أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - تحسين كرمياني - إنهم يبيعون الإهداءات














المزيد.....

إنهم يبيعون الإهداءات


تحسين كرمياني

الحوار المتمدن-العدد: 2371 - 2008 / 8 / 12 - 10:38
المحور: الادب والفن
    


//على الورقة ما بعد الغلاف..تسيل من قلم الفرح..قطرات المحبّة إلى الأحبّة//
حدثني ولا حرج الكاتب المسرحي والناقد(صباح الأنباري )..قال:لمّا كان الأستاذ المسرحي الكبير(محيي الدين زنكنة)..يتجول قرب المكتبة المركزية في بعقوبة ـ ذات يوم ـ جذبته كتب مفروشة على الرصيف، وجد إحدى كتبه القديمة بين العشرات من الكتب تبحث عن أيدي لإنقاذها من عيون المارة وغبار أحذيتهم،رغب أن يقتنيه ليهديه إلى زميل متلهف وشغوف للقراءة فلق رأسه من كثرة إلحاحا ته،تفاجئ حين وجد ـ على الورقة ما بعد الغلاف ـ هناك إهداء بخط يده إلى زميل عزيز جداً عليه،إلى هنا ينتهي كلام(صباح)..ولم نعد نعرف إن كان الزميل الجديد الراغب بمتابعة كتابات الكاتب هو نفسه الذي لم يحافظ على أنبل هدية وصلته من كاتب مرموق،في وقت باتت مقتنيات الكتّاب ومخطوطاتهم اليدوية من مؤلفات ورسائل وحتى تواقيع تباع بالمزاد العلني وتتسارع متاحف عالمية ورجال أعمال وفنانين للفوز ولو بشيء بسيط من إرث كاتب مات قبل قرن أو يزيد،أمّا الشاعر والمخرج المسرحي(بلاسم الضاحي)..الذي أضاع ردحاً ممتازاً من عمره وهو يقبع داخل زنزانات الأسر الإيرانية إبان السنوات المضاعة من عمر البلد، عاد وهو يريد أن يلحق بركب الثقافة التي حرم منها ذات هجوم همجي،وجد القاص والروائي(أحمد خلف )..يستحق أن يكون باباً غير ملوّث للبدء برحلة المتاعب،أشترى روايته(موت الأب)..وعاد من(بغداد)إلى (بعقوبة)فرحاً ولكنه تفاجئ حين وجد ـ على الورقة ما بعد الغلاف ـ هناك كلمات تشع بقلم(أحمد خلف )..إلى زميل مثابر يقرأ بشغف،أمّا حكاية وصول ـ الكتاب الهدية ـ إلى مكتبة محترمة،فسرها(بلاسم )دون أن يظنّ(بالمهدى إليه)..أيما ظن،لابد أن الزميل العزيز للكاتب لحظة قلّب الرواية لحظة استلامها ـ كما يفعل الجميع بغية تعريفها على الذهن ـ تيمناً بنظام العمل لجهاز الحاسوب، قبل قراءتها أكتشف أن هناك ـ خمسة عشر ـ صفحة لم ترغب أسنان المطبعة أن تمهرها بالحروف،قام وبكل بساطة من وراء طاولته كونه من منتسبي(دار الشؤون الثقافية العامة)وذهب إلى المخازن سحب نسخة من تلك الرواية الجاثمة بين مئات العناوين الغافية وهي تنتظر قدوم(البرابرة)..لتحسمها وتطرحها فوق الأرصفة بأثمان بخسة،وضع الزميل ـ نسخة الإهداء ـ بكل أدب بعد أن تأكد أن النسخة المبدلة خالية من الصفحات البييض،ربما هذا التأويل كان منصفاً ولم يكن ذلك الزميل ممن عصف بهم الجوع أو قام بتقسيم منزله إلى مشتملين واحدة للسكن والثانية لاحتواء جحيم الإيجارات وتوفير مصدر رزق ممتاز لمواجهة هجمات العولمة وتدفق الأجهزة الحديثة إلى السوق،مما حدا بنسخة الإهداء أن تبحر باتجاه تلك المكتبة بعدما حررت الزنازين الإيرانية واحداً ممن لم ينسف الثقافة من باله وهو يصطلي بنيران الأسر أعني(الضاحي بلاسم)،أمّا أنا فلي مع الإهداءات حكايتين،كوني لا أصل إلى(بغداد)إلا مرة واحدة في الشهر لاستلام مكافآت النشر والتي تساوي طبعاً أجور سفري ـ من وإلى ـ مع وجبة طعام واحدة وربما كتابين فقط وحفنة حلويات مجهولة الهوية لنقنع بها أطفالنا،ودائماً أكتشف بأن المحاسب لم ينجز القوائم بعد مما أحرم من الذهاب إلى مكتبات(السعدون)المنسية،حكايتي الأولى..في شباط من العام 2004 كان معي القاص والروائي(سعد محمد رحيم)..يوم اقتنيت رواية (بدر زمانه)..للروائي المغربي المعاصر(مبارك ربيع )..من صاحب مكتبة(0000)اكتشف زميلي(سعد)..المفاجئة ـ على الورقة ما بعد الغلاف ـ أن الروائي (مبارك)..كتب بخط يده إهداء إلى أحد أعمدة الرواية العراقية(فؤاد التكرلي)وكما يعرف الجميع أن المرحوم(فؤاداً)..كان يعيش خارج البلاد منذ فترة ليست بالقصيرة،قبل أن يترك دنيانا المتعبة،وحين ألقيت نظرة إلى تاريخ صدور الرواية..وجدت أن الطبعة الأولى تشير إلى ـ 1983 ـ وهذا يعني أن يوم تسربت الرواية من مكتبة ـ المهدى إليه ـ إلى صاحب المكتبة(0000)..لم يبرح الروائي البلد،حاولنا أن نجد تفسيراً مناسباً كي ننقذ وجه كاتبنا من حراب الأقلام ولم نهتد لجواب مقنع،واستبعدنا فكرة تعرض منزل الكاتب إلى(حواسم)..وربما اقتربنا إلى حد ما من الحقيقة حين رست سفينة القرار على أن الكاتب يوم قرر السفر قرر أن يتخلص من مكتبته وكما يقول المثل(الجمل بما حمل)..وهذا ما صرح به الروائي لاحقاً بأنه باع مكتبته قبل ترك البلاد،أما حكايتي الثانية،في كانون الثاني من العام ـ 2004 ـ اقتنيت(هواجس )..بداعي أنها(رواية)..كما هو مكتوب على الحافة الجانبية للكتاب للكاتب الأستاذ(حسب الله يحيى )..وجدت أنه مجموعة قصصية أولاً ووجدت ـ على الورقة ما بعد الغلاف ـ خطاً جميلاً للأستاذ(حسب )..وهو يصب سعادته ومحبته إلى زميلة عزيزة عليه(00000)..هذا الكتاب وضعني أمام حيرة،ما زلت أتحرى بطريقتي الخاصة عن صلة ـ المهدى إليها ـ بصاحب المكتبة،خصوصاً أنها من منتسبات(دار الشؤون الثقافية العامة)..ولابد لكل أديب مواقف متشابه،ولا يغيب عن بالنا طبعاً أن الكتّاب والأدباء دائماً هم في عوز وليس أمامهم غير سبيل واحد هو بيع كتبهم لاجتياز أزمة ـ ظروفية ـ خانقة،وأن كان ـ بثمن بخس ـ ولكن ليس إلى الحد الذي يدفع بالبعض أن يضحي بالكتب المهداة إليه،وعلى ما أظن أن الظروف القاهرة دفعت بالكثير من عشاق الكتب أن يتأثر بعملية ـ غسيل الأموال ـ أو تبييضها كما هو معمول به لأغراض شيطانية،أو على غرار ـ تبييض السجون ـ من قبل ساسة يعشقون الرقص والتصفيق،هؤلاء ربما وجدوا مصطلحاً حداثياً ـ تبييض المكتبات ـ ينفع أوان الأزمات المالية أو أوقات تبديل خريطة المنزل وربما تفريغ المكتبات من الماضي وتهيئتها لما هو قادم من أساطيل الإبداع العراقي المتناثر في المنافي بعد أن تنفرج الغمة عن هذه الأمة،وهذه الظاهرة لا بد أنها ستدفع بالمؤلفين أن يوقفوا إهداءاتهم في قوادم السنيين خوفاً على لهفة الفرح من الضياع أو تبديلها بعلبة سجائر كما فعل البعض داخل المقاهي الأدبية،وربما بوجبة طعام سريعة وذلك ليس بأضعف احتمال..!!
***



#تحسين_كرمياني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أغتيال حلم..أو شاعر آخر يتوارى
- تواضعوا..يرحمكم الله
- سيرة الدكتاتور..من الفردانية..إلى الأفرادية..
- بلاد تائهة..
- سر هذا الضحك
- من سيربح العراق
- لا تلعنوا آب رجاء..
- هل حقاً كاد أن يكون رسولا..
- ما الشعر
- لغة الثقافة ولغة السلطة..تاريخ شائك بالتحديات
- أصل الكورد والبحث عن الهوية


المزيد.....




- وفاة الفنانة الروسية ناتاليا تينياكوفا نجمة فيلم -الحب والحم ...
- من بينهم توم كروز.. الأكاديمية تكرم 4 فنانين -أسطوريين- بجوا ...
- بعد تعرضها للهجوم .. نجوم الفن المصري يدعمون هند صبري بأزمة ...
- تكريما لمسيرته... الممثل الأمريكي توم كروز سيتلقى جائزة أوسك ...
- جو بايدن يقتحم موقع تصوير مسلسل شهير أثناء مطاردة الشرطة (صو ...
- باللغة العربية.. موسكو وسان بطرسبورغ ترحبان بالوفد البحريني ...
- انهيار منزل الفنان نور الشريف في السيدة زينب.. وابنة تعلق! ( ...
- كيف أعاد شفيق البيطار بادية بني سعد إلى البيوت بلغة عربية فص ...
- قتلى أو شهداء أو ضحايا؟ عن مفهوم التضحية ما بين اللغة والفلس ...
- الرواية بين المحلية والعالمية.. علامات من الرواية الأردنية


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - تحسين كرمياني - إنهم يبيعون الإهداءات