أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الكحل - أي بلال : الحق لا يعرف بالرجال (3)















المزيد.....

أي بلال : الحق لا يعرف بالرجال (3)


سعيد الكحل

الحوار المتمدن-العدد: 2294 - 2008 / 5 / 27 - 09:45
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


. أما ما يتعلق بحزب العدالة والتنمية ، فهو يعلن قبوله الديمقراطية كأداة مجردة من كل قيمها والمبادئ التي تتأسس عليها . وخطورة هذه التصورات أنها لا تقر بالمكتسبات الديمقراطية التي حققتها البشرية والتي تضمن للإنسان إنسانيته وكرامته . والمواقف المتخذة من المطالب الحقوقية للنساء مثلا خير دليل على المخاطر التي تتهدد نصف المجتمع فيما إذا أفلح هؤلاء في إقامة مشاريعهم المجتمعية . ولعل الشهادة التي أدلت بها السيدة خديجة مفيد لجريدة المساء 1/9/2007 خير دليل على طبيعة الممارسة "الديمقراطية" داخل الحزب حيث قالت (أولا أود أن أشير إلى أن انتمائي للحزب كان من بوابة الحركة الإسلامية، على أساس أن المشاركة السياسية تكون قيمة مضافة لتحسين المشهد السياسي، ولكن سيرورة الحزب بينت أنه لن يكون إضافة جديدة في الساحة، لأن المفاهيم التي انطلقنا منها على أساس أن تكون الديمقراطية والاختيار للشعب وأن يكون الحزب في خدمة الشعب وليس الشعب في خدمة المؤسسة الحزبية، كلها أمور بقيت مجرد شعارات، خاصة أننا ننادي بأن تكون الدولة في خدمة المواطن. إذن مسار الحزب في بداية التأسيس والبناء كان فيه حضور قوي للمناضلين الرساليين الذين لهم قضية داخل الحزب، وبعد ذلك بدأ هناك إبعاد للشخصيات ذات الفكر الحر والتي تشكل صوت الضمير المؤنب لبعض التجاوزات داخل الحزب. ومع الأسف فإن الديمقراطية داخل الحزب أصبحت تعني تدبير النفوذ لمجموعة من الأشخاص وبناء القبلية الحزبية، ومن ليست له قبيلة حزبية إنما له فكر ورأي فإنه يبعد من المواقع ومن المشهد الإعلامي للحزب) .. وإذا كان الأخ بلال يشرط "قراءة خطاب الحركة الإسلامية" بـ"معرفة" مقاصد الشاطبي و"دراسة"( نظرية التقريب والتغليب وتطبيقاتها في علوم الشريعة) ، فإن الواقع المغربي يثبت أن رموز التيار الإسلامي في العدل والإحسان والعدالة التنمية وحركة التوحيد والإصلاح ، استبد بهم غلواؤهم الإيديولوجي فتملصوا من كل المرجعيات الفقهية الرصينة التي تفاخر بها الأخ بلال ، وتنادوا إلى التصدي لمطالب النساء في مسيرة الدار البيضاء يوم 12 مارس 2000 . ونفس الغلو الإيديولوجي تحكم في البيان الذي أصدره الدكتور الريسوني والعريضة التي وضعتها حركة التوحيد والإصلاح في موضوع مشروع الخطة الوطنية لإدماج المرأة في التنمية ، حيث تمت مناهضتها بمبرر "مصادمتها" للشرع في خمسة بنود على رأسها حق ولاية الفتاة الرشيدة والبالغة على نفسها في الزواج الذي عده فقهاء الحركة والحزب شرط صحة العقد . لكن بعد ستة أشهر أعلن الدكتور الريسوني في أحد استجواباته لأسبوعية الصحيفة عدد 88 أن المسألة خلافية بين المذاهب ،وجاء رأيه منافيا لبيانه كالتالي ( فهذه مسألة فيها قابلية للاجتهاد ، وحتى التعديلات التي وردت في المدونة سنة 93 أخذت شيئا من التعديل في مسألة الولاية إذ اعتبرت أن اليتيمة مثلا التي لا أب لها وقد بلغت سن الرشد يمكن لها أن تزوج نفسها .. فإذن يمكن التساهل في قضية الولاية في بعض الحالات كالتي تجاوزت العشرين أو الواحد والعشرين من عمرها أم البنت التي حصلت على درجة كبيرة من التعليم ) . وكذلك جاء موقف الحزب والحركة بعد الخطاب الملكي أمام البرلمان في أكتوبر 2003 الذي أجاز فيه التعديلات التي تضمنتها مدونة الأسرة بما فيها حق الولاية على النفس في الزواج بالنسبة للفتاة البكر البالغ . ومما ينبغي التنبيه إليه ، أن الفقهاء الذين تفاخر الأخ بلال بالتتلمذ على أيديهم والاعتبار العلمي الذي يدعيه في حقهم الآن ، لم يمنعه ولا حركته والحزب الذي ينتمي إليه من الاستخفاف بمكانتهم العلمية عقب صدور بيان المجلس العلمي الأعلى في موضوع الفتوى التي أصدرها الدكتور القرضاوي بخصوص القروض البنكية . ولعل العودة إلى المقالات التي خصصتها جريدة التجديد دفاعا عن فتوى القرضاوي وتهجما على علماء المغرب ، سيدرك "المكانة" و"الاعتبار" اللذين يحظى بهما هؤلاء العلماء وعلى رأسهم الدكتور محمد يسف . وكم أتمنى أن تخصص الحركة والحزب من رعاية واهتمام واحتضان لهؤلاء العلماء نظير ما تخصصه للدكتور القرضاوي الذي صرف المجلس البلدي برئاسة بلكورة ملايين السنتيمات لاستضافته . وما يجمع الإسلاميين ، باستثناء ما أعلنه قياديو البديل الحضاري قبل حله وما تضمنته أدبياتهم ، هو الكراهية المقيتة لليساريين والعلمانيين التي قتلت كل ضمير أخلاقي وحس إنساني في هؤلاء الإسلاميين الذين منهم من امتدت يده إلى قتل الخصوم ومنهم من تطاول لسانه بالتكفير والتحريض ضدهم . ففي جريدة " التجديد " عدد 205 ، أصدر " الفقيه" الزمزي ، الذي سيصف فيما بعد حرب العدالة والتنمية بأنه "حزب النذالة والتعمية " ، فتوى التكفير في حق كل اليساريين والاشتراكيين وأوجب قتلهم على كل " مسلم" كما في فتواه عن اغتيال المهدي بن بركة ( فكيف يكون شهيدا من كان قتله مشروعا بصرف النظر عمن قتله . وذلك لكونه خارجا على الأمة وثائرا على السلطان وفارا من القضاء ومارقا من الدين وواحدة من هذه الجرائم توجب قتله ، فكيف وقد اجتمعت كلها فيه . فإنه لو أمكن قتله ثلاث مرات لكان ذلك واجبا في شرع الله ) . بل إن الزمزمي انساق مع مشاعر الحقد والضغينة إلى حد نفي الإيمان عن كل اليساريين ومؤاخاتهم مع اليهود كما قي قوله ( ولا غرابة في هذا التوافق والتطابق الحاصل بين الفريقين . فاليسار واليهود إخوة من الرضاعة فهم جميعا يد واحدة على الإسلام وأهله ، وهم جميعا لا يؤمنون بالآخرة ولا يعملون لها ) . إنها عقيدة القتل وسفك الدماء التي تشبع بها الإسلاميون وتشربوها من كتب قطب والمودودي وغيرهما . وهذه العقيدة هي التي على أساسها يتوعد الشيخ ياسين خصومه بقطع أيديهم وأرجلهم وسمل عيونهم وتعطيشهم حتى الموت . بل إنها نفس العقيدة التي شرعنت للشبيبة الإسلامية اغتيال الشهيد عمر بنجلون ، وحرضت أتباع جماعة العدل والإحسان على قتل الطلبة في الجامعات . بل هي نفس العقيدة التي شرعنت قتل المثقفين والفنانين والكتاب بعد تكفيرهم في الوطن العربي . ولا زالت يد الغدر وثقافة القتل تتهدد الضمائر الحية ، ليس لأنهم لصوص وقطاع طرق ، بل لحبهم لأوطانهم وتصديهم للمخططات الفاشية التي يعمل الإسلاميون على تطبيقها وفرضها على المجتمعات العربية ، والمغرب واحد منها ، ولم تنج ضمائره من القتل أو التهديد به . وما أنا إلا واحد من الذين كادت يد الجبن والغدر أن تجز رقبتي لولى عناية الله تعالى ويقظة الأجهزة الأمنية . فهل نحن الذين بتنا ضحايا ثقافة القتل وعقائد التكفير ، لصوص وقطاع طرق وهاتكو الأعراض ، كما اقتضت الجراحة التجميلية التي أجراها الأخ بلال على نصوص الشيخ ياسين ؟ منذ متى كانت الحركات الإسلامية تتصدى للإجرام وتجار المخدرات وتحاول حماية المواطنين من خطرهم ؟ ألم تثبت الوقائع تحالف كثير من هذه الحركات في المغرب وفي غيره من الدول ، مع تجار المخدرات وقطاع الطرق وعصابات الجريمة المنظمة ؟




#سعيد_الكحل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أي بلال : الحق لا يعرف بالرجال (2) .
- أي بلال : الحق لا يعرف بالرجال (1)
- أية إستراتيجية لمواجهة الإرهاب ؟
- تيار الإسلام السياسي خصم أم حليف للتيار الجهادي ؟(3)
- تيار الإسلام السياسي خصم أم حليف للتيار الجهادي ؟(2)
- بلال التليدي : كبر مقتا أن تقول ما لا تفعل !!
- ماذا لو شملت عقوبة الإعفاء من المهام كل المقصرين ؟
- تيار الإسلام السياسي خصم أم حليف للتيار الجهادي ؟(1)
- على هامش فرار الإرهابيين : الدول لا تبنى بالعواطف .
- مواقف الأحزاب والمنظمات الحقوقية والإعلام في مواجهة الإرهاب ...
- المال -السايب- يشجع على النهب والتبذير .
- الإسلاميون واليساريون أية علاقة ؟
- الجماعات الإسلامية والنموذج المشرقي المفلس لأوضاع المرأة .
- وإذا المستأسدون سئلوا لأي سبب جبنوا .
- إلى أين يسير المغرب ؟
- هذه مخططات الإرهاب فما هي مخططات الدولة والأحزاب ؟
- الوهابية تعادي الحب وتنكر العلم وتكفر الديمقراطية .
- في مواجهة الظلامية والعدمية
- حركة لكل الديمقراطيين استنهاض للهمم واستنفار للطاقات .
- هل المشروع الياسيني يتسع للقوى الحية ؟


المزيد.....




- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...
- الأرجنتين تطلب توقيف وزير الداخلية الإيراني بتهمة ضلوعه بتفج ...
- هل أصبحت أميركا أكثر علمانية؟
- اتفرج الآن على حزورة مع الأمورة…استقبل تردد قناة طيور الجنة ...
- خلال اتصال مع نائبة بايدن.. الرئيس الإسرائيلي يشدد على معارض ...
- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الكحل - أي بلال : الحق لا يعرف بالرجال (3)