أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - حسين القطبي - الخونة الاكراد... الاكراد الخونة














المزيد.....

الخونة الاكراد... الاكراد الخونة


حسين القطبي

الحوار المتمدن-العدد: 2365 - 2008 / 8 / 6 - 10:50
المحور: القضية الكردية
    


لا تكاد جلسة شاي طارئة، او توصيلة تاكسي قصيرة، او حتى مكالمة مقتضبة عبر الموبايل تخلو من ذكر هذه الواقعة، هذه الانعطافة التي لطخت تاريخ الامة الكردية، واساءت الى نظالاتها، حتى طغى الحديث بها على مطاليب العراقيين الكلاسيكية مثل الماء والكهرباء والغاز والبطالة، انها خيانة الاكراد لعراقيتهم.
في جلسة البرلمان يوم 22 تموز الماضي، صادق البرلمان العراقي على قرار يلغي كل حقوق الكورد المرحلين في مدينة كركوك، اولئك الذين عادوا بعد سقوط الرئيس السابق 2003، كونهم ما رجعوا الا لتكريد هذه المدينة، واوصى القرار فضلا عن ذلك بالابقاء على العرب الذين جلبهم النظام العراقي انذاك لتعريبها، كل ذلك يجب ان يتم على طريقة صدام حسين ايضا وذلك باستقدام جيش من الجنوب لقمع الاكراد وطردهم كما اوصت المادة 24.
واوصت هذه المادة كذلك بالغاء النزاع حول الملكية، ملكية الدور التي تركها المرحلون الاكراد في ذلك الوقت لتسكن فيها العوائل المسكينة العربية المغلوب على امرها، التي قدمت انذاك من الجنوب، ما الفرق، اوليس الكل عراقيين؟ عربا واكرادا، فلماذا يفكر المرحلون الكرد بهذه الطريقة ويصرون على استرداط حقوقهم، اليست هذه شوفينية وقومجية كردية وهي خيانة لعراقيتهم التي تجمعهم مع الاخ العربي في الضراء والضراء؟
واوصت المادة بالغاء قانون اجتثاث البعث في محافظة كركوك، هذا القانون الذي يطال المساكين الذين كانوا جزءا من السلطة السابقة رغما عنهم.
عندما تستعرض اصطفاف تيار هادي العامري (مسؤول منظمة بدر) مع الخصم اللدود وهم جماعة صالح المطلك، وتطابق الشعارات الوطنية التي جمعت القطبين، التيار الصدري مع محمد الدايني، والفضيلة مع عدنان الدليمي، تستطيع ان تستشف قلق الشارع العراقي من خيانة "الاخوة" الكرد، وهنا لا يفوت المتحدث المفوه ان يخبر اخوته الكرد بانه لا يقصد الشعب الكردي الطيب، بل زعماؤه الخونة.
وامتد السخط من البرلمان والشارع الى المثقفين، ليس من كتاب الوزن الخفيف فحسب، بل بلغت الموجة اسماء العيار الثقيل، من اولئك الذين تشهد لهم الصحافة المكتوبة والمنسوخة بالغزارة الوطنية، من عبد الخالق حسين ورشيد الخيون نزولا الى رزاق عبود ووداد فاخر، وحتى د. كاظم حبيب، فهذه الاقلام التي جمعتها مع القيادات الكردية الخائنة عشرة عمر على مدى العقدين الماضيين، بدت وكان صحوة ضمير قد افاقتها.
وجه الخيانة ان الاكراد هذه المرة احتجوا على القرار! وهل يحق لكردي ان يحتج على قرار ؟ تصوروا، لقد ترك النواب الكرد قاعة البرلمان، وبذلك تحولوا من "الكردي الطيب" الذي يصبر لـ 5 سنوات على تأجيلات الـ 6 اشهر، الكردي الطيب الذي يصدق كل الوعود، وبسرعة، الى الكردي الخائن العنصري المتجاوز الذي يطالب بحقه.
ورغم هذه الشوفينية الكردية بالاعتراض على الحكومة، فان الكتاب الطيبون اكتفوا بتوبيخ الكرد فقط، واحد ينصحهم بأن هذه التوجهات الشوفينية الكردية، في الاعتراض ليست في صالح الاخوة العربية الكردية، واخر ينبههم الى مخالب الجيوش التركية والفارسية وكذلك العربية المحيطة التي تتربص بهم في حال تمادوا في الاعتراض، واخر يحذر من قوة الجيش العراقي المتعاضمة ويذكرهم ببطش الرئيس العراقي السابق، وفيلسوف رابع يحاول افهامهم بان هذه الارض لم تكن كردية قبل 4 الاف سنة مثلا، وان الحق لا يؤخذ بالقوة...*
لكن ما اراه انا بان اعتراض الجانب الكردي جاء طبيعيا لمن يتتبع عمل البرلمان، فقد سبق وانسحب الجانب السني، والتيار الصدري، والفضيلة وجبهة الحوار وخلف العليان واياد علاوي وحدثت خلافات جمة كان من ابطالها ابراهيم الجعفري واحمد الجلبي واسماء وتيارات اخرى، فلماذا اعتراض الكردي وحده يواجه بهذه الهبة التعصبية التسقيطية التخوينية الحدية؟
اذا كان السياسيون يرومون تحسين ادائهم الدعائي على ابواب الانتخابات، فلماذا ينضم للجوقة اولئك الكتاب الذين كانت اقلامهم تدافع عن حرية المعتقد وحرية الاعتراض، وهل هنالك ديمقراطية في العالم بلا اعتراض؟
ما اراه انا ان الاكراد، لا شعبا ولا قيادات قد ارتكبت خيانة بحق الوطن عندما اعترضت على قرار، بل وبصراحة اكثر ان الخونة هم حلفائهم الذين وقعوا وتعاهدوا معهم على مواقف سابقة نكثوها كلها في 22 تموز.
واذا تركت البرلمانيين، فهم سياسيون براغماتيون بلا توجهات ثابتة، ولو تركت الكتاب المغمورين، الباحثين في قش الشعارات عن الحد الادنى من الشهرة، فاني ارى ان الاسماء الرصينة ذات النفس الانساني، من تلك التي ذكرتها سالفا، قد وقعت في فخ مجموعة من السياسيين المتاجرين بالمواقف ونحن على اعتاب الانتخابات، ارى بان شرف الكتابة، واحترام القارئ يحتم عليهم الاعتذار عن هذا الانزلاق – غير المقصود – وعن اصطفافهم مع سياسيين نازيي التوجهات تحوم حول اغلبهم شكوك الفساد والسرقات، لا يعرفون سوى صفقاتهم الغزواتية غير المعلنة.
الكرد لم يرتكبوا الخيانة، وانها ليست سوى امتحانا لاصحاب الشعارات غير الناضجة التي يتلفع البعض من دعاة اليسار. المادة 24 ليست سوى عاصفة اعلامية مغبرة بالقيح النازي سرعان ما تنطفئ وتعود السماء في العراق صافية الزرقة، بعد الانتهاء من الانتخابات القادمة، ولكن التجربة التي تركتها لنا هي ان الاكراد طيبون الا اذا طالبوا بحقوقهم، فانهم يتحولون وبسهولة الى خونة.


(*) الحق لا يؤخذ بالقوة، نصيحة الكتور كاظم حبيب في مقالته الاخيرة "هل الأخوة الكُرد بحاجة إلى إبعاد المتطرفين منهم عنهم والقبول بمبدأ الحوار؟".



#حسين_القطبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يزور المالكي مخيم المسفرين الكورد في ازنا
- صرخة جريح في اعماق بئر
- مشاهدات عبد الكريم كاصد في المدينة الفاضلة
- كركوك صعبة وفهمناها!
- ألو.. ناصرية..؟
- لا تحرقوا كركوك
- الشهرستاني يسوق النفط الكردستاني
- مجانين تركيا وارهاب نوري المالكي
- واتفق العرب واسرائيل... حول الاكراد
- وللأنثى مثل حظ الذكرين
- حكومة كوردستان مطالبة ب
- شيعة سنة، خلاف انتهى منذ الف عام
- صدام مشافش حاجه
- شبح امرأة في البرلمان الكويتي
- مصافحة، مصارحة، مصالحه
- على ابواب كأس العالم، موت الفريق السعودي
- راضع من صدر عجمية و اعدام الطاغية عبد الكريم قاسم
- من سخرية العداله
- حل الميليشيات، لماذا؟
- الجعفري، سنة اولى حكم


المزيد.....




- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- -نقاش سري في تل أبيب-.. تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال ب ...
- العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريكية ...
- إسرائيل: قرار إلمانيا باستئناف تمويل أونروا مؤسف ومخيب للآما ...
- انتشال 14 جثة لمهاجرين غرقى جنوب تونس
- خفر السواحل التونسي ينتشل 19 جثة تعود لمهاجرين حاولوا العبور ...
- العراق.. إعدام 11 مدانا بالإرهاب في -سجن الحوت-


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - حسين القطبي - الخونة الاكراد... الاكراد الخونة