أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سهيل أحمد بهجت - الإرهاب ..بين الدين و القومية














المزيد.....

الإرهاب ..بين الدين و القومية


سهيل أحمد بهجت
باحث مختص بتاريخ الأديان و خصوصا المسيحية الأولى و الإسلام إلى جانب اختصاصات أخر

(Sohel Bahjat)


الحوار المتمدن-العدد: 2342 - 2008 / 7 / 14 - 09:00
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


كثيرة هي التحليلات و التعليلات التي تبحث و تدرس أسباب تحول العالم الإسلامي "بمختلف قومياته" من ثقافة الانفتاح و اللبرالية إلى التطرف و الانغلاق، و الحقيقة التي ينبغي أن ننتبه لها هنا، و على الغرب أيضا أن ينتبه لها بما أنه انضم إلى قائمة الذين ذاقوا طعم إرهاب الإسلام السياسي، هو الدور التخريبي و المدمر لأنظمة الطغيان في العالم الإسلامي.
و أنا لا أريد هنا أن أستعمل تعبير "العالم العربي" كون الإسلامي أعمّ منه و يشمل كافة الانتماءات العرقية و بالتالي لا نحصره بالعرب، هذه الأنظمة التي تتظاهر من جهة بالانفتاح و برامج الإصلاحات السياسية و الاجتماعية و الثقافية، لكنه من جانب آخر ترسخ مفاهيم العشائرية القبلية و حكم العائلة و طغيان المستبد و عصابته و احتكارها للثروة و السلطة و الإعلام، و الملاحظ أن هناك أحزابا "قومية علمانية"!! في العراق لا تؤمن بالعراق كبلد و بالعراقي كهوية فرد، فيتظاهر هؤلاء المرتزقة بأنهم "علمانيون .. لبراليون" بينما المرأة تقتل أمام أعينهم و بأيديهم تحت شعار "غسل العار"، و الوعاظ ينفخون بأوامر منهم في التطرف و المتطرفين لإزهاق روح المجتمع و خلق عبودية قاهرة فيه.
هذه العقلية المنافقة ـ كونها تتظاهر بالعلمنة و الانفتاح بينما هي لا تختلف شرا عن القاعدة ـ هي التي خدعت في الماضي الغرب و أنظمته الديمقراطية حيث ظن هؤلاء الغربيون أن هذه الأنظمة و الأحزاب هي فعلا متأثرة بالثقافة الإنسانية و ثقافة الحرية، بالتالي ظنوا أن من الممكن خلق جسور للتواصل، بينما على أرض الواقع كان و لا زال القوميون ينهشون في مجتمعاتنا الشرقية.
مشكلة الغرب الآن، إذ هو يسعى إلى دعم الديمقراطية بكل السبل، أنهم يظنون أن التطرف ينحصر بالأحزاب الإسلامية التي لا تعرف ثقافة غير "المقاومة"!! و العنف و لا تملك أي برامج للتنمية السياسية و البشرية و حتى الاقتصادية "مثاله الإخوان المسلمون في مصر و العراق و الأراضي الفلسطينية ـ حمــاس"، و الحقيقة أن القوميين ـ بمختلف أعراقهم ـ لا يقلون خطرا عن الإسلاميين الذين ينظـّـرون للدولة التي تحكمها أهواء العمائم و اللحى الطويلة، فهم يشجعون السرقة و الفوضى و انتهاك حقوق الإنسان عموما و الطفل و المرأة خصوصا و يضخون إعلام الكراهية و ثقافة "الأرض المتنازع عليها" و احترام "الرئيس" و المسئولين مهما نهبوا أو سلبوا، بالتالي فإن تحطيمهم لأساسيات و البنية التحتية للمجتمع و الدولة يوفر لتنظيمات التطرف الديني الفرصة الملائمة للنشوء.
علي سبيل المثال نجد مجتمعات بعينها انتقلت لتصبح أرضا خصبة للتطرف بعد أن حطمتها أنظمة الطغيان، فالعراق تحت حكم بعث صدام حسين و أفغانستان تحت حكم نظام نجيب الله الشيوعي و الجزيرة العربية تحت حكم آل سعود و إيران الشاه و مصر مبارك و قبله السادات و عبد الناصر، هذه الأمثلة تظهر لنا بما لا يقبل الشك أن الدكتاتورية و الدكتاتورية القومية تحديدا هي التي تهيئ الأرض و النفوس لتنظيمات التطرف، حيث أن المشايخ الرسميين يشجعون "الدين المخيف" بدل "الدين الحنيف" لسبب بسيط هو أن المحبة و السلام هي بالضد من هيمنة الاستبداد و الاستبداد القومي، و النتيجة اليقينية هي أن لا فرق بين المتطرفين مهما اختلفت مشاربهم.
انتقل العالم الإسلامي منذ نهايات القرن العشرين و بدايات القرن الحادي و العشرين من تهاوي و تصدع "القومية عموما و القومية العربـية خصـوصا" إلى الجدال حول دور الإسلام في القانون و الدولة و المجتمع، و المخيف حقا هو أن تقوم هذه المجتمعات بتجربة "الإســــلام الســــياسي" أسوة بالقومية و إلى أن تذوق هذه الشعوب مآسي خلط الدين بالسياسة كما ذاقت مآسي الدولة القومية، فهل نستطيع في العراق ـ و هو الأهم ـ أن نتجاوز القيام بتجربة أيديولوجية أخرى نذوق وبالها لعقود قادمة؟ أرجو أن ما سيستطيع فعله العراقيون هو تجاوز كل الأيديولوجيات و المرتزقين بسم المعاناة و الرموز الدينية و غير الدينية و أن نبدأ في تعليم الفرد العراقي أن دور الدين يكمن فقط في إرساء الفضيلة و الأخلاق و بدون إكراه لأن "إسلام الإكراه" المزيف و الذي حكم العراق طوال 1400 عام قد انتهى، و أن القومية تنحصر في ثقافة الفرد و لغته و تراث أجداده دون أي علاقة بالسياسة لأنها أيضا دين متطرف أسوا من تطرف الفكرة كونها تطرف "العرق و الدم"



#سهيل_أحمد_بهجت (هاشتاغ)       Sohel_Bahjat#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من صدام حسين إلى البشير..
- السفينة العراقية و حضرة -المفتي التمساح-!!
- إشكاليات تناقض الدولة الدينية و الدولة المدنية
- خرافة -الوحدة الإسلامية-!!
- العراق... الديمقراطية و المستبدون الأقزام
- -الوزير الوطني-... غير مرغوب به!!
- الخروج من تنور الطين
- هزيمة المنتخب العراقي... و الحرس القديم
- الحرية و -الأحزاب الشعاراتية-
- علي و الديمقراطية
- الزنديق الطّيِّبْ قصيدة
- سلفي في عباءة فيلسوف!!
- العراقيون.. حيث توقف الزمن!!
- لعلّ السّماء تمطر نجوما ؟
- العراق بين فيلين
- الأمة.. في مفهومها الجديد
- حوار اللحظة الأخيرة
- إنهم يكرهون الانتخابات
- الشاعر و نبي الموسيقى
- العراق و -كوارث العروبة-!!


المزيد.....




- وثقته كاميرا.. فيديو يُظهر إعصارًا عنيفًا يعبر الطريق السريع ...
- -البعض يهتف لحماس.. ماذا بحق العالم يعني هذا؟-.. بلينكن يعلق ...
- مقتل فلسطينيين برصاص الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية (صور+ ...
- سماء غزة بين طرود المساعدات الإنسانية وتصاعد الدخان الناتج ع ...
- الناشطون المؤيدون للفلسطينيين يواصلون الاحتجاجات في جامعة كو ...
- حرب غزة في يومها الـ 204: لا بوادر تهدئة تلوح في الأفق وقصف ...
- تدريبات عسكرية على طول الحدود المشتركة بين بولندا وليتوانيا ...
- بعد أن اجتاحها السياح.. مدينة يابانية تحجب رؤية جبل فوجي الش ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن عدد الضحايا الفرنسيين المرتزقة ف ...
- الدفاعات الروسية تسقط 68 مسيرة أوكرانية جنوبي البلاد


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سهيل أحمد بهجت - الإرهاب ..بين الدين و القومية