أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - تحسين كرمياني - موت الواقع في رواية (موت الأب) لأحمد خلف















المزيد.....



موت الواقع في رواية (موت الأب) لأحمد خلف


تحسين كرمياني

الحوار المتمدن-العدد: 2379 - 2008 / 8 / 20 - 10:41
المحور: الادب والفن
    


مساء رطب يسترجع صوتاً،/هو الصوت المطلوب../أبي الذي عاد..لم يمت..] (بورخس)
***
أن تكون مع(أحمد خلف)يعني أن تكون مع أشياء دقيقة،مألوفة ورهيبة في آن واحد،تجد نفسك في عالم شائك تتفاعل فيه نقائض وحقائق،تشعر حتماً أنك جزء من الشخوص وربما تجد جزءً من أسرارك يندلق بين الناس،فهو يلتقط نماذج بشرية لها أحلام ومشحونة بطاقات تغامر ولو على حساب الذات ،ناس بسطاء اختبروا فرن الحياة قابعين في مكان قريب من الجحيم لا يهابون التحديات ضد من يبغي قمع أو منع أحلامهم من المثول،يحققون إلى حدٍ ما رغباتهم ولو بمشاق وتضحيات،ناس يتجاوزون المألوف بقدراتهم الغريزية لا يتورعون من فعل كل ما هو منافي أو يجافي الحقيقة،نساء حالمات يشكلن نصفاً حيوياً من مجتمع يخضع لسلسلة متتالية من الكبت والحرمان والعوز وفقدان فرص الفوز بنهايات سعيدة،ستتجول في تشعبات مدينة تدلق إلى حد اللعنة أسرارها المطمورة بلا اكتراث،أسرار العيش الضنك وتفاعلات العلاقات المحفوفة بالتلصص والغيرة،هي بالذات أحشاء(بغداد)مدينة الكاتب الأثيرة،/بغداد أنبل مدن الدنيا/ص128./سوف أعد بقائي التزاما أخلاقياً تجاه المدينة/ص95./انطبعت الفكرة في ذهني في أن أكون الواحد والوحيد الذي لا يغادر المدينة/ص130.هذا ما يجعلنا أن نتذكر صرخة الكاتب الشهيرة(نبيع الكتب ولا نرحل)،وكان جواباً سابقاً في لقاء صحفي أجري معه لسؤال مؤجل طرحه لاحقاً في(موت الأب)/لماذا لا تغادر خارج البلد لتعيش بعيداً عن المحنة/ص129.كل شيء متوفر ومؤثث في قصص(أحمد خلف)ماضٍ مغلف بكثير من الملابسات والغموض والتسويف،/لماذا خلط هولاكو رؤوس الناس بالكتب/ص127./الماضي لا يتلاشى أو يختفي أنه هنا في الرأس/ص29.وحاضر تحتدم فيه صراعات خفية وعلنية لعجن البشر تحت مخالب الاستلاب والقهر الاجتماعي،/ألا ترى النساء كثيرات هذه الأيام/ص167./ما من أبٍ وإلاّ ترك هاملتاً بعده يئن تحت وطأة العذاب الذي خلفه له أبوه/ص105.حروب حمقاء تستعر بلا داعي بين أكباش بدافع غريزي تأكل وتشغل الشباب والرجال،مستقبل توضحه أسئلة يطرحه الكاتب من خلال مشاهد واضحة النهايات،عبر سرد ما حصل من خلال مرجعيات تم إهمالها وإقصائها من راهن الحياة وما يحصل من مغالطات تنهش الجدار الحصين لأخلاقيات الأجيال الوافدة،/الموت حقيقة نلمسها كل يوم،ولكنه حقيقة تقع على الجميع دون ممارستها/ص172.في معرض وصفه لنتائج الحرب ومخلفاتها يقول/..سواء بالسيف والرمح أو المنجنيق يدك البيوت ويهدم سقوف الجدران ليترك وراءه عويلاً لا ينتهي وصراخاً ينداح في البرية لعشرات السنين/ص34.ربما أدق ما ينطبق على ما يكتبه الكاتب من روايات بعد سنوات عصيبة وملغومة مع القصة القصيرة،ما يقوله(ميشيل فوكو)/ركام من الأحداث داخل فضاء الخطاب/يؤسس الكاتب في روايته(موت الأب)على جملة تحولات في مسار الحياة يمكننا أن نرهنها تحت مدلول واقعي هو(موت الواقع)مع فواصل واضحة لإدانة الكثير من المستجدات المستحدثة،يمكن رصد ذلك من خلال حشد مداليل شكّلت الفضاء العام ـ القابل للتأويل ـ الذي أراده الكاتب منبراً لقول ما يريد قوله،مع اللجوء إلى فاصل حسّاس كنسق تاريخي يحاول الكاتب أن يثيره أو يريد أن يخبرنا أن الحياة عبارة عن سفينة تخنقها قوانين ثابتة،يلجأ وبكل جرأة إلى قصة(قابيل وهابيل)،كبداية مفعمة بالمتغيرات القادمة في ديدن الوجود الإنساني على وجه البسيطة،يؤسس الكاتب خطابه الروائي عبر تداخل وتشابك في طبيعة السرد من باب الإيهام والتمويه كي يجتاز خنادق خانقة لحرية التعبير،فهو يرغب قول ما هو خادم ومناسب بعيداً عن الزيف وإقصاء ما لا يخدم المرحلة أو ما هو منافي للموجة المتسلطة،تتمفصل البنية الأساسية للرواية على مستويين متوازيين،ليس بمكان تفضيل أحدهما على حساب الآخر،مستوى الانحراف الحاصل في الطبيعة الأخلاقية للمجتمع،عبر حشد تبدلات جوهرية في القيم والمبادئ المتوارثة وما هو وافد أو مفروض بسبب متطلبات الزمن جراء خنق الواقع بسلسلة حروب لا تنتهي بموت مسببيها،ومستوى سطوة(الأب)والتي تمكن الكاتب التعبير عنها بطريقة ماكرة ومثيرة،سطوة الدين الراسخ في تضاعيف الإنسان،فمهما حاول الإنسان وبذل من جهد كي ينسلخ أو ينأى عن واقعه المتوارث يجد نفسه منساقاً وفق ذات ملتهبة بجملة ثوابت يصعب التعاطف معها،سلطة الوهم القابع في الذات جراء إقحام قسري لمكوناته من خلال تواتر وسائل عفوية أو مفروضة منها ما هو متعلق بالتنشئة وما هو متعلق بالبيئة والمناهج الموجهة لخدمة الفئات المتعاقبة على استلام رقاب الناس،أن وجود رامي الرمح في النافذة ومواصلة مهنة التسديد بدقة ويقظة تجاه ذئب متواري،هو إعلان واضح لعين الواقع المتربصة لخنق كل ما هو مقتحم أو يخرج عن السياق،ربما هي رسالة لا تحتاج إلى تأويل،أن الإنسان بات رهن مراصد قوة تطارده من حيث لم يحتسب،مطارد أينما يكن حتى أوان خلوته أو في زياراته إلى من يحب،يذكرنا هذا المشهد من وجهة نظر خاصة بسلطة(الأخ الأكبر)في رواية(1984)لـ(جورج أرويل)،الأب ذو طبيعة مرعبة إلى حد ما،يرفض أنداداً من مثله،/كان أبي يكره الغرباء بل يحذرهم/ص14.هذا ما ألبس النص الروائي رداء التحليل السيكولوجي لشخصيات الرواية لتفكيك الشفرات السرية وأجراء مسح شامل لتشخيص مسببات تصرفاته والغموض الذي يسربله والعلاقة المتشنجة مع الواقع الغامض والمتبدل،من خلال قراءة تمحيصية نكتشف أن الرواية تتشكل من الكتابين الأول من الصفحة (9ـ 89)والكتاب الثالث من الصفحة(199ـ 289)،أمّا الكتاب الثاني من الصفحة(93ـ 190)على ما يبدو إقحام للوهلة الأولى قبل أن يعلن الكاتب في نهاية الرواية،/سأكون مضطراً لكتابة روايتين في نص واحد/ص 279.فهو يمتلك الكثير من الهموم لا يريد أن يكتبها في نص روائي تقليدي،كونه يتعامل مع مهيمنات تلح وجو ملغوم بالرهبة،منها ما هو تاريخي/أذن هي رواية تاريخية../كلا تستطيع القول التاريخ في خدمة الرواية/ص68.ومنها ما يتعلق بالحياة المعيشة للناس تحت مخالب الحرب،فقدان الرجال واستحالة العيش جراء تنامي مافيا التجار لسلب ونهب كنوز البلد،في الكتاب الثاني نكتشف جملة عذابات يريد الكاتب طرحها جراء تبدل الواقع واستحالة العيش تحت نير الحروب المتلاحقة،يلتجأ إلى مهنة بيع الكتب كي يدفع شبح العوز عن عائلته،/لم يعد عملي في الجريدة ليدر عليّ ما يكفيني ويسد احتياجات أسرة وجدت نفسي بين ليلة وضحاها مرغماً على إعالتها كلها/لا يريد مبارحة عالم الكتاب لشدة تعلقه بموروثه من جهة ومن جهة ثانية تمثل العلاقة الوطيدة بين المثقف وأرضه،فهو يمارس عمل الصحافة وهو متمرد عن الموجة السائدة ولا يرغب الخوض في أشياء لا تعنيه رغم هيمنتها على الواقع،/أنا لا أميل إلى قيد يربط نواياي/ص68.كيف يكون التمرد عن الواقع وما هي مسالك قول أو قذف البصاق بوجه خانقي الحياة والكوابيس المغتصبة لإرادة الشعب،ليس من الحكمة اللجوء إلى المباشرة كي يعلن الفنان أو الأديب عن رفضه ونبذه لما يجري إلاّ من خلال صناعة لوحات أو حكايات ذات أبعاد شعبية تبرز احتجاجات وجملة أسئلة صارخة،أن كل كلام في النص هو ثوب الكاتب لذلك تتجرد الصحف عن الآراء والمقالات وتدفع التهم والمسؤولية القانونية على عاتق كاتبيها من باب التعبير عن الرأي الشخصي،يقول(طه حسين)في حديث الأربعاء/الأدب مرآة لنفس صاحبه وهو مرآة لعصره وبيئته/،فليس بمكان أن يتخلص الكاتب من همومه الشخصية أوان التدوين،لكن البارع وحده من يتخذ من نفسه الرحى لتدور من حوله طواحين الواقع وملابسات مرحلته،/ هذه الرواية تتحدث عن القلب الإنساني وعذابه/ص171.فحالة جوع الصحفي معادلة لن تقبل القسمة إلاّ على ميزان الواقع،الصحفي الخاضع لأنظمة شمولية تقايض وتقامر بكل ما هو نفيس مقابل ما يصب في نهرها بغية تأطير صورها بما يلائم الواقع الأسطوري المتفرد،وكما ساد في سنوات الحرب أن الذين جاعوا من أدباء وكتّاب كانوا خارج سرب الأحلام،لم يغردوا كما كان مطلوباً منهم،ربما نجد أن /عار من يغني وروما تحترق/مقولة(لا مارتين)الشهيرة هي تعبير شامل لكل العصور،إذ ليس من المجد أن تنهمك الأقلام بالنزف المترف والرياء المفتعل والبلاد تكتوي على لهيب نيران حروب متوالدة وفق مزاج ساسة لا تنام إلاّ على طبول الموت ودمدمة القنابل،لابد من صمود من يجد نفسه قادراً على تحمل المشاق ورفع راية التحدي كي لا تخلوا البلاد من رجالها،أن اللجوء إلى كتابة الروايات هاجس ملح أوان الضياع أو فقدان الآمال،وربما هو تعبير تاريخي وفني لحوادث مرحلة تفردت بخصوصيتها،تقول(أحلام مستغانمي)/عندما نفقد وطناً نكتب رواية،فالرواية هي مفتاح الأوطان المغلقة بوجوهنا/هذا ما أراده الكاتب كونه تائه في بلاد غدت سفينة بلا ربان تتناهبها رياح قادمة وغامضة يديرها من هو غير مؤهل لقيادة السفن عبر بحار ومحيطات السياسة المليئة بالكواسر والوحوش،في(الكتاب الثاني)الملحق حسب قراءتنا أو ما وجدناه نصاً غائياً توضيح عن القلق والخوف واللجوء إلى بيع الكتب ورفضه مغادرة بلده خوفاً عليه من الضياع أو تركه فريسة تتناهبها كوابيس السياسة الحمقاء،فالبلاد حين يغادرها الشعراء والأدباء والفنانين تغدو صحراء،أو بساتين بلا طيور،يمرر حواراً خطيراً لم يتجرأ كاتب روائي عراقي تمريره في مرحلة الغليان الذي عصف بالبلاد وكثرة الوشاة وحراب المتربصين في دار الشؤون الثقافية من خبراء وطبّاعين ومصححي كلام لا حروف،كاتب من طراز(أحمد خلف) كان المؤهل لقول ما يريد قوله وبكل وضوح أو اللجوء إلى الرمز،/تحت أية دوافع أصبحت الهجرة ممكنة..؟؟/أنت تعلم دوافع شتى بعضها غامض..!!/ما معنى أن تكون الدوافع غامضة..؟؟/في هذا الكتاب أيضاً يخبرنا الكاتب برغبته في كتابة رواية،/أطمح إلى خوض تجربة كتابة رواية عن الذي جرى وحصل في أيامنا هذا/ص32.يمرر الكاتب ما يريد وفق نسق متصاعد ومتباعد،/أنا لست معنياً بالجري اليومي وراء الأخبار السعيدة/ص29./لقد كانت لي محنتي وبلواي/فهو لم يرغب الانهماك بالمستجدات المتواصلة تحت طواحين القنابل والموت المجاني للناس،لديه رغبات مثلما للآخرين،أختار(الجوع)بدلاً عن(الخنوع)،أختار مهنة(بيع الكتب)بدلاً عن(بيع الكذب)،فهو يمتلك وعياً لا يرغب التنازل عنه في بلاد تتناهبها الوحوش،يريد أن يدوّن تاريخاً أدبياً/عن بلادي وهي تمر بأحلك سنواتها/ص32.يمرر خطابات غاية في الخطورة والأهمية كإدانة لا بد منها من قبل أصحاب الرأي المضاد كي يتخلصوا من ملابسات المرحلة وينجو بأنفسهم من مقصلة التشهير،/متى كانت الذئاب حامية للديار/ص34./صراحة أنا لا أحب السياسة/ص99./نحن نملك أكبر مقبرة في العالم،كما لنا أكبر سوق لبيع الكتب/ص121./الواقع هنا معتنى به لا ليوحي بحقيقة ما يجري/ص73./العمل هنا ـ أي في الجريدة ـ لا يكفي لشراء طبقة بيض/حتى أن جملة مثل/زقاق تآكل الإسفلت فيه/ص132.كانت تعتبر في أدبيات السلطة من الجمل المضادة لأفكارها،كانت كافية لدفع قائلها إلى غياهب السجون،وهل من الممكن إغفال لجوء الكاتب للتحدث عن جوانب حساسة تخص أمن المجتمع،حين يبحث عن هاتف يقول له صاحب الدكان/أسمع لا سياسة ولا بنات/وآخر لا يتورع من قول/لا تطل المكالمة لأني أستطيع سماعك تتحدث من سماعة أخرى/ص165.الوشاة في كل مكان وسطوة السلطة متغلغلة في تضاعيف الأذهان،هذه الحوارات قالها الكاتب بكل وضوح وهو يقدم رواية عن مرحلة حساسة وحاسمة في تاريخ البلد،قد نجد أننا نخرج من قوة الرواية وخطابها لو أضفنا هذا الجزء أعني(الكتاب الثاني)إلى ما صنعه الكاتب من نص روائي محكم المضمون وفاعل من حيث الأداء اللغوي اللاهث،يكاد يلامس من جوانب حيوية نص رواية(أولاد حارتنا)لنجيب محفوظ،كون الروايتين انطلقتا من الحاضنة التي دفعت صفات البشر نحو التشتت وضياع مسالك الفردوس،(أولاد حارتنا)بدأت بالبيت الكبير كمكان وفضاء مستوعب أو يساوي وفق رؤية الراوي ما هو خيار مطروح كتاريخ حاسم لبداية النشوء الأخلاقي والأسطوري للبشر،كذلك يتخذ(أحمد خلف)بيتاً كبيراً هو المكان الملائم لفكرته كي تتبلور وتستكمل قيافتها كنص له دلالة وربما دلالات لو قمنا بتشريح المضمون على مذبح التاريخ وما نزف منه من تراكمات،لقد قتل الأب أخيه(نوح)كما قتل(قابيل)أخيه(هابيل)،كلتا الجريمتين كانتا جراء التنافس الذكوري المشروع لامتلاك أنثى كما تؤكد بعض الروايات المتواترة كون الخالق أعطى(هابيل)امرأة جميلة،على أية حال التنافس سواء من أجل المرأة أو قبول الهدايا،كان تنافساً بين أخوين،آلت النهاية إلى جريمة قتل،وكلتا الجريمتين كانتا بأداة واحدة هي الحجر،ربما يحدونا اليقين أن الرجل الذي كشف الجوانب الغامضة لحياة الأب هو معادل موضوعي لشاهد(قابيل)أعني الغراب،كما أن(أحمد خلف)حشد في روايته بطريقة ملتوية ومتلبسة بكثير من الأسئلة أسماء ذات دلالات راسخة في الذاكرة الجمعية للبشر،(الأب ونوح وإسماعيل ويوسف وسارة وهاجر)ويضمن نصه باستعارات من المصحف الشريف،/هي عصاي أهش بها الأولاد ولي فيها مآرب أخرى/ص 256./إسماعيل أعرض عن هذا/واللجوء إلى سورة(القارعة)ص124.قد يستوقفنا سؤال ملح،هل يمكن أن تنطلق من بين شفتي طفلين هكذا حوار..؟أعني التفوه بالموروث القرآني،أم أن الكاتب يريد ترطيب نصه بشيء من نفحات الأيمان كونه إنسان ملتزم طالما لم يركب زورق الموجة مع الراكبين وظل صامداً محافظاً على بريق قلمه ونقاوة مبادئه،ليس هذا بجديد علينا،نجد أن الكاتب(أحمد خلف)ملتزم أمام نفسه وواقعه،كما يقول(أرسكين كالدويل)/الكاتب ملتزم أمام نفسه وأمام قرّاءه وأن كل جهوده ينبغي أن توجه نحو هذين الطرفين/ومن خلال قراءة واحدة لقصصه وجدناه لا يتورع من استخدام كل أنواع السخرية واللاذع من الكلام للتعبير عن غضب أو حالة تستوجب التفكه والتندر،ربما يدفعنا هاجس ملح أن نقول بلا خوف أو تردد أن(الأب)يمكننا أن نسميه(إبراهيم)،مستندين على ما هو مشاع من كنى شعبية تداولتها الأجيال تيمناً ببركات تلك الأسماء الإيمانية الراسخة فينا،فكل(إبراهيم)هو أبو(إسماعيل)،كما أن كل(إسماعيل)أبو(خليل)،تستوقفنا حالة اختفاء(سارة)حفافة وجوه النساء مع (إسماعيل)،ربما هي قراءة جديدة لما جرى عبر التاريخ العقائدي لنا وتلك الملابسات المدونة لزوجتي(إبراهيم)(ع)ولكن كاتبنا بطريقة مغايرة يستفيد من تلك القصة،فـ(سارة)(أحمد خلف)و(إسماعيل)ليس ثمة رابط بين الاثنين إلاّ هاجس الصوت الساحر والنظرات القاتلة،وهي مفاتيح جنسية بطبيعة الحال،تحتاج هذه الرواية بالذات إلى قراءة متأنية كون الكاتب لديه الكثير من المفاجآت ويلجأ إلى اللف والدوران كإيهام يدفع الرواية إلى الأمام،وأنها تتناول جوانب واقعية مدانة وآيلة للموت مع اللجوء إلى مرموزات دينية حساسة،/هل السير في الرواية بخط مستقيم نافع في حالتي هذه،أم التقاطع والتداخل في الفصول والصفحات أنفع/173.نجد أن السارد هو(يوسف)هذا ما نعرفه بعد رحلة شاقة من اللهاث،(هل أنت يوسف..؟؟)طفلة صغيرة تبوح به وسكوت الولد ـ وهو يسرد رحلة طفولية ـ دليل صحة ما نادت به تلك الطفلة،ومثلما كان الصديق(يوسف)(ع)محبوب والده،(يوسف)الكاتب يمتلك ذات النفوذ لدى أبيه،انتهت رحلة النضال لليوسفين إلى عمل متقارب وهو التجارة ووفرة المال،نكتشف أسرار ملهمة ينثرها الكاتب في أماكن متناثرة قبل إنزال الضربة الحاسمة للرواية،هذه الأسرار منها ما هو متعلق بـ(الأب)علاقته المتوترة مع أخيه(نوح)،علاقته الجنسية مع(سارة)حفافة وجوه النساء،علاقته الحساسة مع زوجته،علاقته الذئبية مع الرجال،وهو الهارب من وجه العدالة كونه تسبب في قتل مسافرين كانوا في حافلته يوم تسبب في انقلابها،ثمة ملامح توضح(موت الواقع)تنساق مع الطبيعة السردية للرواية،أليس تخلي الأم عن أبنه الرسام(عادل بيكاسو)،دليل على تصدع الجدار الحيوي والأخلاقي لبنيان المجتمع..؟؟،كذلك ضياع(إسماعيل)المطرود والمنفي من فردوس ذويه،جراء خيانة مزعومة،انهيار آخر في حصن الواقع،التبدل الجوهري للوحات الرسامين من أجل الحصول على المال الرخيص،/لوحات بلهاء توزعها نساء وأطفال في غاية الأناقة والترف تعكس رخاء الواقع ونعيمه لا دناءته وانحطاطه اللتين كانت اللوحات القديمة للرسام تزخر بها/ص72.هجرة الناس من الأرياف إلى المدن،تمثل ترك الفطرة والبراءة وموت واقعيتهم من جهة ومن جهة أخرى البحث عن لقمة العيش المتعذرة،موت الشعر برحيل(إسماعيل)هو موت الرغبات وزوال لذة الحياة،دفع الموظفين أبناءهم إلى العمل،كناية عن موت الواقع والتوجه نحو حياة عسيرة،حتى التخبط بأعمال شتى وعدم الاستقرار بوظيفة واحدة دليل تنامي الهوس وفقدان الرشد،عدم رد الشاب وهو في الثلاثين من عمره التحية،تبدل واضح في ملامح الجيل الجديد،حتى من يرتبط بأهداب السلطة وظيفياً خرج عن القوانين وراح يعمل وفق مزاجه،/أنظر إلى هذا السائق لا يقف في المناطق التي يمر بها/ص193./تجاوز الباص موقفين أو ثلاثة/ص194.سلوكيات الناس تبدلت وبات الإنسان مثل سفينة تائه بلا ربان،بينما كان الراوي يسرد رحلة سير قصيرة مع(هاجر)حين تزوره في الجريدة،نجد بروز حالات جديدة/مد شاب رأسه وأطلق صفيراً حاداً ثم حركة من كتفيه تحدياً لنا/ص178.هذا غيض من فيض كما يقال عن رؤية الكاتب لما يجري وهو يسرد بعجالة مخاضات المجتمع تحت مخالب الحروب،فجملة مثل/أقترح البيع والشراء في الكتب/ص101.تجعلنا أن نتأسف لحال الثقافة،كونها صارت سلعة للمتاجرة بدلاً عن سلعة لإخصاب العقل وتنويره،وهو ما آلت عليه حياة الكثير من الكتّاب والأدباء أبّان سنوات الحرب وما تلاها،بل صارت الثقافة من الكماليات التي يمكن الاستغناء عنها،فما بال رجل يتاجر بالكتب يقول عنه الكاتب/بائع غشيم لا يعرف عبقريات العقاد/ص128.وآخر/داس بطرف حذائه على الكتب القريبة منه/ص127.نجد أن الكاتب يخبرنا بطريقة مناسبة ودون اللجوء إلى المباشرة زمن الرواية،من خلال مشاهد وسلوكيات الناس،/مرّ بي عدد من الفتيان يعلقون على أكتافهم بنادق رشاشة ويرددون أغنية حب شائعة فيما بينهم/ص116./وها أنت ترى أن العمل في الجريدة ما عاد يسعفك كما كان قبل فرض العقوبات على البلد/ص117.أن الكتابة عن الواقع يتطلب صبراً بطعم العلقم كونه إبحار في عذابات منها ما هو شخصي ومنها ما يمس المجتمع،ليس ثمة مجال لإغفال أو إهمال أية إشارة،تحديداً في النص الروائي،استغرقت سنوات خمس بالتمام والكمال،لا كما جاء في نهاية الكتاب بل كما صرّح الكاتب يوم تقديمها إلى دار الشؤون الثقافية العام(2002)على ما أظن وكانت هناك ردود أفعال من قبل الشاعر(س .م)في لجنة مشروع طبع الكتب،أبدى الكاتب تذمره وكنت أرصد من كثب القلق في عينيه وهو يستعين بتشخيص الناقد(باسم عبد الحميد حمودي)الذي وصف مخطوط الرواية كما جاء على لسان(أحمد خلف)هذه الرواية ستشكل علامة فارقة في الرواية العربية،ولست أعرف فيما بعد كيف أجيز طبعها،وهي رواية تتناول إفرازات السلطة واللجوء إلى موروث ديني حيوي لا ترضي طبعاً الواقع المفروض،ونجد أن الكاتب القدير(أحمد خلف)من بين أكثر الأدباء العراقيين جاذبية للكتابة عن أعماله،فهو يمتلك خصوصية نادرة جداً،لأنه يكتب عنّا وهو لا يبارح زمنه وواقعه،ويوزع كميات الغموض داخل نصوصه بشكل متوازن،فاعل وملهم،يعطي نفسه بسهوله كونه صادق فيما يقول،وأنه يهمل كل ما يجده غير واضح الملامح أو ليس لديه التعامل معه عكس الكثير من الكتاب حين يلجئون إلى إقحام نصوصهم بكل ما يخطر ببالهم من باب تغليف النص بالغرابة والتفرد،/أننا نروي الجانب الذي نعرفه فقط،وما لا نعرفه نتركه لغيرنا يرويه وقد نجافي الحقيقة في روايتنا أو نغمط حقها في الوضوح/ص32.فهو يدرك جيداً ما معنى الفن في المجتمع وما الذي يترتب فيما بعد من نتائج غير قابلة للجدال حين تتكشف الأقنعة وتزال حواجز القمع والمنع،ليس سوى الحقيقة الناصعة تصمد،لقد عانى الكاتب كثيراً وعبر مسيرة حافلة بالتبدلات الجوهرية في بنية الحياة وشهد زحف الكثير من التيارات الفكرية والأيديولوجية وتجاوزها بحنكة كاتب متمرس ومؤهل لتقديم موائد للفرح وللعلاج من أمراض المراحل المتعاقبة/الحرمان والألم ينشطان الموهبة الفنية لأن الفن تعويض لخسارات الحياة/(داركو ليدس)، /لماذا يكتب قاص كـ(أحمد خلف)عن اليومي،لكنه يخلق بجواره أسطورته موازية،هي أسطورته التي لم يأخذها من أحد/(عبد الرحمن مجيد الربيعي)،يجتهد الكاتب لعدم تفويت أو نسيان الحالات المستجدة، أسلوب السرد المتواصل وحشر الممكنات من الحوادث دفعت الرواية نحو دروب سلسة جعلت من القارئ متأهباً مستفزاً لتصريف ما يمتلك من هموم تجاه ما يجري على أرض الواقع،ولا ننكر أن السرد المتواصل واللاهث للرواية تركت أسئلة من غير إجابة،/أكان إسماعيل يقلد سطوة أبي في البيت على الجميع/سؤال الأخ وهو يسرد للصحافي،نجد أن(إسماعيل)لا وجود له ولا دور يذكر داخل الرواية إلاّ من خلال بعض التمريرات العاجلة للسارد،أية سطوة زعمها إذاً..؟؟في الوقت نفسه نجد أن الأب كان يشبه إلى حدٍ ما،(مصطفى عبد الجواد)في رواية(بين قصرين)لـ(نجيب محفوظ)من حيث الجبروت واللجوء إلى العلاقات مع النساء،ثمة إشارة أخرى،حين يرجع الصحافي مع شقيقه وهما يستقلان سيارة،يطرح السائق سؤالاً/أتشتري الكتب وتبيعها/ص136.يبتر الكاتب السرد بإهماله الجواب لنجد أننا في مفترق طرق مع طبيعة انسيابية السرد،مع وجود مساحة واسعة جداً من(الكتاب الثاني)حول الكتاب المفقود والرحلة السندبادية التي استغرقت عملية البحث،رغم أن(أحمد خلف)عبأ الفراغات بكثير من المواقف،مثل السير مع ابنة الخال(هاجر)،الوقوف مع فتاة صالون الحلاقة وتمرير جملة غاية في الأهمية بطبيعة الحال تمس أسرار تلك الغرف المليئة بالأسرار،/لابد أنك تفكر أني وحدي في الصالون،أليس كذلك..؟؟/ص168.مع بيان الكثير من النقاشات داخل غرف تحرير الصحف عن السياسة وملابساتها مع وجود فاصل الترقب والخوف من الوشاة المندسين لأغراض التلصص وكسر رقاب المتجاوزين على أمن السلطة،ربما هو ديدن الكاتب في كل ما يكتب،أنه يعطي نصوصه كمية واضحة من الغموض،يترك القارئ في حيرة أحياناً وفي لعبة الجري وراء التأويل والبحث عن أسرار الكاتب،لنستحضر المستوى العقائدي الذي أراده الكاتب العمود الفقري للرواية،فمن هو يا ترى العم(نوح)وما سر التجافي والغضب الذي يتملك(الأب)كلما يراه زائراً إلى بيته،العم/دخل السجن مرتين متتاليتين بأوقات متقاربة/ص249.دون ذكر سبب دخوله السجن،سوى التباهي أمام يوسف وإسماعيل بـ(لعبة السياسة)،نجد أنه زار العائلة مرتين بعد السنة الرابعة للزواج،وأن الأم كانت حسب قول السارد كانت مرصودة له،والأم لم تنجب سوى الغائب(إسماعيل)والحاضر(يوسف)حتى أنه كان يردد/لولا أمكما لما وصلت إلى هذا الدار/ص245.ثمة سؤال يطرحه الصحفي/كم مرة زاركم فيها عمك نوح..؟؟/ ص48.ونكتشف أن الدافع من الزيارات المتكررة هو بدافع الاستحواذ،وشيء مجهول لا يبوح به السارد الابن/نعم..نعم..وربما شيء آخر لا أعرفه/ص48،حقاً نال العم(نوح)ما أراد وتزوج الأم بعد تطليقها من قبل(الأب)وهي حالة فقدان السطوة والمثول أمام المتغيرات الحياتية الزاحفة المتمثلة بدخول(ساهرة)زوجة غريبة والسكن في غرفة(سارة)العشيقة الهاربة،سكنها في تلك الغرفة دليل تمسكه بـ(سارة)الهاربة،فهو يرغب ملأ فراغها واستحضارها من خلال(ساهرة)كونها كانت ملهمته وجعلته يطرد أبنه لحظة هجس أنهما عشيقان،هذه الـ(ساهرة)عكست الحياة السيوسولوجية لـ(الأب)/أن السيطرة على الرجل تتطلب تعويده على الحياة المريحة/(إيزابيل الليندي)،نكتشف حالة مرعبة تمفصلت داخل النص الروائي،(الأب)يتمسك بـ(يوسف)أبناً مدللاً،ينال ما يطلب من الزوجة الجديدة(ساهرة)عكس(إسماعيل)الذي يطرده(الأب)لأنه أرتبط بمحضيته،وتكمن المعضلة في قول العم(نوح)/جعلت إسماعيل أبناً لي/ص210.هنا يمكننا أن نعجن الأفكار ونخرج بتوليفة نتاجها أن(يوسف)من صلب(الأب)وأن(إسماعيل)يحدونا شك أنه من صلب العم(نوح)بسبب ما جرى له من إقصاء متعمد من قبل الكاتب من جهة ومن قبل(الأب)وقسوته ومقته له ولأخيه(نوح)،/هل يخفي عمي نوح سراً لا يعرفه أحد غير أبي وأمي وعمي،هل كنّا صغاراً عندما برز السر بينهم،أم تشكل السر ذاته قبل أن نخلق أصلاً)ص234.خصوصاً أن العم(نوح)كان يزور البيت سواء بوجود(الأب)وأولاده أم بغيابهم،هذا ما يصرح به(يوسف)،لابد من دوافع أقوى من الخلافات البسيطة والتي دفعت(الأب)أن يستصحب(يوسفاً)لينتقم بطريقة(قابيلية)ويعود لينزوي بقية أيامه فأراً بعدما كان متهوراً لا يتورع من الشرب الوحشي وإخراج عضوه الذكوري كي يتبول كالحمير أمام كائناً من يكون،مع زوجته(ساهرة)في مكان يعج بتحفيات نادرة،وأثاث فخم،مع وجود وفرة من النياشين والأوسمة غامضة المصدر كما يقول السارد،بعدما ماتت الأم بعد مرور أربعة أشهر على موت أو قتل العم(نوح)الذي كان لحد ما أشبه بأب حقيقي للولدين جراء حبه لهما والهدايا التي يجلبه لهما،وليس الذي صار كومة لحم منزوية في بيت كبير،على الرغم أن السارد يقول/أنه هو أبي/ص285.ليضع القارئ في حيرة واستفهام،ولكن قراءة متأنية تجعلنا أن نتوقف على أن الموت الذي أراده الكاتب،ليس سوى موت السطوة والرغبات،موت الحياة ليس إلاّ..!!
***
موت الأب..رواية../أحمد خلف/ دار الشؤون الثقافية العامة..بغداد..2002.



#تحسين_كرمياني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السيرة الدرامية للمبدع(محي الدين زه نكنه)في كتاب ل(صباح الأن ...
- جمال الغيطاني في(حرّاس البوابة الشرقية)هل دوّن ما رأى أم سرد ...
- بين دمعتي(احمد خلف)و(حسين نعمة)دمعة كاذبة
- القارة الثامنة
- الرجل الذي أطلق النار
- في حوادث متفرقة
- مسرحيات مفخخة//حين يكون المبدع أداة مجابهة// محي الدين زنكن ...
- أينما نذهب ثمة ورطة
- إنهم يبيعون الإهداءات
- أغتيال حلم..أو شاعر آخر يتوارى
- تواضعوا..يرحمكم الله
- سيرة الدكتاتور..من الفردانية..إلى الأفرادية..
- بلاد تائهة..
- سر هذا الضحك
- من سيربح العراق
- لا تلعنوا آب رجاء..
- هل حقاً كاد أن يكون رسولا..
- ما الشعر
- لغة الثقافة ولغة السلطة..تاريخ شائك بالتحديات
- أصل الكورد والبحث عن الهوية


المزيد.....




- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - تحسين كرمياني - موت الواقع في رواية (موت الأب) لأحمد خلف