أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - تحسين كرمياني - في حدثين منفصلين














المزيد.....

في حدثين منفصلين


تحسين كرمياني

الحوار المتمدن-العدد: 2449 - 2008 / 10 / 29 - 08:59
المحور: الادب والفن
    


[ربما ستقول إنّي إنسان حالم/لكني لست بالوحيد../أمل أنك ستنظم إلينا يوماً من الأيام/وسيغدو العالم واحداً..]..(ت.إيروس بالديسيرا)
***
..(ما هو مشاع في زقاقنا )..!!
..هي فتاة..حباها الله بصمت وديع ومنحها عينين لا تملان الدموع ..!!
***
(سيرة متواضعة وربما مختزلة)..!!
..قتل أبوها في الحرب وهي في الثانية من العمر..!!
..تزوجت أمها من عسكري وهي في الخامسة من العمر..!!
..قتل زوج الأم في الحرب وهي في السابعة من العمر..!!
..تزوجت أمها من شاب طمع في أموال الشهيدين وهي في التاسعة من العمر..!!
..لعب الشاب لعبته وتزوج من فتاة أحبها وهي في الحادي عشر من العمر..!!
..ظلّت أمها تتنقل من زوج لزوج ويوم ماتت تحت عجلة مركبة كانت هي في التاسعة عشر من العمر..!!
***
حدث أوّل..!!
(1)
..ظلّت..مثلما مرّت لياليها واجمة،كل حلم منفلت يرفض الولوج إلى روحها،تقلّب أوراق السماء،تريد من يوقف نزيف الروح ويخمد طوفان الهوس المتنامي فيها،وعند انبلاج الصبح،تقضي وقتاً قبل أن تجد طائر الوسن يسكن عينيها،لقد وجدته من بعد كبوات،فتى أحلام،شاب سكن الزقاق،فكرت أن تلجمه وتزيح به إخفاقاتها المتلاحقة،توقف لحظة رآها واقفة بباب البيت،كان يحمل حفنة كتب وهو في طريقه إلى مدرسته،اقترب منها وهمس،أفقدها سحر عينيه رشدها،قابلته وتبادلا بعض حوار وكثير صمت ورسالتين قبل أن يختفي وسمعت أنه غادر البلد لتكملة دراسته،نامت على موعدٍ لذيذٍ طال..!!
***
(2)
وقفت أمامه،ليس هو من تعرفت عليه،عشر سنوات وهي تصطلي على نيران لهفة وأمل،ملامح باردة وعينان لا تريان بوضوح،لقد سمن كثيراً وشاب قبل أوانه،فتى أحلام صار فتى كوابيس،ظل يسكنها طيلة سنوات تغربه عن البلاد،ورفضت فرص زواج نادرة،وظلت تنام على سرير لا يبلى،في الليل تلقي بمرساتها إلى متاهات تعود منها عند الفجر وهي تنوء بثقل أجفان،وفي النهار لا تني تترنم بآمال ورغبات تنمو وتأخذها صوب اليوم المأمول،ها هو يقف وهي تقف أمامه،ليس من لهفة أو رغبة ولا حرارة في قسماته،كتلة ثلج آيل للذوبان،تمالكت على نفسها وراحت تنحت غضبها فيه وهي تلتهم بعينيها امرأة ثلجية الروح والجسد،دمية أستوردها من ديار الغربة وراح يتباهى بها وهو يقدمها لمن حضر احتفال عودته،كتمت ما أعتمل فيها وكظمت غيظها واندفعت خارجة كمجنونة..!!
***
(ملحق)..!!
قالت امرأة:
ـ مسكينة كلما أحبت شخصاً،لعب عليها وغاب..!!
قالت أخرى:
ـ يبدو أن حظها مثل حظ أمها،صارت تبدل خيبات كما كانت أمها تبدل رجال..!!
قالت ثالثة:
ـ لو كنت مكانها لقذفت نفسي في النهر وتخلصت من هذه الدنيا اللئيمة..!!
***
(ملخص ما جرى لها في حدث رقم واحد)..!!
بعدما فشلت في كسب ود الفتى،عادت إلى غرفتها وكما كانت تفعل سابقاً بكت بصمت في محاولة إزاحة ما في أغوارها من ترسبات هموم،وقفت أمام المرآة وأطالت التحديق ثم استدارت واتجهت صوب المغسلة،أزاحت قشور الألم وقررت أن تلقي بسنارة حظها من جديد إلى بحر الطريق..!!
***
(حدث رقم أثنين)..!!
(1)
وقفت وموج التردد يلعب بها،كان الماء يغربل المسافة الفاصلة بينهما،كانت تنثر دفعات هلعها وما توالد جرّاء لهاثها وهي تنطلق صوب النهر،تأرجحت ما بين رغبة ملحة وخوف متنامي،قرار وجدته مناسباً،ليس ثمة حل آخر،صارت الدنيا ظلام وروحها لم تعد تحتمل،اندفعت تركض وكلها رغبة أن تنهي جدل تعاسة جثمت مذ صارت نطفة ثم طفلة ثم فتاة مسكونة برغبة واحدة أن تجد من يناصفها الفراش،لم تستطع كبح جماح الغضب وهي ترى رجلاً واعدها أن يلملم ما تبقى منها ويبني لها كما ترغب داراً للسعادة،وجدته يمشي وكله أحلام ومعه امرأة من نار،انسحبت وظلت تنتحب بصمت، يومان وهي تشعر بكوابيس لا تدعها أن تزيل تكلسات الموت المتراكم في أغوارها،قامت وكسرت المرآة لحظة رأت ذبولها،حطمت مغسلة البيت،لبست عباءتها ومشت وراء ضوء يناديها،حلم يترنم ويمشي،ساحر وجاذب،وجدت ماء يراوغ ويرقص،ريح تدحرج رغبات لكم لهثت من أجلها،سرور يسبح فوق بساط يتماوج،شيء ما مسها وسكنته،حلّقت عالياً وهبطت في دنيا جديدة..!!
***
(2)
رأته من كثب ولم تعد تحتمل منظره،كان يتراقص،ورغبت أن تشاطره الرقص..!!
***
(ملحق له صلة)..!!
كانت في الخمسين،تقدم إليها رجل متزوج أقسم أنه عشقها،ولمّا عرفت الزوجة بما يجري من وراءها،دست السم في طعام زوجها وحين همد قامت في جنح الليل ونقلت جثته إلى النهر..!!
***
(ملخص ما جرى)..!!
كانت لا تحتمل رؤية الزوجة،كلما تمر تشعر أن نمراً يمد مخالبه في رغبة لخنقها،صارح الزوج زوجته وتقبلت كلامه،شهود أكدوا أنها وافقت على ذلك،لكن الزوج اختفى بعد ليلتين من مكاشفته لزوجته..!!
***
(ما تناثر من حكايات)..!!
ـ أنا سمعتها وهي ترغب بزواجه منها طمعاً بأملاكها..!!..(قالت امرأة)..
ـ لا بد أنها سبب هروبه من البيت..!! (قالت أخرى)..
ـ الغد سيأتي بما هو خافي..!!( قالت ثالثة)..
***
(ما روته خادمتها)..!!
كانت تجلس على الشرفة،عصف ريح،حاولت أن أسحبها لكنها أبت،كانت تبكي وهي تشكو غيّاب الرجل الذي واعدها بالزواج،يومان وهي خارج الزمن،وحين جلبت لها شالها،قذفته ودخلت غرفتها قبل أن تندفع إلى خارج البيت..!!
***
(ما هو نهاية)..!!
لحظة هربت لتنتحر،ترددت وكادت أن تستعيد صوابها لولا أنها رأت جسداً يدحرجه الماء،فقدت توازنها وألقت بنفسها إلى اللجة الثائرة..!!
***
(ملحق آخر)..!!
** تم العثور على الخطيب منفوخ الجسد وتم اكتشاف السم الذي دس في طعامه متوغلاً إلى عروقه..!!
** الفتاة ما تزال تجلس بباب البيت،كثيرات من النساء يتصورن أنها لمّا تزل تبحث عن وليمة جديدة أو صيد آخر كما يسميه البعض منهن،لكن ما هو يسكنها سؤال كل يوم تجلس في عتبة الباب تبحث عن أجابه له :
ـ لماذا يرفضني البشر والقدر..!!
***



#تحسين_كرمياني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حفيد العاشق محروس
- مضت ساعات الندم
- براءة اكتشاف..البرلمانيون لا يقرؤون
- صبر العراقي..أيّوبي
- الجنود لا يتحركون ليلاً
- هل قلت شعرا
- ولد روائياً
- ثغرها على منديل//قصة قصيرة//
- يوم أغتالوا الجسر //قصة قصيرة//
- سراب..أو..ترنيمة لغزالة القلب//قصة قصيرة//
- كلب الأمبراطور وقصص أخرى
- الرقيب الداخلي
- من أجل صورة زفاف//مسرحية//المشهد الأول
- من أجل صورة زفاف//المشهد الثاني//
- من أجل صورة زفاف//المشهد الثالث//
- من أجل صورة زفاف//المشهد الرابع//
- من أجل صورة زفاف//المشهد الخامس والأخير//
- هل لي أن أتكلم قليلاً بوضوح
- نرجس وقنابل
- شاعر البلاط الرئاسي


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - تحسين كرمياني - في حدثين منفصلين