أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعدون محسن ضمد - اقليم الجنوب














المزيد.....

اقليم الجنوب


سعدون محسن ضمد

الحوار المتمدن-العدد: 2387 - 2008 / 8 / 28 - 00:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بينما كان أحد الجالسين يروي لنا قصة غريبة عن آخر المجازر التي ارتكبها وحش الفساد في جسد الدولة العراقية، قاطعه أحد أعضاء مجلس النواب ليروي لنا قصة اعتبرها أكثر تعبيراً عن حجم الكارثة (الفسادية) في العراق.
تحدث الرجل عن شحنة كبيرة من الغاز وصلت موانئ البصرة منذ فترة، هذه الشحنة طبعاً تم شراؤها من قبل الجهات المختصة وبأموال طائلة، لكنها تسببت بمشكلة عند وصولها. ذلك أن الأماكن المخصصة لخزن الغاز كانت ممتلئة تماماً، فماذا يجب على المدير المسؤول عن الموضوع أن يفعل؟ هل يعيد الشحنة إلى المصدر؟ هل يوبخ الجهات المسؤولة عن عملية الشراء؛ لأنها عقدت الصفقة دون أن تسأله عن قدرة مخازنه على الاستيعاب؟ هل يفتح صنبور الغاز ويلوث البيئة العراقية بالغاز أكثر مما هي ملوثة بالغبار والحر وبقايا الحروب؟
ماذا تتوقعون أنَّ المدير فعل؟ (تساءل عضو مجلس النواب). حسناً لقد قرر إحراق خزين الغاز الذي يملأ المخازن، لكي تكون مهيأة للشحنة الجديدة. نعم بكل بساطة وخفة يد (وعقل) فعل المدير ذلك.. أحرق الغاز. وبهذه الطريقة خلَّص نفسه من المخاطر التي يمكن أن تجرها عليه عملية رفضه استلام الشحنة، من جهة، وضمن إخفاء الآثار التي تدل على غباء بعض المسؤولين وعدم درايتهم بأصول إدارة الدولة، من جهة أخرى.
مستحيل (قلت للبرلماني) هذا مستحيل، أعتقد أن في الموضوع بعض المبالغة، فليس من المعقول أن تحرق ثروات البلد من قبل مسؤوليه، كنَّا ولوقت قريب نعاني من عمليات إحراق ثرواتنا من قبل الإرهابيين، والآن وبعد أن نوشك على الخلاص منهم يتولى مهمتهم المسؤولون؟ هذا مستحيل!!
لكن الرجل لم يتراجع عن إصراره بل واستمر يروي قصصاً أخرى تتحدث عن عمليات إهدار ثروات البلد التي يتسبب بها نقص التنسيق بين مؤسسات الدولة. أخبرنا (مثلاً) عن مولدات طاقة كهربائية ضخمة تم التعاقد عليها وشراؤها من قبل وزارة الكهرباء دون أن تتم استشارة وزارة النفط بالموضوع، علماً أن الأخيرة هي المسؤولة عن تزويد الأولى بحاجة هذه المولدات للوقود. بالتالي فليس من المعقول أن يتم التعاقد على مولدات تعمل على البنزين (الذي نعاني من شحته) في الوقت الذي يمكن شراء مولدات تعمل على النفط الأسود مثلا أو الغاز أو أي وقود يكون أكثر وفرة من البنزين.
في النهاية شعرت بالحزن، وتمنيت لو أن عضو مجلس النواب لم يسرد لا عليَّ ولا على بقية الأصدقاء هذه التفاصيل، فمثل هذه الحكايات ترافق ذاكرتي لأيام وأشعر معها بالتشاؤم واليأس، بل واؤمن بضرورة حجبها عن الناس لئلا تتسبب بغضبهم وربما ثورتهم، ولسنا طبعاً بحاجة لمزيد من الثورات والبطولات.
لا أزال أقنع نفسي إلى اللحظة أن في قصة إحراق الغاز بعض المبالغة، أنا أفعل ذلك لأن الموضوع غير معقول، لكن يبدو أنَّ من العبث الإيمان بأن الواقع في العراق يسير على سكة المعقول، ذلك أن الوقائع غير المعقولة التي يتم تناقلها أكثر من أن تكون (مجرد) مبالغات. فهناك من يتحدث عن تهريب الأموال الطائلة عبر حقائب السفر ومن قبل أهم رجالات البلد. وهناك من يتحدث عن صفقات يتم عقدها لإنقاذ أخطر الإرهابيين، وهناك من يحذر من جيش من عملاء إحدى دول الجوار يتم إعدادهم كمرشحين لانتخابات مجالس المحافظات بغرض السيطرة على إقليم الجنوب المرتقب. نعم المشكلة أن القصص كثيرة ولا أمل في أن تكون كلها مجرد مبالغات ليس إلا.



#سعدون_محسن_ضمد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القرد العاري
- محمد حسين فضل الله
- وأعدائهم
- عبد الكريم قاسم
- ثقافة الوأد
- أعد إليَّ صمتي
- سخرية القصاب
- وعينا المثقوب
- ولا شهرزاد؟
- لو أنته حميد؟
- I don’t believe
- كيف تسلل الشيطان
- دويلات عراقية
- سحقا لكم أيها الأتباع
- حتى أنت يا كلكامش؟
- اكتاف الفزاعة
- المخيفون
- عَرَب
- ثقافة التنافس
- عيب عليك


المزيد.....




- كاميرا ترصد لحظة سقوط حطام صاروخ مشتعل في قطر
- هل كانت ضربة أمريكا على فوردو بإيران ضرورة أمنية أم مقامرة س ...
- الحرس الثوري يعلن استهداف قاعدة العديد الأمريكية في قطر والد ...
- رئيسة البرلمان الأوروبي عالقة في الشرق الأوسط بعد إغلاق الإم ...
- ترامب عن الرد الإيراني: -هجوم ضعيف-.. وحان الآن وقت السلام! ...
- من الإمارات إلى الأردن .. القواعد الأمريكية في الشرق الأوسط ...
- دراسة: الصيام المتناوب يتفوق على الحميات التقليدية
- الرئيس الفلسطيني يعين وزير خارجية جديدا
- أوروبا عالقة بين الرفض الضمني والقلق المعلن من التصعيد في إي ...
- دول خليجية تعيد فتح أجوائها بعد إغلاقها لساعات


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعدون محسن ضمد - اقليم الجنوب