أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الكحل - هل سيفلح حزب العدالة والتنمية في أجراء الفصل بين الديني والسياسي (5) ؟














المزيد.....

هل سيفلح حزب العدالة والتنمية في أجراء الفصل بين الديني والسياسي (5) ؟


سعيد الكحل

الحوار المتمدن-العدد: 2393 - 2008 / 9 / 3 - 08:52
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لا جدال في كون حزب العدالة والتنمية يشكل الذراع السياسية لحركة التوحيد والإصلاح . وبسبب ذلك ظلت مواقفه مستنسخة من مواقف الحركة ، ولم يتأت له الاجتهاد بمعزل عنها . فكانت معارك الحزب دائما تحت ذريعة "الهوية" دون أن يدرك أعضاؤه أنها معارك وهمية أو تعبير عن أزمة الخطاب الهوياتي التي فطن إليها الأستاذ محمد يتيم في مقال له جاء فيه ( الخطاب الهوياتي هو خطاب أزمة في جوهره، فهو يسعى إلى تحديد الذات وتعريفها أولا من خلال الماضي أي بناء على كسب الآباء والأجداد، ثم ثانيا من خلال إثبات التميز عن الآخر المهدد لذواتنا وهويتنا، بينما بناء الهوية في الحقيقة ينبغي أن يتم أساسا بطريقة إيجابية أي من خلال عمل خلاق و متجدد. الهوية بهذا المعنى الأخير كسب مستمر من خلال المرجعية والثوابت الأساسية للهوية دون شك، ومن خلال عمليات بناء مستمر أو من خلال عمليات التكيف أو ما يمكن تسميته بالذكاء الحضاري)( التجديد 31/5/2008) . لقد راهن حزب العدالة والتنمية على مسألتي الهوية والمرجعية الإسلامية لكسب ثقة الملك وحصد أصوات الناخبين . وهذا الموقف بلورته الرسالة التي سبق وبعث بها إلى الملك الراحل الحسن الثاني سنة 1985 أعضاء "الجماعة الإسلامية" التي ستتطور ، بعد اندماجها بفصائل أخرى ، إلى حركة التوحيد والإصلاح /حزب العدالة والتنمية . ومما جاء فيها ( حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم الحسن الثاني ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ، لقد تتبعنا ببالغ الاهتمام ، اللقاء الصحفي الذي حظي به لديكم ممثلو الصحافة الفرنسية .. وسررنا سرورا كبيرا بتصريحاتكم الحكيمة ، وخصوصا تلك المتعلقة بالتطرف والأصولية ، والتي أكدتم فيها اعتزازكم بالصحوة الإسلامية وعودة الشباب إلى المساجد ومؤاخذتكم للمجاهرين بالمعصية ، وبتحدي المؤمنين .. ونغتنم هذه المناسبة لنرفع إلى علمكم يا صاحب الجلالة ، أننا جماعة من الشباب المتدين يسعون إلى المساهمة في بناء مستقبل أمتهم بالدعوة إلى تجديد فهم الدين وفق الكتاب والسنة والإجماع ، وبالدعوة إلى تجديد الالتزام به ، ونلتمس من مقامكم العالي بالله أن تصدروا أوامركم المطاعة إلى الجهات المختصة لتسوية وضع جمعيتنا حتى نتمكن من القيام بواجبنا ، وخاصة في الحيلولة دون توظيف طاقات الشباب المتدين في أعمال الإثارة والشغب والتخريب ) . إلا أن معطيات الممارسة اليومية نبهت قيادة الحزب إلى أن مسألتي الهوية والمرجعية ليستا من ضمن أولويات الشعب المغربي الذي لا يعاني أزمة هوية . بل إن المشاكل التي يواجهها تتعلق بتدبير الشأن العام ، أي بالمجال السياسي وليس الديني . لهذا جاءت أطروحة المؤتمر السادس لحزب العدالة والتنمية تركز على أولوية العمل السياسي على الدعوي . الأمر الذي يقتضي من الحزب الفصل بين المجال السياسي والمجال الديني/الدعوي . إذ ( يترتب على اعتبار المجال الأساسي للعمل السياسي هو تدبير الشأن العام أن يكون العمل السياسي عملا تنافسيا يحكمه قانون التداول ، مما يقتضي أن تكون هناك تعددية سياسية وتنافس بين البرامج السياسية المختلفة ضمن الإطار الدستوري للأمة وضمن دائرة التوافق على الثوابت ) . فالحزب ، تبعا للأطروحة ـ لم يعد ينفرد بالدفاع عن الهوية ، وإنما بات يحذوه ( أمل واسع في أن يصير الدفاع عن هوية الأمة وحماية ثوابتها أمرا مشتركا بين جميع المكونات السياسية للبلاد بنفس الدرجة من القوة والحماسة . وتدل التجارب الناجحة والمستقرة للديمقراطية في العالم أن ذلك لم يأت إلا بعد أن حسمت تلك البلدان في مسألة التوافقات التاريخية الكبرى ذات الصلة بقضايا المرجعية والمكونات الأساسية للهوية الوطنية ). هنا بدأ خط النضج السياسي لدى الحزب يتبلور ، ولم تعد عقيدة الولاء والبراء هي الأساس الذي يحكم علاقة الحزب ببقية الأحزاب المتواجدة داخل الساحة السياسية على اختلاف مشاربها الفكرية ومرجعياتها الإيديولوجية . بل من هنا بدأ الحزب يفك تدريجيا روابطه العقائدية مع حركة التوحيد والإصلاح التي حددت مقاصدها في إقامة الدين على مستوى الفرد والأسرة والدولة والمجتمع ، كما جعلت من مبادئها الولاء الذي ينص ميثاقها على أنه ( خلق من أهم أخلاق الإيمان ، ومن مقتضياته المحبة والنصرة .. أن يكون دائرا بين المؤمنين خاصة ) . وباعتبار العمل السياسي عمل تنافسي بين الأحزاب وليس بين العقائد الدينية ، فإن حزب العدالة والتنمية يعيد ترتيب أولوياته خصوصا في ضوء النتائج التي حصل عليها في الانتخابات التشريعية ( شتنبر 2007) التي وضعته في المقدمة من حيث الأصوات المحصل عليها . في هذه الوضعية لن يكون مطلوبا من الحزب الاستمرار في رفع شعار "الدفاع عن الهوية" . لهذا جاءت أطروحة المؤتمر تشدد( على الحزب أن يرفع جاهزيته لتدبير الشأن العام ، ويقدم نماذج حية في الحالات أو المجالات التي يتولى فيها ذاك التدبير ) . فلم تعد إذن مسألة الهوية أو المرجعية مطروحة على الحزب بقدر ما بات ملزما عليه ابتكار حلول وتدابير تثبت نجاعتها في تدبير الشأن العام . أما المرجعية والهوية فقد أقرت أطروحة المؤتمر السادس ( أن المرجعية الإسلامية هي مرجعية للدولة ومرجعية مشتركة للمجتمع المغربي ) . لهذا تدعو الأطروحة إلى إعادة موقعة الحزب بما يتناسب مع مفهوم الحزب ووظائفه في إطار الدولة المعاصرة . وهذا يقتضي من الحزب "التركيز على معيار النضال لديمقراطي" . فهل يستطيع الحزب بناء تموقع جديد دون تغيير مواقفه من الأحزاب السياسية ؟ وهل يستطيع تغيير مواقفه دون تغيير قناعاته ؟



#سعيد_الكحل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متى ستضع الحكومة كرامة المواطن في مقدمة اهتماماتها ؟(3)
- متى ستضع الحكومة كرامة المواطن في مقدمة اهتماماتها ؟(2)
- هل سيفلح حزب العدالة والتنمية في أجرأة الفصل بين الديني والس ...
- حزب العدالة والتنمية على خطى الفصل بين الديني والسياسي (3) .
- متى تضع الحكومة كرامة المواطن في مقدمة اهتماماتها ؟(1)
- حزب العدالة والتنمية على خطى الفصل بين الدين والسياسة (2).
- أزمة التعليم من أزمة تدبير الشأن العام .
- متى يصبح القانون هو ملجأ كل المواطنين وحامي حقوقهم؟
- حزب العدالة والتنمية على خطى الفصل بين الدين والسياسة (1).
- الوطن شعور بالأمان والكرامة أولا .
- الأمان نعمة يزعزعها الإرهابيون ويفرون لطلبها .
- لنقطع مع ثقافة التيئيس والتبخيس .
- لما تصبح التهدئة انتصارا .
- تيار الإسلام السياسي خصم أم حليف للتيار الجهادي ؟(5)
- جماعة العدل والإحسان وإشكالية الترخيص القانوني .
- هيبة الدولة من كرامة المواطن .
- تيار الإسلام السياسي خصم أم حليف للتيار الجهادي ؟(4)
- الإرهاب وتنوع الخطط والمخططات .
- أي بلال : الحق لا يعرف بالرجال (5)
- أي بلال : الحق لا يعرف بالرجال (4)


المزيد.....




- قادة الجيش الايراني يجددن العهد والبيعة لمبادىء مفجر الثورة ...
- ” نزليهم كلهم وارتاحي من زن العيال” تردد قنوات الأطفال قناة ...
- الشرطة الأسترالية تعتبر هجوم الكنيسة -عملا إرهابيا-  
- إيهود باراك: وزراء يدفعون نتنياهو لتصعيد الصراع بغية تعجيل ظ ...
- الشرطة الأسترالية: هجوم الكنيسة في سيدني إرهابي
- مصر.. عالم أزهري يعلق على حديث أمين الفتوى عن -وزن الروح-
- شاهد: هكذا بدت كاتدرائية نوتردام في باريس بعد خمس سنوات على ...
- موندويس: الجالية اليهودية الليبرالية بأميركا بدأت في التشقق ...
- إيهود أولمرت: إيران -هُزمت- ولا حاجة للرد عليها
- يهود أفريقيا وإعادة تشكيل المواقف نحو إسرائيل


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الكحل - هل سيفلح حزب العدالة والتنمية في أجراء الفصل بين الديني والسياسي (5) ؟