أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - سمير اسطيفو شبلا - سيادة الأمة والشعب والانتخاب / 6














المزيد.....

سيادة الأمة والشعب والانتخاب / 6


سمير اسطيفو شبلا

الحوار المتمدن-العدد: 2408 - 2008 / 9 / 18 - 03:08
المحور: دراسات وابحاث قانونية
    


الأمة هي شخصية قانونية مستقلة عن المواطنين الذين تتكون منهم - وهذا الشخص المعنوي يعني فئة من المواطنين ذات صفات محددة , لذلك ان الأمة تعبر عن ارادة المواطنين في الحاضروانما يدخل في تكوينها اعراف وقيم وصفات الماضي والمستقبل أيضا , والأنتخاب هنا يصبح اجباري على المواطنين الذين يحق لهم الأنتخاب ,والذين تتوفر فيهم شروط الأنتخاب , وذلك لكون الأنتخاب واجبا وليس حقا

فالنيابة عن الأمة تتم بواسطة ممثلين منتخبين و وبالتالي فليس للشعب ولا الناخبين حق مراقبة ممثلي الأمة " هنا اختلاف واضح عن السيادة الشعبية كون السلطة تعتبر ملكا للشعب وليس لممثلين " كما انه ليس لهم تحديد اهداف الأمة بعد الأنتخاب مباشرة ,بل لهم فقط حق اختيارالممثلين للتعبير عن ارادة الامة - اي الشخص المعنوي المجرد - حيث تنقطع صلة الناخبين بالمنتخبين بعد الأنتخاب مباشرة,ولهذا فان هذه النظرية ترى ان ارادة الأمة , ومن ثم سلطة الأمة تتصف بالمشروعية لأنها تمثل ارادة الشعب الناخب صاحب الكفاءة العلمية والثروة
وبناء على هذا تستطيع الأمة بواسطة ممثليها المنتخبين ان تستخدم ارادتها , ومن ثم سلطتها , فتعبر عن ارادتها بما تشاء من القوانين , وبالتالي يتحتم على الأفراد الخضوع لاحكامها دون مناقشة , لأنها تحمل في طياتها صفة العدل , ولكن ما دامت الامة تتصرف بواسطة الحكام الذين يمثلونها , فان هؤلاء قد يستغلون سلطة الأمة , ويتخفون وراء فكرة عصمة ارادة الأمة من الخطأ , ويتصرفون حسب اهوائهم ومطامعهم , ويلجأون الى الأستبداد بالافراد , اعتمادا على مبدأ سيادة الأمة , وفي ذلك خطر على حقوق وحريات المواطنين
علما بان هذه النظرية جاءت بها الطبقة البرجوازية في عهدها الاول , حيث حرمت كل المواطنين بالغي سن الرشد السياسي من الترشيح لعضوية هيئات الدولة سواء كانت التشريعية ام التنفيذية وبالتالي قصرت حق الأنتخاب والترشيح على اعضاء الطبقة البرجوازية الذين تتوفر فيهم الصفات أو السمات التي حددتها الطبقة البرجوازية
اما نظرية السيادة الشعبية فتعتبر السلطة ملكا لجميع افراد الشعب السياسي ,وبذلك تختلف هذه النظرية عن نظرية سيادة الامة , حيث لا تعتبر الامة وحدة مجردة مستقلة عن الافراد " كما في سيادة الامة " بل تخصها بالسيادة ومن ثم سلطة الدولة حق لكل الافراد البالغين سن الرشد السياسي في ممارسة هذه السلطة " هنا حق " لكل " وهناك شروط " , اذن هنا الكل سواء اكان ذلك بصورة مباشرة او غير مباشرة عن طريق الوكالة

النتيجة ان نظرية السيادة الشعبية ترفض الاراء التي جاءت بها نظرية سيادة الامة ولا تقر بوضع الامة - الشخص المعنوي - فوق المواطنين بل تعتبر كل سلطة ملكا لكل الشعب السياسي , كما اخذت بالاقتراع العام لجميع المواطنين دون تمييز , حيث تعتبركل فرد من افراد الشعب السياسي يملك جزءا من سلطة الدولة , وبالتالي فان هذا يجعل الانتخاب حقا لكل المواطنين السياسيين , لذا يكون هذا الانتخاب عملا اختياريا " كونه حقا" اذن لا يخضع الا لشروط السن والاهلية والتمتع بالحقوق المدنية , ووفق هذه النظرية يكون النواب هم وكلاء عن الشعب , فيمكن محاسبتهم وابدالهم عن طريق الشعب السياسي وذلك عن طريق الاستفتاء , وهذه النظرية تفرض على النواب ان يتقيدوا بالاوامر المعطاة لهم من قبل الناخبين , ولهذا ان السيادة الشعبية تؤدي الى ضرورة احترام رأي ممثلي هيئة الناخبين دون ان تدخل في الاعتبار الاجيال القادمة والظروف المستقبلية ,وبالتالي يكون القانون وفقا لهذه النظرية معبرا عن ارادة الاغلبية , وان رأي الاغلبية يسري على الاقلية ويلزمها , وهذا امر حتمي حتى لا يختل النظام في الدولة وينهار بنيانها (انظر لبنان مثلا) اذا لم تذعن الاقلية لرأي الأغلبية , وهنا فان رضا الشعب السياسي بالسلطة الحاكمة هو الذي يسبغ عليها صفة المشروعية ويجعلها سلطة قانونية



#سمير_اسطيفو_شبلا (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استغلال الديمقراطية لتكريس الديكتاتورية
- الفرق بين سيادة الأمة وسيادة الشعب / 5
- الاساس القانوني لسلطة الدولة على اقليمها / 4
- وحدة أحزابنا قبل الحكم الذاتي
- الأقليات في اقليم كردستان / رمضان كريم
- الدولة / اركانها وخصائصها
- النظام السياسي والقانون الدستوري في العراق / 2
- الزمان والمكان عند كانط
- مبدأ السيادة الوطنية والاتفاقيات الدولية
- القوش بستان التاريخ
- وطنية الأقليات سبب انتهاك حقوقهم
- الاشتراك الجرمي والفاعل الاصلي وحقوق شهدائنا
- لسنا مع اعدام قاتل الأسقف -رحو-
- صباح ياقو توماس / عَرفتُ نفسي بعد الخمسين
- حقوق الإنسان وتصاريح لدخول كنائسنا
- مؤتمر مدريد لحوار الاديان تحت المجهر
- القوش مع القدر رقم 17
- المساواة في العراق مجرد فكرة
- غرف المحادثة بين الثقافة وتعميق التنافر الديني
- السيد سركيس آغا جان / الحق لا يعلو عليه


المزيد.....




- ليبيا: لماذا تريد حكومة الشرق -التخلص- من بعثة الأمم المتحدة ...
- رويترز: البيت الأبيض يريد خفضا كبيرا لتمويل برامج التحقيق بج ...
- هيومن رايتس: خفض المساعدات أدى لإغلاق آلاف مدارس أطفال الروه ...
- الأونروا: مخيمات اللاجئين في شمالي الضفة تشهد تدميرا مستمرا ...
- هل تصبح برامج تلفزيون الواقع وسيلة جديدة لمنح الإقامة للمهاج ...
- غوتيريش: مبادئ الأمم المتحدة تتعرض لهجمات غير مسبوقة
- قصف الاحتلال نقطة توزيع طحين وسط دير البلح وقتل 18 مدنيًّا ج ...
- هيئة الأسرى: معلومات خطيرة عن إعدامات داخل معتقل إسرائيلي
- ألمانيا تُوقف تمويل عمليات إنقاذ المهاجرين في المتوسط
- موسكو وكييف تستكملان صفقة الأسرى وتترقبان جولة ثالثة من المح ...


المزيد.....

- الوضع الصحي والبيئي لعاملات معامل الطابوق في العراق / رابطة المرأة العراقية
- التنمر: من المهم التوقف عن التنمر مبكرًا حتى لا يعاني كل من ... / هيثم الفقى
- محاضرات في الترجمة القانونية / محمد عبد الكريم يوسف
- قراءة في آليات إعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين وفق الأنظمة ... / سعيد زيوش
- قراءة في كتاب -الروبوتات: نظرة صارمة في ضوء العلوم القانونية ... / محمد أوبالاك
- الغول الاقتصادي المسمى -GAFA- أو الشركات العاملة على دعامات ... / محمد أوبالاك
- أثر الإتجاهات الفكرية في الحقوق السياسية و أصول نظام الحكم ف ... / نجم الدين فارس
- قرار محكمة الانفال - وثيقة قانونيه و تاريخيه و سياسيه / القاضي محمد عريبي والمحامي بهزاد علي ادم
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / اكرم زاده الكوردي
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / أكرم زاده الكوردي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - سمير اسطيفو شبلا - سيادة الأمة والشعب والانتخاب / 6