أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - حسن حاتم المذكور - المشه يوصل ...















المزيد.....

المشه يوصل ...


حسن حاتم المذكور

الحوار المتمدن-العدد: 2437 - 2008 / 10 / 17 - 09:12
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


التقيـه دائماً على طاولة ذاكرتي ’ اجمعه من بيـن ايامي المبعثرة ... اشعر وكأن زمني يتوقف ... اوعـدتـه ولم افي بوعـدي ... اخبرتـه ان الطريق وعـرة جـداً ’ كان مصراً على ان القضية التي نريدها لا يمكن لهـا ان تكون الا في نهاية الطرق الوعـرة ... افترقنـا ووضعت نقطـة فـي نهايـة السطـر ولم ابـداء التالي الى يومنا هـذا ... كان الأجمل محفوراً فـي ذاكـرتي ’ قمــر لـن يغيب منتظـراً عنـد بدايات الطـرق التي لازالت وعــرة .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الـمـشــه يـوصــل
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اجـيـت انـشـد درابـيـن الـوكـت
ضـيـعـت بـيـهـن عـيــد
يـتـيـم هـلالــه ...
شـايـل حـسـبـتـه بـصـدره
وطـريـجــه بـعـيـد
عـطـش روحــه... يـفـيـض الـمـامـش
ويـزرع جـرحـنـه يـريــد
ويـخـضـر حـلـم بـيـنــه
نـتـحـزم عـلـى الـبـيـنـه
نـمـر بالـدنـيـه بـاب الـبـاب
ونـﮕـلـهـه الـﮕـمــر مـا غـاب
................
نـافـع لا تـظـل زعـلان
نــه حـبـاب ... وبـعـدنـه حـبـابﭽ
شـد حـيـك عـلـى مـوتـك
بـﭽــه بـعـيـونـك الـجـوعـان
يـظـل جـرحـك ...
يـواسـي الـروح
يـظـل اسـمـك ...
عـلى غــرة وطـن مـجـروح
وتـظـل انـتـه ...
هـلال الـمـا نـسـه جـيـتـه
عـشــﮓ ديـره ومـواعـيـده
عـلـى بـاب الـوطـن
خـضـر فـرح عـيـده
نـافـع لا تـظـل زعـلان
لا تـلـﭽـم جـرح مـوتـك
يـفـز بـيـنـه
ويـفـز بـالـثـنـيـه الـتـنـظـر جـيـتـك
بـعـيـونـك شـفـت بـغـداد
شـفـت روح الـشـهـيـد تـلـولـي الـجـرحـك
شـفـت دمـعـة وطـن تـبـﭽـيـك
زرعـنـه اسـمـك
ربـيـع بـكـل سـنـه يـنـعـاد
بـحـضـن دجـلـه ... نـزرع بـسـتـان
يـسـﮕـيـه الـفـرات دمـوع
مـن دمـعـه الـنـشف عـطـشـان
عـلى جـرف الـلـيـل
ﮔـمـرنـه يـنـتـظـر سـهـران
الـفـرج مـامـر ... الـصـبـح مـا فـات
واعـدنـه الـفـجـر جـيـات
بـدمـوع الـنـجـوم تـواكــح الـدمـعـات
يـخـسـه الـي يـﮕـلـك مـات
حــي بـيـنـه
تـتـنـفـس بـريــة وطــن
ريـحـة نـاس ... مـنـتـظـره
مـواعـيـد وفـرح جـيـات
نـافـع لا تظـل زعـلان
عـلـى غـيـضـك
تـبـﭽــي وسـفـة الـخـسران
الـمـشــه يـوصــل
لـو جـف الـنـده بـدهـره
يـشـرب مـن عـطـش صـبره
صـدﮔـنـي الـمـشـــه يـوصــل
ـــــــ يـتـبـــع ـــــــ
............
بعـد انقلاب 08 / شبـاط / 1963 ’ كنت الأصغـر فـي القاعـة رقم 12 مـن معتقـل خلف السـده .. ولأول مـرة اجـد نفسي محاصراً بين اربعـة جدران كريهـة اثارت مخاوفـي وكشفت نقاط ضعفي في مواجهـة الأحتمالات ... الدكتور الطبيب حمـدي الشريف ادرك الأمـر فأقترب مني " انت شاب وسوف لن يجدوا عندك ما يغريهـم وسيطلقون سراحك حتمـاً "
بعـد اسبوعين تقريبـاً نادوا بأسمي ثم رافقني ثلاثـة مـن الحرس القومـي ’ عصبوا عينيّ وشدوا يديّ الى ظهري ورافقتهم في السيارة دون ان اعلم وجهتهـم .
توقفت السيارة " ياللـه انزل " صعدت معهـم درجاً ’ في منتصفـه اوقفونـي " اجلس " ’ كانت حركـة الصعود والنزول بطيئـة جـداً ’ بين الحين والآخـر اتلقـى صفعـة غير متوقعـة على وجهي او مؤخرة رأسي ’ وشعرت مـن خلال اصوات الصفعات على ان هناك غيري يجلس على الدرج .. بعـد ساعات ازدادت حركـة الصعود والنزول وارتفعت معهـا وتيرة الصفعات والشتائم البذيئـة وحالـة القلق النفسي مـن توقع القادم .
" اين نحـن " .. لـم اجبـه .. ثـم كرر بعـد ساعات " اين نحـن رجاءً "... " اخي لا اعلم اتركني "اجبتـه ... تلقى عـدة صفعات " ابـن الكح ... مو كلنالك لا تسأل " .
لا اعتقـد انهـم يعرفوا عني شيءّ ’ عبد الرحمن منصور ( ابو جابر )هرب الى ايران وعبد الرزاق هاشم الصراف ( ابو سوسن ) لم يذكرني في التحقيق كما اخبرتني ام سوسـن .
مسك كتفي " ياللـه كـوم " ... رافقتـه الى نهايـة الدرج وبعـد بضعـة خطوات " ياللــه اجلس " .. بعـد دقائق رفـع العصابـة عـن عينيّ ’ كانت صالـة كبيرة مضائـة ’ شعرت بألم في عيوني فتجنبت النظر الى الضـوء .
كان هناك ثلاثـة شباب يفترشون الأرض سوى شخص واحـد يمتلك سريراً متواضعـاً ’ وفـي الزاويـة المقابلـة شخص معصب العينين وقـد جفت الدماء تواً على جسده النحيل سوى جـرح في راسـه لا زال يواصل نزيفـه ببطـيء وثمـة جروح على ساقيـه وكفيـه ووجهه ’ كان كيانـاً مهشمـاً تمامـاً ’ كان جالساً هادئـاً لا يكلـم احـداً على الأطلاق ’ بيننـا وبينـه كرسي يجلس عليـه حرس قومي مسلـح ’ حضر رجلان ’ نهض الحرس " تفضـل دكتور " تقدم الدكتور وفحص الرجـل واعطى اشارة ثم ذهبوا ’ نظر الرجل الذي على السرير الى ساعتـه " راح ياخذوه " كان شديد الحزن وتدارك دمعـة قبل سقوطهـا ’ وشعرت ان الحزن اجتاح عيون الشباب الثلاثـة ’ افتعلت الهدوء واللا مبالات لأني لا اعرف ماذا تعني " راح ياخذوه " ’ نظر الينـا الرجل ثم قـدم لنـا وجبتـه المسائيـة صمونـة وبيضتين " هـذه لكم ارجوكم خذوهـا " ’ كان الموقف قـد جرحني في الصميم فشاركت الأخرين دموعـاً كنا حريصين على اخفائهـا .
حضـر اثنـان مـن الحرس القومي واخـذوه معهـم وعندما غادرنـا الحرس سألت الرجل الذي على السرير .
مـن هـذا ... ؟
بعـدين اكلك ــ اجاب ــ
سألت احـد الشياب " اخي شمدريني " .. تركت الموضوع وعدت اراجـع مصيري وشعرت ان الرجل الذي اخذوه اعاد شي مـن معنوياتي ... ان كل انسان يمكنه ان يكون شجاعاً صبوراً صامداً ’ لكنه يحتاج الى شي يمتلكه مثـل هذا الرجـل الذي (اخـذوه) ... ربمـا الأيمـان بقضيـه.
فـي اليوم التالي اعادوه ورموه في مكانـه ’ كنـا ننظر اليـه غير واثقون ان كان حي او ميت او مغمياً عليـه فقط ’ حضر الدكتور ثم فحصـه وقال ( اوكـي ) يعني لازال حيـاً ’ طلب الرجل الذي على السري متوسلاً مـن الحرس ان يضع عليـه بطانية ’ فوافق الحرس ’ كان الجو يدعو الى الهلع والذعر والخوف غير المألوف ’ نام بعضنـا وسهر البعض ’ فتح الرجل الذي ( اخذوه ) عينيه ... نظر الينا ربما ليتأكد مـن عددنا واننـا بخير ’ نظرت اليـه كان يركز نظراتـه الينـا ثم يبتسـم ’ صرخت صمتـاً في داخلي ــ ليتني اعرف هـذا الرجـل ... ؟ ـــ .
في المساء حضر شخص يرتدي بجامة انيقة ومعـه بعض الحرس ’ جلس على كرسي بجانبه .
ـــ رفيـق كـل شـي انتهى وهو مجرد تأييد لمـا هو موجود ’ امتنع الذي ( اخـذوه ) عـن الكلام فطلب الرجل ذو البجامة الأنيقة من الحرس" اذا ممكن اتركوني معه لحظة "’ فوافق المحقق .
ـــ " شتكول رفيق ’ انقـذ حياتك ’ القضيـة بعد ما تسوه ’ المخطط امامهـم " اجاب الذي ( اخذوه )
لـم نعـد رفاقـاً اولاً ... والذي ذكرتـه صحيـح ’ لكن لم ينتهي كـل شـي ’ ثـم لا تنسى انـا صاحب قضيـة اهـم مـن حياتي ’ انـا لا اريد ان اقتل الأمل فـي نفوس الآخرين ’ هنا ــ واشار الينا ــ سيتذكوني ويذكروني امام الناس وهذا الأهـم .
ـــ لكنك ستموت ’ وتلك خسارة ...
ـــ ابداً لم تكن خسارة’ موتي اهديـه الى الأخرين ليبعث الأمل ويغذي المعنويات ’ نظر الينا ثـم قال لـه "ارجوك اتركنـي ".
مـن هذا الرجـل ...انـه اعطاني درساً وهذبنـي مـن انانيـة التعلق في الحياة بأي ثمـن حتى ولو كان وضيعـاً ..؟
سألت الشاب الذي بجانبي :
ارجوك ما اسم هـذا الرجـل ... مـن هـو ..؟
ـــ سيخبرك الرجـل الذي على السري .
ـــ ومـن هـذا الرجل الذي على السرير ...؟
ـــ انـه حسن عبود قائـد الفرقـة ( س ) فـي الشمال ’ نظرت اليـه فأبتسم حسن عبود وقال .
سأخبرك عندمـا يبدل الحرس بعضهم ... تشكلت حالة مـن الألفـة غير انهـم حذروني مـن شاب على بعـد بضعـة امتار منـا .
فـي وقت متأخر حضر البعض مـن هيئـة التحقيق وقدمـوا للرجـل اضبارة ( خـذ اقـراء )
لا داعي اعرف محتواهـا ... وفروهـا لكـم ... لا يعنيني ما فيهـا اطلاقاً ’ بسق في وجهه احدهم وركلـه الآخر ( بعـدين توقـع ) ثـم غادروا .
تألم بصمت ’ ركلوا منـه جرحـاً حيث لا تجـد فـي جسده مساحـة تتسع لطرف اصبـع لـم تختزن اوجاعـاً في جسده .
ــ منذ متى يخضـع للتحقيق ...؟
ـــ منـذ ثلاثـة اشهـر تقريبـاً اجاب احد الشباب .
يبدوا انـه لا يستعمـل يـده اليمنـى ... ؟
ولا يستطيـع النهوض .
شعرت في الحزن متسائلاً : هـل يعلم فقـراء العراق ’ ان شخصـاً يموت مـن اجلهـم فـي تلك الزاويـة مـن العراق وفي تلك اللحظات العصيبـة جداً ... ؟ سأقولهـا لهـم يومـاً .
كان الجو كئيبـاً مرعبـاً ’ هناك على بعـد امتار شخصـاً ممدداً لا نعرف ان كان مغميـاً عليـه واخراً لـم يستلم الطعام ربمـا مضربـاً رغبـة في الموت ’ يمـر الحرس القومي يصطحب جـديداً ثـم يعودون بـه سحلاً ’ البذائـة والتحقير والسفالـة هـي لغـة الحرس المألوفـة ’ انهـم يبدأون التحقيق ليلاً وينتهـي صباحـاً ’ ونـحن متفرجون على حفلـة التصفيـات .

ـــــ يـتـبـع ايضـاً ـــ



#حسن_حاتم_المذكور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لمن سنمنح ثقتنا واصواتنا ... ؟
- الأتفاقية الأمنية : وجهة نظر...
- اجماع حول سبي العراق ...
- ارفضوها : انها لا تليق بتاريخكم ...
- الى الكبار : رسالة مفتوحة ...
- الطريق الى الوحدة الوطنية ...
- من يصّنع الكراهية ... لا ينتج الحب .
- ليس دفاعاً عن مثال الألوسي ... ولكن ... ؟
- ديموقراطية التقليد ...
- الخبز الحرية المساواة ...
- القضية الكوردية كما افهمها واتمنى لها ...
- الترهل السياسي ...
- الفريق وفيق السامرائي ... مجرد سؤال ؟
- فدراليات اليوم وليس غداً !!! ؟؟؟
- الأستفتاء المدهش ....
- مظلوميات مشتركة وجهد ممزق ...
- حكومتنا تخشى الثقافة الوطنية ...
- من اجل كركوك فقط ...
- كاترين ميخائيل : امرأة في قلبها عراق ...
- لن نكون حصة لهذا واخرى لذاك ...


المزيد.....




- وزير الخارجية البولندي: كالينينغراد هي -طراد صواريخ روسي غير ...
- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران
- بالفيديو.. اتساع نطاق التظاهرات المطالبة بوقف العدوان على غز ...
- الاحتجاجات بالجامعات الأميركية تتوسع ومنظمات تندد بانتهاكات ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - حسن حاتم المذكور - المشه يوصل ...