أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الكحل - هل سيفلح حزب العدالة والتنمية في أجرأة الفصل بين الديني والسياسي (4) ؟














المزيد.....

هل سيفلح حزب العدالة والتنمية في أجرأة الفصل بين الديني والسياسي (4) ؟


سعيد الكحل

الحوار المتمدن-العدد: 2383 - 2008 / 8 / 24 - 11:33
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بالتأكيد أن كل ممارسة سليمة تحتاج إلى نظرية واضحة . وكون المؤتمر السادس يقرر الفصل بين الممارسة الدعوية والممارسة السياسية ، فإن حزب العدالة ولتنمية مطالب بتعميق اجتهاداته على هذا المستوى وإشاعتها بين مناضليه حتى يتمكن من تأهيل أطره وقواعده وفق ما تنص عليه أطروحة المؤتمر التي حددت مهام الحزب كالتالي ( فالحزب في الدولة المعاصرة : أداة لتنظيم المواطنين الذين يتقاسمون اختيارات سياسية وبرنامجية معينة . والوظيفة الأساسية للحزب السياسي هي تدبير الشأن العام إما من خلال موقع التسيير أو من خلال موقع المعارضة). إنه تصور مغاير لما درج عليه الحزب في أدبياته ومواقفه خاصة من مسألتي الهوية والمرجعية اللتين ظل الحزب يضعهما في مقدمة أولوياته ، بل يجعلهما شرط وجوده كما هو بيّن من التقرير السياسي للمؤتمر الرابع للحزب الذي أعاد ( التأكيد على دعم الهوية الإسلامية للدولة المغربية في إطار الملكية الدستورية وعدم قابلية مبدأ إسلامية الدولة للمراجعة ) . وهذا الموقف يطابق موقف حركة التوحيد والإصلاح الذي أعادت التأكيد عليه في البيان الذي بايعت فيه الملك محمد السادس حيث نقرأ ما يلي : ( وإن حركة التوحيد والإصلاح ، وهي تجدد تعازيها لخلفه أمير المؤمنين جلالة الملك محمد بن الحسن .. تعلن تأييدها لجلالته وللبيعة التي تمت له ، على أساس العمل بكتاب الله وسنة رسوله (ص) والطاعة في المعروف ، خدمة للمصالح العليا لشعبنا وبلدنا في إطار الإسلام وقيمه وشريعته ، سائلين الله سبحانه وتعالى بهذه المناسبة أن يوفق عاهلنا أميرا للمؤمنين وملكا للبلاد .. وأن تتعزز في عهده الهوية الإسلامية للدولة المغربية والشعب المغربي .. دولة إسلامية تتعزز ، المشروعية العليا فيها للشريعة ) . بل إن الحزب في برنامجه الانتخابي ليوم 27 شتنبر 2002 شدد على التالي ( العمل على ست مجالات ذات أولوية على هذا الصعيد وهي : 1 ـ تعزيز المرجعية الإسلامية . 2 ـ تقوية التدين والأخلاق في المجتمع . 3 ـ العناية بالمساجد وبالقيمين عليها . 4 ـ تركيز الهوية الإسلامية لنظام التعليم . 5 ـ تخليق الحياة العامة . 6 ـ تنمية ثقافة وطنية أصيلة ) . فالحزب لم يكن يخفي عداءه لباقي التيارات الفكرية/السياسية اليسارية على وجه الدقة . وجعل من مناهضة مشروع خطة إدماج المرأة في التنمية معركته الرئيسية التي تثبت هويته وشرط وجوده . هكذا نقرأ في الكتاب الذي أصدره الحزب تحت عنوان " المرأة والتنمية بين الأصالة والتغريب " الآتي ( يقوم المشروع المسمى " الخطة الوطنية لإدماج المرأة في التنمية" على مرجعية غربية صريحة إلى درجة الوقاحة ، ويستهدف في خطابه الغربَ القوي السيد الممول استرضاءً واستقواءً على الهوية الإسلامية المستضعفة ببلادنا ، باعتبار أن الغرب / أمريكا صار الملاذ الوحيد لزمرة اليسار المهزوم إيديولوجيا في أحلامه الطوباوية ، الزاحف عمليا زحف الحرباء إلى السلطة بمقدار يتناسب عكسيا مع شعبيته و " مشروعية" برنامجه ، مما يعتبر تناقضا مضحكا مع دعاوي الديمقراطية التي صارت الموضة المدللة للخطاب اليساري الحاقد على التيار الإسلامي والخائف من نفوذه المتزايد )( ص 5) . إنه إرث ثقيل سيكلف منظري الفصل بين الدعوي والسياسي جهودا أكبر لإقناع قواعد الحزب وأجنحته المتشددة بأهمية الاستئناس بالتصور الجديد الذي حددته أطروحة المؤتمر السادس كخطوة ضرورية ضمن مراحل التدرج الفكري والإيديولوجي . إذ الصورة التي ترسخت في أذهان مناضلي الحزب هي التي يحملها الأستاذ بنكيران وذكرها في حوار أجرته معه وكالة أنباء الأخبار الموريتانية المستقلة في 25-7-2008 ، حين قال (حزب العدالة والتنمية، هو كذلك جاء من حاجة حقيقية للشعب المغربي وهي حاجة الهوية بعد أن تحكم التيار العلماني في القرار السياسي للأمة) . طبعا لا يخفى على أحد مستوى التأثير الإيديولوجي والعقائدي الذي تمارسه حركة التوحيد والإصلاح على حزب العدالة والتنمية . فهي التي حددت توجهاته وصاغت مواقفه من عدة قضايا وطنية أو حقوقية أو إبداعية . ومن ثم يكون طبيعيا على حزب تربى أعضاؤه على لبان الحركة أن يعادي من تعاديه الحركة أو يوالي من تواليه . إذ الأساس يتجسد في مبدأ/ عقيدة الولاء والبراء . فالحركة أعلنت في ميثاقها عمن يكون حليفها ومن لا يكون كالتالي ( إن ابتغاء وجه الله تعالى والدار الآخرة هو مفرق الطريق بيننا وبين أصحاب المشاريع الدنيوية الذين يريدون الحياة الدنيا ويجعلونها هدف كفاحهم ونضالهم ). ومعنى هذا أن المنطلقات والأهداف متباينة بين الفريقين بحيث لا ترى الحركة إمكانية اللقاء بينهما . إذ لكل منهما مشروعه الخاص بالدولة . فإذا كان اليسار يناضل من أجل دمقرطة الدولة وتحديث بنياتها ومؤسساتها بما يضمن الفصل بين السلط ويكرس سيادة القانون وسلطة الشعب التي يمارسها عبر ممثليه في المؤسسات التشريعية ، بحيث تكون التشريعات منفتحة ومنسجمة مع المرجعية الكونية لحقوق الإنسان ؛ فإن حركة التوحيد والإصلاح تتشبث بـ ( دعم مبدأ إسلامية الدولة باعتباره معطى تاريخيا ومكسبا دستوريا ومبدأ غير قابل للمراجعة وإعطاؤه مصداقية في الحياة العامة ، بحيث يعلو على جميع بنود الدستور ويكون منطلقا في الحكم على دستورية القوانين والأحكام التي تصدرها المؤسسات التشريعية والقضائية والتنفيذية . إن الإقرار بإسلامية الدولة يقتضي اتخاذ الشريعة مصدرا أعلى لجميع القوانين كما يعني من الناحية العملية بطلان جميع القوانين والتشريعات والسياسات التي تتعارض مع الشريعة الإسلامية )( الرؤية السياسية ـ حركة التوحيد والإصلاح ) . إن هذه الخلفية الإيديولوجية التي حددتها الحركة لحزب العدالة والتنمية هي التي حرضته على مناهضة مطالب النساء والحقوق التي جاء بها مشروع خطة إدماج المرأة في التنمية بحجة "مصادمتها" للشريعة ، وهي نفس الحقوق التي تضمنتها مدونة الأسرة ووافق عليها نواب الحزب في البرلمان . للحديث بقية .




#سعيد_الكحل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حزب العدالة والتنمية على خطى الفصل بين الديني والسياسي (3) .
- متى تضع الحكومة كرامة المواطن في مقدمة اهتماماتها ؟(1)
- حزب العدالة والتنمية على خطى الفصل بين الدين والسياسة (2).
- أزمة التعليم من أزمة تدبير الشأن العام .
- متى يصبح القانون هو ملجأ كل المواطنين وحامي حقوقهم؟
- حزب العدالة والتنمية على خطى الفصل بين الدين والسياسة (1).
- الوطن شعور بالأمان والكرامة أولا .
- الأمان نعمة يزعزعها الإرهابيون ويفرون لطلبها .
- لنقطع مع ثقافة التيئيس والتبخيس .
- لما تصبح التهدئة انتصارا .
- تيار الإسلام السياسي خصم أم حليف للتيار الجهادي ؟(5)
- جماعة العدل والإحسان وإشكالية الترخيص القانوني .
- هيبة الدولة من كرامة المواطن .
- تيار الإسلام السياسي خصم أم حليف للتيار الجهادي ؟(4)
- الإرهاب وتنوع الخطط والمخططات .
- أي بلال : الحق لا يعرف بالرجال (5)
- أي بلال : الحق لا يعرف بالرجال (4)
- أي بلال : الحق لا يعرف بالرجال (3)
- أي بلال : الحق لا يعرف بالرجال (2) .
- أي بلال : الحق لا يعرف بالرجال (1)


المزيد.....




- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...
- -تصريح الدخول إلى الجنة-.. سائق التاكسي السابق والقتل المغلف ...
- سيون أسيدون.. يهودي مغربي حلم بالانضمام للمقاومة ووهب حياته ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الكحل - هل سيفلح حزب العدالة والتنمية في أجرأة الفصل بين الديني والسياسي (4) ؟