتصادي فقد احدث الاسلام تغيير كبير في المجال الاقتصادي في هذه المنطقة فظهور الدولة وسيطرتها على المرافق الاقتصادية المهمة في تلك الفترة اوجد نوع من الحركة التجارية النشطه بين الجزيرة العربية ومايحيط بها من مناطق ولكن اهم تغيير احدثه الاسلام هو في المجال الاجتماعي عندما جاء بقيم جديدة تمجد الانسان وتعلن المساواة بين بني البشر مهما اختلفت الوانهم واشكالهم انطلاقا من الاية الكريمة ((خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم)
تصريح واضح جاء به القران الكريم بعد ان كان هناك نظام يقوم اساسا على التمييز بين بني البشر على اساس اللون او على اساس الغنى اوعلى اساس القبيلة وكان نظام الرق والعبودية بابشع صوره في تلك الفترة اما في جانب المراة فيعتبر ظهور الاسلام بتعاليمه الجديدة نقلة نوعية في حياة المراة في المنطقة فقد كانت المراة ممتهنت الكرامة ينظر اليها نظرة احتقار وعند بعض القبائل ظهر واد البنات وقد صرح به القران الكريم في عدة مواضع اما في المجال الديني العقائدي فقد الغى الاسلام تعدد الالهه والاتجاه لعبادة الله سبحانه وتعالى وبعد ان قاد الرسول الكريم هذا التغيير ظهرت الى الوجود دولة الفقراء في المدينة المنورة فاغلب من كان مع الرسول في مقارعة الكفر هم من الطبقات المعدومة والمستضعفه و الفقيرة بما فيهم الرسول (ص) فها هو علي بن ابي طالب و عمار بن ياسر واباذر الغفاري وسلمان الفارسي وبلال الحبشي وصهيب الرومي والمقداد واهل الصفة و هؤلاء من فقراء الجزيرة واعتنقوا الاسلام وكانوا لا يملكون شي حيث كانوا يسكنون في المسجد الذي بناه الرسول هؤلاء امنوا بجوهر الاسلام في الحق والعدل والمساواة ولكن للاسف الشديد لم تسلط عليهم الاضواء مثلما سلطت على غيرهم ممن اعتنق اسلام المظهر
في الوقت الذي يرجع الفضل لتضحياتهم في تثبيت الاسلام ففي جميع المعارك التي واجهها المسلمون يبرزاسم علي او عمار او اباذر اوسلمان او غيرهم ممن لم يذكره التاريخ في الوقت الذي تمجد اسماء لاشخاص لم يرد ذكره كبطل في أي معركة من المعارك بل ان قسم منهم كان يتامر على الاسلام والمسلمين ودخل الاسلام كرها
من هذه المقدمة استنتج ظهور صنفين من المسلمين
الاول مسلمو الجوهر ممن امن بجوهر الاسلام كرسالة سماوية من الله لانقاذ البشرية مما تعانيه من ظلم واضطهاد وكفر ونشر العدل والمساواة بين بني الانسان والتعايش السلمي مع الغير ونشر الاسلام بطريقة( ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة) وان السلطان مسؤول امام الله وامام الناس في تحقيق ذلك
الثاني مسلمو المظهر ممن امن بمظهر الاسلام بما يتناسب مع طموحاته وتوجهاته في الحكم والتسلط وجمع الاموال ونشر الاسلام بالرعب والخوف وقطع الاعناق واشعال الحروب تحت واجهة نشر الاسلام واستعباد الشعوب واجبارها على الدخول الى الاسلام تحت التهديد والخوف من القتل وهذا واضحا في نشر الاسلام في شبه جزيرة
ليبريا أي في الاتدلس فقد دخل السكان الى الاسلام مكرهين وتحت تاثير القوة ولذلك عندما زالت هذه القوة رجعت هذه الشعوب الى سابق دياناتها على عكس انتشار الاسلام في اندونيسيا وماليزيا عندما وصلها الاسلام على يد التجار كان دخولهم طوعيا لذلك نجده راسخا
ومما يؤسف له ان مسلمي المظهرهم الذين سادوا طيلة الالف واربعمائة عام ونيف من عمر الاسلام ولحد الان فبعد وفاة الرسول الكريم ظهر الصراع جليا بين مسلمي الجوهر ومسلمي المظهر على من يقود الدولة وكانت الغلبه لمسلمي المظهر والذين تربعوا على عرش الاسلام طيلة القرون الماضية الا لفترات قليلة هنا وهناك حكم فيها مسلمو الجوهر
فالمتتبع لتاريخ الدول الاسلامية نجد انها بنت عروشها على بحار من الدم وامتهان كرامة الانسان باسم الاسلام فبدا بالدولة الاموية مرورا بالدولة العباسية واخرها الدولة العثمانية حيث فهم الدين على انه الطاعة العمياء للحاكم حتى ولو كان جائرا لانه ظل الله في ارضه ومن هنا جاءت
معاناة المسلمين في مشارق الارض ومغاربها ولكون السلطان جاهلا ولايهمه الا البقاء في عرشه سعى الى تجهيل المجتمع بشتى الطرق والاساليب فابتعد المسلمون عن جوهر الاسلام في العدل والحق والمساواة الى التطرف وبغض الاخرين وشن الحرب وهذا مانعاني منه
في ظهور الحركات التكفيرية التي تبيح قتل الانسان والتي تحارب كل شيء حضاري توصلت اليه البشرية بجهود علماءها ومبدعيها





#خضير_حسين_السعداوي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العقاب البدني في المدارس واثره في بناء الاجيال
- من كل فج عميق
- المرأة والمهن الشعبية في العراق
- الاتراك والحلم الانكشاري العتيق
- المرأة في جنوب العراق في الالفية الثالثة
- ماركريت حسن.....و ذؤبان العرب
- الوحدة العربية واخواتها
- الجذب المغناطيسي لكرسي حاكم عربي
- الشيوعية في العراق سمو في الاهداف فشل في التطبيق


المزيد.....




- ألمانيا: السوري المشتبه بتنفيذه عملية الطعن بمدينة بيليفيلد ...
- المواطنون المسيحيون يؤكدون دعمهم للقيادة وللقوات المسلحة الا ...
- مفتي القاعدة السابق: هذه الرؤى جعلت بن لادن يعتقد أنه المهدي ...
- حزب الله يُصدر بيانًا حول -النصر الإلهي- للجمهورية الإسلامية ...
- بعد تفجير انتحاري داخل كنيسة بدمشق.. هل المسيحيون مهددون في ...
- -رحل صدام والجمهورية الإسلامية لا تزال موجودة-.. دبلوماسي سا ...
- السنة الهجرية: حقائق عن التقويم القمري الذي سبق الإسلام بمئت ...
- -تعازي الرئيس غير كافية-... أكبر رجل دين مسيحي في سوريا ينتق ...
- -سرايا أنصار السنة- تتبنى تفجير الكنيسة بدمشق والبطريرك يازج ...
- المسيحيون في سوريا.. قلق وتخوف بعد هجوم كنيسة مار الياس


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - خضير حسين السعداوي - اسلام الجوهر واسلام المظهر