أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - تحسين كرمياني - من أجل صورة زفاف//المشهد الثالث//















المزيد.....

من أجل صورة زفاف//المشهد الثالث//


تحسين كرمياني

الحوار المتمدن-العدد: 2428 - 2008 / 10 / 8 - 04:41
المحور: الادب والفن
    


المكان : (غرفة ..إضاءة شاحبة ..الجدران متآكلة ..عليها كتابات متعرجة ومبتورة ..ذراع يمتد من منتصف السقف وهو بقايا لمروحة مخلوعة ..باب حديدي في منتصفه بموازاة عيني إنسان فتحة صغيرة بمغلاق ..الأرضية كونكريتية داكنة ..)
الزمان : (الساعة الرابعة من فجر يوم الجمعة )..
***
( ترفع الستارة ـ 1 ـ يذرع الغرفة ذهاباً وإيابا ـ 2 ـ يحدق بغضب باتجاه الباب وهو يجلس القرفصاء ظهره على الجدار الموازي للباب ـ 3 ـ يستلقي على ظهره على قطعة كرتونية شابكاً كفيه تحت رأسه وهو ينحت بصره في السقف ـ 4 ـ يتكور لصق الجدار من جهة اليمين .. رائحة كريهة تزكم الأنوف ويمكن إبراز ذلك من خلال لجوء الشخوص إلى وضع مناديل على أنوفهم بين لحظة وأخرى..الوجوه متعرقة ..تسمع أصوات عيارات نارية متقطعة من مناطق متناثرة ..)
1: من أين يأتيني النوم ..
2: ( يدير رأسه ) أصبر كما صبرت في ( مجموعة الصولة ) ..
1: أرجو أن لا يسمعوا شيئاً عن مواهبنا ..الشرطة عدوة المسرح ..
2: ألا ترى أن نبوءتك قد تحققت يا (1) ..
1: يكفي إلى هذا الحد أرجو أن لا يستعينوا بمقتلع الأظفار وعصا الكهرباء ..
3: أرجو أن لا يعلقنا من أقدامنا ..
1: ( يشير بسبابته )..إن فعل ذلك أقسم أنني سأبصق بوجهه ..
2: أرجوك تتماسك ولا تنفعل كما كنت أمام بروفيسور ( مجموعة الصولة ) ..
4: ( يرفع رأسه ) ..أخوان ..لماذا نعقد الأمور إلى هذه الدرجة ..
2: (1).. يعشق الاستجوابات، لقن البروفيسور درساً افقده رشده وأنقذ تاريخي
المسرحي من التشويه والتهميش والنسيان ..
3: نحن أمام الحقيقة ولسنا أمام الورق لنتحدى كيفما نرغب ..
1: وما الفرق ..لن أحيد عن مبدئي في الحياة ولن أخدع القارئ أو المشاهد كما
يحلو للبعض ، موجز كلامي، لن أرضخ لأية سلطة تجافي الحقيقة ..
4: دعونا نفكر بالخروج من هذا الدهليز أولاً ..
2: يا ترى من أين أتوا بتلك الزمرة ..
1: شممت من أسمالهم رائحة دماء زكيه ..
3: للحق أقول ،خشيت أن أنظر إليهم ..
2: يبدو أنهم لصوص ليل ..
1: أرغب أن أفتعل ضجة ..
3: أرجوك ليس بوسعنا أن نتحمل الأذى ..
1: وهل تريدونني أن أسكت على هذه الإهانة ..
4: غداً سنعرف القضية كاملة ..
1: أي غد..ألم تسمعه يقول حتى يوم الأحد ..
2: علينا أن نرسل أخبارنا إلى أهالينا ..
1: ( يتوقف)..من يحمل النقود في جيبه ..
3: وماذا تفعل بالنقود ..
1: هات خمسة آلاف ..
3: (يخرج رزمة من جيبه ..يعد خمسة ويناولها إلى 1 ) هل يكفي خمسة ..
1: ( يقترب من الباب ، يراقب قليلاً قبل أن ينقر نقرات خفيفة ) من فضلك
لدي كلام معك ..
( يفتح شباك صغير وسط الباب )
صوت : ( بخفوت ) ..ماذا تريد ..
1: خذ هذا عشاؤك ..
صوت : ماذا وأين حصة عمي ..
1: لك كل ما تريد ، فقط أريدك أن تتصل بهذه الأرقام وتخبرهم بما جرى ولك الأمان
والكتمان ..( يناوله قصاصة ورق )..
صوت : على أتم العجلة ..
( يعود ـ 1 ـ ويجلس قرب ـ 2 ـ )
2: وماذا عن ( 3) من يوصل الخبر إلى زوجته ..
1: لابد أنها عرفت الخبر من جماعتنا في الاتحاد ..
3: ربما سيخبرها ( 5 ) بذلك ..
4: المدينة كلها عرفت قضيتنا ..
1: ولكن لا أحد يعرف أننا أبرياء وفي إيّ دهليز نقبع ..
2: علينا أن نوصل الخبر إلى الصحافة وإلى مكتب السيد وزير الثقافة ..
1: لابد أن ( ألف )..سيقوم بالمهمة على أكمل وجه ..
3: لا تنسوا اليوم (خميس )..ونحن دخلنا يوم (الجمعة) ..
1: سننتظر ..
( أصوات أقدام..يفتح الباب ..يدخل الشبان الخمسة ..يغلق الباب )
2: ( يهمس ) لنتجنبهم ،يبدو أنهم من الأشرار ..
1: ( هامساً ) ..لأجس نبضهم ..
3: أرجوك دعهم ..
1: ( يرفع صوته ) ..يبدو أنكم أطلقتم النار ..
واحد : نعم ..
1: أدخلتمونا إلى هذا القبر ..
واحد : وما دخلنا بكم ..
1: أنتم سبب وجودنا هنا ..
واحد : وهل أنتم من جماعتنا ..
1: أية جماعة ..
واحد : ولم جاءوا بكم إلى هذا المكان إذاً ..
1: كي نبوح بأسمائكم ..
واحد : ( بغضب )..إذاً أنتم سبب اعتقالنا ..
4: لكننا لا نعرف أسمائكم ..
واحد : وكيف اهتدوا إلينا إذاً ..
2: لابد من مصادفة ..
1: لم أطلقتم النار ..
واحد : نفذنا الأوامر ..
3: أوامر ..أوامر من ..؟؟
واحد : أننا نادمون أخوان ..
1: وما نفع الندم بعد أن أسقطتم الفأس على رؤوسنا ..
واحد : صدقونا أننا خدعنا والآن يأكلنا الندم ..
2: وهل قلتم الحقيقة للعقيد ..
واحد :نعم اعترفنا بكل شيء ..
1: ماذا قلتم ..
واحد : أنا اعترفت ..
4: ماذا قلت ..
واحد : قال أنني أطلقت النار ..
2: لم تفعل مثل هذه الأمور ، تعرض حياة الناس للخطر وتدخل نفسك في المهالك ..
واحد : قلنا لكم أننا نفذنا أوامر ..
( نقرات خفيفة على الباب..يهرع 1 )
صوت : 1 أين 1 ..
1: أسمعك ..
صوت : زوجتك اتصلت بالوزير وتقول القضية سيتدخل شخصياً فيها ..
1: وهل اتصلت للآخرين ..
صوت : نعم وأعتقد أن هناك رجال مهمين سيزورونكم غداً أو بعد غد ..
1: أشكرك ،حين أخرج سأكبر لك صورتك الشخصية ..
( يعم الصمت بعد أن ينسحب الصوت..الخمسة
يستلقون على بطونهم ويخلدون للصمت .. )
2: لنرتح قليلاً ..
3: داهمني النعاس ..
1: لم يبق من الليل سوى هنيهات ..
3: أنا سعيد كوني معكم ..
4: من أسير في (إيران).. إلى سجين في (مدينة باء)..لكم أنا تعيس الحظ ..
2: أتتني فكرة مسرحية ..
1: وأنا بدأت أفكر بموضوعة تخص أدباء السجون ..
4: أما أنا ..سأكتب قصيدة حول هذه المأساة ..
3: ربما سأفرد فصلاً خاصاً عن هذه القضية في روايتي القادمة ..
2: هذه المرة سأبتعد عن الرمز وأصب جام غضبي علناً على كل مسيء ..
3: اسمحوا لي أن أنال قسطاً من الراحة وأبلور الفكرة في رأسي ..
4: وأنا أيضاً أرغب أن أنام قليلاً ..
3: هذا المكان يذكرني بنتانة الملاجئ ..
2: لا تلوث ذاكرتنا من جديد بحروب الهزيمة ..
4: أنا كنت من الشاهدين على أقسى هزيمة ..
1: دعونا نجابه هذه المعركة ..
2: سنكسبها ..
3: لم أدخل معركة وخرجنا منها رابحين ..
1: سأقاوم حتى النفس الأخير ..
2: أنت قائدنا يا ـ1ـ ..
4: يبدو أننا نسينا النوم ..
2: ( 3 )..أرجعنا إلى عصر الملاجئ ..
3: قلت هذا المكان يشبه ملجئاً ..
1: ( يجلس ويتمدد )..سأحاول أن أنام ..
4: لننام وراءنا نهاراً طويلاً ..
2: أنا مشغول في كتابة مسرحيتي الجديدة في ذهني ..
3: ذاكرتي مقفلة الآن ..
4: سأحاول إن لم أنم كتابة قصيدتي ..
1: (يستلقي على ظهره ..يرفع نظارته ) أما أنا ..يجب أن أنام ..يجب أن أنام ..
ليس في ذهني سوى مقاومة هذا الظرف اللامتوقع ..
( إظلام مباشر وبصورة مفاجئة مع ضربة موسيقية مباغتة )


( ستارة ..)



#تحسين_كرمياني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أجل صورة زفاف//المشهد الرابع//
- من أجل صورة زفاف//المشهد الخامس والأخير//
- هل لي أن أتكلم قليلاً بوضوح
- نرجس وقنابل
- شاعر البلاط الرئاسي
- أراد أن يأكله الكلب..//مونودراما//
- سيرة يد
- احتفاء بموت عصفور
- رجل الفئران
- اندحار قلاع الصبر في(جولة في مملكة السيدة..هاء..)لعدنان حسين ...
- قراءة في قصة(أحماض الخوف)ل(جليل القيسي)
- لا كلب ينبح بوجه مولانا
- ما رواه عبيدال//قصة قصيرة
- من أجل سلّة رغيف
- أحزان صائغ الحكايات..حين يفضح النقد أسرار السرد
- خوذة العريف غضبان//مونودراما//
- مواسم الهجرة إلى الأمان
- تلك من أنباء القرى التي أنفلت
- الرابح يأتي من الخلف
- ربّاط الكلام


المزيد.....




- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - تحسين كرمياني - من أجل صورة زفاف//المشهد الثالث//