أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سعدون محسن ضمد - وعينا المثقوب














المزيد.....

وعينا المثقوب


سعدون محسن ضمد

الحوار المتمدن-العدد: 2317 - 2008 / 6 / 19 - 06:53
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


مع اقتراب انتخابات مجالس المحافظات. بدأت حملات المرشحين تزداد بوتيرة متصاعدة. وبدا واضحاً على أخلاقيات المنافسة أنها ستكون عرضة لاختبار عسير فمن الواضح أن القوم سيهتكون كل ستر من أجل الوصول للسلطة. وقد لفت نظري قبل أيام مقال لكاتب حاول فيه أن يدعو لبيئة انتخابية أكثر اتّزاناً من خلال الدعوة للالتفات إلى (الوطنيين النزيهين) ممن لم يصلوا السلطة بعد وترك (النفعيين والمنافقين والمتزلفين) ممن هم فيها الآن ووصلوا إليها عن طريق الانتخابات السابقة.
الكاتب يعتبر أن لديه وصفة سحرية، ملخصها الانتقال من دولة يقودها مسؤولون (منحرفون) إلى أخرى سيقودها مرشحون ليسوا كذلك ممن يطالبنا بالالتفات لهم. لكن كيف نعرف النزيه من غيره؟ من المؤكد أن الطريق لمعرفة ذلك هو الإصغاء لإطناب نفس المرشح وهو يعد خصاله التي ستنقذنا من الخراب.
متى سنترك لغة الشعار؟ متى سنفهم بأن العصمة (المطلقة) غير موجودة، على الأقل أيامنا هذه. ليس هنالك إنسان نزيه مائة بالمائة، نعم يمكن أن تتحقق هذه النسبة من النزاهة خلال لحظة من لحظات العمر، ساعة ربما، يوم، أسبوع، أو شهر على الأكثر. ثم بعد ذلك لا بد أن تنهار دفاعات الإنسان أمام المغريات، ليس هناك استثناء. الشعب الذي يعتقد بوجود قائد فوق مستوى الشبهات هو شعب غبي بامتياز. الإيمان بوجود (العادل) هو القاعدة التي تأسست عليها كل انواع الحكم الاستبدادية في شرقنا المريض. وهذا الثقب في وعينا هو الذي يجعلنا هدفاً سهلاً لمن يريد الانفراد بالغنائم من ذئاب السلب والنهب. فما أسهل على السارق أن يدعي أنه الحارس الأمين.
لسنا بحاجة لمرشحين (أتقياء) بل نحن بحاجة لأكفاء فقط. خبراء نقوم نحن بمراقبتهم، ليس فقط من أجل مساعدتهم على الاحتفاظ بالنزاهة أطول فترة ممكنة. بل أيضاً من أجل أن تتحول الرقابة لقانون ولا تبقى مجرد خُلُق نستثني منه من نشاء. فإذا تحولت لقانون لا يبقى هناك أحد خارج إطارها، بمعنى لا يعود هناك مجال للمحاباة.
هناك ثقافتان للناخبين: الثقافة الأولى ترفع شعار (أرني منجزاتك واكشف لي عن خبرتك) وهذا المعيار موضوعي أو يحاول أن يكون. فهو لا يريد فوق الخبرة والدراية شيء. أما موضوع النزاهة فكفيل به القانون وأجهزة الرقابة. والمعيار الثاني يرفع شعار (من أنت وما يدريني بأنك نزيه) وهذا المعيار عاطفي ما يزال يعيش أحلام (القائد/ الأب). وهو يضغط على المرشح اتجاه الإكثار من المعرِّفين، أي (الواسطات) لا وثائق الخبرة.
فوق ذلك كله هناك موضوع النسبية بالنزاهة والتي تعني بأن الذي يؤمن بوجود القائد الفذ أشد حمقاً ممن يصدق بوجود ذئب خلوق يصلح لحراسة قطيع نعاجه. لأن افتراس النعاج لا يتعارض مع نزاهة الذئب. فهي طعامه الطبيعي، لذلك لا يعتبر نفسه خائناً في حال أنه صرع القطيع كله. وهذه هي النكتة، فالنزاهة تعني فيما تعني أن يطبق الإنسان ما يؤمن به. ومن هنا أُكلنا في السابق وسنظل نؤكل في اللاحق. فهناك من يؤمن بأن التطرف حل، ولا يجد في دعم المتطرفين تقاطعاً مع نزاهته. وهناك من يؤمن بأن الحزب ـ أي حزب ـ هو الحل، ولا يجد بأساً بسرقة الأموال من أجل تمويل هذا الحزب أو تمويل فضائياته. المهم أن النزاهة تتحول في نهاية مطافها لأداة يطبق من خلالها السيد النزيه ما يؤمن به هو، لا ما يتماشى مع مصلحة البلد، ومن هنا فالانتحاري لا يعتقد بأنه فاسد أبداً، لأنه يفجر جسده من أجل تطبيق ما يؤمن به.



#سعدون_محسن_ضمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ولا شهرزاد؟
- لو أنته حميد؟
- I don’t believe
- كيف تسلل الشيطان
- دويلات عراقية
- سحقا لكم أيها الأتباع
- حتى أنت يا كلكامش؟
- اكتاف الفزاعة
- المخيفون
- عَرَب
- ثقافة التنافس
- عيب عليك
- ارضنة الدين
- يوسف.. لا تُعرض عن هذا
- أصالة العبودية
- هل نتمكن؟
- أحمر الشفاه
- التعاكس بين منطق العلم و منطق الخرافة
- أنياب العصافير
- الجينوم العربي


المزيد.....




- ترامب: جامعة كولومبيا ارتكبت -خطأ فادحا- بإلغاء حضور الفصول ...
- عقوبات أميركية جديدة على إيران تستهدف منفذي هجمات سيبرانية
- واشنطن تدعو بغداد لحماية القوات الأميركية بعد هجومين جديدين ...
- رئيس الوزراء الفلسطيني يعلن حزمة إصلاحات جديدة
- الاحتلال يقتحم مناطق بالضفة ويشتبك مع فلسطينيين بالخليل
- تصاعد الاحتجاجات بجامعات أميركية للمطالبة بوقف العدوان على غ ...
- كوريا الشمالية: المساعدات الأمريكية لأوكرانيا لن توقف تقدم ا ...
- بيونغ يانغ: ساحة المعركة في أوكرانيا أضحت مقبرة لأسلحة الولا ...
- جنود الجيش الأوكراني يفككون مدافع -إم -777- الأمريكية
- العلماء الروس يحولون النفايات إلى أسمنت رخيص التكلفة


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سعدون محسن ضمد - وعينا المثقوب