أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خضير حسين السعداوي - كركوك والنفط














المزيد.....

كركوك والنفط


خضير حسين السعداوي

الحوار المتمدن-العدد: 2374 - 2008 / 8 / 15 - 01:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا يخفى على احد أن اكتشاف النفط احدث ثورة كبيرة في مجال مصادر الطاقة حيث تحول العالم من المصادر القديمة والتي يأتي الفحم الحجري في مقدمتها إلى النفط ، هذا الاكتشاف المذهل والذي غير مسار البشرية نحو الرقي الصناعي والزراعي والحضاري وساهم في جميع مفاصل حياة الإنسان في المخترعات الحديثة وفي جميع التقنيات التي أبدع فيها العقل البشري عندما دخل هو أو مشتقاته في هذه الصناعات إلا أن المتتبع لهذا المنتج ورغم ما ذكرنا أعلاه فقدت البشرية كثيرا مما حصلت عليه بسببه أيضا ، وذلك لأنه أصبح مطمعا لكل المغامرين وتجار الحروب من الأوربيين والأمريكان والأنظمة الدكتاتورية التي تربعت على سدة الحكم في البلدان النفطية وغيرهم ولا تزال البشرية تعاني من هذه اللعنة إلى ألان ، فبسببه احتلت بلدان وأفنيت شعوب ومزقت أوطان وتطاحن العالم في حربين كونيتين كان السبب الأول لها هو البترول والسيطرة على منابعه ودفعت الشعوب الفقيرة والتي انعم الله عليها بهذا المنتج دفعت الثمن غاليا عندما أصبحت ميدانا للجيوش المحتلة وابرز مثال على ذلك العراق ، فمنذ قيام الحرب العالمية الأولى وضع البريطانيون الخطط لاحتلال العراق عندما شموا رائحة النفط تفوح من هذا البلد وكم دفعنا من شعبنا ضريبة مقاومة المحتل ورغم ذلك استحوذ البريطانيون على هذه الثروة وكأنها ملك مطلق لهم والشعب العراقي يعاني الجوع والحرمان ، وعندما استطاعت ثورة تموز عام 1958ان تنتزع ولو جزء من واردات النفط لصالح الشعب حين شرعت قانون رقم 80 كان نصيبها المؤامرات المتتالية حتى أطيح بها وبزعيمها المرحوم عبد الكريم قاسم والذي سبقه مصدق في إيران عندما تحرش بشركات النفط كان مصيره كما يعرف الجميع .
ورغم ذلك استطاعت الشعوب أن تنمو في كافة مجالات الحياة والتي كانت بلدان فقيرة ، خذ مثالا دول الخليج العربي والتي استطاعت أن توظف النفط للتنمية الاقتصادية والاجتماعية وان تجعل بلدانها تضاهي دول الغرب المتقدمة ، إلا في قطرنا فان اغلب الحكومات التي تعاقبت على الحكم في العراق جعلت من النفط وسيلة لتحقيق مأربها في الحروب والعدوان وأهدرت الثروات الهائلة لهذا البلد لشراء السلاح وعسكرة المجتمع وتمزيقه وبناء السجون والمعتقلات وأهملت جوانب الحياة الأخرى . كثيرا ممن زاروا العراق يعجبون أن هذا البلد من البلدان النفطية مدن بائسة تخلف في مجالات التعليم والصحة والاقتصاد ، لو قمت بزيارة أي بلد نفطي من البلدان المجاورة تصاب بالذهول عندما تقارن بين تلك البلدان والعراق ماذا لو أن العراق بلد غير نفطي كيف يكون عليه الحال في الوقت الذي فيه اغلب أفراد الشعب حفاة عراة ليس هنالك فرق بيننا وبين أفقر الدول الإفريقية الأشد فقرا ماذا حصل الإنسان العراقي من النفط منذ تفجره إلى الوقت الحاضر غير حكومات مستبدة همها الوحيد أن تبقى أطول وقت في سدة الحكم دون رقيب أو من يحاسبها على الواردات الكبيرة للنفط أين تصرف وفي أي مجال والانكى من ذلك أصبح النفط سببا رئيسيا لماساتنا ، خذ على سبيل المثال مدينة كركوك مدينة فيها قوميات وأقليات متآخية قبل اكتشاف النفط في هذه المدينة نستطيع أن نقول أن سكان هذه المدينة دفعوا الثمن غاليا بسبب النفط فمنذ ظهور الخلاف بين حكومة المركز والأكراد في عام 1961 والمدينة في حالة استنفار تام نتيجة المعارك العسكرية شريان الدم العراقي النازف منذ ذلك الحين مرورا باتفاق آذار وحتى اتفاقية عام 1975 لم تكن كركوك بعيدة عنها حين أراد النظام أن يتفرغ لتعريب هذه المدينة اتفق مع شاه إيران وتم القضاء على الثورة الكردية وماتبعها من فواجع بحق الأكراد من تهجير واعتقالات وبدأت حملات التعريب المنظم لهذه المدينة بوسائل مختلفة عن طريق طرد الأكراد والتركمان من ديارهم وإسكان العرب بدلا منهم ، أنا عربي ولكني أدين وبشده هذه الاجراات الشوفينية ضد أي قومية أو أقلية من أبناء شعبنا العراقي ......
وألان وبعد التغيير وسقوط النظام الدكتاتوري برزت مشكلة كركوك والتي بقيت قنبلة موقوتة تهدد العملية السياسية والتي دفع شعبنا من اجلها انهارا من الدماء ، على الأطراف السياسية وخاصة الإخوة الأكراد أن لا تكون ردة الفعل لديهم أن يجعلوا من اسلوب النظام الفاشي قدوة حسنة في التعامل مع هذه المشكلة ويتبعوا نفس الأساليب القسرية التي اتبعها النظام البائد ضدهم عليهم أن يعوا أن مدينة كركوك مدينة عراقية أولا وأخرا وليس هنالك رابح فيما لا قدر الله لو اتجهت القضية نحو التصعيد وكل طرف يفكر بالربح والخسارة ، إزاء ما يحدث في كركوك علينا أن نفكر كعراقيين وليس كعرب أو أكراد أو تركمان ونبتعد عن الاستعانة بدول الجوار لأنها مشكلتنا ونحن أجدر بحلها بعيدا عن التدخل الخارجي ...



#خضير_حسين_السعداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق من النفوذ السوفيتي إلى الهيمنة الأمريكية
- اذاعة بغداد والانقلابات العسكرية
- حواء البرلمانية والمهمات الصعبة
- نصفق اولا نصفق للمعاهدة العراقية الامريكية
- سلم الرواتب الجديد وهواجس التضخم
- العشائر والسلاح في جنوب العراق
- العراق وسايكس بيكو الامريكية
- عرس في قرية جنوبية
- المرأة العراقية والعيد العلمي
- نحن وارقام جينز القياسية
- حواء العراقية واللون الاسود
- غياب وهروب التلاميذ والطلبة من المدارس اسباب ومعالجات
- اسلام الجوهر واسلام المظهر
- العقاب البدني في المدارس واثره في بناء الاجيال
- من كل فج عميق
- المرأة والمهن الشعبية في العراق
- الاتراك والحلم الانكشاري العتيق
- المرأة في جنوب العراق في الالفية الثالثة
- ماركريت حسن.....و ذؤبان العرب
- الوحدة العربية واخواتها


المزيد.....




- هل تفكر بشراء ساعتك الفاخرة الأولى؟ إليك ما قد تحتاج لمعرفته ...
- إجلاء آلاف الأشخاص من خاركيف وهجوم على بيلغورود الروسية
- الجيش الروسي يحرر 4 بلدات جديدة في خاركوف ويقضي على 1500 عسك ...
- الخارجية الروسية: منفذو اعتداء بيلغورود سيعاقبون على جريمتهم ...
- وزيرة أوروبية تعرب عن صدمتها بعد رؤية معبر رفح مغلقا وتطالب ...
- تمديد حبس سائق حافلة بطرسبورغ الغارقة حتى الـ9 من يوليو على ...
- سلسلة من حوادث الغرق في 6 ولايات جزائرية راح ضحيتها 10 قتلى ...
- مسؤولون إسرائيليون يوجهون اتهامات إلى مصر بانتهاك -التفاهمات ...
- العراق يطلب إنهاء مهمة بعثة أممية لانتفاء الظروف التي تأسست ...
- كتالونيا تنتخب -إقليميا- بتطلعات طي الانفصال عن إسبانيا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خضير حسين السعداوي - كركوك والنفط