أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - تحسين كرمياني - حتى انت يا جمعة














المزيد.....

حتى انت يا جمعة


تحسين كرمياني

الحوار المتمدن-العدد: 2380 - 2008 / 8 / 21 - 01:13
المحور: حقوق الانسان
    


شاعت طرفة في زمن ليس ببعيد أن حلاّقاً وضع على باب محله(الثلاثاء جمعتنا)،حدث ذلك في زمن كان لكل مهنة قدسيتها،وكان يوم(الثلاثاء)عطلة للحلاقين آنذاك،ويوم (الاثنين)تم تخصيصه للمصورين،بطبيعة الحال كنّا نضحك لتلك الطرفة ولا نعرف مدى صحة الموضوع من درجة تلفيقه،تمر الأيام وتطفو على سطحها كل ما هو ينافي ما تعلمناه أو وجدناه قانوناً أخلاقياً نتوارثها أبناً عن أب،واليوم بدأت المنافيات تشغل حيزاً من الحقائق،بل راحت تزيح الثوابت الثمينة من كتاب حياتنا،كنّا نمتلك يوم(الجمعة)كعيد مصغر،فيه نستريح من عناء أيام(ستة)مضت كما أرادت أن تمضي رغماً عنّا،فيه نغيّر لون غدائنا،نستحم كما كنّا نفعل ليلة العيدين،نقلّم أظفارنا،نتطيب بالعطر الفوًاح،نزور أقاربنا وأصدقائنا،نزحف إلى الأسواق للتبضع،وهو يوم مزدحم في أي سوق تدخله،لا تلحق المركبات في(الكراجات)تلبية زحف حشود المسافرين إلى العتبات المقدسة،ناهيك عن الجموع التي تتسربل بلباس الإيمان كي تؤدي من غير انقطاع فريضة(الجمعة)،التجار فيه يتبضعون،الموظفون يستريحون من عناء العمل،الطبقة المثقفة تذهب إلى(بغداد)من أجل لقاء الكوكبة المتنورة،مثقفون وأدباء،يتم تداول آخر أنباء الثقافة ودلق سلال الهموم والغبن الحاصل جراء رفض نتاج ما،يتم مناوشة مسئولي الصفحات الثقافية ما تم إنتاجه خلال الأيام(الستة)المنصرمة،في مقاهي(الشاه بندر وحسن عجمي والزهاوي)أو بين تلال الكتب المتناثرة على الأرصفة،كنّا نفترس الكتب الزاحفة إلى أرصفة سوق(السراي)،بسعر زهيد ونلتهم(كبة البرغل)التي لم تعد ممتازة كما كانت بالأمس الذي ليس ببعيد،ما الذي حدث بين لمحة بصر وطرفة جفن،صرنا ننزوي في بيوتنا المظلمة بسبب عدم وجود(الكهرباء)،ليس ذلك ما أعني قدر تعلق الموضوع بحالة مستجدة،ظاهرة(اغتصاب)هذا اليوم من لدن سياسة(ممنوع التجول)،مما حدا بـ(مدير ناحية)بلدة أن يبتكر فكرة قد تكون إلى حدٍ ما مقنعة،هو تحويل سوق (الجمعة)إلى سوق(السبت)،قبل أن يتفاجئ في أول تجول له بوجود قطعة خطت بكلمات متعرجة على سياج السوق(قاطعوا هذا السوق أنه سوق اليهود)متخذاً من يوم السبت كيوم اليهود ذريعة لتحذير الناس من الدخول إلى سوق التجمعات للفقراء والمحتاجين والذين يتاجرون بالخردوات والأشياء القديمة لمجابهة الظروف المعيشية القاهرة،(مدير الناحية)أراد تيسير الحياة لناحيته استجابة لضرورة ملحة تفرضها الحاجة كي تتواصل الحياة ويستمر رزق الناس على الناس حتى إشعارٍ آخر،هذا الإعلان دفع زميل لي أسمه(جمعة)كنّا نناديه(أبو سبتي)أن يعلن أمام أهالي بلدتنا،أنه سيغير أسمه إلى(سبت)وطلب أن ندعوه من اليوم فلاحقاً بـ(أبو أحد)خشية أن يصادروه في أية سيطرة أو نقطة تفتيش ارتجالية بسبب أسمه،كون(يوم الجمعة)أصبح يوم سبات إجباري بعدما تم حظر التجوال فيه،عزاءنا أننا ننسلخ شيئاً فشيئاً من أشياءنا الأليفة،وبدأنا نخسر مراسيمنا المبهجة لجمعتنا المسكينة،خسرنا اللقاء بالأحبة والأهل،اللقاء بالمثقفين وشراء الكتب،وتم وقف رزق شريحة كانت تكسب يوم(الجمعة)رزق أسبوع بحاله،ليس ذلك فحسب صرنا نفقد حلاوة(صلاة) هذا العيد الصغير، وأخشى ما أخشاه أن يبرز صاحب صوت جهوري مستغلاً الوضع المتردي وينادي بجهر القول أن طقوس يوم(الجمعة)سيتم تحويلها إلى يوم(السبت)والخشية الكبرى أن ينفلت أحدهم وينادي(يا أيها الناس أذا نودي للصلاة من يوم(........)فذروا البيع..)ناسفاً ما جاء في الكتاب المقدس،طالما العقول متهيئة لاستقبال كل ما هو نافع ومفيد لمجابهة الحياة،فالـ(سبت) عارضوه يوم أعتبر عطلة رسمية كي تتماثل أيام أعمالنا مع أيام أعمال العالم ، للضرورة الملحة ومتطلبات المرحلة الحاسمة ، وكانت تلك بداية النهاية لتراثنا..!!



#تحسين_كرمياني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موت الواقع في رواية (موت الأب) لأحمد خلف
- السيرة الدرامية للمبدع(محي الدين زه نكنه)في كتاب ل(صباح الأن ...
- جمال الغيطاني في(حرّاس البوابة الشرقية)هل دوّن ما رأى أم سرد ...
- بين دمعتي(احمد خلف)و(حسين نعمة)دمعة كاذبة
- القارة الثامنة
- الرجل الذي أطلق النار
- في حوادث متفرقة
- مسرحيات مفخخة//حين يكون المبدع أداة مجابهة// محي الدين زنكن ...
- أينما نذهب ثمة ورطة
- إنهم يبيعون الإهداءات
- أغتيال حلم..أو شاعر آخر يتوارى
- تواضعوا..يرحمكم الله
- سيرة الدكتاتور..من الفردانية..إلى الأفرادية..
- بلاد تائهة..
- سر هذا الضحك
- من سيربح العراق
- لا تلعنوا آب رجاء..
- هل حقاً كاد أن يكون رسولا..
- ما الشعر
- لغة الثقافة ولغة السلطة..تاريخ شائك بالتحديات


المزيد.....




- بوريل يرحب بتقرير خبراء الأمم المتحدة حول الاتهامات الإسرائي ...
- صحيفة: سلطات فنلندا تؤجل إعداد مشروع القانون حول ترحيل المها ...
- إعادة اعتقال أحد أكثر المجرمين المطلوبين في الإكوادور
- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي للاشتباه في تقاضيه رشوة
- مفوض الأونروا يتحدث للجزيرة عن تقرير لجنة التحقيق وأسباب است ...
- الأردن يحذر من تراجع الدعم الدولي للاجئين السوريين على أراضي ...
- إعدام مُعلمة وابنها الطبيب.. تفاصيل حكاية كتبت برصاص إسرائيل ...
- الأونروا: ما الذي سيتغير بعد تقرير الأمم المتحدة؟
- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي بشبهة -رشوة-
- قناة -12-: الجنائية ما كانت لتصدر أوامر اعتقال ضد مسؤولين إس ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - تحسين كرمياني - حتى انت يا جمعة