أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - تحسين كرمياني - سراب..أو..ترنيمة لغزالة القلب//قصة قصيرة//















المزيد.....

سراب..أو..ترنيمة لغزالة القلب//قصة قصيرة//


تحسين كرمياني

الحوار المتمدن-العدد: 2435 - 2008 / 10 / 15 - 09:57
المحور: الادب والفن
    


[وبعد صبرٍ طويل،احتفت بنا الطرق التي سنمضي عليها..]..(جيمس جويس)
***
قلتِ : لا تفقدني صوابي،على مهل حرر سهام الرغبة يا عزيزي..!!
قلت : بيّ شوق جارف،دعيني أرسمك وفق ما أشتهي..
قلتِ : لا تبذخ في الوصف،أكاد أن أطير..
قلت : ليس قبل أن تغرد عنادل روحي،ما زلت في الرقعة الاستهلالية يا سيدتي..
قلتِ : أعطني فرصة لألتقط أنفاسي،لأدفن خيبات الماضي وأطهر قلبي من رمادها..
قلت : سعادتي لن تكتمل يا(سراب)ما لم تستحم في خلجان روحي،دعيني أمضي وأتوغل فالعمر لا يكفي لحظة فرح..!!
***
..أميرة بلا مملكة ،أينما تتواجدين ،في أيّة مدينة أو جزيرة،عيون ترغب أن تتبرك بسر هذا المرح فيك،وكنت أحاول أن أحول دون وصول الوشاة وأصحاب الجاه والمال إليك،ومضت سفينة الحب تتهادى إلى حيث تمنينا..!!
***
قلتِ : مسكين هو العاشق،دائماً تتناوشه الألسن ..
قلت : ثوب الجنون يسربله بعطر الفضيحة،مرصود محسود من يسكنه الهوى..
***
من تسلل ـ في غفلة منّا ـ وعاث في أرض الحلم الخراب،لا دليل يرشدني إلى رأس خيط يفضي إليك،قبلاتنا لمّا تزل تسترخي فوق أرائك الذات،همساتنا في ليل الخوف والهروب ترتمي بدفء اللحظة في أرض الخيال،أتجول وكلي يقين أنك ستباغتينني في كل لحظة،أسمع نداءات تفل الدروب الملعونة بالظلام،ودائماً أصل إلى شجرتنا،آه شجرة اللقاء الأوّل،أقف وأناغي حروف أسمينا وهي تفيض بسحر أناملك،آه ..دائماً أجد بلبلاً يرمقني بحيرة،يفر مذعوراً كلما رغبت أن أحاوره..
..ماذا جرى..؟؟
مهاوي تجتذبني،ووسن غادر مملكتي،أراني يا(سراب)في سراب أسعى،آه تذكرت ألستِ من فسرتِ السراب :
ـ لهجة المخدوعين..!!
..كنّا معاً ،لاشيء يفصلنا،سوى ظلام متحلل،ورشقات رضاب تدفع حرارة الخوف من حولنا،لقد كان آخر ربيع وآخر مطر وآخر قنديل ظل يبث ضياءه ..
..ماذا جرى..؟؟
..نسمة تكفيني،همسة أو حتى رشح عطر من عطورك،أو شبحك وليكن كل ما أرغبه في الحلم مثلاً،تعالي وليكن ما يكن،تعرفين حدود رغباتي،عمق ينابيعي،وكم من حلم أودعته في روحك،أو تذكرين ليلة همستِ :
ـ العاشق مثل الملح،والسهر هو الماء..
كلام ساحر من ثغر عذب،تعالي لتلملمي أحلامي وتعيدي قيثارة الرغبة إلى ملعب الوجود،أتحرك وأراك تهربين وكلما أسقط،أراني أحتضن شجرة الحب في حديقة الزوراء،أعانقها وتأخذني قيلولة جنون..!!
***
قلتِ : بيّ رغبة أن يتفرج العالم علينا،بيّ رغبة أن أصلبهم دقيقة دهشة إجلالاً لسعادتنا..
قلت : شرس هو العالم ،مفترس،كلما نختلي يكشّر أنيابه ويشهر مخالبه..
قلتِ : ليس بوسع أسلحة العالم أن تخدش جدران قلعتنا ..
قلت : حقاً إيماءة منك تكفي لتحريك العالم صوب الهاوية،دعينا في قلب الفرح يا(سراب)..
قلتِ : هيهات..هيهات..أن أفلتك من قبضة الفؤاد..خذني إليك ،خذني..خذني بعنف ،وليكن العالم خصمنا..
قلت : من أين لي بعشرات الثغور ومئات الأيدي لأستوعب هذه الفواكه دفعة واحدة..
قلتِ : وحدك من أستحق هذا البستان ،وحدك من كشف الغطاء عن جنوني،وأدخلني إلى هذا السجن الجميل..!!
***
..ماذا جرى..؟؟
كنّا يا(سراب)فوق الشبهات،قلبي دليلي،لابد من رياح فوق العادة دفعت بنا وجعلت المتاهات مساكننا،لم تفتر رغبتي،سر ما هنالك يريدني،سر وامض،ولن يخطر في بالي،أن خيوط مؤامرة التفت حولنا،فما بيننا،عنيد وراسخ..كان الأصيل يتهالك لحظة حلقت أسراب طائرات،جاءت لتبتلع فرحنا..
قلتِ : السكاكين والنبال لن تنال من الجدران الكونكريتية ..
هذا ما يدفعني ويمدني بزلال البحث،واهم من ينبذ فكرة يسكر العاشق بعطر ماضيه،آه..تذكرت ،كانت القنابل تهطل وكان العالم يهرب ونحن نتشابك ونقذف ببصاقنا باتجاه الحشرات الحائمة ،كان الكل يهرب،لا أحد يعرف إلى أين يولي وجهه ..
قلت : سحقاً لمن يقتلع الورود من بستان الزمن ..
قلتِ : لن أتزحزح،سأبقى لحراسة هذه الورود،لن أخشى إمطارهم التافهة ..
قلت : حبك يا(سراب)يكفي العالم ..
تشابكنا من جديد،أسراب عصافير حائرة،لابد وأنها اتفقت على أننا مجانين،كانت تطير وتهبط ..ليس بوسعي تصديق ما يتناثر من أقاويل،غرمائنا يا(سراب)أوهام،أشباح،أنهم يجهلون الحقائق ، (سراب)ليست وهم،نبع اكتشفته،وشهد الغزاة على وقفتنا المشهودة في حديقة (الزوراء)..!!
***
قلتِ : أنهم ينشدون قرداً ترك بيت الطاعة..
قلت: وهل يستوجب القرد كل هذه البربرية ..
قلتِ : قرد ماكر،ذوّب كيانه في العالم ..
قلت : وهم أشرار لا يهمهم العالم ..
قلتِ : دع الشر ينطح الشر ..
كانت الشمس توزع ضحكاتها الأخيرة والعصافير اطمأنت أننا لسنا غزاة،وظلت القنابل تحرث الفرح والحجر والشجر وتلاحق الناس حيثما وجدوا ملاذاً ..!!
***
من لا يلهث خلف امرأة لا يعرف طعم الراحة،راحتي أنت يا(سراب)أنا الباحث عن سر هذا اللهاث،من يزرع قبلة على خد امرأة لابد أن يتخذها نولاً ليغزل حوله ضفيرة سنواته،في الليل أراك في المدى ومضة تستدرجني،وفي الصباح كنت أرقد قرب شجرتنا الحزينة،هكذا رأيتها،أمن أجل هجران العصافير أم من اجل غيّاب أناملك،سؤال لم يشغلن،كنت أرجأ ذلك ليوم المفاجأة..!!
***
قلتِ :كل صدمة حصانة للعاشق..
قلت: صدماتك لا تبقي ولا تذر ..
قلتِ : كيان العاشق لدن يمتص ويبدد،لن أخاف عليك أبداً..!!
***
قلتِ : فيك التناغيات النبيلة..
قلت : وفيك الأشواق البليلة..
قلتِ : فيك التهجدات الجميلة..
قلت : وفيك حرائق ليست لها مثيلة ..
تعانقنا وضحكنا ونمنا في ظل شجرتنا الزورائية..!!
***
من لا يحب لا يرى،وليس بالضرورة أن من يرى يكون محباً من طرازٍ نادر،أينما أبحث ترافقني قصائدك،رغم أنها صارت ينابيع تدفعني بجنون،أغامر وأمضي../ الحب إلى الأبد/ لك وحدك تفتح مدائني/ فيك ما يبغيه وجداني /أنت لون دمي/ اللحظات بدونك كلها عماء/..ليس الحب كما قلتِ لي فرح دائم،كلمة ما تزال محفورة على شجرة الحب..!!
***
قلتِ : ليت الحياة ليل طويل..
قلت : وهل يكفي الحب لإنتاج السعادة ..
قلتِ : في الليل يرفض العاشق الطعام والضوء والنوم ..
قلت : يا(سراب)ي لم يخطأ من سمّاك(سراب)..
قلتِ : كل كائن يسحل أسمه معه حين يطل على العالم ..
قلت : هيهات أن أموت وأنا أربط مصيري بـ(سراب)..
***
قالوا : الكي علاجك ..
قالوا : أبحث عن (سراب)آخر،دنيانا حفنة سرابات ..
قالوا : يبحث عن النجوم في سماء ابتلعتها الغيوم ..
***
محارب عنيد من يعشق،من منفى لمنفى،من ليل لصباح،تدفعني الرغبة وحرائقها،ساد الغرماء الذهول وأرتضى بعضهم الهزيمة،صارت(سراب)حقيقة ونبت الحب ثانية وعادت الشجرة من جديد لتورق وتغوي العصافير،كنا معاً،هي تلتهمني بنظراتها البريئة وأنا أحاول إزاحة سجف الخوف من حولي..
ـ لم فعلت كل هذا يا(سراب)..؟؟
ـ تحديت الغرماء بك،توهموا أنك غير جدير بفتنتي ..
ـ كدت أن أضيع يا(سراب)..
ـ عاشقي لا يموت..
ـ لا تفعليها ثانية يا(سراب)..
ـ انتهت معركتنا..
ـ قولي ربحناها..
فاضت من بين شفتيها ابتسامة،رفعت عينيها وندّت منها تنهيدة طويلة:
ـ يا للهول،لكم هي سماءنا بديعة بلا وحوش..!!
..تشابكت أناملنا ،وأشتد نبض القلبين هكذا صرحت العيون،كان العالم يتحرك،يغمره دفء الأصيل،ومضينا لنستكمل الحوار في ظل شجرة داخل حديقة الزوراء ..!!
***
**من المجموعة القصصية(ثغرها على منديل)الحائزة على جائزة الإبداع في مسابقة(ناجي نعمان)،لبنان ـ الدورة الخامسة ـ 2007 ـ



#تحسين_كرمياني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلب الأمبراطور وقصص أخرى
- الرقيب الداخلي
- من أجل صورة زفاف//مسرحية//المشهد الأول
- من أجل صورة زفاف//المشهد الثاني//
- من أجل صورة زفاف//المشهد الثالث//
- من أجل صورة زفاف//المشهد الرابع//
- من أجل صورة زفاف//المشهد الخامس والأخير//
- هل لي أن أتكلم قليلاً بوضوح
- نرجس وقنابل
- شاعر البلاط الرئاسي
- أراد أن يأكله الكلب..//مونودراما//
- سيرة يد
- احتفاء بموت عصفور
- رجل الفئران
- اندحار قلاع الصبر في(جولة في مملكة السيدة..هاء..)لعدنان حسين ...
- قراءة في قصة(أحماض الخوف)ل(جليل القيسي)
- لا كلب ينبح بوجه مولانا
- ما رواه عبيدال//قصة قصيرة
- من أجل سلّة رغيف
- أحزان صائغ الحكايات..حين يفضح النقد أسرار السرد


المزيد.....




- مصر.. الفنان محمد عادل إمام يعلق على قرار إعادة عرض فيلم - ...
- أولاد رزق 3.. قائمة أفلام عيد الأضحى المبارك 2024 و نجاح فيل ...
- مصر.. ما حقيقة إصابة الفنان القدير لطفي لبيب بشلل نصفي؟
- دور السينما بمصر والخليج تُعيد عرض فيلم -زهايمر- احتفالا بمي ...
- بعد فوزه بالأوسكار عن -الكتاب الأخضر-.. فاريلي يعود للكوميدي ...
- رواية -أمي وأعرفها- لأحمد طملية.. صور بليغة من سرديات المخيم ...
- إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا ...
- أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202 ...
- الفيديو الإعلاني لجهاز -آي باد برو- اللوحي الجديد يثير سخط ا ...
- متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - تحسين كرمياني - سراب..أو..ترنيمة لغزالة القلب//قصة قصيرة//