أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعيد الكحل - الأمان نعمة يزعزعها الإرهابيون ويفرون لطلبها .














المزيد.....

الأمان نعمة يزعزعها الإرهابيون ويفرون لطلبها .


سعيد الكحل

الحوار المتمدن-العدد: 2352 - 2008 / 7 / 24 - 10:53
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


نشرت بعض الصحف الوطنية خبر الرسالة التي كتبها سبعة إرهابيين ممن أعيد اعتقالهم بعد عملية "الهروب الكبير" من السجن بالقنيطرة في أبريل الماضي . وما يثير الانتباه فيما تسرب عن مضمون الرسالة التي لم تنشر بعدُ ، ليس طريقة الهروب ولا أماكن الاختفاء ، بل أساسا أمران اثنان :
الأمر الأول : إقرار المعتقلين برغبتهم في العيش بأمان . ولعل الأمان الذي يقصده المتطرفون السبعة لا يختلف في شيء عن معنى الأمان والمشاعر المصاحبة له والحالة النفسية الهادئة والاستقرار الداخلي الذي يحققه الشعور بالأمان لدى عموم المغاربة . ورغم ما كان يتمتع به الإرهابيون داخل السجن ، قبل الفرار ، من حرية الحركة ومكاسب أخرى ، إلا أنهم ظلوا متعطشين إلى مشاعر الأمان التي يشعر بها كل شخص يملك حريته ويصاحبه اليقين في سلامة التنقل والمبيت والعمل ، وتطمئن نفسه عن أحوال ذويه أكان بينهم أو مفارقا لهم وإن ضاقت ذات اليد . هذه النعمة التي يتفقدها كل بلد بات ضحية العنف والتطرف والحروب الأهلية . ولكم يتشوق الجيران الجزائريون إلى حالة الأمان التي يشعرون بها ويعيشونها وهم في حضن المغرب وخارج بلدهم الجزائر التي لم تنفع مبادرات الرئيس بوتفليقة في جلب الأمن وضمان الاستقرار النفسي لدى مواطني الجزائر وضيوفها . فهل كان الإرهابيون والمتطرفون يدركون حقا نعمة الأمان قبل الإقدام على مخططاتهم التدميرية؟ بالتأكيد كانت مخططات هؤلاء تهدف أساسا إلى زعزعة الاستقرار وبث الرعب في نفوس الآمنين وترويع الأبرياء : مواطنين ورعايا أجانب . لهذا ظل أسلوب المتطرفين ولباسهم وفكرهم وسلوكهم تجسيدا لثقافة القتل وعقيدة الترهيب التي تتأسس عليها كل التنظيمات التكفيرية/المتطرفة/ الجهادية . وليس غريبا أن يعلن أحد الإرهابيين وهو عبد الله زياد أحد مدبري الهجوم على فندق " أطلس أسني" سنة 1994 ويقر أمام المحكمة أنه كان يهدف إلى ترويع الآمنين بقوله( أحداث مراكش لم تكن لتغير النظام المغربي ، إنها تطبع الذاكرة ، إنها تترك أثرا في الأرواح )( الأيام عدد: 31 بتاريخ 05 أبريل 2002 ) . إذن كان الإرهابيون يقصدون حرمان المواطنين من التمتع بمشاعر الأمان ومتعة الاستقرار . ومن يتجول عبر الحدائق ، على قلتها ، وعبر المصطافات وشواطئ البحر وضفاف الأنهار وفي كل مكان يوحي بالسكينة وجمال الطبيعة ، سيجد أفواج المغاربة على اختلاف أعمارهم ومستوياتهم الاجتماعية والثقافية يجسدون عشقهم للطبيعة وتشبثهم بنعمة الأمان . والمفارقة العجيبة أن المتطرفين ، رغم عقائد التكفير وثقافة التحريم والتدمير ، لم يتخلصوا من بقية تعلقهم بالطبيعة والارتماء بين أحضانها والذوبان في ثنايا جودها ومظاهرها . لقد اعترف المعتقلون أنهم استمتعوا بأيام جميلة أخذوا خلالها قسطا وافرا من الاستجمام في البحر . فالمغاربة بطبعهم وطبيعتهم ميالون إلى السلم والأمان . وهذه حقيقة كان يجهلها الإرهابيون الفارون من السجن ولم يكونوا على دراية بطبع أهليهم ومعارفهم الميالون إلى حب الأمان وراحة البال .
الأمر الثاني : رفض الأهل والمعارف التستر على الإرهابيين . من بين ما تسرب من مضمون رسالة الإرهابيين المعتقلين أنهم لم يجدوا مشكلة مع "المخزن" المتجسد في رجال الأمن والدرك والقوات المساعدة ، فهؤلاء لم يهتدوا إلى الإرهابيين الذين تخلصوا من لحيهم وأخفوا ملامحهم ، لكن مشكلتهم الحقيقية كانت مع أهلهم ومعارفهم الذين رفضوا إيواءهم وهم في حالة فرار . بل إن الإرهابيين الفارين تم اعتقالهم بناء على تعاون أهليهم وذويهم مع المصالح الأمنية بما قدموه من معلومات ساعدت في اكتشاف أماكن الاختفاء . ولم يكن بمستطاع الأهل والمعارف أن يتخذوا موقفا حازما من الفارين لولا حبهم لمتعة الأمن ورغبتهم في الأمان والاستقرار . وهذه ميزة يفتقر إليها جيراننا في الجزائر الذين يوفر فيهم الأهل والمعارف للإرهابيين كل أسباب التخفي عن عيون السلطات الأمنية ، مما يساعد الإرهابيين على تنفيذ مخططاتهم التدميرية بكل حرية . إذ مهما كانت فعالية الأجهزة الأمنية ومهما توفرت لها من وسائل ، فإنها لن تفلح في توفير الأمن وصد الإرهاب إلا بمساعدة المواطنين . لهذا فشلت الجزائر في تأمين مواطنيها من خطر الإرهاب وعجزت عن توفير الحد الأدنى من الأمن والأمان لهم ، فيما نجح المغرب بفضل تضافر جهود المواطنين والأجهزة الأمنية ، في رصد الخلايا الإرهابية وتوجيه الضربات الاستباقية لمخططاتها التخريبية . ولعل مشهد المواطنين وهم يطاردون الإرهابيين المتمنطقين بأحزمة ناسفة في شوارع الدار البيضاء ، دليل قاطع على حيوية الشعب المغربي وتشبثه بمتعة الأمن ونعمة الأمان التي ـ الحيويةـ لولاها لنجحت الخلايا الإرهابية في تنفيذ كل مخططاتها التي ـ للأسف ـ لم تكن وليدة اليوم ، بل هي حلقة ضمن مخطط أوسع وضعه تنظيم القاعدة لزعزعة الاستقرار وترويع الآمنين في المغرب ، منذ انتهاء ما كان يعرف بـ"الجهاد الأفغاني" . وراهن تنظيم القاعدة على " الأفغان العرب " وضمنهم المغاربة الذي عادوا إلى المغرب بعد انتهاء مهامهم "الجهادية" ليواصلوا "جهاد الكفار " ضد الأنظمة السياسية وعموم الشعوب العربية . وهذا ما أكده أحد هؤلاء " الأفغان المغاربة" ، وهو علي العلام في إحدى حواراته الصحفية حيث قال ( شخصيا كانت تلك الفكرة حاضرة عندي ، بل كانت من الأولويات ، كنت موطدا العزم على تجسيد تجربتي الأفغانية في المغرب .. كنت قد جئت بعقيدة الولاء والبراء ، حيث لا مجال للمداراة والمداهنة ، فالكافر كافر ، والمؤمن مؤمن " ما فيها لا إلا ولا حتى " ، فليس كل من تسمى بعبد الرحمان أو ما شابهه يعتبر مسلما .. لقد عملت على نشرها ـ أفكار التطرف ـ ، ولحد الآن فالناس الذين انتشرت بينهم منهم من زاد تطرفا .. أقول للتاريخ إنني طلبت من بن لادن أن ننقل العمل المسلح للمغرب .. أنا شخصيا لا أومن بالحل الديمقراطي ، وأعتقد أن الجهاد لا زال ضروريا ) ( الصحيفة عدد 35 ـ 12 أكتوبر 2001 ) . فما أعظم نعمة الأمان وما أحقر باخسيها !! .





#سعيد_الكحل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لنقطع مع ثقافة التيئيس والتبخيس .
- لما تصبح التهدئة انتصارا .
- تيار الإسلام السياسي خصم أم حليف للتيار الجهادي ؟(5)
- جماعة العدل والإحسان وإشكالية الترخيص القانوني .
- هيبة الدولة من كرامة المواطن .
- تيار الإسلام السياسي خصم أم حليف للتيار الجهادي ؟(4)
- الإرهاب وتنوع الخطط والمخططات .
- أي بلال : الحق لا يعرف بالرجال (5)
- أي بلال : الحق لا يعرف بالرجال (4)
- أي بلال : الحق لا يعرف بالرجال (3)
- أي بلال : الحق لا يعرف بالرجال (2) .
- أي بلال : الحق لا يعرف بالرجال (1)
- أية إستراتيجية لمواجهة الإرهاب ؟
- تيار الإسلام السياسي خصم أم حليف للتيار الجهادي ؟(3)
- تيار الإسلام السياسي خصم أم حليف للتيار الجهادي ؟(2)
- بلال التليدي : كبر مقتا أن تقول ما لا تفعل !!
- ماذا لو شملت عقوبة الإعفاء من المهام كل المقصرين ؟
- تيار الإسلام السياسي خصم أم حليف للتيار الجهادي ؟(1)
- على هامش فرار الإرهابيين : الدول لا تبنى بالعواطف .
- مواقف الأحزاب والمنظمات الحقوقية والإعلام في مواجهة الإرهاب ...


المزيد.....




- السعودية.. ظهور معتمر -عملاق- في الحرم المكي يشعل تفاعلا
- على الخريطة.. دول ستصوم 30 يوما في رمضان وأخرى 29 قبل عيد ال ...
- -آخر نكتة-.. علاء مبارك يعلق على تبني وقف إطلاق النار بغزة ف ...
- مقتل وإصابة مدنيين وعسكريين بقصف إسرائيلي على ريف حلب شمال غ ...
- ما هي الآثار الجانبية للموز؟
- عارض مفاجئ قد يكون علامة مبكرة على الإصابة بالخرف
- ما الذي يمكن أن تفعله درجة واحدة من الاحترار؟
- باحث سياسي يوضح موقف موسكو من الحوار مع الولايات المتحدة بشأ ...
- محتجون يقاطعون بايدن: -يداك ملطختان بالدماء- (فيديو)
- الجيش البريطاني يطلق لحى عسكرييه بعد قرن من حظرها


المزيد.....

- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم
- افغانستان الحقيقة و المستقبل / عبدالستار طويلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعيد الكحل - الأمان نعمة يزعزعها الإرهابيون ويفرون لطلبها .