أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نمر سعدي - دعيني أقلْ إنهُ المستحيلْ














المزيد.....

دعيني أقلْ إنهُ المستحيلْ


نمر سعدي

الحوار المتمدن-العدد: 2269 - 2008 / 5 / 2 - 08:14
المحور: الادب والفن
    


[إلى روح نجمة الأرز الضائعة والفراشة غامضة الزهر
ايريس نهري ]

هذا كلامٌ عفويٌّ ليس سدادَ دينٍ ولا ردَّ جميلْ , كلامٌ عفويٌ لا غير , لطهر وسحر روحٍ ذوت في أوجِ الحياة وعنفوانها وأينعت في حدائقِ القلب ,
كلامٌ ينبعُ من مكانٍ خفيٍّ قصيٍّ هناكَ في أعلى الروحِ وأسفلها ولا يجفُّ ماؤهُ أبداً , ولا أريدُ له أن يجفَّ .

(1)

شعلةٌ من دمٍ , ومضةٌ في أعالي الشعورِ , ضحى شاعريٌّ , وليلٌ بطيءُ الهمومِ , إحتراقُ رؤىً تتسللُ من خللِ القلبِ ........
وحدي أنا وجميعُ البراكينِ بعدي هنا سوفَ تأتي كما قالَ ألبرتُ
في الأمسِ , واليومَ صمتكِ هذا المجللُّ بالغارِ , طهركِ , سحركِ
عيناكِ , رؤياكِ , مثلي الذي لا يُقالُ تقولْ

(2)

يتحرَّشُ بي فصلُ نيسانَ أن أتلاشى بكلِّ الفصولِ التي أينعتْ قبلَ يومِ القطافِ , وسالتْ على شفتيَّ كشهدِ الرحيلْ
تتحرَّشُ بي صفتي أن أمرَّ نبيّاً حزينَ الخطى في المساءِ على لغتي دونَ أن أشتهي جسمَ مفردةٍ في المجازِ النحيلْ
تتحرَّشُ بي دمعتي أن أسيلْ
أما آنَ لي بعدُ أن أترجَّلَ عن صهوةِ الريحِ...... أن أستقيلْ ؟

(3)
سأصادقُ – غير القصائدِ – إن شاءَ ربي , طيورَ الشمالِ , إنتباه النهارِ إلى لوعتي العربيةِ , صوتَ الأذانِ , ورودَ البيوتِ , إنتحابَ الشواطئِ , طعمَ الحنينِ , إنكسارَ الضلوعِ على من تحبُّ , بكاءَ الخطى في ترابِ العواصمِ , شمسَ الضحى والأصيلْ
سأصادقُ ما ليسَ يستلُّني من بياضٍ جميلْ
ها هنا مدنٌ ذبحتْ ساكنيها بسيفٍ ذليلْ

(4)

ليسَ هذا الصباحُ صباحي وليسَ الهديلُ المراوغُ قلبي هديلي .....
أنا توأمٌ آخرٌ للهديلْ

(5)

دعيني أقلْ إنهُ المستحيلْ
دعيني أقلْ إنهُ المستحيلْ

(6)

عطشٌ للسؤالِ تلألأ في أسفلِ الروحِ منِّي وراحَ يخضُّ إلتماعَ المياهْ
كيفَ أعددتِ موتاً جميلاً يليقُ بهذي الحياهْ ؟
كيفَ أعددتِ موتاً جميلاً يليقُ بهذي الحياهْ ؟

(7)

أنا منذُ ثلاثينَ عاماً أقولُ الذي لا أريدْ
وأفعلُ بي مثلما يفعلُ المكرهُ البطلُ
أتسلقُّ شوكَ صليبِ الحبيبِ ولا أنزلُ
أتسلقُّ شوقَ دمي .... فمتى يستريحُ المحاربُ فيَّ ؟
متى أطمئنُّ لإسطورةِ الدونِ كيشوتَ ملءَ دمي من جديدْ ؟

(8)

الفراشاتُ لا تحترقْ
في ظلاميَ إلاَّ بجمرِ الألقْ

(9)

لهفةٌ شبهُ غامضةٍ تتعرَّى
لعينينِ آخرَ هذا النفقْ

(10)

إصمتي يتُها الروحُ إنَّ جميعَ البشرْ
منكِ لا يستحقونَ شيئاً , فكيفَ تضحيِّنَ فيهم بشعركِ أو بجمالكِ هذا المُشعِّ ؟ فهم كالأعاريبِ أغلاظُ أفظاظُ لا يفقهونَ ولا يستحقونَ غيرَ الظلامِ وغيرَ الدمامةِ , غيرَ الدبيبِ وغيرَ الحفرْ

(11)

الكتابةُ معنى العدمْ
الكتابةُ ما لا أسمِّيكِ ذاتَ ربيعٍ صريعِ المعاني , الكتابةُ تجريدُ أحلامنا العاطفيةِ والعبثيَّةِ من صدقها , صنفُ موتٍ غريبٍ نمارسهُ في الحياةِ , الكتابةُ صنفُ حياةٍ نمارسها في المماتِ , نمارسها في أوتوبيا الندمْ
الكتابةُ دمعٌ حبيسٌ ودمْ

(12)

كلُّ شعري الذي كانَ يكتبني منذُ مليونِ عامْ
يجسِّدُ ......لا بل يُمجِّدُ في حبرِ كوكبهِ لحظةً للألمْ
(13)

لن أقولَ وداعاً لمن كنتُ أبحثُ عمَّا يفسرُّ صوتَ الحمامِ بأسمائها ويربِّي الخزامَ العصيَّ على الحُبِّ في عزلتي مثلَ وردِ الحطامْ

(14)

أنتَ من أنت ما أنتَ يا مبتلىً بالشذى الأنثويِّ المسافرِ في باطنِ الأرضِ أو في عروقِ الغمامْ ؟

(15)

أنتَ من أنتَ ما أنتَ يا رجلاً في الثلاثينِ يعلنُ في الزمنِ العولميَّ إندحاراتِ آدمَ فيهِ , إنكساراتِ جلجامشِ البابليِّ , وحزنَ أبيقورَ قبلَ إشتهاءاتهِ إذ تصلُّ صليلَ البروقِ على خزفٍ من دمٍ في جنونْ

(16)

سوفَ تفهمُ معنايَ بعدَ سنينْ

(17)

عندما شمعةٌ من دمِ الضوءِ تذوي على مهلها
عندما لا تموت
عندما لا يموتْ
عندما يتبخرُّ في شمسِ أشواقهِ قلبُ شاعرةٍ مثلَ ايريسَ نصبحُ أقوى على الإحتمالِ أمامَ الجمالِ .......أخفَّ قليلاً من الأقحوانِ الصباحيِّ أصفى من الماءِ في أغنياتِ البراءةِ , أمضى من السيفِ في صيفِ بابلو نيرودا وفي نارهِ الأبديةِ , نارِ الغرامْ
عندما لا يموتُ الكلامْ
نتطايرُ في الجوِّ مثلَ زهورِ مجففَّةٍ ونعاودُ ترتيبَ أعضائنا بإنسجامْ
عندما يشرئبُ لأعلى السماواتِ , أعلى الغواياتِ, أعلى الجراحاتِ , أعلى الصباحاتِ فينا الخزامْ
عندما لا ننامْ

(18)

قدرٌ واحدٌ في الحياةِ يصوِّبني مثلَ سهمِ إلى الخلفِ أو مثلَ قافيةٍ دونَ بيتٍ ليسكنها , قدرٌ واحدٌ , قمرٌ شاهدٌ دمنا فوقَ عشبِ المجراتِ , أزهارنا المنزليةِ , منتصرٌ لصراخِ الندى .....................

1أيار 2008



#نمر_سعدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصائد من الشعر العبري ليهودا عميحاي
- الحياة ذئبة
- مناديل فاطمة
- حينما الوحيُ ينزفُ منِّي
- قصائد من فلسطين
- قصائد من الشعر العبري للشاعر ألكسندر بن
- رومانس فرعوني
- أغنية الى طروادة ثانية
- فرادة القراءة والإضافة
- بلا كلمات
- ديوان -موسيقى مرئية-
- وداعاً نزيه خير ....وداعاً عاشقَ الياسمين
- نمر سعدي في لقاء أدبي مع موقع- زمان الوصل- السوري
- نزيف الأسئلة
- كرعشةِ نجمةٍ خضراءْ
- الشاعر الفلسطيني الشاب نمر سعدي في لقاء خاص ب-القدس-:
- جنة السياب الضائعة
- وترّية
- لن أبوح بسرّكما
- ولا أنا عاشق حريتي


المزيد.....




- فيلم -ريستارت-.. رؤية طبقية عن الهلع من الفقراء
- حين يتحول التاريخ إلى دراما قومية.. كيف تصور السينما الصراع ...
- طهران تحت النار: كيف تحولت المساحات الرقمية إلى ملاجئ لشباب ...
- يونس عتبان.. الاستعانة بالتخيل المستقبلي علاج وتمرين صحي للف ...
- في رحاب قلعة أربيل.. قصة 73 عاما من حفظ الأصالة الموسيقية في ...
- -فيلة صغيرة في بيت كبير- لنور أبو فرّاج: تصنيف خادع لنص جميل ...
- باللغة الفارسية.. شيخ الأزهر يدين استمرار الغارات الإسرائيلي ...
- “اخر كـلام “موعد عرض مسلسل المؤسس عثمان 195 الموسم السابع في ...
- فيلم -المخطط الفينيقي-.. كم تدفع لتصبح غنيا؟
- حرارة الأحداث.. حين يصبح الصيف بطلا صامتا في الأفلام


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نمر سعدي - دعيني أقلْ إنهُ المستحيلْ