أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - فلورنس غزلان - خروج الفوضى من أكمام السيطرة الحديدية ( موقف من التفجير في دمشق)














المزيد.....

خروج الفوضى من أكمام السيطرة الحديدية ( موقف من التفجير في دمشق)


فلورنس غزلان

الحوار المتمدن-العدد: 2420 - 2008 / 9 / 30 - 09:54
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


تخاف عيوننا النوم، وتهرب الأنا من الحلم ، تلتقطها الكوابيس وتلبسها الرعب بأجساد مصلوبة على شرفات المكان، يتجمد الصبر في عروقنا تحت وقع أجراس الليل وسنابك العسكر الجوالة، لكن رذاذا خريفي الموسم يستطيع أن يغسل أجسادنا، ويلفها بعبق ماضٍ اعتقدنا أنه لطول الهزيمة فينا نَسِيَنا ومضى، مع استمرار القضبان الحديدية تقف فاصلة بيننا وبين أبنائنا، بيننا وبين طين الأرض الميت في حياة الريف والمدينة، والهلع المستوطن أفئدتنا عقودا رافقتنا كظلنا وتأبى الرحيل ...فقد عرفت خواءنا وضعف مقاومتنا حين اكتشفت قدرتنا على استظهار أقوال قادة اخترقوا حصان طروادة فينا، لهشاشة ما بنيناه وما عولنا عليه، لم يفلح انتظارنا لمعجزات تنبأت بها الجدات، وأخفق الوقت في إخراج الهزيمة من ذاكرتنا، كما سيطر اليأس واستطاب الاصطياد في خرافة العزيمة وهزالة البناء الوطني القائم على الغث من شعائر وتفاصيل الأداء أحادي اللون وطائفي البضاعة السياسية الزاهية بحماسها النقدي لما يتفتق عن قرابين ترسل صيحاتها من جهات الوطن الأربع ومنافذه على البحر والجبل ، في السهل والوادي.
الكل يلقى حتفه أمام هندسة الواقع الكثيف بأقنعة أمنية لا تفسح مجالا سوى لأيادٍ ملطخة بدماء المدينة وبسفاح الياسمين وبانكسار العذارى على أبواب الأقفاص الذهبية المحصنة بأبواق السلف الصالح.
تندلق شهوة السطو ولغة القهر من أحقاد اختبأت طويلا تحت عتبات البيوت وفي أجنة التربية المنزلقة من سنوات الإجحاف وعقود الاضطهاد طبقي النشأة تطور عكسياً ليصبح طائفي البدعة، ويركب سلم الضراوة في الثأر وارتعاش الأجساد والقلوب عند أبواب العقل ونفضها من آفاق المنطق أو حتمية التاريخ، لتصبح براكينا لا توقظ سوى المشحون والمأفون والمدفون من عناصر الغموض وعناصر التذرر ونشوة الانتصار الآني على المُختلف، واجترار الموت ليرافق الخطوات المتأرجحة في تصديق الذات الحاضرة في بهاء الاهتياج وحماس الفرح المضروب بنفسه وبأهله، والخارج عن رطانة لا ترى في الغيم سوى رعودا وعواصف تحطم أحلام الحقد، ولا تخلف سوى أنهار دماء في شوارع مدن اختارت الياسمين عطرها المفضل، والجوري شعار محبة تاريخية بنت عليها أمجاداً تنقرض اليوم تحت مقاصل جرذان خرجت من جحورها ولم تعد سموم العلم تقيد اقتحامها، أو تحد من سطوتها، فأطلقت حشودا من فئران اختبأت طويلا تحت عباءآت الشيوخ ومآذن الضواري من أصحاب الإفك والفتك والتنكيل بالحب وبالعشق والعاشقين.
رقصت طويلا موسيقى الأقدام الملتهبة فرحا والصدور المنتفخة بأوسمة الانتصارات المفتونة بأنفسها والصور الملتصقة فوق جدراننا رغما عما يسود عيوننا من حزن وقلوبنا من فجيعة، وانطلقت مواكب الحَجاج ( نسبة إلى الحجاج بن يوسف الثقفي) تقصف أذهان أبنائنا بأناشيد الفوضى وتكميم الأفواه وتعتيم المدن وتغليف البهجة بثياب مفضوحة الستر تخفي وجوهها الحاقدة وتكشف عن عوراتها ، لتصعد فوق سطوح البيوت العالية وتنشر رايات طقوسها ذات التاريخ الأسود ، واعدة أن ضوء الغد وأشعة الشمس ستكون ملك يمينها،
وأن المدن المريضة بحضورها...تسجل الطاعة وتصلي لبقاء القدرة الطاغية على الحاضر والمستولية على المستقبل، ولم تدرِ أن ما اختفى تحت شياطين العباءات والبيوت، التي أذعنت لها مخلصة، ستخرج
عن الطاعة وتلهب الأرض وتفتك بأيد قبلتها طويلا باسم الولاء، وهاهي تنقلب عليها...لتمد بعمر الفوضى وتنشر أشرعة الخراب وتشعل النيران في زعفران الشام وبخور حلب وبيارق غسان.
كل الكلام يصبح هزيلا ، وكل البكاء لو انقلب نواحا فهو عديم الجدوى أمام صرخة القتيل الأخيرة تحت سياط العنف وانتصاره على العقل وعلى المحبة العامة بين أبناء مجتمع واحد تفرقهم شيع وسنن سياسية المظهر تحتقن بعفن الفكر وانحلال الإنسان ،/ الذي أصبح كتلة من التفاهة مرتلة بأقانيم صلوات صنعها سيده ويريد توريطنا فيها ليجعل من تراتيله ميراثا للجميع وتراثا لتاريخ الوطن، عقيم كل قول وكل تحليل وكل دعوة أو استجداء لاستدرار عقل يعيش بعين أعور الدجال السياسية، ويريد أن يخط بها مصلحة الوطن فيمزقه بمتاهات يهرب منها العاقل لينجو بمن يحب، لكن سلطة الموت أقوى، وسلطة العنف لا تميز.
فهل يستطيع الساحر أن يدرك أن أرانبه التي يخرجها من كمه وقبعته...لم تعد تضحك الصغير ولا تنطلي على بعض الوعي فينا؟ .
.وهل يدرك السياسي والمثقف بيننا، أن صرخاته لو مزقت الكون، فإنها في هذا الوطن المُغَيَّب لا تصنع سوى رفاته؟!....
أمام الموت وأمام دهشة المرآة لما تراه فينا...أمام مآتم ابتدأت بسبعة عشر تابوتا في دمشق يسبقها الكثير من الأحداث ، التي انطوت واختفت تحت عباءة انعدام الشفافية والاستمرار في غناء وحدة الصف وقبضة الأمن وأن سورية محصنة، اكتسبت مناعتها بفضل تناولها لعقار المناعة والممانعة، لكنها نسيت أن مفعوله لا يسري إلا على المواطن .
باريس 29/09/2008





#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استبداد الديني والسلطوي
- على نفس الخط يقف معارضو المعارضة وأصحاب الفتاوى
- جهات مختصة!
- أنين الحرية
- خطيئة أن تكوني أنثى
- المرض البسيكولوجي السوري
- صقيع في علاقات الكبار، ينذر بجحيم في الشرق الأوسط
- لماذا تلاحقنا اللعنة؟ ( هذيان مع الذات)
- هل من واجب الفقراء والجياع الصيام في شهر رمضان؟
- من منفية غجرية إلى محمود العربي - محمود درويش-
- هل لديكم وصفة تناسب مقام النظام السوري؟
- رسالة مفتوحة إلى رئيس محكمة الجنايات الأولى القاضي - محي الد ...
- لمعتقلي إعلان دمشق
- مولود لا هو من الجن ولا من الإنس سيخرج من كم الحاوي اللبناني
- المحاكم الوطنية للشعب والدولية للزعماء
- بين مشاهد الفقر وفستان السيدة أسماء وحقوق الإنسان مسافات كيف ...
- كيف أصيبت باريس الساركوزية بجذام الأسدية بعيد الثورة الفرنسي ...
- ميزان اللقاء السوري الفرنسي
- مجزرة صيدنايا عربون سورية للعضوية في - الاتحاد من أجل المتوس ...
- الفرق بين إنغريد بيتانكور وفداء حوراني


المزيد.....




- قتلى وجرحى في غارة إسرائيلية على مدينة غزة
- انتقادات دولية لإسرائيل عقب استهداف رفح وواشنطن تتحدث عن -عم ...
- واشنطن تعلق على تقارير بشأن تعليق إرسال أسلحة لإسرائيل
- بايدن يحذر من تنامي -معاداة السامية- في الجامعات الأميركية
- دراسة تحذر: الحرّ يزيد انتشار مادة سامة خطيرة داخل السيارات ...
- إدارة بايدن تتخلف عن موعد تقرير -إسرائيل والأسلحة الأميركية- ...
- ملك الأردن: سيطرة إسرائيل على معبر رفح ستفاقم الكارثة في غزة ...
- لأجل غير مسمى.. إرجاء محاكمة ترامب بقضية -الوثائق السرية-
- قتلى وجرحى في قصف إسرائيلي على غزة وجنوب رفح
- أسترازينيكا تسحب لقاحها المضاد لكورونا من جميع أنحاء العالم ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - فلورنس غزلان - خروج الفوضى من أكمام السيطرة الحديدية ( موقف من التفجير في دمشق)