أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نمر سعدي - رؤى يوحنَّا الجَليلي














المزيد.....

رؤى يوحنَّا الجَليلي


نمر سعدي

الحوار المتمدن-العدد: 2310 - 2008 / 6 / 12 - 10:22
المحور: الادب والفن
    




( أحد عشرَ التماعاً )

(1)

أرفو الزنابقَ من جسمي وتجلدُني
دنيايَ ظلماً بلعناتِ الثعابينِ
كأنمَّا نشوةُ الخيَّامِ تملأني
حتى تحفَّ دمي نيرانُ بايرونِ
آهٍ لو أنَّ جميعَ الأمنياتِ لها
جسماً وحيداً أوافيهِ فيشفيني
أو كنتُ أسبحُ من معنايَ في أبدٍ
ثانٍ يوزِّعُ أشيائي ويُلقيني
راءٍ أنا من زماني حلمَهُ بغَدي
ولي مكاني هنا. صوتٌ يناديني

(2)

ذاتَ ليلٍ ستخرجُ منِّي الأناشيدُ عُريانةً
تلبسُ الماءَ والنورَ ......
وحدي الذي سوفَ يعرفُ أنَّ القصيدةَ
تجسيدُ لحظةِ ما نشتهي ونحُبُّ.....
القصيدةُ مفتاحُ لا وعينا والغدُ المستحيلُ ....
سأصرخُ في ذاتِ ليلٍ : وجدتُ القصيدةَ فيَّ فلامستُها..
انتثرتْ في عراءِ دمائي وضيَّعتها...

(3)

بشواطئٍ بيضاءَ أحلمُ. ملءَ هذا الكونِ
أحلمُ بالفراشاتِ الخضيلةِ من شذى النيرانِ
أحلمُ بالسماءِ, بهالةٍ شفَّافةٍ زرقاءَ
راحَ يمُسُّها شبقُ الضياءِ .......
ومسَّني الطوفانُ في أطرافِ أزهاري
صحوتُ. ركضتُ مذعوراً. بلا قلبٍ يدُقُّ
وراحَ يخرجُ من منامي أفعوانْ

(4)

من رمادِ الخساراتِ ينبتُ أبطالنا القادمونَ إلى عرسنا
مثلَ زهرِ الأناجيلِ. والذاهبونَ إلى شمسنا
من رمادٍ يوحِّدُ أصواتنا في نشيدِ الحياةِ
يُجدِّدُ أشواقنا المنتقاةَ
يُعمِّدنا أوَّلاً بالحنينْ
من رمادِ الخساراتِ....
لا من خيامِ النساءِ ولا من بيوتِ سحابٍ وطينْ
سوفَ ينبتُ أبطالنا القادمونْ

(5)

أصنعُ من نثارِ وقتي قُبلةً ثلجيةً, ناريةً
أدفنُ فيها القلبَ ريثما يُبرعمُ الصدى الصوتيُّ في رسائلي
وتنهضُ الجهاتُ واللغاتُ من نومِ مجازِ الشعرِ في قصيدتي
الحُبلى بأحلامِ لوتريامونَ أو رمبو .....
ويخطو آخري المسكونُ مثلي بالبحيراتِ ....
إلى براءةِ الأشياءْ

(6)

وحدي ألمُّ خطايَ في وطنٍ حياديٍّ
أرى الأشياءَ تزهرُ في رؤايَ رذاذَ أجنحةٍ
وورداً فاضَ عن حَدِّي ...
وُلدتُ من القصاصاتِ الأخيرةِ للسنا عِندي
أنا سفرُ الندى المكتوبُ في سِرِّي بماءِ الغيبِ
وحدي شاهدٌ وشهيدُ ما سأخطُّ من حُرِّيتي فوقَ الفراغِ
وحينَ أُبعثُ من ظلامِ الحُبِّ حيَّا

(7)

أُحاولُ ايجادَ معنىً لنصفِ الكلامِ الذي في الحروبِ احترَقْ
ونصفِ الغرامِ الذي دشَّنتهُ الغوايةُ. ملءَ الغروبِ انعتَقْ
أحاولُ أن أبدأ الشعرَ. إذْ تنتهي الطائراتُ غداً
من سمائي التي أشتهي أن أراها
فتسكنني ألفُ طائرةٍ من ورَقْ

(8)

ذهبتُ أبحثُ عن معناكِ فافترَستْ
عينيَّ رؤيا سالومي. واحتوتكِ يدي
لكنَّ عينيكِ كالعنقاءِ تُفلتُ من
ألحانِ روحي وتحشوهنَّ بالرمدِ
حتى بحيراتكِ الصغرى مُجللَّةٌ
بوردةٍ من دموعِ الطائرِ الغَرِدِ
حتى رمادُ مساءاتي يُبعثرُني
أوراقَ حورٍ أتتْ من لوعةِ الأبدِ
لُمِّي نصاعةَ هذا الليلِ. واجترحي
جسراً إلى صبحكِ الوسنانِ في خَلَدي
هناكَ فوضى جمالٍ لا تُؤلِّفني
إلاَّ كما ألَّفَتْ عشتارَ بالزبدِ
هناكَ لم أنتبهْ.. حتى إذا احترَقتْ
فيَّ الشواطىءُ أجراساً على الأحَدِ
رأيتُ نفسَكِ في نفسي ولمْ أعُدِ
حيَّا من البئرِ يا من عُدتِ من جسَدي
من ماءِ مرآةِ روحي. حينَ أسكُبهُ
على ترابِ الثُرَّيا...... من حنينِ غدي
إلى تفلُّتِ نهرٍ منكِ يُرعشُني
على ضلوعي, على جنبي, على أوَدي
يكونُ مثلَ عمادِ النارِ يبدأني
أو اقترافَ خطيئاتي على عَمَدِ

(9)

لا حكمةً لي في انكِسارِ معارجِ البلُّورِ
تنبتُ حكمتي كالعَوسجِ البريِّ والنبويِّ
في قلبي وتُشعلني بلا وَهجٍ
ليأتي الغيرُ يقبسُ من أنايَ
ويستضيءُ بليلِ من وهَبوا الغيابَ دماءَهم......

(10)

في الجليلِ طيورٌ سماوِّيةٌ من وصايا الغمامِ
ترِفُّ على عطشي كيْ ينامَ
بلا لهفةٍ تتسلَّلُ من خللِ الماءِ مثلَ بروقِ المدى
في الجليلِ سأصنعُ لاسميَ معناهُ
أحملُ رأسي بنفسي على طرفِ السيفِ عشقاً ...
وكيما أصيرَ جديراً بحَلِّ سيورِ حذاءِ المسيحِ
وكيما أُحرِّرَ بعضَ صفاتِ الزهورِ
وبعضَ صفاتِ الندى
في جليلِ هيروديا من الليلِ
من سُمِّ أفعى التآويلِ
لا بُدَّ لي أن يضيءَ احتراقي ظلامَ الوجودِ
وأخصبَ جدبَ الحياةِ
بدمعي ودمِّي سُدى

(11)

ستمُرِّينَ بي في أقاصي الرياحِ
كوردٍ عصيٍّ على الفهمِ
من غيرِ تلويحةٍ لمراياكِ.....
أنهضُ من قاعِ حُلمٍ قليلٍ, ضليلِ البُروقِ
يُطاردهُ شبقُ العنكبوتِ
بعدوِ السُلَّيكِ أو الشنفرى.... وتماهيكِ بي
يا انعقادَ التويجاتِ في شفقي
وانسكابِ أجنَّتها في دمي
يا احتفاءً شهيَّاً ببحرٍ تغلغلَ في معصَميكِ وفي عُنُقي
ثمَّ تاهَ بهِ قلقي
تاهَ حتى الوصولِ إلى وردةِ الظَلموتْ .


شتاء 2008

[email protected]



#نمر_سعدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حسين مهنَّا : علاقةٌ متجددَّة مع مسمَّيات الجمال
- قصائد من الجليل/ مختارات
- ونجمي في السماءِ تشي جيفارا
- حالات اندهاش
- لن أقُلْ ..آهِ كلاَّ
- في الشارعِ الخامسِ
- كلامٌ أخيرٌ إلى ويليام والاس
- محاولةٌ أخرى لفهمكِ
- إفعلْ ما الذي يُغويكْ
- لمحة عن جمال الترَّفع
- مصابٌ بلعنةِ فراعنتها
- - ففي الصيفِ لا بدَّ يأتي نزارْ -
- دعيني أقلْ إنهُ المستحيلْ
- قصائد من الشعر العبري ليهودا عميحاي
- الحياة ذئبة
- مناديل فاطمة
- حينما الوحيُ ينزفُ منِّي
- قصائد من فلسطين
- قصائد من الشعر العبري للشاعر ألكسندر بن
- رومانس فرعوني


المزيد.....




- جبل كورك في كردستان العراق.. من خطر الألغام إلى رفاهية المنت ...
- لماذا يفضل صناع السينما بناء مدن بدلا من التصوير في الشارع؟ ...
- الذكاء الاصطناعي يختار أفضل 10 نجوم في تاريخ الفنون القتالية ...
- شباب سوق الشيوخ يناقشون الكتب في حديقة اتحاد الأدباء
- الجزيرة 360 تشارك في مهرجان شفيلد للفيلم الوثائقي بـ-غزة.. ص ...
- النيابة تطالب بمضاعفة عقوبة الكاتب بوعلام صنصال إلى عشر سنوا ...
- دعوات من فنانين عرب لأمن قطر واستقرار المنطقة
- -الهجوم الإيراني على قاعدة العُديد مسرحية استعراضية- - مقال ...
- ميادة الحناوي وأصالة في مهرجان -جرش للثقافة والفنون-.. الإعل ...
- صدر حديثا : كتاب إبداعات منداوية 13


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نمر سعدي - رؤى يوحنَّا الجَليلي