أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعدون محسن ضمد - عبد الكريم قاسم














المزيد.....

عبد الكريم قاسم


سعدون محسن ضمد

الحوار المتمدن-العدد: 2349 - 2008 / 7 / 21 - 10:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في بداية سنة 2003 كانت صور الرئيس (أو الزعيم) عبد الكريم قاسم تملأ المقاهي أو المحال التجارية أو حتى واجهات بعض البيوت في منطقة الكرادة (مثلاً). وكان ذلك مصدر استفزاز بالنسبة لي. فأنا الذي ترعرعت خلال سني حكم البعث لم أجرب طعم الرئيس المحبوب بل لم أكن أصدق بإمكان وجود مثل هذه الظاهرة. ولوقت قريب كنت أعتقد بأن تلك الصور لا تعبر عن غير التحدي، أو الثأر أو النكاية أو أي شيء آخر غير الحب. فلم يكن من السهل عليَّ الإيمان بوجود طاقة من الحب تستطيع أن تتوجه لشخص الحاكم. مهما كان لون هذا الحاكم أو طعمه أو رائحته، فهو سياسي في نهاية المطاف ولا يجب أن يتوجه الحب لقبلة مثل قبلة السياسي.
بعد ذلك، ولسبب ما عدت اتذكره، قررت أن أسأل الأشخاص الذين يقومون بتعليق تلك الصور عن الأسباب التي تدفعهم لذلك. وألححت بمحاججتهم وربما إحراجهم. كنت مدفوعاً بشعور غريب يجعلني أحرص على استنزافهم بالحجج والبراهين التي توصلهم في نهاية المطاف للاعتراف بأنهم يعلقون صورة الزعيم فقط من أجل النكاية. لكن مثل تلك الاعترافات بقيت صعبة المنال، نعم انتزعت اعترافاً او اثنين او حتى ثلاثة، لكن أصرَّ الآخرون على موقف الحب، والمشكلة بالنسبة لي تمثلت باكتشافي وجود قناعات راسخة بهذا النموذج من القادة.
مع ذلك بقيت لا أؤمن بهذا الحب، فأنا على كل حال لا ادَّخر العواطف لأبعثرها على الزعماء. هذا من جهة، ومن جهة أخرى، امتلك من التشاؤم ما يكفي لتعرية أكثر هؤلاء قدرة على التخفي، ما يجلعني محصناً من أمراض حبهم. لكن مع ذلك لم أستطع أن أضع العواطف الجياشة التي وجدت أن عدداً كبيراً من العراقيين يوجهها لقبلة الزعيم عبد الكريم قاسم في خانة أخرى غير خانة الحب الصادق والنبيل الذي يمكن أن تكرسه جماهير ما لقائد لم يمض سنين عمره بإهانتها والتلاعب بمصيرها.
لكن مع غض النظر عن كل ذلك، ومع غض النظر عن رأي البروفسور متعب مناف الذي يؤكد ضرورة أن يُقيَّم الحدث التاريخي داخل بيئته الزمانية وجملة ظروفه الموضوعية. لا أجد بداً من وضع عبد الكريم قاسم بخانة الأخطاء التاريخية. صحيح أن رأي متعب مناف يوبخني أنني أتجاهل ضرورات مرحلة الرجل، وصحيح أن هذا الرأي يجعلني أشك إن كان قاسم سيقوم بنفس الثورة فيما لو أنه عاش تجربة ثمانينيات وتسعينيات القرن المنصرم تلك التجربة التي اقتلعت اكذوبة القائد الفذ من جذورها العفنة. أقول كل ذلك صحيح لكنه لا يغفر لعبد الكريم أنه عاد بالعراق من الثقافة السياسية المبنية على التعدد، إلى تلك المبنية على الاستبداد. كل ذلك لا يغفر لعبد الكريم قاسم أنه فتح الباب واسعاً أمام حقبة البعث المشؤومة.
من حق محبي عبد الكريم قاسم ان يحتفلوا بذكراه، لكن عليهم أن يتذكروا هذه الثيمة المهمة جداً، وعليهم أن يصدقوا بأن الرجل قد ساهم بشكل محزن بإعادة العراق لما يقرب من مائة سنة إلى الوراء. فلو أنه لم يهدم الدولة المدنية البرلمانية لكان الوضع في العراق الآن مختلف تماماً عما هو عليه. عليهم أن يتذكروا كل ذلك من أجل أن لا يعود أمر عودة الاستبداد ممكناً، خاصّة مع وجود طائفة من الناس تؤمن بوجود الزعيم الفذ أو الأب الروحي. علينا أن نفهم جيداً بأن الإيمان بإمكان تسليم مصائر الناس بيد حاكم واحد لا يصدر إلا عن جهل مطبق بحقيقة الطبيعة الإنسانية.





#سعدون_محسن_ضمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثقافة الوأد
- أعد إليَّ صمتي
- سخرية القصاب
- وعينا المثقوب
- ولا شهرزاد؟
- لو أنته حميد؟
- I don’t believe
- كيف تسلل الشيطان
- دويلات عراقية
- سحقا لكم أيها الأتباع
- حتى أنت يا كلكامش؟
- اكتاف الفزاعة
- المخيفون
- عَرَب
- ثقافة التنافس
- عيب عليك
- ارضنة الدين
- يوسف.. لا تُعرض عن هذا
- أصالة العبودية
- هل نتمكن؟


المزيد.....




- بالتعاون مع العراق.. السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية ...
- مسؤول إسرائيلي حول مقترح مصر للهدنة في غزة: نتنياهو لا يريد ...
- بلينكن: الصين هي المورد رقم واحد لقطاع الصناعات العسكرية الر ...
- ألمانيا - تعديلات مهمة في برنامج المساعدات الطلابية -بافوغ- ...
- رصد حشود الدبابات والعربات المدرعة الإسرائيلية على الحدود مع ...
- -حزب الله-: استهدفنا موقع حبوشيت الإسرائيلي ومقر ‏قيادة بثكن ...
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- طعن فتاة إسرائيلية في تل أبيب وبن غفير يتعرض لحادثة بعد زيار ...
- أطباق فلسطينية غيرتها الحرب وأمهات يبدعن في توفير الطعام


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعدون محسن ضمد - عبد الكريم قاسم