أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سهيل أحمد بهجت - الأمة.. في مفهومها الجديد














المزيد.....

الأمة.. في مفهومها الجديد


سهيل أحمد بهجت
باحث مختص بتاريخ الأديان و خصوصا المسيحية الأولى و الإسلام إلى جانب اختصاصات أخر

(Sohel Bahjat)


الحوار المتمدن-العدد: 2312 - 2008 / 6 / 14 - 10:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


خلال القرنين الثامن و التاسع عشر، بدأت تتوضح ملامح الأمة الأمريكية التي أسست دولتها على أهم مبدأ ساد في عصر النهضة و إلى الآن ألا و هو "الحرية الفردية و الحرية الدينية و الفكرية"، و لكن الولايات المتحدة التي نراها حاليا في حريتها و قوتها لم تصل إلى هذا المستوى الراقي من الحضارة إلا بعد مشقات و مشاكل ضخمة واجهت الشعب و الحكومة الأمريكية، و بينما كان قلة يكافحون في سبيل تقسيم الأمة الأمريكية فإن آخرين قاموا بتوحيد هذه الأمة لتكون قدوة للعالم.
إن الدستور الأمريكي و عبر مروره بعملية التطوير التي انتهت بالولايات المتحدة من مركز ضعيف و ولايات قوية ـ حكومة محلية ذات نفوذ قوي ـ إلى توازن بين مركز قوي يكاد يحتكر كل القرارات السيادية، و رغم كل النزاع القانوني و الجدل السياسي و حتى الحرب الداخلية التي نشبت بين الشمال و الجنوب، إلا أن الملاحظ هو أن فكرة أساسية تقوت لتقرر مصير هذه الأمة و هو كونها "أمريكية"، و إذا كانت أمة حديثة الجذور جدا استطاعت شيئا يميز الأمريكي عن البريطاني و الفرنسي و العراقي، فإن الأولى بالعراقيين الذين يملكون جذورا تمتد لآلاف السنين أن يجدوا الصفات التي تميزهم.
في العهد البعثي المقبور كان مفهوم "الأمة" يُجسد في العرق القومي و تارة أخرى بالموروث الديني الذي يتقوّم ـ يصبح مثل القومية ـ سببا في فصل العراقي عن أخيه العراقي، و ما دام تعريف العراقي طرأ عليه طارئ قومي عنصري ديني فإنه يخرج عن كونه هوية وطنية، إنه أشبه بتعريف الشيوعيين للديمقراطية حينما وصفوها بأنها "ديمقراطية الطبقة الفقيرة" و بهذا العنوان الجميل وضعوا السلطة في يدي طبقة تحتكر السلطة باسم الشعب و باسم الطبقة المسحوقة.
إن عراقية العراقي تمتد إلى آلاف السنين و انتماءه هذا يسبق ظهور الفوارق العرقية القومية و يسبق الإسلام و المسيحية و حتى اليهودية، و من هنا كان من واجب المثقفين و السياسيين و حتى رجال الدين العراقيين هو العمل على إلغاء هذه الفوارق، و كمثال قريب في المنطقة فإن المواطن و المواطنة التركية حرة في الارتباط بأي تركي أو تركية بغضّ النظر عن انتماءه الديني و العرقي، بينما هذا لا يتوفر في العراق حيث تمنع العراقية بالزواج من عراقي آخر بسبب الفارق الديني، بينما يسمح لها قانونا بالزواج من عراقي آخر يوافقها في الدين ـ و هذا ما هو مدون في الوثائق الرسمية بينما في الواقع قد يكون ملحدا و لا يؤمن بأي دين ـ و كما نرى تحول الدين مرة أخرى إلى مستنسخ عن العنصرية.
لقد انتبه الرئيس التركي المؤسس للجمهورية ـ مصطفى كمال باشا ـ إلى هذه النقطة التي تمثل آلاف الفوارق و الحواجز التي تفصل بين المواطنين فجعل الأتراك ـ بعنوان الوطن ـ أسوياء و لا فوارق بينهم، و أن القناعة الدينية "الإيمان" هو شأن شخصي لا دخل للدولة فيه و لا يحق لأي مواطن أو جهة أن تتدخل في قناعة أي فرد من الأفراد.
إن العراقية و الأمريكية و الفرنسية و الإيطالية هي هويات تحمل مشتركا واحدا هو "الإنســانية" التي هي غاية التطور البشري المستمر، و الإنسان هو واحد في أمريكا و العراق و اليابان، و الفارق لا يتعلق ـ عدى المظهر الشكلي ـ إلا بأنماط التفكير، فبلد يشهد إصلاحا دينيا حقيقيا يختلف كليا عن بلد آخر يسوده الجهل و الخرافة، فبلدان الإصلاح الديني ينتعش فيها الدين الحقيقي ـ الخيري ـ الساعي إلى تضميد جراحات الإنسان و إسعاده، على عكس الدول المتخلفة التي يسود فيها الدين ـ الطقسي الشعائري ـ حيث يكون المظهر الديني و التقوي أهم من الإنسان و مصلحته و حريته، و أي دين لا يتقبل الحرية الإنسانية و الخيار الفردي هو دين كاذب يريد إبقاء كل المشاكل الجنسية و الإخلاقية تحت غطاء سميك من الرياء.
Website: http://www.sohel-writer.i8.com
Email: [email protected]



#سهيل_أحمد_بهجت (هاشتاغ)       Sohel_Bahjat#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار اللحظة الأخيرة
- إنهم يكرهون الانتخابات
- الشاعر و نبي الموسيقى
- العراق و -كوارث العروبة-!!
- الربّان و البحر
- الإعلام اللبرالي.. مقترحات
- دكاكين الشَّرْ
- العراق.. ضياع الهوية!!
- الإمام الصادق و انتخابات مجالس المحافظات
- -خمرة الديمقراطية المحرّمة-!!
- نصر الله يدعو إلى قتل العراقيين
- العراقيون.. بين الذكر و الفكر
- القائمة المفتوحة و الأحزاب -المفضوحة-!!
- إلى الذين يريدون تقييد -الصحافة العراقية-.
- المجتمع العراقي و خلق -قيم جديدة- للأخلاق!!
- الثقل الاستراتيجي للعراق في الشرق الأوسط
- الإعلام العراقي .. ثقافة احتقار الشعب
- أهمية انتخابات مجالس المحافظات للمواطن العراقي
- السيد الخازن .. و القرود الثلاثة..!!
- لبنان و أزمة الشخصية القانونية


المزيد.....




- عشرات من مقاتلي حماس عالقون بالأنفاق تحت غزة.. ماذا نعلم؟
- صراع أوروبي محتدم حول ميثاق الهجرة الجديد.. من سيدفع الثمن؟ ...
- لماذا تتعامل وسائل الإعلام بحذر مع قضية ترامب وإبستين؟
- 11 قتيلا جراء فيضانات وانزلاقات أرضية في إندونيسيا
- تاكر كارلسون.. صحفي أميركي انتقد إسرائيل وحاور بوتين وأغضب ا ...
- أستراليا.. القبض على عرّافة استولت على 70 مليون دولار بالاحت ...
- الهلال الأحمر التركي يقدم مساعدات غذائية لنازحي الفاشر بالسو ...
- في خرق جديد للهدنة.. اشتباكات تشعل أجواء السويداء
- عراقجي: حق إيران في تخصيب اليورانيوم -غير قابل للتفاوض-
- كاتس: لن تكون هناك دولة فلسطينية


المزيد.....

- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سهيل أحمد بهجت - الأمة.. في مفهومها الجديد