أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - عبد العالي الحراك - اتحاد اليسار ودور الكوادر الشيوعية المتقدمة















المزيد.....


اتحاد اليسار ودور الكوادر الشيوعية المتقدمة


عبد العالي الحراك

الحوار المتمدن-العدد: 2426 - 2008 / 10 / 6 - 08:57
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


(حميد مجيد موسى .... كلمة صادقة واحدة تكفي)
مازالت الدعوة قائمة لأتحاد اليسارالعراقي وما زالت الاصوات المؤيدة والمترددة والمتشائمة موجودة ولكن الارباك يسيطر على الموقف ويبدوان نوايا البعض لم تصفو من انانيتها وترسباتها وتفضل البقاء في الظل تراقب غيرآبهة بضخامة المسؤؤلية الوطنية والانسانية وعمق الازمة..اقرأ واطلع على اصوات في الحزب الشيوعي العراقي اوقريبين منه تنتقد الحزب وتطالبه بتغيير مواقفه خاصة من العملية السياسية... وهي كوادر سياسية وثقافية واعية ومتقدمة.
لكن لا احد من هذه الكوادرالمتقدمة, يجرأ ويشرح لنا قصة ما حصل للحزب الشيوعي العراقي وكيفية الخروج من حالة الانحدارالمتواصل والأبتعادعن الخط النضالي الذي اتصف به الحزب منذ نشأته ولغاية اواسط الستينات تقريبا,بحيث وصل الى هذه الحالة من الشلل التام,الذي فاق شلل جميع الاحزاب الشيوعية في العالم بعد سقوط الاتحاد السوفيتي,وتحلل دول المعسكرالاشتراكي,وتوجه الصين نحو اقتصاد السوق,رغم التطور الصناعي والاقتصادي الذي تتمتع به الان..لا احد من هذه الكوادرالتي ما زال بعضها منتظم في صفوف الحزب اوقريبة منه اوساكتة على مواقفه ولوان في (صمت البعض كلام.. والى متى الصمت؟؟) يقول لنا وبكامل القناعة والشجاعة والوضوح,لماذا لا تأخذ العبرة من الاخطاء التي مربها الحزب خلال مسيرته الطويلة,اوالظروف الصعبة التي مرت عليه,الا متأخرا وحيث لا يفيد التصحيح,حيث لن يكون في وقته ومحله؟ لابد ان يكمن الخطأ في عدم الاعتراف به من قبل ذات القيادات التي اقترفته اوامتدادا لها,وهي عارفة بخبايا الامور واسبابها ومسبباتها ومستفيدة من موقعها القيادي,وهذا دليل ضعف الاخلاص وخلل في النوايا ونكوص في الجرأة والشجاعة ونقص في العلمية.لااحد منهم جميعا يفسربالعلن وامام الناس كي تفهم وليس بالسرمع نفسه,لماذا تتبع هذه الكوادر قياداتها,وهي كوادرواعية متقدمة ,يفترض ان تصنع من تقدمها حالة جماهيرية داخل الحزب,تكون صمام امان ضد الانحرافات وعدم تكرارالاخطاء المميتة التي اماتت شخصيات وفعاليات مهمة,عبر مسيرته الطويلة,اعطت للحزب سمعته وعظمة تاريخه النضالي. لكن هذه الاخطاء ما زالت مستمرة حتى اليوم ويشم من الاصرارفي استمرارها رائحة التمادي واللامبلاة بأرواح الشهداء.لماذا لا يحل هذا التناقض القائم بين العقلية العلمية التقدمية للكوادرالواعية وبين تابعيتها غيرالمنطقية لبعض القيادات,التي لم تنتج ما يشرف او ما يستحق ان يتبع خاصة بعد المشاركة في العملية السياسية الطائفية.؟ ليس صحيحا الاقتصارعلى القول بأن الاحوال والظروف والازمان قد تغيرت في العالم كله..هذا امرمنطقي ومعروف,والتغيروالتطور مستمران وان كانا سلبيين بعض الاحيان, واول من يقر به هوالماركسي والشيوعي حصرا,لانه يعيشه ويؤمن به,ولكن الحالة المتغيرة الموجودة حاليا في العراق هي حالة مختلفة بتغيرها وتطورها,متأزمة بأمتياز وتستدعي النهوض ورفع مستوى الهمة والعزيمة وابرازالجانب النضالي والصعود فيه وليس الانحدار في قعره وعدم المراجعة واعادة التقييمزهل يحتاج من انسان وطني مثلي ان ينبه المناضلين المثقفين الواعين امثال الاستاذ ياسين النصير الذي اجده يتفجرغضبا في داخله,لان الوضع في العراق لايتحرك في الطريق الصحيح,ولكن شدة احترامه للاخرين يجعله يكتم انفاسه..كما ان مساميرالاستاذ جاسم المطير يجب ان تكون مسامير يستخدمها الحزب بشكل مركز وجماهيري حتى تدك نعوش الرجعية والتخلف وهو يفعل بكامل جرئته وشجاعته لمفرده (من اللا جاره).. وعمق تحليلات الاستاذ حامد الحمداني التاريخية السياسية وهوالذي يكتنز تاريخا شيوعيا يحتاج الى تفعيل جماهيري جماعي.. وحرقة قلب الاستاذ فيصل لعيبي على الحزب ودعوته لضرورة تصحيح الاخطاء..واخرون واخرون يسكتون.لقد تجرأت بعض الكوادرفي تقييمها للحزب وتأشيرالاخطاء,حتى ان بعضهم وصف هذه الأخطاء بأنها تصل الى مستوى (الجرائيم الكبيرة) دون ان يسميها,لكن مطلوب منه والاخرين ان يكثفوا جهودهم ويشكلوا الظاهرة الايجابية التي ترفض استمرارهذه الاخطاء ويشخصوا مسببيها والمطالبة بمحاسبتهم وعزلهم,والا تحول الحزب الى مجموعة من الاشخاص المثقفين الذين تسيطرعليهم الكلاسيكية والبيروقراطية القديمة وتحولوا في الحزب الى مجموعة ثقافية تدورفي وادي الحسرة والم الانتظاربينما قيادة الحزب تستقر في وادي اخر..فلا قيادة الحزب سائرة وفق ديمقراطية مركزية ثورية تحقق الانتصارات الواضحة للحزب,ولاهي سائرة حسب ديمقراطية ليبرالية متقدمة وشفافة تفسح المجال للكوادروالقواعد ان تبدي ارائها وتقترح تصحيحاتها..أي ان الحزب فقد (المشيتين).ان حالة الانتظارالتي تعيشها الكوادرالمتقدمة بين الفترات التاريخية والمتغيرات السياسية,حالة مأساوية غيرمنتجة,بحيث اصبحت هذه الكوادرالواعية كالايتام والثكالى,بعضها ينتفض بمقالة بين الحين والاخرويطالب القيادة بأعادة النظرفي مشاركتها بالعملية السياسية والحكومة,والشهداء يتساقطون بالمتفجرات وكاتمات الصوت,والبعض يعيش على استذكارالماضي ويحذرمن تكرارتجربة الجبهة مع البعثيين بتجربة العملية السياسية,لكن قيادة الحزب سائرة فيها مطمئة الى حتميتها التي لا تختلف عن ما آلت اليه التجارب السابقة,ان لم تكن اقسى والخسائرستكون اكبر,لأن الاسلاميين السياسيين هم طائفيون جميعا ويعتبرون اشد اعدائهم الشيوعيين.والبعض المتبقي ينبش في قبورالشهداء من القادة والرفاق المناضلين السابقين,الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل الحزب والشعب ويفخربهم,ولا صدى في الافق لهذا الفخر.الحالة الاستثنائية التي يعيشها العراق لم تحرك هذا الحزب المتميز بكوادره الخلاقة والشجاعة وذات المنطق العلمي المقنع كما ان هذه الكوادر اصبحت مقيدة في اطار الحزب وخططه ولابد ان تفك قيدها,من اجل اتخاذ الموقف السياسي الواضح والفعال في تحريك الوضع نحوالامام ,بل ادى الى مزيد من انعزالهم وضعف نشاطهم رغم توفر القابليات الكبيرة..انها كوادرتنتظرولا ادري ماذا تنتظروالى متى؟ وهل في سياسة الشيوعي ان ينتظردون ان يتقدم الى الامام ؟ لماذا لا تراجع القيادة تاريخ الحزب ومراحل الاخفاقات المتكررة والتي غالبا ما تعترف بها متأخرة بعد كل كارثة ومصيبة,منذ فترة حكم الزعيم الوطني عبد الكريم قاسم ثم حكم البعث واخيرا حكم احزاب الاسلام السياسي الطائفية والاحزاب الكردية القومية وعمليتها السياسية الطائفية.؟ كان الحزب يتحرك بالذكاء المعروف لدى كوادره وراء الجماهير,يقنعها بأفكاره وينظمها رغم التخلف والتقاليد والعادات الاجتماعية البالية ونظرة رجال الدين,اما الان فان الجماهير تبحث وتسأل عن الحزب,والحزب لا يجيب..جميعنا يتذكرتلك الشعارات الشعبية التي كان يطلقها الحزب في الفترة الملكية وبعضها هزلي مضحك ساخر,لكنه بليغ في معناه السياسي ( ماكو حكومة نشتكي على البك..البك مآذينا مكرص.....) أي شعار يرفع الان والناس بدون كهرباء وبدون ماء صالح للشرب,والكوليرا تفتك بأهل الحلة واهل العراق من اقصى شماله الى اقصى جنوبه؟.القيادة الحالية للحزب لم تستطع اقناع احد من كوادرالحزب وقواعده بموقفها ومسيرتها منذ الاحتلال ولحد الان .. فقط انها تقول(تغيرت الاوضاع المحلية والاقليمية والدولية ولا يمكن للحزب ان يواجه امريكا كما لا يمكنه ان يتحالف مع قاتليه من البعثيين).كأنما الامر توقف فقط عند تغيرالاوضاع وبقاء البعثيين في الساحة والوقوف مكتوفي الايدي ازاء هذه الأوضاع ,دون اعطاء اعتبار للشعب واحزابه الوطنية والفعاليات الديمقراطية الناشئة وللنشاط الحزبي والسياسي الذي يحتاج الى دعم ورعاية ومساندة. في كل الظروف الصعبة التي مرت بها الحركة الوطنية في العراق عبرتاريخها السياسي الطويل, كان الحزب قادراعلى تجاوزها.ففي فترة تنامي سيطرة حزب البعث في السبعينات كان الحزب الشيوعي ينمو ويكبروينتشر بين الشباب, وما انحلال الجبهة الوطنية وانفساخ عقدها,الا بسبب نمو الحزب واتساع تأثيره بين الناس وكانت خشية البعث من استمراراتساعه, رغم مضايقته,في وقت كان هدف حزب البعث من بنائها هواتكائه عليها وتسخيرها لفرض واحكام سيطرته وبقائه بالسلطة والاستمرار بضرب كوادرالحزب النشطة واضعافه تدريجيا لحين تلاشيه..الا ان هذا لم يتحقق رغم الخدمة الكبيرة التي قدمها الحزب الشيوعي لحزب البعث من خلال تلك الجبهة..الى ان حلت الضربة القاصمة التي تعرض لها الحزب من قبل نظام صدام في اواخرالسبعينات والتشرد والمعاناة التي لاقها اعضاؤه لفترة طويلة.بالاضافة الى المتغيرات الدولية الي حصلت في العالم الاشتراكي في اواخرالثمانينات واوائل التسعينات والتي شملت الحزب بمضاعفاتها ولحين السقوط المدوي للنظام السابق, كان المواطن العراقي,ذوالتوجه الوطني المتلهف الى الحرية والديمقراطية ,يتوقع وينتظرمن الحزب الشيوعي العراقي ان يتخذ موقفا وطنيا نبيلا,يعيد للحزب اولا موقعه وسمعته ويعوض له الاحباط الذي تفاقم بعد المتغيرات الدولية التي شملته,وثانيا ان يكون ضوءا جديدا مشعا في حزمة الظلام الذي حل بالعراق,من خلال تصديه للاحتلال الامريكي(ولو سلميا) والخروج من نطاق (صحبة) المعارضة السابقة التي كان يتحكم فيها اصحاب احزاب الاسلام السياسي واصحاب الاحزاب القومية والعشائرية الكردية, ويعيد تنظيم صفوفه في الداخل, ودعوة كوادره وانصاره ومؤيده في الخارج كافة للعودة الى الوطن والاتصال بالشعب واعادة تنظيمه بعد ان تحرر من دكتاتورية صدام, واستعادة تنظيم اولئك الشيوعيين الذي انضموا الى حزب البعث قسرا واجبارا واضطرارا في الفترات السابقة, كما يمكنه تنظيم مؤيدي وانصارحزب البعث السابقين,وهم في غالبيتهم ابرياء مما اقترفه النظام بحق الشعب, وابداء حسن النية نحوالجميع,وطي صفحة الماضي وآلامها والدعوة الى المصالحة الوطنية الحقيقية وتبنيها كهدف ستراتيجي,ضد الطائفية والتقسيم العرقي الذي تحمله في طياتها وبرامجها, وبناء الشخصية العراقية على اسس وطنية متينة, بعد ان شابها ما شابها من تلوث وفساد خلال الاربعين سنة الماضية, وتحصينها ضد ما ستتعرض له بعد الاحتلال وسيطرة الاحزاب الطائفية والقومية, والعفوعما سلف للذين يفهمون ويقدرون العفوعند المقدرة,وفصلهم عن العلاقة السابقة مع صدام, وعدم الدخول في العملية السياسية ثم الشروع بنقد مكوناتها الطائفية ومفرداتها السلبية نقدا واضحا وقويا,ولكان قد استوعب كوادرالجيش والشرطة ومنتسبي بقية وزارات الدولة التي حلها الاحتلال الامريكي واستثمارهم لصالحه ولأشعارهم بوطنيتهم, دون تركهم ينخرطون فيما يسمى بالمقاومة المسلحة التي استخدمها البعثيون السابقون متعاونين مع انصارالقاعدة والسلفيين التكفيريين.بهذه الطريقة كان يمكن للحزب ان يعجل في اعادة بناء نفسه والدخول الى الساحة السياسية العراقية كما كان نشطا وفعالا,دون التعذر بان احزاب الاسلام السياسي تملأ الساحة,وان الظرف الحالي هو ظرف اسلامي يجب التعاطي معه بالتعاون الايجابي ومجاملته على حساب المبادىء وسمعة الحزب,ولأستمريكسب جماهيرالشعب ويتحالف مع القوى الوطنية والديمقراطية التي استثنتها العملية السياسية لهذا السبب او لذاك,خاصة بعد ان تبين فشل العملية السياسية وتفاقم الازمات المتتالية ,والتي وقف الحزب مشلولا ازائها, يدعو فقط ويطالب
بأسناد ودعم (الحكومة الوطنية) وتصحيح اخطاء العملية السياسية,ولا احد يسمع نصائحة,لأنه لا يشكل ثقلا,لا في الحكومة ولا في البرلمان ولا في الشارع, كما لا يعقل ان يستمرحزب شيوعي بتصحيح اخطاء الاخرين ولا يصحح شيئا من اخطائه ولا اخطاء الاخرين,رغم مروراكثرمن خمسة سنوات..هذا يعني ان تعيد الكوادرالمتقدمة مراجعة ذاتها وتصحيح الاخطاء في الحزب والابتعاد عن الانشغال بتصحيح اخطاء الاخرين, في عملية سياسية خاطئة جملة وتفصيلا حسب وجهات نظر الوطنيين العاديين ,فكيف اذا كانوا شيوعيين علميين واقعيين.لقد وصلت البلاد الى ما وصلت اليه عبرتحكم الاحتلال والمحاصصة الطائفية والقومية وانعدام المعارضة الحقيقية والجدية,وبقي الحزب يعاني من كثرة الانشقاقات والانقسامات والتناقضات في صفوف كوادره ومثقفيه.كما ان ليس لوطني ديمقراطي واعي او شيوعي مستقل او مستقيل موقف سلبي من الحزب الشيوعي العراقي قبل الاحتلال,الا وانتظر تغييره بعد الاحتلال,على امل ان تنجلي جميع المواقف وتصب مجتمعة في الاتجاه الوطني الذي يعارض الاحتلال وما جاء به وما نتج عنه,وانما الحزب ذاته بقيادته الحالية,فبدلا من ان يقود الموقف الوطني الجديد,هو الذي اتخذ موقف سلبي من رفاقه وكوادره,وعدم رعاية مشاعرهم وعدم تقديرحبهم لوحدة حزبهم وعموم اليساروالتحامهم بالوطنيين الديمقراطيين, بان تخلى عنهم وانضوى تحت خيمة العملية السياسية..هل يستطيع الحزب الآن ان يعمل مجرد تصويت في صفوفه حول العملية السياسية..الموافقة بالاستمرارفيها وتنشيط دوره,ام رفضها والخروج منها؟ وهل تستطيع قيادة الحزب ان تعمل موازنة بين التضحيات الحزبية والوطنية وبين(المكاسب المادية) التي حصلت عليها؟ لا اعتقد بان هناك مكاسب سياسية اوسواها قد تحققت للحزب او للشعب بمستوى ما يفكر فيها شيوعي او ينتظرها.اما تلك التي تعتقد بها اوتفكر فيها القيادة بأنها ستحصل مستقبلا,فلا اعتقد حصول ذلك,وسوف لن يأتي اكثر مما أتى من خسائر سابقة كبيرة.من يخشى العزلة السياسية ويقول ويدعي مرددا اقوال قيادة الحزب, بان الظرف قد تغيرولا يمكن للحزب الوقوف بوجه الاحتلال وقوى العملية السياسية وان كانت طائفية,بحجة امكانية تصحيحها من خلال الاشتراك فيها وهذاالتصحيح لم يحصل..اذن هو قول خاطىء,لأن الحزب لا يستطيه ان يواجه الاحتلال وهوعلى وضعه الحالي او ما كان عليه بعد الاحتلال مباشرة ,وانما من خلال اعادة البناء والتكوين ووضع البرنامج السياسي والتنظيمي الذي يتصدي لكل مرحلة ومتطلباتها وينظم نفسه ويعيد له جماهيره ويقيم الجبهات الوطنية والتحالفات الاقليمية والدولية واحتواء المواقف المترددة والمرتخية لبعض القوى السياسية الناشئة ,لا ان يرتخي هو ثم يقول لقد تغيرت الظروف ولا بد من التحالف والتعاون مع(الاعداء في العملية السياسية) والحقيقة يجب ان اقولها بانهم جميعا اعداء للحزب الشيوعي العراقي ولا يمكنه ان يصحح شيئا في خططهم وبرامجهم ,لهذا بقي يلف ويدور حول نفسه ويستعطف هذا ويجامل ذلك اويتحالف مرة مع هذا ومرة مع ذاك.اذن الذي حصل هوالعكس تماما اذ ان قيادة الحزب لم تتقدم خطوة واحدة الى الامام ولم تصحح شيئا ولم تتقدم العملية السياسية قيد انملة وما يلاحظ من ايجابي فهو غبار يعمي ابصار الناس البسطاء. قيادة الحزب الان تعاني من عزلة داخلية بينها وبين كوادرها المتقدة وقواعدها النزيهة,والا لماذا يتكررامتعاض البعض ونقدهم بهذه الطريقة او تلك لمواقف القيادة الخاطئة وسكوت الغالبية دليل على العزلة الداخلية,وعزلة خارجية مع المختلفين معها,وهي تسعى الى فك هذه العزلة بأتخاذ مواقف مستعجلة وطارئة ولأغراض انتخابية فقط, كتحالفها الانتخابي السابق مع القائمة العراقية والحالي المزمع عقده مع الاحزاب القومية الكردية في المحافظات الشمالية.الحزب في حالة تراجع واختفاء وانضواء,وكلما تحسن الوضع الامني والداخلي عموما في العراق تحت سيطرة الاسلاميين والقوميين الاكراد,كلما ساءت العلاقة مع الحزب الشيوعي رغم مشاركته (الوعظية والنصحية) في العملية السياسية,التي يستغل فيها اسمه مشوها لجوهره ويستفاد من ثقافة بعض قياداته لتوجيه المقترحات والحلول لأزمات الاخرين, بل سيكون هدفا لتصفية كوادره واحدا واحدا ولا يجني عندها غيرالخيبة والخذلان,وستبقى تلك الكوادرفي الداخل تفكر بالهرب الى الخارج وتلك التي في الخارج تعيش في اليأس والحزن والكآبة كما هي الان,تشغل نفسها وترفه عن همومها بندوات ثقافية لقادة الحزب ومثقفيه بين الحين والاخر ومهرجانات ثقافية وفنية لأيام معدودات في السنة بعيدا عن النشاط السياسي المقنع لطموحاتها,الذي يقرب عودتهم وجميع العراقيين الى الوطن للمشاركة عن قرب وليس عبراللوعة من بعيد عبر البحار والمحيطات..هذه الكوادرالان تنتظران يعود لها الحزب اوان تعود اليه..لا نعرف من يعود الى من وبأي وجه يعود,اذا لم يكن بالتغييروالتصحيح..؟ وكيف ستكون هذه العودة والشيب قد اعترى الحزب وكوادره؟ فلا الكادر يتجدد ويكسب خبرات جديدة وشباب من خلال النشاط والعمل اليومي الدؤؤب ولا القيادة تحرك ساكنا.هل هناك من فرصة امل لدى الكوادروالطلائع (المجمدة لذاتها) التي تنتظر مطرا يسقط من السماء, فيتقدم سكرتيرعام الحزب السيد (حميد مجيد موسى) ليعلن خروج الحزب من العملية السياسية والحكومة..؟ وهذا امر في غاية البعد والاستحالة حسب اعتقادي,رغم اهميته القصوى للقيادة ذاتها وللكوادروالقواعد ولعموم الشعب والحركة الوطنية الديمقراطية جمعاء..او ان يقول كلمة صادقة للكوادرالمخلصة وللقواعد الوفية وللمثقفين المثابرين ويخرجهم جميعا من حالة اليأس والسكون والأنتظار ويدعو الى عقد مؤتمراستثنائي للحزب (ولا داعي لتحضيرات مطولة), بل مؤتمرينطق بقول الحقيقة..يقول فيه(لقد فشلنا في قيادة الحزب على طول المرحلة السابقة (دون ان يحدد بدايتها) والان اكتمل الفشل واعتذرالى الكوادروالقواعد وعموم الشعب العراقي واستقيل مع رفاقي في اللجنة المركزية والمكتب السياسي وادعوهم الى انتخاب قيادة جديدة ,وادعو ايضا ان يعود الجميع فيكم الى صفوف الحزب..فالحزب حزبكم,فتوحدوا وعموم اليسارالذي تشتت بسبب اخطائنا المتراكمة تحت خيمته الواسعة).انا كمواطن عراقي لست منتميا الى الحزب ولكن من حقي ان اطالب بما اطالب وليس هذا الموقف حكرا على المنتمين وهم لا يستطيعوا المطالبة لحد الآن. فكما طالبت من رئيس الجمهورية ان لا يكون منحازا الى قوميته فقط وطالبت من رئيس الوزراء ان يتخلى عن مبدئيته الطائفية وان يكون وطنيا فعليا لا بالقول فقط, كذلك اطالب من قيادة الحزب الشيوعي ان تقول الحقيقة وللكوادران يخطوا الخطوة الصحيحة للخروج من حالة الشلل الحالية.هذا الموقف لا يتم الا بحركة ونشاط وضغط الكوادروالقوى المثقفة الواعية في الحزب نفسه والتي كثيرا ما تكلمت عن قيامها بنشاط تصحيحي من داخل الحزب وليس نشاط تهديمي من خارجه كما تعتقد.عندها ستتفتح الف زهرة وتثمرالشجرة وسيكبرالامل ويزيل مثقفوا الحزب وكوادره النشطة عن كاهلهم معاناة نفسية ثقيلة, بسبب انحسار نشاطهم مع عدم رغبتهم بترك الحزب والسكون الى الراحة.اني متأكد بانهم غيرراضين عن حالة الحزب الحالية ويتمنون التغيي,ولكن التغيير تقوم به الكوادرالواعية نفسها و قواعد الحزب التي يحركها سياسيون نشطون ومثقفون بارعون يشعرون بمسؤؤلياتهم الوطنية والثقافية ايضا.لا يمكن القبول بخسارة المثقف الشيوعي بين ليلة وضحاها عندما يعود الى العراق , بدون خطة عمل حزبية نشطة توفرله الحماية والرعاية والمتابعة والتوجيه.فمن ينشط في الحزب من المثقفين حاليا انما ينشط لحاله وبصفته الشخصية (على حسابه الخاص) وعندما يقتل,فسيقتل لحاله وعلى حساب يتم عائلته واطفاله. يبدوان لا تغيير في سياسة الحزب ومواقفه,وعندما تنفصل بعض الكوادرعنه فستبقى تعاني وحشة الوحدة والشعورالمؤلم بالعزلة,لان عمق الثقافة والمعرفة لدى المثقف الشيوعي تقوده دائما وتحفزه الى العمل الجماعي والانتاج المشترك,لأنه اجتماعي الطبع,اشتراكي الفكروالثقافة والتربية والحركة في المجتمع.وهكذا ارى آلامهم ومعاناتهم من خلال ما يكتبون ولو منفردين باشخاصهم وهمومهم.وكلنا يتذكركيف هبوا بحملة دعائية لدعم (مدنيون)عندما ظهرالاعلان الاول عن تشكيلها,ثم هبطت همتهم لأنهم لم يجدوا متابعة سياسية واهتمام جدي لأي من اطرافها الداعية, رغم انها انطلقت لأغراض انتخابية,وكان هاجسهم سحبها الى العمل السياسي الصحيح.اذا ادركت الكوادرالمتقدمة خطورة استمراراخطاء الحزب فلماذا لا تصحح؟ ومن المسؤؤل عن هذه الاخطاء..اذا لم تكن القيادة ؟ اما في اقترافها لها اوعدم تجاوزها والخروج منها .انبه بعض الاخوة اليساريين الذي يدعون الى وحدة اليسار فقط في كردستان,واقول بأنها دعوة قومية انفصالية واضعاف لوحدة يساريي العراق.فالماركسية تحل المسألة القومية عبرحق تقريرالمصيرللشعب العراقي بعموم قومياته الان لانه تحت الاحتلال..وحق تقريرمصيرالشعب الكردي الذي كان مضطهد قوميا امر مسلم به ولكن الحالة قد تغيرت والقادة الاكراد ذاتهم يحكمون والعملية السياسية عمليتهم واخرين,والدستوراستعجلوا هم واخرون على سنه وتوقيعة وضرورة تعديله.مع كل هذا ارتفعت اصواتهم بغيرالحق,في وقت يجب ان يقتنعوا بما حصلوا عليه وينتبهوا الى حقوق الاخرين مثلهم والذين لم يكسبوا شيئا بل خسروا وما زالوا يخسرون,والقيادة الكردية مسؤؤلة من ضمن بعض مسؤؤلياتها,لانها تحكم العراق (بالمناصفة) مع الاخرين.ان المطالبة بحق تقريرالمصيروالانفصال مشروطة بشرط الوضوح وان لايؤثر تحقيق هذا الحق على حقوق الاخرين من ابناءالشعب العراقي وباقي القوميات الاخرى,وعندما يرفع القهر والظلم,فلا داعي للانفصال الذي يؤذي الاخرين ويخلق لهم قهر وظلم ومشاكل جديدة ,وخاصة مشكلة الطائفية في الجنوب والغرب التي تهدد بتعميقها قيادات اسلامية تتحالف مع القيادات القومية الكردية.لوكانت وحدة اليسارفي كردستان خطوة على طريق وحدة اليسار في العراق ووحته الوطنية فهذا امر طيب ويفترض ان تكون ضمن الدعوة لوحدة اليسارفي العراق كليا وليست اجزاء.ان الاستسلام للامرالواقع وان كان مفروضا خطئا هوالعيب فينا,لاننا لم نواجه المشكلة بوضع حلول ناجعة لها في البداية,وانما نرقعها بحلول جزئية نعتقد انها صحيحة لأن امرا واقعا قد حصل..ان الامرالواقع الذي حصل في العراق هو الاحتلال الامريكي,وكان خارج امكانيات الشعب العراقي,والذي لم تواجهه القوى السياسية المعنية بما هومطلوب ولو(بالكلمة) وتدريجيا تتطورالاموروالاوضاع نحو الوحدة الوطنية الحقيقية,ولما تشرذم اليسارالذي انغمس في عملية سياسية طائفية فاشلة, تشربك فيها ويلتف الان حول نفسه..فاصبحت المشكلة مشكلتين الاحتلال والطائفية السياسية وهي في طريقها الى ان تصبح ثلاثة مشاكل بعد ان تتمحورالمشكلة القومية الانعزالية الكردية.كل هذا بسبب تأخر المخلصون في طرح برامجهم وحلولهم وانجرارهم وراء الامرالواقع.. وهي في الحقيقة امورقد وقعت بالتسلسل او كانت موضوعة ضمن خطة وبرنامج.. قد يراها الانسان صعبة ومعقدة ,ولكن ممكن رؤيتها سهلة بسيطة اذا بدأ واستمرالعمل الصحيح بالخطوة الاولى الصحيحة ويتبعها بخطوات الى ان تصبح قواعد للعمل السياسي ولحياة الشعب وهي اولا وكما اعتقد تبدأ بوحدة اليسارثم جبهة القوى السياسية الوطنية الديمقراطية على اساس الوحدة الوطنية وكل الخطوات اللاحقة تبنى على الاولى...فأنتبهوا ايها المثقفين الواعين في اليسارالعراقي ولا تسمحوا لمزيد من السنوات ان تفوتكم فقد فاتتكم خمسة.



#عبد_العالي_الحراك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا تشكل ايران الخطورة الاعظم؟
- فهمت كما فهم رديف
- امتلاك الموقف..ام التعثر بين المواقف؟؟
- المالكي يرمي كتابات اسلاميي السياسة في براميل النفايات
- شكرا لرقي المراجعة والنقد
- اقطاب الفلك الايراني في العراق
- ايران تجلد مثال الآلوسي
- حكومتان تتصارعان في بلد واحد
- المجلس والشيعة والكوليرا
- تحويل المناسبات الدينية الحزينة الى مناسبات احتفال وفرح
- تحية الى الاستاذ غالب الشابندر
- نداء من القلب الى طلبة العراق
- لا انفكاك بين اتحاد اليسار والوحدة الوطنية
- مآزق العملية السياسية والموقف المطلوب لتجاوزها
- من اجل التفائل والامل
- لماذا اتحاد اليسار في الخارج؟
- أزمة القيادات القومية الكردية أم ازمة الشعب الكردي؟
- المالكي والسياسة ومتطلبات الحرص الوطني
- كسب الاكراد ام خسروا؟
- كامل شياع ليس الاول ولن يكون الاخير


المزيد.....




- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - عبد العالي الحراك - اتحاد اليسار ودور الكوادر الشيوعية المتقدمة