أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خضير حسين السعداوي - العراق من النفوذ السوفيتي إلى الهيمنة الأمريكية















المزيد.....

العراق من النفوذ السوفيتي إلى الهيمنة الأمريكية


خضير حسين السعداوي

الحوار المتمدن-العدد: 2339 - 2008 / 7 / 11 - 11:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يعتبر سقوط النظام الملكي في العراق العام 1958واعلان النظام الجمهوري البداية الحقيقية للعلاقة بين العراق والاتحاد السوفيتي السابق فالتوجهات الاشتراكية التي أعلنتها الثورة في مجال الزراعة بإصدار قانون الإصلاح الزراعي وإصدار قانون رقم 80 الخاص بشركات النفط وغيرها من منجزات الثورة والتي تصب في المحصلة النهائية في السير نحو البناء الاشتراكي إضافة إلى الجهد الفعال للحزب الشيوعي العراقي في تهيئة الجماهير وترويجه للأفكار الاشتراكية والتوجه نحو المنظومة الاشتراكية وعلى رأسها الاتحاد السوفيتي حتى أن احد الشعارات التي رفعها الحزب الشيوعي العراقي وقتها هو(( اتحاد فدرالي وصداقة سوفيتية)) ردا على الشعارات القومية في وقتها والتي تدعو إلى الوحدة الفورية مع الجمهورية العربية المتحدة كل هذه الأمور دفعت القيادة السوفيتية أن تخطو خطوات كبيرة باتجاه نظام الحكم الجديد خاصة وان هذا النظام فك الحصار المضروب على الاتحاد السوفيتي بإعلانه الانسحاب من حلف بغداد فبدأت الشركات والخبراء الروس يتوافدون على العراق وتم تسليح الجيش العراقي بأحدث الأسلحة السوفيتية وخاصة طائرات الميغ وأنواع من الدبابات المتطورة بدل الأسلحة الانكليزية التي كان الجيش العراقي يمتلكها إضافة إلى الجوانب الاقتصادية المهمة تحت شتى الواجهات بحيث أصبح العراق منطقة نفوذ للسوفيت بعد الجمهورية العربية المتحدة وتعتبر فترة حكم المرحوم الزعيم عبد الكريم قاسم من أهم الفترات التي ازدهرت فيها العلاقات العراقية السوفيتية إلا أن انتكاس ثورة تموز عقب انقلاب 8شباط العام 1963 انتكست معه هذه العلاقات ولو مؤقتا وخلال فترة حكم الأخوين عبد السلام محمد عارف وعبد الرحمن أيضا كانت العلاقات بين العراق والسوفيت بأحسن حال خاصة بعد زيارة الرئيس الروسي خروشوف إلى مصر والتقاءه بالرئيس العراقي عبد السلام عارف ....... وسجل وصول البعثيين إلى السلطة عام 1968 بداية لنمو العلاقات مرة أخري بين العراق والسوفييت وقد استطاع البعثيون بدهاء عبر الجبهة الوطنية التي أعلنوها مع الحزب الشيوعي العراقي العام 1973 إن يجعلوا السوفيت يلقوا بثقلهم إلى جانب حكم البعث ضننا منهم انه نظام وطني معاد للامبريالية حسب ما صورته قيادة الحزب الشيوعي العراقي في ذلك الوقت للقيادة السوفيتية عن علم أو عن غير علم علما أن كارثة شباط لازالت مرارتها في حلق الشيوعيين العراقيين فعاد الخبراء والشركات الروسية وخاصة في مجال النفط واخذوا دورهم الريادي في حفر وتطوير الحقول النفطية العراقية وخاصة حقول الرميلة وكذلك في مجال الكهرباء فقد كان للشركات الروسية الدور الكبير في تطوير وإنشاء العديد من محطات الطاقة الكهربائية في العراق وكذلك في المجال الصناعي والزراعي أما في المجال العسكري فقد زود الجيش العراقي بأحدث الأسلحة والمعدات فمن طائرات الميغ المتطورة إلى صواريخ سام إضافة إلى صواريخ ارض ارض ودبابات T72 وتم عقد المعاهدة العراقية السوفيتية وهي معاهدة إستراتيجية مهمة ....
إن النفوذ السوفيتي في العراق ترك بصماته في بناء وتطوير البنى التحتية للعراق وفي اغلب البلدان التي وصلها هذا النفوذ (( اذكروا محا سن موتاكم )) ولكن الملاحظ على السوفييت انهم يحملون معهم بذور الاستالينية للبلدان التي ينفذون فيها ..
ولذلك يمكن القول أن السوفييت هم الذين رعوا ودعموا الأنظمة الشمولية في المنطقة وعلى رأسها النظام ألبعثي الفاشي في العراق تحت لافتة دعم الأنظمة الوطنية التي ترفع شعار معاداة الامبريالية حيث دفعت الشعوب الثمن باهضا في سبيل التخلص من هذه الأنظمة وتقويضها فكما دعم الأمريكان شاه إيران في المنطقة والذي أطيح به بثورة شعبية دعم السوفييت نظام حزب البعث في العراق والذي أطيح به عن طريق التدخل الخارجي والذي يدفع ثمنه العراقيون الآن ...
إن الدعم الذي حصل عليه نظام البعث في العراق من السوفييت لا يضاهيه أي دعم سوى دعم فيتنام في حين وقف السوفييت موقف المتفرج إزاء ما حصل بعد انقلاب 8شباط العام 1963 من مذابح بحق الشيوعيين والقوى الوطنية والديمقراطية في العراق في الوقت الذي سجل التاريخ أكثر من تدخل و بالقوة العسكرية السوفيتية للقضاء على حركات التغيير التي حدثت في المجر العام 1956 وجيكوسلفاكيا عام 1968 وفي أفغانستان عندما أطيح بالنظام الشيوعي فيها ......
واستمر الدعم السوفيتي لصدام حسين حتى أبان الحرب العراقية الإيرانية التي اندلعت عام 1980ولو بقي الاتحاد السوفيتي قائما حتى عام 2003لما تمكن المجتمع الدولي من اقتلاع هذا النظام ......
منذ بوادر ظهور البيروستروكيا في الاتحاد السوفيتي بقيادة الرئيس الروسي غرباتشوف وظهور الإعياء على القيادة السوفيتية استعد الأمريكان للعب الدور الأكبر في منطقة الخليج وكان العامل المساعد لذلك هو غزو صدام للكويت عام 1990والذي راهن على حليفه الاتحاد السوفيتي للوقوف بوجه أي قرار باستخدام القوة ضده من قبل المجتمع الدولي ولكن لسوء حظ النظام أن الاتحاد السوفيتي كان يعاني سكرات الموت في تلك الفترة مما مكن الولايات المتحدة من حشد قواتها وحلفاءها لإخراج صدام بالقوة وكانت الخطوة الأولى نحو احتلال العراق ولو بعد حين ، ولذلك لم تقف مع انتفاضة الشعب العراقي في آذار عام 1991بل بالعكس سهلت للنظام سحق الانتفاضة بالسماح له باستخدام الطائرات ضد المنتفضين وبقي الحسم باحتلال العراق مؤجل حتى حانت الفرصة عام 2003لكي تكمل ما بدأت به عام 1991ويصبح العراق تحت الهيمنة الأمريكية ويبقى دور القوى الوطنية الفاعلة في الساحة العراقية مهما في طريقة التخلص من الاحتلال وهذه الهيمنة عن طريق المقاومة السياسية في الوصول إلى الهدف النهائي بخروج قوات الاحتلال من العراق وتنظيم العلاقة عبر معاهدة تضمن استقلال وسيادة العراق وحريته في التصرف بخيراته وخاصة النفط .....
العراق ليس البلد الوحيد الذي تعرض إلى الاحتلال وإنما هنالك لدينا شواهد عديدة لاتزال في الذاكرة مرت بها الشعوب ، خذ مثلا الشعب الألماني بعد انهيار النظام النازي على يد الحلفاء وتقسيم ألمانيا إلى ألمانيا الشرقية وألمانيا الغربية ولان الشعب الألماني شعب حي استطاع أن يجتاز المحنة ويتوحد من جديد وتصبح ألمانيا من الدول المتقدمة .....
خذ اليابان ضربت بالقنابل النووية وأزيلت عن الوجود اثنين من مدنها وأعلنت استسلامها إلى الحلفاء دون قيد أو شرط وبشروط أملاها المنتصر عليهم هل بقي اليابانيون يندبون حظهم العاثر أو شمروا عن سواعدهم وبالدبلوماسية الهادئة استطاعوا أن يتخلصوا من الاحتلال وآثار الحرب وكان الهجوم المقابل لليابانيين هو الإنتاج الصناعي الذي أذهل العالم ودخل الياباني إلى كل بيت في الكرة الأرضية عن طريق سلعهم ذات المواصفات الرائعة ...
في بلادنا صحيح بلدنا محتل والهيمنة الأمريكية واضحة ولكن هذا ليس نهاية الدنيا فأمامنا الشواهد سالفة الذكر من تجارب الشعوب التي مرت بمثل ما مر به شعبنا ..
بماذا تفرق عنا شعوب العالم إننا نساويهم إن لم نكن أفضل منهم حالا في توفر خيراتنا وعمقنا الحضاري الذي يمتد إلى ستة آلاف سنة وشعب توحد واجتاز الامتحان الصعب وبانت بشائر النصر تلوح في الأفق القريب



#خضير_حسين_السعداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اذاعة بغداد والانقلابات العسكرية
- حواء البرلمانية والمهمات الصعبة
- نصفق اولا نصفق للمعاهدة العراقية الامريكية
- سلم الرواتب الجديد وهواجس التضخم
- العشائر والسلاح في جنوب العراق
- العراق وسايكس بيكو الامريكية
- عرس في قرية جنوبية
- المرأة العراقية والعيد العلمي
- نحن وارقام جينز القياسية
- حواء العراقية واللون الاسود
- غياب وهروب التلاميذ والطلبة من المدارس اسباب ومعالجات
- اسلام الجوهر واسلام المظهر
- العقاب البدني في المدارس واثره في بناء الاجيال
- من كل فج عميق
- المرأة والمهن الشعبية في العراق
- الاتراك والحلم الانكشاري العتيق
- المرأة في جنوب العراق في الالفية الثالثة
- ماركريت حسن.....و ذؤبان العرب
- الوحدة العربية واخواتها
- الجذب المغناطيسي لكرسي حاكم عربي


المزيد.....




- ماذا قالت المصادر لـCNN عن كواليس الضربة الإسرائيلية داخل إي ...
- صافرات الإنذار تدوي في شمال إسرائيل
- CNN نقلا عن مسؤول أمريكي: إسرائيل لن تهاجم مفاعلات إيران
- إعلان إيراني بشأن المنشآت النووية بعد الهجوم الإسرائيلي
- -تسنيم- تنفي وقوع أي انفجار في أصفهان
- هجوم إسرائيلي على أهداف في العمق الإيراني - لحظة بلحظة
- دوي انفجارات بأصفهان .. إيران تفعل دفاعاتها الجوية وتؤكد -سل ...
- وسائل إعلام إيرانية: سماع دوي انفجار شمال غرب أصفهان
- صافرات الإنذار تدوي في شمال إسرائيل وأنباء عن هجوم بالمسيرات ...
- انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية ومسؤول أمر ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خضير حسين السعداوي - العراق من النفوذ السوفيتي إلى الهيمنة الأمريكية