أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - فلورنس غزلان - بين مشاهد الفقر وفستان السيدة أسماء وحقوق الإنسان مسافات كيف نقطعها؟















المزيد.....

بين مشاهد الفقر وفستان السيدة أسماء وحقوق الإنسان مسافات كيف نقطعها؟


فلورنس غزلان

الحوار المتمدن-العدد: 2347 - 2008 / 7 / 19 - 10:56
المحور: حقوق الانسان
    


المشهد المثير يرعب الحاضر ويغيب المستقبل لدرجة النحيب على ضياعنا وضعف حيلتنا مع أنظمة تغرق في استبدادها وعنفها وتلغي مواطنها وحياته حتى الغذائية منها، أصبت بالهلع عند قراءتي لبحث قامت به الناشطة والباحثة في فريق عمل نساء سورية السيدة " رهادة عبدوش"، معنونة تقريرها بصورة حية لطفلين مشردين " صبي وشقيقته " يتخذان من الرصيف مكانا للقيلولة والراحة من تعب النهار الطويل تحت أشعة شمس لاهبة تتخذ فيها الصغيرة من ساقي شقيقها وسادة تتكيء عليها وتشعر حيالها بالأمان!، يتحدث التقرير عن خمسة ملايين مُهمَّش من أبناء الوطن السوري يعيشون تحت خط الفقر ، بل أشد وأكثر بشكل لا تستطيع فيه هذه الشريحة تلبية احتياجاتهم الغذائية والطبية أو الملبس والمسكن، شريحة تشكل خمس السكان السوريين مهملة ومغفلة من الإعلام ومنسية من السلطة وأهلها ممن يذهبون لفتح أبواب العالم بوجه سياستهم القمعية..في الوقت الذي تتغنى به الصحف السورية بفستان السيدة أسماء الأسد وأناقتها ، التي تضاهي أناقة الباريسيات!!! على هامش الحياة تعيش هذه النسبة من أبناء وطننا وعلى هامش الطرقات نمر بهم دون أن تعيرهم العين نظرة وتسأل لماذا وكيف وصلت سورية لهذه الدرجة من المجاعة والعوز؟ بعد أن تسلم وريث العرش سلطته المضمونة أبدياً!!!فتح خلالها أمام حاشيته كل أبواب النهب والسلب والاغتناء على حساب لقمة هؤلاء وغيرهم...تزداد نسبة الفقر وترتفع حواف النقص الغذائي والصحي بشكل تقلصت أو تكاد تختفي فيه الطبقة الوسطى الغالبة عادة على التركيبة السكانية الطبقية للشعب السوري...هل باتت رؤية هؤلاء أمرا طبيعيا ضمن سياق التدهور المعاشي الحاصل اليوم ، بفضل الحكمة والقيادة الرشيدة ذات النظرة السديدة للرئاسة القديمة الجديدة؟
لماذا لم يصحب معه صورة من هذه الصور ليضعها أمام عدسات المؤتمر الأورو متوسطي كي يفتح بها باب الاستثمار للأموال الأوربية في سورية؟
لماذا لم ترافقه هذه الصور على الأقل وجدانيا ؟ لقد اكتفى سيادته بالابتسام والتصريحات البعيدة كبعد السماء عن الأرض عن واقع سوريا..السياسي والاقتصادي والحياتي بكل ألوانه وأشجانه، واكتفت أبواق الصحف الرسمية بجعل سيادته كما جاء على لسان البوق الجعار لصحيفة الثورة الصادرة بتاريخ 15/7/2008 والأكثر دجلا وتلفيقا أنها تقول وتزعم أن ما تنقله جاء على لسان الإعلام الغربي برمته وأهم هذا الإعلام صحيفة الفيغارو الفرنسية...فتقول الثورة:ـــ
" الرئيس السوري كان نجم القمة المتوسطية...ثم تزيد أن الرئيس الأسد كان الأكثر تألقاً في القمة الأورو متوسطية ، حيث كانت مشاركة سورية فيها الحدث الأبرز...الأمر الذي أكد استحالة عزلها وأهمية دورها في كل قضايا المنطقة...الذي لا يمكن تجاوزه خاصة على صعيد عملية السلام..."
نعم إن صحيفة الثورة محقة مع اختلاف في زاوية الرؤيا، نعم سلطت الأضواء على الرئيس الأسد بصفته الديكتاتور الذي لم تبق صحيفة ولا مجلة فرنسية دون أن تتطرق لموضوع حقوق الإنسان في بلده وتستغرب دعوته من قبل الرئيس ساركوزي ليحتفل معه في عيد سقوط معقل الديكتاتورية " الباستيل"!
وخاصة صحيفة الفيغارو التي تنقل عنها الثورة هذا الزيف...لقد اعتدنا على لغة الخطاب الدجلي والتلفيقي..ولهذا يكفي أن يعرف كاتب المقال في الثورة أن صحيفته لاتقرأ وتستخدم للف سندويشات الفلافل ولاستخدامات أخرى...
ما يبعث على الذهول والاستغراب، ليس ما تقوله صحيفة الثورة بالذات، لكن ما قاله السيد الرئيس في مقابلته لقناة الجزيرة في باريس رداً على سؤال حول حقوق الإنسان في سورية وأجاب حرفياً:ـــ
" إن الخارج توقف عن مطالبة بلاده بأي شيء يتعلق بالشأن السوري الداخلي" ! مالم تصوره عدسات التلفاز السوري ومالم تضعه أمام المشاهد السوري، هو قراءة الممثل من أصل مغربي " كاد" حين قرأ فقرة من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في حفل الرابع عشر من تموز أمام المنصة الرئاسية!! وعلى الفور استدارت كافة عدسات التصوير لتسلط أضواءها على وجه الرئيس السوري وحده! لماذا برأيكم؟...
ألأنه الرمز لحرية الإنسان؟ ألأنه النجم الساطع والأكثر تألقا كما تقول الصحيفة العظيمة؟.
ما أغفلته ولم تأت على ذكره أي صحيفة سورية وما اقتطعته عمداً وعن قصد وتدبير مخابراتي مدروس تم تدريب الصحافة عليه من أجل تلميع صورة النظام وورنشة سياسته داخلياً وهو الأهم، ما أوردته صحيفة الفيغارو بالذات حين أجرت حوارا مع الرئيس السوري وبنفس التاريخ أي الخامس عشر من الشهر وهذا أيضا يعتبر ردا على ماجاء على لسان السيد الرئيس مع الجزيرة...
ـــ الفيغارو:ــ في فرنسا كما في غيرها من الدول هناك قلق كبير حول احترام حقوق الإنسان في سورية، هل أنت مستعد لأخذ مبادرة ايجابية في هذا الخصوص؟
الأسد:ــ لا نقول أننا بلد ديمقراطي بدرجة جيدة، لكنا نقول أننا بدأنا على الطريق، وهذا الطريق طويل يمكن أن يمتد لسنة أو لعدة سنوات، ويتعلق الأمر بالثقافة والعادات والأوضاع السياسية والاقتصادية وبشروط مناطقية وعالمية، لقد حققنا خطوات عدة في حقيقة الأمر، القانون يحتاج لإصلاح وهذا ما نحن بصدد فعله حالياً.
ـــا لفيغارو : القانون بخصوص الأحزاب السياسية يتم الحديث عنه منذ ثلاث سنوات، هل ستحل عقدته قريباً؟
ــ الأسد : لقد تم الإعلان عن هذا القانون منذ ثلاثة أعوام، إنما منذ ذاك التاريخ وسوريا تواجه العديد من المخاطر ، حروب، إرهاب وعزلة بالإضافة للصعوبة الاقتصادية، هذا كله أعاق وأخر هذا القانون، لكنا مستمرين!.
ــ في الوقت الذي تتقوى فيها علاقاتكم مع فرنسا وأوربا، ألا يسمح لكم هذا في التقدم باتجاه الانفتاح السياسي؟
ـــ الأسد : نعم بشكل غير مباشر وليس بشكل مباشر، لأن الشكل المباشر يعتبر تدخلا في الشؤون الداخلية، وهذا غير مقبول ، إنما بطريقة غير مباشرة فعندما يتم دعم السلام وإقامته، ودعم التطور والثقافة والحوار، كل هذا يدفع سوريا باتجاه الانفتاح للأمام، هذا هو الدور الذي نطلبه من أوربا، لا أن تعطينا درساً في الأخلاق!.
أما ماورد في صحيفة الليبراسيون وبمقابلة أجرتها الصحيفة مع " فريدريك لولوش" رئيس " حركة المسيحيين من أجل مناهضة التعذيب " A C A T " موجها فيها رسالته للرئيس ساركوزي وبما يتعلق بحقوق الإنسان في سورية ، كل هذا بنفس التاريخ أي الخامس عشر من الشهر ...سأختصر المهم فقط مما قاله فريدريك لولوش:ــ
* عشرات من المواقع الألكترونية محضورة ـــ يقصد في سورية طبعا ــ .
* مجموعة من المثقفين اعتقلوا لمجرد أنهم انتقدوا النظام السوري ويتعرضون لعقوبات صارمة وقاسية لأنهم وقعوا على إعلان دمشق وإعلان دمشق بيروت الصادر عام 2005 ــ ذكر منهم أنور البني وميشيل كيلو وتحدث عنهم بإسهاب ــ .
* ناهيك عن تعرض المعتقلين لشتى صنوف التعذيب من أجل سحب اعترافات منهم، لدينا وثائق تثبت مقتل خمسة أشخاص تحت التعذيب في عام 2007 فقط، علما أن سوريا وقعت على الكثير من مواثيق حقوق الإنسان ومناهضة التعذيب ، وحسب تقرير لمنظمة "مراسلون بلا حدود" تأتي سورية في الدرجة ال 154 على 169 من دول العالم في ترتيب الحرمان من الحريات!.
لماذا لم تأت الصحف السورية على ذكر ولو نذر يسير مما جاء على لسان الإعلام العالمي والفرنسي المُضيف بشكل خاص؟...لن أحدثكم عن البرامج ولا عما صدر في المجلات ولعدة أسابيع حتى قبل انعقاد القمة المتوسطية...أحيل من يقرأ الفرنسية على مجلة " ميريان ونوفيل أوبزرفاتور وغيرها"...على سبيل المثال لا الحصر ...
يقول السيد الرئيس لم تعد تسأله الصحف الغربية عن حقوق الإنسان والشأن الداخلي وبنفس الوقت يساوم على هذا الشعب، أي يتخذ من شعبه ومواطنه رهينة للمساومة، حين يقول .. وكأنه يشترط ...الانفتاح ودعم الاقتصاد والتطور ودعم عملية السلام! ، ثم تقول الصحف السورية ــ وتقع في مطب لغتها الغبية ــ ...أن ترتيب المنطقة لا يتم بتغييب الدور السوري....نعم بات القاصي والداني يعرف الطرق التي يتبعها النظام التهديد والوعيد ونشر الخراب والاغتيالات...وهاهو يعود للبنان من النافذة...هاهو يعود لتقوية علاقته مع إيران كوسيط بينها وبين أوربا ...هل يجري هذا دون مقابل؟
أنقول سلاما على المحكمة الدولية؟ ...أو على الأقل تمييعاً للقضية وتبديداً للوقت حتى يأتي الضيف الجديد على البيت الأبيض...وهاهي بوادر الانفتاح على إيران من أمريكا بعد ثلاثين عاما بفتح مكتب كمقدمة لتبادل سفراء!...هذا يعني تكريس إيران كقوة إقليمية وتكريس سورية بنظامها الحالي كقوة استبداد ...من يفكر بمعاناة الشعب السوري؟
من يفكر بما ستؤول إليه المنطقة بعد أن صار الباع الإيراني السوري أكثر طولا وتمددا في العراق ولبنان وفلسطين ....
ممن ننتظر الغيث؟ طالما أن دعاة الحق ...يداهنون المستبد ويقايضونه من أجل عيون إسرائيل من جهة وعيون فتح الأسواق لبضائعهم من جهة أخرى...
لن نعتمد إذن إلا على أذرعتنا وحصافتنا...إن بقي شيء منها...إن لم تأكلها ديدان التخريب وسوس التسييب والضياع والتجويع.



#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف أصيبت باريس الساركوزية بجذام الأسدية بعيد الثورة الفرنسي ...
- ميزان اللقاء السوري الفرنسي
- مجزرة صيدنايا عربون سورية للعضوية في - الاتحاد من أجل المتوس ...
- الفرق بين إنغريد بيتانكور وفداء حوراني
- حجز حرية وزيارة ...أولها غارة وآخرها خسارة!
- الخصوصية السورية !
- تعلموا الديمقراطية من دول إسلامية، لكنها مع الأسف غير عربي ...
- باص السلام الإسرائيلي السوري
- الإطاحة - برأس المملوك جابر السوري آصف شوكت-
- إلى الأسير سيطان الولي
- صرخة قبل فوات الأوان!
- بعد اتفاق الدوحة، ماذا ينتظر إيران؟
- بيروت الكبيرة الزاهية بألوانها، عصية على احتمال الأسود
- بيوت بلا خبز، تعني بيوت بلا كرامة!
- يوم الصحافة العالمي ، في سورية بدون حرية!
- إلى المعتقلين المتهمين - بالتطاول على سوريا-!
- أما آن الأوان لسورية أن تقول - كفاية -؟
- بين إيران، سوريا، إسرائيل، وأمريكا تدور أوراق اللعب المصيرية ...
- نيروز منا وفينا، ولن يموت بموت بعضنا
- ليلنا الدمشقي


المزيد.....




- مسؤولون إسرائيليون: نعتقد أن الجنائية الدولية تجهز مذكرات اع ...
- نتنياهو قلق من صدور مذكرة اعتقال بحقه
- إيطاليا .. العشرات يؤدون التحية الفاشية في ذكرى إعدام موسولي ...
- بريطانيا - هل بدأ تفعيل مبادرة ترحيل طالبي اللجوء إلى رواندا ...
- أونروا تستهجن حصول الفرد من النازحين الفلسطينيين بغزة على لت ...
- اجتياح رفح أم صفقة الأسرى.. خيارات إسرائيل للميدان والتفاوض ...
- احتجاجات الجامعات الأميركية تتواصل واعتقال مئات الطلاب
- الأونروا: وفاة طفلين بسبب الحر في غزة
- لوموند تتحدث عن الأثر العكسي لاعتداء إسرائيل على الأونروا
- لازاريني: لن يتم حل الأونروا إلا عندما تصبح فلسطين دولة كامل ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - فلورنس غزلان - بين مشاهد الفقر وفستان السيدة أسماء وحقوق الإنسان مسافات كيف نقطعها؟