أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - تحسين كرمياني - مواسم الهجرة إلى الأمان















المزيد.....

مواسم الهجرة إلى الأمان


تحسين كرمياني

الحوار المتمدن-العدد: 2405 - 2008 / 9 / 15 - 09:36
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


المهاجرون لم يهاجروا إلاّ من أجل صناعة الحياة،يوم رافقوا رسول البشر(صلعم)في رحلته الجهادية كي يغرس شجرة الإسلام المباركة في مكان مكين وأمين،خارج أرض الله الطاهرة(مكة المكرمة)،في فيحاء(المدينة المنوّرة)بعيداً عن تطفل(القرشيين)،وكلهم يقين أن ثورتهم شجرة عالية فرعها في السماء وجذعها ثابت في الأرض،آتية من دون ريب أكلها ولو بعد حين،عبر التأريخ الطويل للبشرية،أقوام كثيرة تجشمت عناء الأهوال والخطوب أثناء الهجران عن مواطنها حتى اندرجت حكاياتها ضمن كتب الأساطير والخوارق نقلتها أقلام مبدعة ونظيفة كي تغدوا مواثيق حياة لمن يعتبر،شعوب بحثت عن الكلأ أوان جفوة السماء لأسباب منها غيبية ومنها تتعلق بطبيعة وصفات تلك الأقوام في تعاملاتها اليومية،مضت تشق مسارب الأرض بحثاً عن الماء والقوت،شعوب هربت من مكامنها،كونها حاضنات زلازل وبراكين تحصد كلما تجمح أرواح وموجودات،شعوب وجدت المناطق الحدودية(قعود خسران على النيران)جراء المناوشات العسكرية المتكررة للبلدان(المتحاددة)من أجل أشبار رمال أو هوس الجنون في رؤوس غير أبهة بما تترتب من نتائج جرّاء غرائزهم الحيوانية فيما بعد،شعوب هربت من قسوة الدول الجوار،جرّاء إيواء مناوئين ومعارضين لسياسة بلدهم،كل تهجير لابد وراءه سياسة رعناء ما لم يتعلق الأمر بنضوب مصادر القوت أو بحثاً عن حياة أفضل، والتهجير القسري ورقة غير معتمدة على طاولة(مجلس الأمم المتحدة)طالما دستورها المعلن يتعامل بالمزاج والمصلحة الخاصة للبعض في تعاملها مع الأحداث العالمية الإنسانية،والتي هي رسالة مقروءة للجميع،لأن لا وجود لهكذا(مجلس)لو تم تعمير الأرض وتطبيب نفوس البشر من هلوسات العرقية والطائفية بوسائل غير العنف وتغيير الحكومات تحت شعار تخليص البشر من نير العبودية أو الدكتاتورية،وربما أقرب ما يحصل على أرض الواقع ما جرى في(لبنان)وما يجري في (العراق)،ألم يتمكنوا من احتواء الأزمة قبل بدء مساجلات التدمير العشوائي للمدن والتهجير البشري قبل أن تقوم(بالاستجداء)تحت عنوان المعونات الإنسانية لهم،معايير لا تتشابه وموازين مختلة دائماً وأبداً،وتحت هذه الحراسة الهشة لمن للسلام يجتمع،ستظل شرائح من الناس تغادر أرض الطفولة وتترك ما قامت بتأسيسه بسنوات بلمحة بصر،طالما هناك دول غير مشمولة بقرارات الحصار أو التفكيك أو التبديل السياسي،وهي في وضح النهار(تلعب لعب)من قتل وتشريد وإقصاء لشرائح تراها غير مندمجة مع أهدافها،كل سياسي يحاول حين يتربع على عرش كرسي السلطة،أن يجري مسحاً شاملاً بغية تغير(ديموغرافية)المدن وجلو القلوب من عقائدها،ونسف ما تراكم في الأذهان من تراث تليد بالنسبة له،يؤسس لثقافة الخراب،عبر وسائل شيطانية تنفذها أزلام جاهزون لكل فعل مهما كان بغية كسب ود سيدهم ورضاه والفوز بمناصب وكنوز،تقام حفلات تهجير علناً تحت مسميات شتى مقنعة رغم أنف الرعية،تحت أنظار العالم وسكوتهم،وربما يتم فرض الرقابة الصارمة على كل من يروّج عبر وسائل الإعلام لذلك الفعل كونه يمس مصدر رزق الدولة وعلاقتها النشطة مع(الرئيس)الجديد للبلد العنيد،تستمر عمليات الترحيل لفئة أخرى يراه(حامي حمى الجميع)ملائمة لسد الفراغ في تلك الرقعة(المؤنفلة)بعد وسائل تشجيعية من مال وقطعة أرض ومناصب في الدوائر الحكومية،تتبدل الثقافات وتتلوث بوسائل تدميرية مهيأة في فكر(علاّمة)زمانه،ها هم العراقيون يهاجرون رحلة الحرب والسلام،مع وجود عوارض غير قانونية أو مصاغة من لدن الساسة،بل هي قرارات ارتجالية غير مدروسة،تؤسس لفك ارتباطات الطوائف والقوميات مع البعض بعضهم،قرارات تقرها لجان تستعمر وحدة إدارية أشبه ما تكون سياسة التعريب والتهويد والتتريك والتفريس سيئات الصيت،في وقت باتت الحكومة الراهنة،تفعل ما بوسعها لتبسط ذراعيها على أوسع ما تستطيع كي تتصالح مع الرافضين أو الطامعين بكعكة العراق الدسمة،كي يتم المحافظة على ما تبقى من ماء الوجه للشعب،والبدء بعملية تيسير السفينة إلى بر السلام،نجد أن البعض منّا يكتشف نفسه راحلاً تحت تهديد ورقة ربما يلقيها جار حسود أو حاقد،أو متطفل ظلّ يضمر في قلبه شراً قديماً آن أوان تصفية حسابه،وليس غرابة أن نقل أوراق ألقيت إلى عائلات لأنها رفضت إعطاء بناتها لأبنائهم زوجات،وأخرى هاجرت بعد(عيش وملح)بسبب خصومات بسيطة بين الأطفال جرت تسويتها قبل حين من الدهر،لكن القلب الجاهل يبقى خارج أسوار التسامح والنور الساطع،يحلو له إفراز ما هو ينافي الأخلاق والأعراف والقيم والأصالة،تم تهجير عائلات تتنزه بكنس(سيانة المحلة)لأنها بيوت بلا قاذورات،أو أنها تستعمل الوسائل الحديثة في رمي حاجاتها الفائضة عكس البقية التي ترميها وسط الأزقة والشوارع من باب الجهاد والتحدي ووقف المسيرة،ترى هل من وسيلة توقف النزف الحاصل في المدن المتداخلة الأعراق،ولم لا تكن فكرة(الأقاليم)بعد توضيح آفاقها وتفهيم الناس بنجاحاتها في بلدان كثيرة،شريطة أن تكون الفكرة مرتبطة وفق قانون يسن ويضاف إلى الدستور بـ(المركز)كي ترتاح ضمائر الحائرين،وربما هو الحل الملائم للمرحلة الآنية لتقليل وتذليل العقبات العصية،كي تتفرغ الحكومة لما هو لاحق ونافع لبناء مؤسسات الدولة والمجتمع المدني،وإعادة النظر بجدولة الديون المترتبة بذمتنا،وتخليص دوائر البلاد من الأيدي القذرة اللانزيهة والتي هي سرطانات تفتك بصحة المجتمع،وربما تدفعنا الفكرة للهيمنة على منافذ الأزمات وتبسيط الأمن وتيسير أمور الناس وتوفير متطلبات عيشهم بيسر طالما تصبح الرقعة الجغرافية ممكنة السيطرة عليها وتنظيفها من العابثين،رغم زوال مروجو فكرة تدمير(الديموغرافية)نجد العراقيين يواصلون الهجرة،شمالاً من تقبله الوحدات الإدارية المستقرة نوعاً ما،وجنوباً من تؤهله طائفته ليكون وافداً معززاً مكرماً بينهم،أو من يجد(الخارج)ملاذاً آمناً،طالما يمتلك من الموارد المالية ما يوفر له العيش الرغيد،عقول علمية وأدبية تتشرد إلى المنافي،بحثاً عن لقمة طعام وفسحة أمان،جراء إهمالهم أو إقصاءهم من العملية السياسية وعدم الاستجابة لمطالبهم المشروعة،والتي لا تتعدى فسحة(أمان)،غادروا غير مأسوفين طبعاً،رافعين شعار(أرض الله الواسعة)والأرزاق بيد رب العباد..!!



#تحسين_كرمياني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تلك من أنباء القرى التي أنفلت
- الرابح يأتي من الخلف
- ربّاط الكلام
- أين موقع أنكيدو
- شاعر البلاط الرئاسي
- من كتاب اللعنات
- تحقيق الرغبة في رواية(غسق الكراكي) لسعد محمد رحيم
- إلى ذلك نسترعي الإنتباه
- الأوراق لا تأتي في خريف الرغبات
- رب نافعة ضارة أيضاً
- امرأة الكاتب العراقي
- الصديق الأخير
- فن النصر
- بيت كاميران
- أصطياد فأر....مونودراما
- غريب الدار
- حتى انت يا جمعة
- موت الواقع في رواية (موت الأب) لأحمد خلف
- السيرة الدرامية للمبدع(محي الدين زه نكنه)في كتاب ل(صباح الأن ...
- جمال الغيطاني في(حرّاس البوابة الشرقية)هل دوّن ما رأى أم سرد ...


المزيد.....




- بايدن لـCNN: لن نورد أسلحة لإسرائيل إذا دخلوا رفح.. ولم يتجا ...
- بصور أقمار صناعية.. كم تبعد المساعدات الإنسانية عن غزة؟
- سفير إسرائيل بـUN يرد على تصريحات بايدن لـCNN
- -حماس??بايدن -.. بن غفير يهاجم بايدن ولابيد يعلق: إذا لم يطر ...
- تعرف على التاريخ المثير للجدل لنقل الشعلة الأولمبية
- -كان قرارا كارثيا-ـ غضب في بايرن إزاء طاقم التحكيم أمام الري ...
- العرض العسكري.. روسيا تحيي الذكرى الـ79 للنصر على النازية (ف ...
- مواطنون روس ينظمون مسيرة -الفوج الخالد- في لبنان ومصر (فيديو ...
- أنقرة: تركيا الدولة الأولى في تقديم المساعدات الإنسانية لغزة ...
- لابيد يدعو نتنياهو إلى إقالة بن غفير


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - تحسين كرمياني - مواسم الهجرة إلى الأمان