أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعدون محسن ضمد - أحمر الشفاه














المزيد.....

أحمر الشفاه


سعدون محسن ضمد

الحوار المتمدن-العدد: 2150 - 2008 / 1 / 4 - 05:54
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كنت أتمنى أن أكتب عن الاتفاق الثلاثي بين الحزبين الكرديين والحزب الإسلامي، خاصَّة وأن المراقبين انقسموا بين رأيين، الأول يعدّ الاتفاق خطوة باتجاه إعادة الحزب إلى الحكومة، لكن بطريقة لا تخدش حياء من يريد أن يعارضها من دون أن يفقد امتيازات كراسيها الوثيرة. والرأي الثاني يعتبر أن الحزب لا يزال على نفس موقعه من المعارضة، بل هو سائر باتجاه التصعيد من خلال سعيه لاستثمار فتور العلاقة بين الاكراد والشيعة. هذا الفتور الناشئ عن معارضة الإئتلاف للعقود التي أبرمها الاقليم مع الشركات النفطية وأيضاً موقفه الغائم من مسألة كركوك.
إذن الاتفاق محيّر ونـحن مضطرون لانتظار الأحداث التي يمكن لها أن تكشف حقيقة كونه مصالحة مع الحكومة أم ليّ لذراع الأغلبية فيها.
كنت أتمنى أن أكتب عن هذا الموضوع، لكن حدث الأمر الجلل واغتيلت بناظير بوتو.
المفاجأة كانت يوم استقبلني أبي بعينين عراقيتين أرهقتهما المصائب وهو يسألني:
ـ (بوية كتلوا بوتو)؟
ـ (إيه بويه انكتلت).
أجبته وأنا أتصنع اللامبالاة في محاولة لبعثرة أحزانه التي أربكتني، بل أخجلتني، فلماذا يحزن مثل والدي الذي تجاوز الثمانين على سياسية باكستانية؟ أعتقد بأن الجواب واضح، فأبي الشيخ ربما لا يعرف برويز مشرف، ولا يهتم بحامد كرزاي، وأنا أشك إن كان يردد مع أصدقائه الشَيَبَة أحاديث طويلة عن (بطولات) نجاد. لكن مع بناظير الأمر مختلف. فهاهنا سحر المرأة ونثار رائحة الأنوثة الجبارة. ها هنا عشتار التي يُفرد لها تاريخ الأساطير السومرية مجلدا لها وحدها، وللآلهة الذكور كلهم، بجبروتهم وعضمتهم ونزقهم الفحولي مجلد واحد. ها هنا فينوس وكليوباترا. وزليخا وأنديرا غاندي ووو..
ألا تكون الخسارة فادحة لدرجة مرعبة عندما تُفَجّر النار بأنوثة السياسة في شرقنا الذكوري؟ أليست بناضير هي السياسية الوحيدة في الشرق الأوسط؟ فلماذا تقتل بهذا الشكل؟
هناك كم هائل من الذكور الطنّانين في غفير نـحلنا الهائل. جمع هائل من الدبابير العاطلة إلا عن الكلام الفارغ. لماذا لم يقتل بدلاً عنها اثنان أو عشرة أو مئة من هؤلاء؟ لماذا الأنثى الوحيدة بالذات. قد لا تخرج بوتو عن النمط الذكوري المألوف في السياسة. لكن كنا بحاجة لشالٍ أنثوي يلاعبه الهواء من على منصة الخطابات. ولا نزال بحاجة لمشهد يتجمهر فيه حشد هائل من الذكور حول الفكر الأنثوي أو الخيار الأنثوي أو القيادة الأنثوية. وليس فقط حول الجسد الأنثوي.
لم أكن أعرف السبب الذي كان يدفعني صغيراً، لمتابعة أخبار أنديرا غاندي، فمع أنني أكره أن أُحرم من متعة مشاهدة أفلام الكارتون، إلا أن النقطة الحمراء على جبين انديرا وأنوثتها (الهندية) تمنحان المشهد السياسي غنجاً يفتقر إليه، كل ذلك كان يدفعني للانسجام مع جفاف الأخبار؟ يوم سماعي لنبأ اغتيال بناظير بوتو حزنت؛ لأن سياسة الشرق الأوسط فقدت شالها وعطرها وأحمر شفاهها. ثم خجلت لأن سياستنا في العراق ذكورية لهذه الدرجة، فنائباتنا في البرلمان ومع كثرة أعدادهن فشلن في أن يمنحنه أنوثة كالتي منحتها بناظير وحدها، للسياسة الباكستانية.



#سعدون_محسن_ضمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التعاكس بين منطق العلم و منطق الخرافة
- أنياب العصافير
- الجينوم العربي
- ال(دي أن أي)
- كريم منصور
- الأنف (المغرور)
- لمثقف الجلاد
- عشائر السادة (الرؤوساء)
- عشائر السادة الرؤساء
- أوهام (الكائن البشري)
- الروزخون
- الكتابة عن الموت.. بكاء المقبرة الموحش
- وطن بلا اسيجة.. تفكيك مفهوم الوطن وتشريح عمقه الدلالي
- الثقافة العار
- حاجات الجسد أطهر من حاجات الروح
- قلق الأديان... العودة بالدين لمربع الحاجات البشرية
- الكتابة عن الموت... الموت يركب خيوله
- الكتابة عن الموت.. الحنين إلى الرحم الأول والملاذ الأخير
- الكتابة عن الموت... تداعيات ما قبل الشروع بالنهاية
- تفاحة آدم.. نبش العمق الانثروبولوجي للتميز والاقصاء (2-2)


المزيد.....




- خلال اتصال مع نائبة بايدن.. الرئيس الإسرائيلي يشدد على معارض ...
- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعدون محسن ضمد - أحمر الشفاه