أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فلورنس غزلان - حاميها حراميها














المزيد.....

حاميها حراميها


فلورنس غزلان

الحوار المتمدن-العدد: 2439 - 2008 / 10 / 19 - 09:35
المحور: كتابات ساخرة
    


في سوريتنا الجريحة، الذئاب هي التي ترعى الغنم، والذئاب بحكم قدرتها الخارقة على الحماية بأنياب لا تعرف سوى الفتك والبطش، فلا حاجة بها للبحث بعيدا والاقتراب من الحدود الإسرائيلية على سبيل المثال،" فجحا أولى بلحم ثوره"، وذئابنا أولى بلحوم أولادنا!...تقتل ليس فقط بحجة الجوع، لكن بفضل الرعاية والحماية القانونية للذئب القاتل، فقد قامت الرئاسة بسن قانون تشريعي جديد يبشر الشعب السوري بالمن والسلوى التي تهبط عليه قيادياً، فتفتقت عبقرية القائمين علينا بعون العسكر والتهريب والفساد، وبما أن الوطن مزرعة للذئاب ومزرعة لتجريب الصيد بكل وسائل الإباحة، جاءنا رسول جديد بقاموس عهد فريد حمل الرقم ( 64) لا يدع مجالا ومنفذا لمقتول أو مظلوم أو معذب أو منتهك الكرامة والعرض إلا ويحرمه من حقه في رفع تظلمه لأصحاب القانون وأهله أو لأسياد القضاء ــ رغم أنه ثبت أنه الأكثر فسادا بنسبة 99% حسب تحقيق أجرته صحيفة الثورة" الشفافة"! ــ لكن يظل المواطن متعلقا بقشة الحلم في إنصافه ، فحتى هذه الأضغاث أحلام، مسحها التشريع الجديد ومنح كل الحق لمن يعذب ويقتل ويفتك ولا يحاكم إلا عن طريق المحاكم العسكرية التي تسير بعجلات الطواريء الاستثنائية التي غدت دائمة ووقائية للسلطة التنفيذية عسكرية الهوى واليد والفعل ، وأول الغيث بل أول تجربة لتمرير القانون والحكمة من نفاذه وقيامته والعمل بدوره الهام في حماية العسكر والجنرالات، الذين يراد لهم أن يمثلوا أمام قضاء ما...وطني محلي أو دولي أممي، لكن عليهم قبل كل شيء البحث عن قتيل أو ارتكاب الفعل الشنيع فالفاعل موجود ومهيأ لارتكاب الجريمة ، خاصة أن القيادة نشرت عشرة آلاف من الحرس الجمهوري المدرب لمحاربة الإرهاب القادم من الحدود الشمالية اللبنانية وطرابلس بالذات، على رأي رئيس البلاد، ومن أجل القضاء على التهريب والمهربين الذين لا يتقاسمون الأرباح بالنسب المطلوبة منهم للجنرالات الشركاء معهم في الصفقات التهريبية، وكي يثبت الضابط المسئول ملاحقتة للمهربين وكي يخيفهم بالقول والفعل إن لم يدفعوا حصة الأسد المطلوبة منهم...قامت الدورية العسكرية محملة برشاشات عيار (500) بإطلاق النار وعن بعد متر واحد فقط بقتل أربعة من شباب قرية ( المشيرفة) الحدودية مع لبنان الشقيق، الذي نعترف به اليوم كدولة ذات سيادة ونتبادل معه السفراء، رغم أننا لم نوافق بعد على السفير وربما تتوقف الإجراءات زمنا ريثما يسمي لبنان سفيرا يحصل على رضاء السلطة السورية ويكون مقربا من المعارضة الإلهية أو العونية.
وما كان من العميد المدعوم بالقانون إلا أن أقدم على قتل شباب يشربون الكولا أمام بيت أحدهم وهم من الشباب المثقف وصاحب البيت المغدور( سامي معتوق ) من المدافعين عن حقوق الإنسان وناشطيه في المرصد السوري
بل وابن شقيق المحامي الكبير المعروف والناشط في الدفاع عن كل مناضل يسعى للحرية وخاصة مناضلي إعلان دمشق وناشطي المجتمع المدني، فكيف يُقتَل من يقف أمام منزله بحجة ملاحقة المهربين، وهم العزل والمسالمين؟، وهل جريمتهم تكمن أنهم يقفون أمام البيت وربما مر من قربهم أو شارعهم مهربين ملاحقين؟ أم ربما تكمن جريمتهم بشرب الكولا، لأن الحكومة السورية تمنع شرب الكولا؟...أم أنهم يريدون إلصاق التهريب بغير المهربين؟ وكي يقال أنهم فعلا قاموا بملاحقة مهربين، أم لتخويف المهربين الذين لم يدفعوا بأن مصيرهم كمصير شباب يشربون الكولا أمام بيوتهم؟!...ثم وهو الأهم هل سيعاقب القاتل وهو العميد ( أ ع ) في الجيش ويدعي " أنه تلقى أوامر القتل من أكبر مرجع في البلاد"!!!.
أي أوامر بالقتل تلقاها؟ وهل يعني قتل من يسير في طريقه ويعيش في بيته مسالما؟...وماذا يعني ترويع أهالي المشيرفة؟ وهل في بلدة المشيرفة إرهابيين ومهربين؟...يعرف القتلة أن كل هذه البلدات مسالمة وأهلها خير المواطنين... لكن السؤال العالق في الحلق:.كيف سيحاسب من يقتل بحماية القانون الجديد (64).؟..وهذه الحادثة بالذات ستكشف للمواطن السوري كيف يستهان بحياته، وماهي قيمته لدى السلطة؟!، وأن الإرهاب يأتيه من أهل النظام لا من غيره...وأن هذه السلطة هي التي ترعى الإرهابي القاتل وتحميه ، وحتى قبل أن يخرج هذا القانون ، هل سبق وحوكم أي ضابط وضابط صف ارتكب العديد من جرائم القتل والتعذيب بحق أبناء الوطن؟ وبماذا عوقبوا وكيف حوسبوا وأين ومتى أدينوا؟.
إن كان من يفترض به أن يكون نصيرا للمواطن هو عدوه اللدود وهو قاتله، فإلى من يرفع تظلمه؟ وإلى أي محكمة يقدم دعوته؟ وما هو القانون الذي يحميه؟.
عندما يدعي النظام أن هذه الحدود مصدرا لتصدير الإرهاب نحو سورية، فهل نسي النظام كيف أنتج مجموعات كبيرة من الإرهاب وصدرها باتجاه العراق ولبنان، نذكر منها من هو سجين لديه وسبق وأطلق سراحه وزوده بالمال والرجال والسلاح( شاكر العبسي وصحبه من فتح الإسلام)، وجند الشام ، الذين يرسل بهم للمخيمات الفلسطينية بإشراف وتسليح من ذراع سورية في لبنان القيادة العامة تحت قيادة" أبو نضال "،وهل نسينا أبو القعقاع وما جنده من ( مجاهدين للقتال في العراق وعندما خرج عن الطاعة سددت إليه رصاصات القتل) ، وقبل أيام سمعنا باسم لجماعة جديدة تدعى( سيف الحق)، وتنشط في محافظتي حلب وإدلب.
إلى من يشكو المواطن السوري ظلمه، أي الأبواب سيطرق وقوانين الإجحاف تتقاطر لإدانته وهو القتيل في وطنه؟ لقد أوغل هذا النظام كثيرا وعميقاً بدماء أهلنا ، ويغلق يوميا وعن سابق إصرار وتصميم كل الآذان وكل المنافذ أمام المواطن السوري وحقه المشروع في حياة كريمة مصانة، .وهل لدي ما أقوله حيال هذا الاستخفاف بحياة الإنسان؟.
لك الله يا شعب سورية، لك الله ونفسك وصحوتك ولا أدري إلى متى تظل كاظماً لغيضك غافياً فوق جراحك ؟.



#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا تتلبس ثوب القاتل بعد أن تكون ضحيته؟ لماذا ترتبط كينونت ...
- بازار حقوق الإنسان العربي( بمناسبة العيد الستين للإعلان العا ...
- مهزومون...نعم ونعترف، مخدوعون..نعم ولا...لماذا وكيف؟!
- خروج الفوضى من أكمام السيطرة الحديدية ( موقف من التفجير في د ...
- استبداد الديني والسلطوي
- على نفس الخط يقف معارضو المعارضة وأصحاب الفتاوى
- جهات مختصة!
- أنين الحرية
- خطيئة أن تكوني أنثى
- المرض البسيكولوجي السوري
- صقيع في علاقات الكبار، ينذر بجحيم في الشرق الأوسط
- لماذا تلاحقنا اللعنة؟ ( هذيان مع الذات)
- هل من واجب الفقراء والجياع الصيام في شهر رمضان؟
- من منفية غجرية إلى محمود العربي - محمود درويش-
- هل لديكم وصفة تناسب مقام النظام السوري؟
- رسالة مفتوحة إلى رئيس محكمة الجنايات الأولى القاضي - محي الد ...
- لمعتقلي إعلان دمشق
- مولود لا هو من الجن ولا من الإنس سيخرج من كم الحاوي اللبناني
- المحاكم الوطنية للشعب والدولية للزعماء
- بين مشاهد الفقر وفستان السيدة أسماء وحقوق الإنسان مسافات كيف ...


المزيد.....




- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...
- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...
- كأنها من قصة خيالية.. فنانة تغادر أمريكا للعيش في قرية فرنسي ...
- وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني
- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فلورنس غزلان - حاميها حراميها