أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - فلورنس غزلان - لماذا تلاحقنا اللعنة؟ ( هذيان مع الذات)














المزيد.....

لماذا تلاحقنا اللعنة؟ ( هذيان مع الذات)


فلورنس غزلان

الحوار المتمدن-العدد: 2384 - 2008 / 8 / 25 - 09:29
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


هزائمنا وفضائحنا مستمرة منذ عقود، نرثها ونأمل ، نورثها ونرجو، تحاصرنا اللعنة من كل جهات الأرض ومن بطون البلاد، فنستسلم كالأنعام ولا ننهض، نشب على سؤال الاستغراب ونقاوم ذاكرة الألم والبؤس ولا نفعل شيئا.
تصطادنا النيران في عقر دارنا ، تحاصرنا السخرية فنطأطأ الرأس وننحني ولا نعرف كيف يمكننا اجتياز مراحل المرض والشفاء منه، علماً أن حملة شهادات الطب الاجتماعي والسياسي وحملة الأيديولوجيات أكثر من الهم على القلب، لكن الجميع يتناطح في الفراغ والنتيجة خواء!.
الباكستان وعسكرها استيقظت من سبات القسوة والإمساك بالعصا فاستسلم الجنرال لإرادة البرلمان" المنتخب طبعا" والمختلف عن برلماناتنا الملحقة بالحزب القائد، فأرخى حبال التعنت وأذعن ينسحب من أجل الوطن.
عسكر موريتانيا ــ كونها من أمة العرب ــ لم تعجبهم طقوس الديمقراطية فانقلبوا عليها ليعيدوا البلاد لحظيرة العروبة كي تشبه أخوتها وأهلها ولا تخرج عن الصف .
العالم حتى الإسلامي منه يخرج من ثوب الكهنوت والأصولية يخرج للهواء الطلق الرحب ويرتدي ثوب الحداثة...في ماليزيا وأندونيسيا ، كي لا نقول دول أمريكا اللاتينية وأوربا الشرقية الخارجة من ثوب الاتحاد السوفييتي ...لكن الجميع يركب فرس الحداثة يريد الالتحاق بركب الكون كي لا يتخلف عن السبق ، إلا أمة العرب!!
ينخرنا سوس الإرهاب وتسيطر على عقولنا ثقافة النص، وعبادة الفرد، نعيش مسلوبي الإرادة بينما نعتقد أننا الأفضل !...نعتمد الإسلام قدسية وقانونا ودستورا ونورطه بنا وبفهمنا...نورطه بأننا نريد رفعته وإعلاء صورته في الوقت الذي نجعل منه وسيلتنا للتشويه والتفريخ بكل ماهو خالٍ من العقل وبعيد عن المنطق وعن لعبة الحياة فنحصر حبنا له في لعبة الموت ونستخدمه ذريعة للقتل واستباحة حريتنا وحرية الإنسان المختلف.
ينفتح الكون وشعوبه على معنى الحرية الفردية منها والمجتمعية، على معنى الحق الإنساني وكرامته وحقه في التعبير وإدارة شؤون الوطن مع سلطة يختارها وإن لم يفلح، يشاركها هم الوطن في النقد والتصويب ثم تبادل الأدوار من أجل الجميع وتساويهم في الحفاظ على وطن يسير للأمام ، بدلاً من العدو نحو الخلف والانزلاق نحو مجاهل العتمة في أقبية تعتقل الإنسان وتحيله شيئا خارج الزمن وخارج الفعل ، لأنه يختلف عن إرادة السلطان ــ في بلاد العربان طبعاً ــ ، فأين المفر وإلى متى سنستقر على فعل وحس يتخلص من سلطة همها الكرسي واغتيال رغبات الشعب لتبقى لها الحياة، تعلق أهداب كينونتها برؤية مواطنها قتيلا مصابا بالهوام وبالهيام فيها...عبدا يستطيب عبوديته؟!.
من أين نأتي بجنرال مثل مشرف يتنحى؟!. ذات يوم كان في السودان جنرال يدعى(محمد سوار الذهب) ، اغتاله العسكر، الذين يمارسون السحل وقطع الأعناق والأيدي باسم الإسلام ويقيمون الجنازات ويحتفلون بإنجازاتهم الثورية والقومية على جثث جرائم ضد الإنسانية ومذابح جماعية ، ومع هذا ينتخي الجميع لإنقاذه ...لأنهم مثله يخشون هروب الخيوط من أيديهم، يخشون أن يخرج ابن العم على شريعة القبيلة!.
نحلم ليلاً، ونخفي الأحلام نهارا كي لا تفضحنا عيوننا، نتقن فن التمثيل ونعيش بألف وجه...نحتمل إهانة السلطة ونمارس إهانة الذات في أهل بيتنا، ننتقم من أطفالنا ونسائنا فنعيد لهم سلعة السلطان، ونسقط عليهم كل إرهاصاتنا وعجزنا كي نتخلص من حجم الضغط النفسي لنشعر برجولتنا العربية نخلف الحقد ونورثه، ندرس التاريخ المكتوب بأيد لا نعرفها، أو بأيد كتبته على هواها، فنرضى ونعتبر ماقالته مقدساً، يوما بعد يوم نقلص مساحة الجغرافيا في بلادنا...لأننا من هواة النفخ في قرب مقطوعة ومن هواة الحروب الفاشلة، والقذائف التي لا تقتل سوى أبناءنا ، ومع هذا مازالت أناشيدنا وأهازيجنا تنشد الثورة وتلعن الاحتلال وترسل طياراتها الورقية لتصطادنا وتعود بجثثنا...إلى رحم العروبة.
نفرخ مجموعات مختلفة المعنى والمبنى، شريعتها القتل وشعاراتها الوطن!...تتحارب وتتناقض وعلى الأرض تورث الفقر وتزرع الدمار...تضرب بسيف غيرها..وبسيف إسلام غريب عليها...أو يحس بغربته في يديها...لكنها تستمر وتلعق الدم الأخوي وهي تذرف دموع المحبة المزيفة...فهل سنصل؟...وكيف نخرج من ثقافة تسحقنا كل لحظة ...وتهدم فينا كل بصيرة...ومن سيحمل سعفة الاقتحام وسعفة النجاة وحروب الكلام والخطاب تعتمرها وجوه تشيخ ولا تعرف الرحيل إلا بعد أن تنهينا، أما آن الأوان أن نستيقظ؟!.



#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل من واجب الفقراء والجياع الصيام في شهر رمضان؟
- من منفية غجرية إلى محمود العربي - محمود درويش-
- هل لديكم وصفة تناسب مقام النظام السوري؟
- رسالة مفتوحة إلى رئيس محكمة الجنايات الأولى القاضي - محي الد ...
- لمعتقلي إعلان دمشق
- مولود لا هو من الجن ولا من الإنس سيخرج من كم الحاوي اللبناني
- المحاكم الوطنية للشعب والدولية للزعماء
- بين مشاهد الفقر وفستان السيدة أسماء وحقوق الإنسان مسافات كيف ...
- كيف أصيبت باريس الساركوزية بجذام الأسدية بعيد الثورة الفرنسي ...
- ميزان اللقاء السوري الفرنسي
- مجزرة صيدنايا عربون سورية للعضوية في - الاتحاد من أجل المتوس ...
- الفرق بين إنغريد بيتانكور وفداء حوراني
- حجز حرية وزيارة ...أولها غارة وآخرها خسارة!
- الخصوصية السورية !
- تعلموا الديمقراطية من دول إسلامية، لكنها مع الأسف غير عربي ...
- باص السلام الإسرائيلي السوري
- الإطاحة - برأس المملوك جابر السوري آصف شوكت-
- إلى الأسير سيطان الولي
- صرخة قبل فوات الأوان!
- بعد اتفاق الدوحة، ماذا ينتظر إيران؟


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - فلورنس غزلان - لماذا تلاحقنا اللعنة؟ ( هذيان مع الذات)