أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - سعدون محسن ضمد - القرد العاري














المزيد.....

القرد العاري


سعدون محسن ضمد

الحوار المتمدن-العدد: 2383 - 2008 / 8 / 24 - 11:30
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


عنوان غريب لكتاب يبحث في التطور العضوي والجنسي والاجتماعي للإنسان، والأغرب من ذلك هو المبرر الذي يتخذه (ديزموند موريس) مؤلف الكتاب لاختياره هذا العنوان بالذات. فهو يقول بأن هناك 193 نوعاً من القردة والسعادين كلها مغطاة بالشعر باستثناء الإنسان فهو وحده من بينها جميعاً عاري الجسد.
الكاتب مختص بدراسة الحيوان وليس الإنسان، وهو يريد أن يستفز القارئ ليقول له: مع أنك عارٍ عن الشعر إلا أنك قرد بالنسبة لي وأنا مصر على دراستك ضمن اختصاصي باعتباري عالم حيوان.
تأكيد موريس على قردية الإنسان زادني تشاؤماً، خاصَّة عندما ذكرني بسؤال قديم لم أستطع الإجابة عليه يتعلق بمدى التطور الحضاري أو بتعبير أدق السلوكي للبشر. فيبدو أننا لا نزال بدائيين أو ربما حيوانيين. قارن بين سلوك قائد مجموعة (الغورلا) مثلاً، وهو الذكر الأقوى فيها، وبين سلوك بعض القادة من السياسيين أو من غيرهم. وستجد أن هناك الكثير من الملامح المشتركة. ذكر (الغورلا) يستأثر بجميع المنافع لنفسه لدرجة أنه لا يسمح لذكور المجموعة التي يقودها بالاقتراب من أي أنثى في المجموعة. هو مستبد لهذه الدرجة. وهذا ما يمكن أن تجد تجليه بقادة الجماعات البشرية، وأعود للتأكيد بأنني لا أتحدث عن السياسيين فقط، وربما مع هؤلاء يكون الأمر مقبولاً أكثر مما هو مقبول لدى غيرهم.
إذ كيف تبرر استبداد الكاتب أو الموسيقي أو التشكيلي داخل مؤسساتهم. كيف تبرر الجشع لدى هؤلاء فضلاً عن السياسيين طبعاً. من المعقول أن نجد كياناً سياسياً يقاد على طريقة ذكور (الغورلا). لكن من غير المعقول أن نجد مؤسسة ثقافية أو صحية أو قانونية تقاد بهذه الطريقة. من المعقول أن يخطط الاقتصادي أو السياسي لحياتهما على أساس المنفعة لكن مع المثقف يجب أن يختلف الأمر، وإلا نضيع!! لكن مع الأسف الشديد فجشع المثقف يساوي أو يفوق جشع السياسي وربما لو أن الأول امتلك أدوات الثاني وقوته لفعل ما لا يتخيله عقل.
أقول ان الأمر يختلف مع المثقف لأنه يمثل المدرسة في مربع الوجود الاجتماعي (القصر، المعبد، السوق، المدرسة) ومن الواضح بأن المدرسة أهم زاوية في هذا المربع، لأنها زاوية التعليم، وإذا فسدت فإنها ستعلم الآخرين على الفساد وتبرره. لا يمكن للمثقف أن يكون مشروع فساد أو خراب، لأن من ردائه يخرج الطبيب والمهندس والتشكيلي والموسيقي والشاعر وغيرهم، ولا يعقل أن يكون هؤلاء فاسدين.
المجتمعات كلها تقريباً تم إنقاذها من قبل المدرسة، وعصر التنوير في أوروبا يؤكد هذه الحقيقة. ومن هنا لا بد لنا من وقفة تأمل، نراقب من خلالها أداء المثقف العراقي. فلماذا لا يوجد بيننا صوت ثقافي مجلجل وصارم ونقي وواضح وشجاع لدرجة كافية؟ لماذا ليس ليس لدينا مشروع فكري يترجم جدل واقعنا ويتناغم معه؟ لماذا لا تكاد تنهض مؤسسة ثقافية حتى يتآكلها الصراع والاستبداد والحقد والغيرة والحسد؟ لماذا يتوزع مثقفونا بين الاستجداء على أبواب السياسيين أو البحث عن سبب للتناحر فيما بينهم؟ المدرسة في العراق تنهار والمثقف يضعف، ما يهدد بتخلف المجتمع وسقوط الإنسان، وبالتالي عودة الشعر الكثيف ليغطي أجسادنا من جديد.



#سعدون_محسن_ضمد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محمد حسين فضل الله
- وأعدائهم
- عبد الكريم قاسم
- ثقافة الوأد
- أعد إليَّ صمتي
- سخرية القصاب
- وعينا المثقوب
- ولا شهرزاد؟
- لو أنته حميد؟
- I don’t believe
- كيف تسلل الشيطان
- دويلات عراقية
- سحقا لكم أيها الأتباع
- حتى أنت يا كلكامش؟
- اكتاف الفزاعة
- المخيفون
- عَرَب
- ثقافة التنافس
- عيب عليك
- ارضنة الدين


المزيد.....




- مصر.. علاء مبارك يشعل تفاعلا بفيديو لوالده عما قاله له صدام ...
- السعودية: فيديو القبض على 4 مصريين وعدة أشخاص والأمن يكشف ما ...
- -الحكومة بلا استراتيجية-.. جنرال إسرائيلي سابق يحذّر: نحن عل ...
- اكتشاف حشرة عصا عملاقة في غابات أستراليا
- فيديو.. زلزال قديم يوقظ بركانا نائما منذ 600 عام في روسيا
- ترامب يعين مقدمة برامج من أصول لبنانية على -هرم القضاء-
- تحول أميركي في مفاوضات غزة.. -كل شيء أو لا شيء-
- -حلقوا شعره ورسموا على وجهه-.. اعتداء على مطرب شعبي في سوريا ...
- لماذا أثارت قائمة السفراء الجدد انقساما سياسيا في العراق؟
- الجيش السوري و-قسد- يتبادلان الاتهامات بشأن هجوم منبج


المزيد.....

- قراءة تفكيكية في رواية - ورقات من دفاتر ناظم العربي - لبشير ... / رياض الشرايطي
- نظرية التطور الاجتماعي نحو الفعل والحرية بين الوعي الحضاري و ... / زهير الخويلدي
- -فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2 / نايف سلوم
- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - سعدون محسن ضمد - القرد العاري