أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - ياسين الحاج صالح - المثقف المستشار والرائي الأميركي














المزيد.....

المثقف المستشار والرائي الأميركي


ياسين الحاج صالح

الحوار المتمدن-العدد: 722 - 2004 / 1 / 23 - 04:13
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 نبأ ان يستقيل عصام الخفاجي من "المجلس العراقي للتنمية واعادة الاعمار"، و"انبأ" منه ان يقدم استقالته الى... مستر بول وولفويتز، نائب وزير الدفاع الاميركي، لكن "الأنبأ" بإطلاق ان الخفاجي كان عضوا في هذا المجلس المكون من 140 عراقياً دعتهم حكومة الولايات المتحدة للمساعدة في "اعادة اعمار الوزارات العراقية واعادة تأهيلها"، وفقا لما ذكره الاقتصادي وعالم الاجتماع العراقي في مقالة له بالانكليزية يفيد عنوانها بأنه ترك العراق لأن الاميركيين نكثوا بعهودهم.
"لم تكن لديّ مشكلة في العمل مع الولايات المتحدة لانتشال بلدي من المستنقع"، يقول الخفاجي في ما يشبه "ضربة استباقية" ضد اية اعتراضات محتملة. لكن يبدو ان لدى "التحالف" مشكلة في العمل مع الخفاجي وغيره من العراقيين ممن لا عصبية تسندهم وتسوّغ تأليف قلوبهم.  فقد منحهم "دورا محدودا" ولم "يبد اهتماما بزجهم في العمل مستشارين حول مستقبل بلدهم"، على ما يقول الشيوعي السابق شاكيا، وفي مقر مجلس اعادة الاعمار في القصر الرئاسي، كما لم ينس المستقيل ان يقول، لم يكن للاعضاء عمل غير قراءة بريدهم الالكتروني.
يأخذ الخفاجي على الاميركيين انهم تصرفوا بغطرسة اهدرت البهجة العامة التي تلت سقوط بغداد، وبدلا من القيام بما لا يستطيع غيرهم القيام به، اي حفظ قدر من النظام، تصرفوا كمحتلين. وغمر النسيان "الرؤية" التي قدمها مستر بول وولفويتز والمتمثلة في "حكومة انتقالية وانتخابات ديموقراطية" وضاعت وسط الضغوط اليومية في عراق ما بعد الحرب. ويوفر اليساري السابق على قارئه جهد استنتاج ان "الرؤية" تصدر عن "راء"، فيبادر الى اعلامه ان الصقر اليميني المتطرف في ادارة بوش وأحد عتاة المحافظين الجدد الذين سمّاهم كوهن بنديت "بلاشفة البيت الابيض" هو صاحب رؤى بالفعل. مشكلة "الرائي" وولفويتز، في رأي المثقف الخفاجي، انه "لم يقم بالعمل ليرى النتائج الملموسة لتطبيق رؤيته". وهنا يترك لنا ان نستنتج انه لو قام نائب دونالد رامسفيلد بـ"العمل" لكانت النتائج افضل. فقد "قال انه يريد جلب الديموقراطية الى العراق واعتقد كثيرون منا ان علينا دعمه لأننا نريد بدورنا رؤية الديموقراطية في العراق". قال... فاعتقدنا... لأننا نريد... هكذا تنهج برهنة الخفاجي. ما فائدة علم الاجتماع اذاً؟
لكن المثقف المستقيل لا يقف عند هذا الحد في مديح نائب وزير الدفاع الاميركي و"دعمه"، بل يمضي في إبعاد اي شبهة بأن يكون "الخاووس" العراقي الشامل - والتعبير له - ذا علاقة بالرؤية الوولفويتزية: "لكنه عمليا لاعب واحد فحسب - وان يكن لاعبا كبيرا - وهناك لاعبون كثر آخرون في العراق لا يشاركونه رؤيته".
ترى لماذا يشعر الخفاجي ان عليه المضي الى هذا الحد من "الدعم" لواحد من اقوى الرجال في العالم؟ لماذا ينشغل باله بوضع جملة معترضة تبرز الحجم الكبير للاعب وولفويتز؟ ولماذا يخصص سطورا لا تليق به حول "رؤية" لم تكن تنتظر "رائيا" مثل وولفويتز لكي تسطع في سماء "بناء الامة" العراقية؟  واين الابتكار و"الرؤيوية" في فكرة "حكومة انتقالية وانتخابات ديموقراطية"، الفكرة التي لم يـبـق مـعارض عراقي لنظام صدام حسين لم "يرها"؟  ولمـاذا كذلك نسبتها الى "الـلاعـب الـكـبير"، حين لم يبق كبير او صغير في الادارة الاميركية لم يصبح مناضلا من اجل الديموقراطية في العراق؟ لكن، والحق يقال، كان رجال البنتاغون الذين يبدو ان الخفاجي ينحاز اليهم ضد من سمّاها احد جماعة وولفويتز وزارة الخارجية "المارقة"، هم المناضلون الديموقراطيون الاكثر جذرية.
بيد ان السطور التي تتحدث عن وولفويتز "الرائي" و"اللاعب" واللافتة في عددها - (6 سطور) قياسا الى حجم مقالة الخفاجي (64 سطرا) - تعطي انطباعا بأن المسألة لا تتعلق بـ"الرؤية" بل الاحرى بـ"السلطة" وان وراء أكمة "الرؤية" ما وراءها من "لعب كبير". ويعزز هذا الانطباع ذلك الحرص الوسواسي على رمي المسؤولية عن هذا "الامير" وتبرير عدم تطبيق "رؤيته" بوجود لاعبين آخرين لا يشاركونه الرؤية.
كان لدى صدام حسين حل جذري لمشكلة عدم الاشتراك في "الرؤية": الاشتراك في القبر. واياً يكن الحل الذي قد يخرج به مستر وولفويتز بعد زيارته للعراق التي تسلّم فيها استقالة الخفاجي فان تناقضات الاجندة الاميركية في العراق (كيلا نقول اكثر) ترجح ان العراقيين وحدهم الذين سيدفعون الثمن.
ليست تركيبة مجلس الحكم الانتقالي العراقي سيئة في رأي الخفاجي. لكن باستثناء الاكراد لا يحظى الا عدد قليل من اعضائه بقاعدة انتخابية وازنة. على انه لا يبدو ان لهذه النقطة علاقة باستقالة المستشار، وهو لا يعطيها اكثر من اهمية عابرة، رغم انه "يريد ان يرى الديموقراطية في العراق".
مقالة الخفاجي، اكثر حتى من عضويته السابقة في مجلس اعادة الاعمار، مثال على ثبات طبائع العلاقة بين المثقف والامير في ما وراء اختلاف الامراء وتبدل عقائد المثقفين وتغير الجسور فوق الهوة بينهما. هذه المرة الجسر فوق الاطلسي.
ا/8/2003

 



#ياسين_الحاج_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تغيير الأنظمة وإعادة تشكيل المجال الشرق أوسطي
- المثقفون والأزمة العراقية ردود قلقة على واقع مأزوم
- فوق العالم وفوق التاريخ التحول الامبراطوري للولايات المتحدة
- الوطنية الاستبدادية والديمقراطية المطلقة
- نزع الديمقراطية من الملكية الأميركية
- الولايات المتحدة، العراقيون، والديمقراطية قضايا للنقاش
- جدول الحضور والغياب في الميدان السوري العام
- أفق مراجعة الإشكالية القومية
- دولة في العالم أم دولة العالم
- تراجع السياسة … وعودتها
- السقوط الحر للجماهيرية العظمى
- العلمانية المحاربة - مناقشة لخطاب الرئيس شيراك حول الحجاب
- المطابقة المستحيلة ياسين الحافظ ورهان الوعي
- مـن يــربــح مــاذا فـي ســوريــا ومـن يـخـســر؟
- إعادة التفكير في وحدة سورية ومصر عام 1958
- وقع الطاغية، أين الضحايا؟
- من يصلح المصلحين؟
- خطط العالمية المحاربة صناعة الحرب وإنتاج الأعداء
- سورية والعراق والمستقبل
- طريق إلى تدمر


المزيد.....




- -بعهد الأخ محمد بن سلمان المحترم-..مقتدى الصدر يشيد بالانفتا ...
- الكشف عن بعض أسرار ألمع انفجار كوني على الإطلاق
- مصر.. الحكومة تبحث قرارا جديدا بعد وفاة فتاة تدخل السيسي لإن ...
- الأردن يستدعي السفير الإيراني بعد تصريح -الهدف التالي-
- شاهد: إعادة تشغيل مخبز في شمال غزة لأول مرة منذ بداية الحرب ...
- شولتس في الصين لبحث -تحقيق سلام عادل- في أوكرانيا
- الشرق الأوسط وبرميل البارود (1).. القدرات العسكرية لإسرائيل ...
- -امتنعوا عن الرجوع!-.. الطائرات الإسرائيلية تحذر سكان وسط غ ...
- الـFBI يفتح تحقيقا جنائيا في انهيار جسر -فرانسيس سكوت كي- في ...
- هل تؤثر المواجهة الإيرانية الإسرائيلية على الطيران العالمي؟ ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - ياسين الحاج صالح - المثقف المستشار والرائي الأميركي