أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - فلورنس غزلان - رسالة مفتوحة إلى رئيس محكمة الجنايات الأولى القاضي - محي الدين الحلاق-















المزيد.....

رسالة مفتوحة إلى رئيس محكمة الجنايات الأولى القاضي - محي الدين الحلاق-


فلورنس غزلان

الحوار المتمدن-العدد: 2365 - 2008 / 8 / 6 - 11:07
المحور: دراسات وابحاث قانونية
    


لقد عقدت محكمتكم الموقرة قبل أيام جلستها العلنية في دمشق لاستجواب ومحاكمة قادة المجلس الوطني لإعلان دمشق الإثنى عشر...وقد تناقلت وسائل الإعلام ما جرى في هذه الجلسة ، وما تلته سيادتكم من تهم وجهت لمعتقلين سياسيين ولمحاكمة سياسية لا علاقة لها بالجنايات ولا بالجنح، وأعتقد أنك في موقع العالم بهذا الشأن!
لهذا ارتأيت أن أوجه لك رسالتي كمواطنة سورية تنتمي ولو بالولادة لهذا الشعب...وأوجه لضميرك كمواطن أولاً وكقاضٍ ثانياً، و يفترض بالقاضي أن يتحلى بالنزاهة أولاً و بالحياد ثانياً، وبالاستقلالية السياسية ثالثاً، كي تحمل أحكامه المصداقية..
التهم الموجهة للمعتقلين ، على اختلاف مشاربهم السياسية وانتمآتهم المجتمعية وتنوع أعمالهم المهنية والثقافية، تكفي نظرة منك لهذا التنوع كي تعلم أن ما يوجه إليهم من تهم هو محض اختلاق، وأن محاكمتهم مجرد حقد سياسي يمارسه النظام ضد كل من يختلف معه أو يخالفه مسلكه وطريقته في إدارة البلاد، وعليه أن يتفاعل ويجد كل مسلك أو قانون أو مشروع أو مخطط أو مبادرة تقوم بها الدولة تحظى لديه بالصدق والمصادقة والإيمان والثقة العمياء دون أي محاولة منه لدرس أو تحليل أو نقد...حينها يصنف " سياسيا" بعداد المواطن الصالح ويوضع اسمه في دفاتر" المسالم الموالي"
وإن حاد عن أي منها فهذا يعني تعرضه لما تتعرض له هذه المجموعة وسابقاتها من مجموعات حوكمت بنفس الطريقة وسارت محاكماتها على نفس المنوال...
ــ هل سمعت أو قرأت في قوانين العالم قانوناً يسمي من يكتب مقالاً ناقداً هدفه الأساس هو الوطن وخدمة الوطن وإصلاح الخطأ والقيام بدوره كفرد واعٍ يساهم في تطوير وتقدم بلده، بأنه ينشر أخبار كاذبة؟
ــ هل سمعت بقانون يَدَّعي على من يوجه نداءه للنظام من أجل الإصلاح الداخلي وإقامة علاقات المودة والتآخي واحترام السيادة مع الدول الشقيقة المجاورة من خلال إصدار ورقة تسمى بيانا أو وثيقة يوقع عليها مجموعة كبيرة من المثقفين ، بأنه يتآمر على الوطن ويريد تغيير النظام وإسقاطه ؟
هل يعني أن كل هؤلاء المثقفين متآمرين ويريدون شراً بالوطن ، ويفضلون الاستعمار أو الاحتلال على نظام البلاد وإصلاح حاله بما يخدمه ويخدم الوطن؟ ، وهل هذه الوثيقة بمثابة انقلاب على النظام ولها قوة التغيير وفعله؟، علماً أنها تتوجه لأهل النظام قبل الشعب، فهو المعني الأول بالتغيير.
ـــ هل يعني البيان الختامي للمجلس الوطني لإعلان دمشق ، عندما طالب بالتغيير السلمي والتدريجي واعتباره الانفتاح على المواطن ، هو السلاح الحقيقي بوجه أي تآمر خارجي على الوطن ، أنه يسعى لقلب نظام الحكم من خلال هذا الائتلاف المتنوع، وهل هذا المجلس يملك القدرة والصلاحية على تغيير النظام؟ أهكذا تورد الإبل يا سيادة القاضي؟...
ــ هل أنت مقتنع وجدانيا بطريقة حكمك واستنادك لمثل هذه الأحكام الباطلة ، التي تريد إدانة مواطنين سوريين مثلك لا غبار إطلاقا على انتمائهم الوطني؟...
والله إن حالك تشبه حال ذاك صبي المخابرات الذي جاء لبيت حماي ذات يوم في الثمانينات من القرن المنصرم للبحث عن المرحوم الشهيد عبد الرزاق والتفتيش بأوراقه ليعثر وجهاز الأمن المرافق على ما يدين عبد الرزاق.!..إليك الحادثة كما جاءت دون زيادة أو نقصان ولك أن تعتبر من خلالها، والاعتبار يأتيك على لسان أم عجوز ترى النكبة قادمة على ولدها من عناصر المخابرات ولا تملك ما تدرأ به هذا الشر سوى كلماتها الصادقة المعبرة عن غضبها واعتراضها:ــ

ذات صباح قدمت سيارة من جهاز الأمن السياسي في مدينة درعا يصطحبون معهم مختار الحي ، نادوا على أهل البيت ودخلوه...وعلى الفور توجهوا نحو غرفة المرحوم الشهيد عبد الرزاق أبازيد...وشرعوا يعيثون بها نثراً وقلباً ــ خاصة أنهم لم يجدوا عبد الرزاق في البيت فقد كان متخفياــ
هرعت الوالدة من غرفة أخرى ...وكعادتها تمسك سيجارتها اللف بيدها ...فأشعلتها وراحت تمعن النظر بغرفة ابنها وما أصابها، لاحظت من خلال خبرتها وحدسها أن عنصراً ممن يقلبوا أوراق وكتب ولدها تدل ملامحه على أنه بلدياتي( ابن البلد)، فتوجهت إليه سائلة وبالحرف وبلهجتها:" وَلَك إنتا من وين وابن مين ولك" ــ وتعني من أي عائلة وبلد أنت ولفظة" ولك" تدل على أنه ولد لا يستحق الاحترام ــ
فطأطأ المسئول رأسه وأجاب:" أنا من درعا ومن عائلة المحاميد" أجابت السيدة الأم:" آآآه ألا يوجد خبزاً في بيت المحاميد يكفي لإطعامك ؟...لكن طول عمركم عظمكم أزرق ( في العرف التقليدي المتداول صاحب العظم الأزرق هو الذي لا يؤتمن جانبه ، خاصة أنها تذكر تاريخاً ثأرياً ليس ببعيد دام لسنوات طويلة بين العائلتين ) ثم أضافت:" ..وهل أنت من رجال تشابه عبد الرزاق وبقياسه حتى تفتش بيته وتعمل جاسوساً على أبناء بلدك؟ ألا تخجل من نفسك؟.. خجل فعلاً ورمى كتابا كان بيده ووقف جانباً دون حراك...وقال: إنه عملي يا خاله وأقوم به...قالت له:" لعنة الله عليك وعلى هكذا عمل!..ألم تجد سوى التجسس على أبناء بلدك وإيذاءهم حتى تأكل خبزاً مُرَّاً؟...هرع لحظتها أحد الجيران الأقارب وقال لها ساخراً: اذهبي ياحاجة واصنعي إبريقا ًمن الشاي لهؤلاء الشباب فقد تعرقوا من شدة التعب!! قالت: فشروا..أي ( خسئوا) والله إن شاينا لا يتجرعه ولا يشربه إلا الأشراف ومن يعرقوا ويتعبوا حقاً لا من يعملوا هذا العمل الشائن...الجميع خرج والخجل يشبك أقدامه وأول الخارجين كان ابن المحاميد" !.
وأنت ياسيادة القاضي ألا ترى أن عملك هو عبارة عن تكملة ومصادقة قضائية يمنح الشرعية لاتهامات أجهزة الأمن الباطلة والزائفة؟
ألا تجد أن عملك يصب في مصلحة أجهزة الأمن وسياسة قمعها في تكريس الظلم وحرف نهج البلاد عن الإصلاح والتطوير؟
إنك اليد الفاعلة ، التي تمارس القتل...إنك من يصوب السهام ، من يقرر ويجعلهم يستخدمون ضميره وسيلة لتكريس الظلم والقهر والاستعباد وكم الأفواه...إنك أداتهم المنفذة...ولو ظل عندك بقية مما يسمى صلاحاً ووجداناً وطنياً لحكمت بالحق...أو رفضت أن تكون أداتهم...كي تنام قريرا ومرتاحا...كي تهجع بين صغارك وتقول لنفسك ربما ذات يوم سيسلك أحد أبنائي طريقاً معارضاً كهؤلاء، وربما سيقع آنذاك بين يدي قاضٍ يشبهني فيسومه العذاب ويتجرد من حسه الإنساني وضميره الوطني ــ علماً أني لا آمل أن يظل الاستبداد مسيطراً على الوطن حتى يكبر أبناءك ــ
بينك وبين ابن المحاميد ذاك خيطاً رابطاً...وأنت وحدك مَن يمكنه أن يثبت العكس فيبتره.



#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لمعتقلي إعلان دمشق
- مولود لا هو من الجن ولا من الإنس سيخرج من كم الحاوي اللبناني
- المحاكم الوطنية للشعب والدولية للزعماء
- بين مشاهد الفقر وفستان السيدة أسماء وحقوق الإنسان مسافات كيف ...
- كيف أصيبت باريس الساركوزية بجذام الأسدية بعيد الثورة الفرنسي ...
- ميزان اللقاء السوري الفرنسي
- مجزرة صيدنايا عربون سورية للعضوية في - الاتحاد من أجل المتوس ...
- الفرق بين إنغريد بيتانكور وفداء حوراني
- حجز حرية وزيارة ...أولها غارة وآخرها خسارة!
- الخصوصية السورية !
- تعلموا الديمقراطية من دول إسلامية، لكنها مع الأسف غير عربي ...
- باص السلام الإسرائيلي السوري
- الإطاحة - برأس المملوك جابر السوري آصف شوكت-
- إلى الأسير سيطان الولي
- صرخة قبل فوات الأوان!
- بعد اتفاق الدوحة، ماذا ينتظر إيران؟
- بيروت الكبيرة الزاهية بألوانها، عصية على احتمال الأسود
- بيوت بلا خبز، تعني بيوت بلا كرامة!
- يوم الصحافة العالمي ، في سورية بدون حرية!
- إلى المعتقلين المتهمين - بالتطاول على سوريا-!


المزيد.....




- الأمم المتحدة تطالب بإيصال المساعدات برّاً لأكثر من مليون شخ ...
- -الأونروا- تعلن عن استشهاد 13750 طفلا في العدوان الصهيوني عل ...
- اليابان تعلن اعتزامها استئناف تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئي ...
- الأمم المتحدة: أكثر من 1.1 مليون شخص في غزة يواجهون انعدام ا ...
- -الأونروا-: الحرب الإسرائيلية على غزة تسببت بمقتل 13750 طفلا ...
- آلاف الأردنيين يتظاهرون بمحيط السفارة الإسرائيلية تنديدا بال ...
- مشاهد لإعدام الاحتلال مدنيين فلسطينيين أثناء محاولتهم العودة ...
- محكمة العدل الدولية تصدر-إجراءات إضافية- ضد إسرائيل جراء الم ...
- انتقاد أممي لتقييد إسرائيل عمل الأونروا ودول تدفع مساهماتها ...
- محكمة العدل تأمر إسرائيل بإدخال المساعدات لغزة دون معوقات


المزيد.....

- التنمر: من المهم التوقف عن التنمر مبكرًا حتى لا يعاني كل من ... / هيثم الفقى
- محاضرات في الترجمة القانونية / محمد عبد الكريم يوسف
- قراءة في آليات إعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين وفق الأنظمة ... / سعيد زيوش
- قراءة في كتاب -الروبوتات: نظرة صارمة في ضوء العلوم القانونية ... / محمد أوبالاك
- الغول الاقتصادي المسمى -GAFA- أو الشركات العاملة على دعامات ... / محمد أوبالاك
- أثر الإتجاهات الفكرية في الحقوق السياسية و أصول نظام الحكم ف ... / نجم الدين فارس
- قرار محكمة الانفال - وثيقة قانونيه و تاريخيه و سياسيه / القاضي محمد عريبي والمحامي بهزاد علي ادم
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / اكرم زاده الكوردي
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / أكرم زاده الكوردي
- حكام الكفالة الجزائية دراسة مقارنة بين قانون الأصول المحاكما ... / اكرم زاده الكوردي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - فلورنس غزلان - رسالة مفتوحة إلى رئيس محكمة الجنايات الأولى القاضي - محي الدين الحلاق-