أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - سعدون محسن ضمد - البقاء للأقوى يا كامل














المزيد.....

البقاء للأقوى يا كامل


سعدون محسن ضمد

الحوار المتمدن-العدد: 2393 - 2008 / 9 / 3 - 08:52
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


وداعاً يا كامل، ألف قبلة، الف تحية، الف انحناءة، أمام قامتك النبيلة.. فقط لأنك إنسان. لم يجذبني إليك المثقف فيك، لم يبهرني نص لك أو كلمة أو دراسة، بقدر ما هزتني إنسانيتك.
وأنت تعلم بأننا نستطيع أن نجد الشاعر أو الناثر أو المخترع أو الفنان أو أي مبدع آخر.. لكن من الصعب أن نقع على الإنسان. لا اريد أن أرثيك بهذا العمود، وحتى أنني لا أجيد الكتابة الرثائية.. لكنني اريد ان اذكِّرك كما أنني أذكر نفسي الآن بخسارتنا الفادحة وهزيمتنا المستمرة. نعم أيها النبيل.. الخسارة والهزيمة فقط. ولا تصدق أي كلام آخر يحدثك عن النصر يا كامل. أبداً النبيل لا ينتصر في هذا الوجود التعس، أنا متأكد بأنك لا تكترث للأحاديث التي تقول لك الآن بأن قاتلك خاسر بحياته وأنك رابح بمماتك. فهذا كلام فارغ يا صديقي وأعتقد أنك تتفق معي بهذا الرأي. ففي نهاية المطاف سيبقى هذا المسخ الذي قتلك، يتنفس، يفرح، يحب، يحتضن أطفاله يرعاهم ويبلغهم مأمنهم، يعود لزوجته مساء. وبالتأكيد سيظل يقتل الأنبل من بيننا، سيستمر بقتلنا، إلى أن ينتهي دوره هذا وتحدد له سلطاته العليا دوراً آخر، وعند ذاك سينزع عنه لثامه ويلقي سلاحه ويرتدي بدلته وربطة عنقه ويرشح نفسه للانتخابات. وبالتأكيد سيحدث الناس عن الحقوق والإنسانية والديمقراطية والقانون. وسيفوز، صدقني سيفوز بنهاية المطاف. المسخ ينتصر دائماً يا كامل ويخسر الإنسان.
اقرأ التاريخ على مهل وستجد بأن هذه المهزلة تتكرر بشكلٍ مخزٍ.
بالنسبة لي اجد ان الموضوع بهذا الشكل: فمن جهتك أنت.. حياتك انتهت، المشروع فيك تدمر، أصدقاؤك انهمروا بسبب مأساتك. عائلتك انهدمت لأن مصيبتهم بك أكبر من الصمود. أما بالنسبة لقاتلك، فماذا خسر؟ أنت بالذات تدرك بأنه لن يخسر شيئاً على الإطلاق. الحياة تجربة لا تتكرر، ألست من المبشرين بهذه الحكمة؟ إذن فلا عقاب ولا حساب ينتظره أو يقتص منه. بل حتى الموت سيساويه بك، فالموت كما تعلم، مغفل لدرجة أنه لا يفرق بين النبيل والوضيع.
قبل أيام كان أحد الأصدقاء يطالبني كما يطالب غيري بموقف حازم ينهي مهزلة التصفية هذه، فقلت له: ما الخيارات المتاحة أمام المثقف؟ ماذا يمكن للإنساني فينا أن يفعل؟ يحمل سلاحه ويحرث به مقابر جماعية جديدة؟ يبيع القلم ويشتري كاتم صوت؟ يرحل لدول الجوار من أجل أن يحصل على دورة تدريبية يتقن من خلالها تصفية أبناء بلده؟ يتحول من شعار المقاومة لشعار المساومة؟ ماذا على المثقف أن يفعل يا كامل، أخبرني أنت؟ ماذا كان أمامك غير هذا المصير، أقصد الخسارة، ليس أمامك غير أن تخسر وتخسر وتخسر. أنت حتى لم تتقن كيف تلعب بأدوات الربح التي كانت بمتناول يديك، بقيت كما أنت هدفاً مشرعاً لكل متصيِّد. هل ركَّبت صفارات الإنذار يوماً على سيارتك؟ هل رفعت أنفك على أحد ما من خلف مكتب فخم؟ هل هممت يوماً باختلاسٍ، تزيد به رصيدك؟
هل عرفت الآن لماذا احكم عليك بالخسارة يا صديقي.. لأن الجميع من حولك يفعلون ذلك، ولذلك يستطيعون البقاء. يحسنون استثمار قانون البقاء للأقوى، ولنعترف معاً بأنهم أصلح منّا لمقاومة الشر في العراق. فهم يعرفون لغة الشر ويحسنون استعمال أدواته ويطيقون العيش بدائرته. الشر لا يُقاوم بالكلمة يا كامل، ربما علينا أن نعترف بهذه الحقيقة. ربما علينا أن نقر بأننا حالمون أكثر مما ينبغي، ولذلك ننتهي بهذه السهولة ونغيب بلا ضجيج ومن دون ثأر.





#سعدون_محسن_ضمد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اقليم الجنوب
- القرد العاري
- محمد حسين فضل الله
- وأعدائهم
- عبد الكريم قاسم
- ثقافة الوأد
- أعد إليَّ صمتي
- سخرية القصاب
- وعينا المثقوب
- ولا شهرزاد؟
- لو أنته حميد؟
- I don’t believe
- كيف تسلل الشيطان
- دويلات عراقية
- سحقا لكم أيها الأتباع
- حتى أنت يا كلكامش؟
- اكتاف الفزاعة
- المخيفون
- عَرَب
- ثقافة التنافس


المزيد.....




- زاخاروفا تندد بنبش قبور الجنود السوفييت في أوكرانيا (صور)
- سُحُب الغضب الاجتماعي تتجمع لمواجهة الإفقار والتجويع
- -كان في حالة غضب-.. أول تعليق من نجل عبد الناصر على حديثه ال ...
- تركيا: اعتقال المئات من المتظاهرين في إسطنبول خلال مسيرة بمن ...
- فيديو – مواجهات بين الشرطة الفرنسية ومتظاهرين بمناسبة عيد ال ...
- كلمة الرفيق رشيد حموني رئيس فريق التقدم والاشتراكية بمجلس ال ...
- تظاهرة فاتح ماي 2025 بالدار البيضاء (الكونفدرالية الديمقراطي ...
- الشيوعي العراقي: نطالب بالتمسك بقرار المحكمة الاتحاديّة وضما ...
- مولدوفا.. مسيرة للمعارضة ضد حكومة ساندو
- معا من اجل انهاء كل اشكال الاستغلال والتهميش والتمييز


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - سعدون محسن ضمد - البقاء للأقوى يا كامل