أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد صالح سلوم - الصياد الفقير والحوت..حكاية للأطفال














المزيد.....

الصياد الفقير والحوت..حكاية للأطفال


احمد صالح سلوم
شاعر و باحث في الشؤون الاقتصادية السياسية

(Ahmad Saloum)


الحوار المتمدن-العدد: 2301 - 2008 / 6 / 3 - 08:19
المحور: الادب والفن
    


كان يا ما كان صيادا فقيرا يعيش على جزيرة في البحر الكبير
يعيش مع عائلته من صيد الأسماك وكان البحر لايبخل عليه بقوت يومه وبضع سمكات لبيعها وشراء بعض حاجيات البيت من ملح وطحين وملبس
ومضت السنين والصياد يختار مكانه لصيد السمك حتى قل السمك المصطاد بصنارته وابتعدت الأسماك عن الشاطئ بعد ان جاءت شركة كبيرة تصنع المواد الحارقة من النفط الأسود فتلوث الشاطئ والرمل فآثرت الأسماك الابتعاد ومن ضل طريقه منها كان يراها وهو تطفو على امواج البحر وهي نافقة ..
ولم يكن من هذا الصياد الفقير سوى ان استدان مبلغا لشراء اخشاب كي يصنع منها قاربا صغيرا يوفر له الصيد من عمق البحر
وكان ان حدث هذا وبدأ يبحر بعيدا كي يرمي شبكة صيد صغيرة وينتظر الليل بطوله كي يلم شبكته ويعثر على اسماك تكفيه قوت يومه وتسديد ثمن الأخشاب
مرت الأمور على هذه الحال الى ان حدثت حرب ضروس بين الغزاة واهل البلد الذي يعيش فيه الصياد
وعندما تبين للغزاة ضراوة المقاومة الأهلية لجأوا الى توجيه طائراتهم بقذائف جهنمية ضد خزانات الوقود الكبيرة على احدى الموانئ البحرية فطفى فوق البحر امواج نفطيه كالجزر الصغيرة فقتلت الاسماك والكائنات البحرية واستقر منها الكثير من البقع في اعماق البحر ولوثته فوجد الصياد ان جزيرته الصغيرة قد حوصرت بالنفط الذي اثقل حركة القارب الخشبي ولوثه ايضا ببقايا النفط التي لا تنظف بسهولة
وبهذا الشكل قتل الغزاة مصدر عيش الصياد فدعى الله ان ينتقم منهم وممن يدعمهم فحاق بالغزاة الجبناء الخوف والرعب من المقاومة وهرب الكثير من الغزاة من الارض التي احتلوها
وكان الصياد لا يضن على رجال المقاومة ببعض السمكات سرا عندما كان يتوفر له الصيد ولو غير الوفير ..كانت نوايا الصياد الفقير والطيب تجعله محاطا بمحبة الله رغم كل شيء وعندما انتهت الحرب عوضه رجال المقاومة بقارب اكبر وسددوا ديونه
الا ان البحر ظل يعاني من أثار العدوان الذي شنه الغزاة لشهور وشهور وكان ما رماه الغزاة من قنابل عنقودية لقتل الأطفال قد تسبب بقتل ابنه الصغير وهو يبحث لعائلته عن الحطب ليشووا بعض السمكات
صبر الصياد وعائلته على هذا البلاء الذي تسبب به الغزاة المحتلين واحتسبه شهيدا عند ربه تعالى
وعاد يمخر في البحر بقاربه ليصطاد وفي احدى الليالي وقد ابتعد عن شاطئ البحر عدة كيلومترات شعر ان قاربه يهتز بقوة وعنف فاستيقظ مذعورا فاذا بحوت كبير يحوم حول قاربه ولضخامته كانت امواج عالية يتسبب بها الحوت وحركته بكل هذه الضخامة حاول ان يجدف بعيدا عنه حتى لايتسبب بغرقه مع قاربه الا ان الحوت فتح فمه الكبير وابتلعه مع قاربه ووجد نفسه يسبح وسط بركة من الماء في جوف الحوت ودعى الله ان ينقذه مع قاربه مصدر رزقه واستجاب الله لدعوته وبعد وقت قصير وجد نفسه على شاطئ البحر وعلى مدى بصره القارب وكان هناك صندوقا مغلقا باحكام قد قذفته الأمواج من جوف الحوت قرب الشاطئ
جمع الصياد شتات قوته وماتبقى في جسده من عزم وسبح باتجاه القارب وصعد به ثم وضع الصندوق في القارب وعاد الى جزيرته ..قلقت عائلته لأنه تأخر أكثر من المعتاد وعندما وجدوه قادما يحمل صندوقا فرحوا لأنه عاد بخير وسلامة وسألوه عن الطعام والصيد نكس رأسه فشبكته تمزقت في البحر وروى لهم ما حدث معه فحمدوا الله على سلامته وطلب من امرأته ان ترى فيما اذا كان هذا الصندوق يلزمها رغم ثقله فأخذت الزوجة الطيبة هذا الصندوق وحاولت فتحه بحجرة كبيرة الى ان انفتح معها فلم تصدق ما تراه عينيها فقد كانت جواهر واساور ذهب تلمع في داخله وعادت والفرح يغمرها لتخبر زوجها فلم تجده فقد ذهب للاستدانه كي يصرف على قوت يومه وعندما عاد ببعض الليرات والقليل من الزاد اخبرته زوجته بما حدث فحمد ربه ووزع نصفه على فقراء جزيرته بأن اشترى لهم اخشاب كي يصنعوا قوارب قوية كي يوفروا رزقهم الذي اصبح صعبا بعد ان قذف الغزاة بالقنابل لتدمير خزانات الوقود وبيوتهم وزرعوا الارض بالقنابل العنقودية الفتاكة بالأطفال ..ودفع ربع ما يحمله الصندوق من ثروة لرجال المقاومة كي يصمدوا في وجه الغزاة ويمطرون سفنهم الحربية وقواعدهم بالصواريخ ويطردوهم من البلاد وعاش في سبات ونبات بما بقي من ذهب وجواهر وكسب حب اهل جزيرته وبلده واحترامهم وعرف ان الله لاينسى اصحاب الحق المقاومين والطيبين
........................................................
احمد صالح سلوم
لياج - بلجيكا
شاعر وفنان تشكيلي



#احمد_صالح_سلوم (هاشتاغ)       Ahmad_Saloum#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ابداعية الاسلام عند محمود طه هل سببت اعدامه؟
- سؤال السياسات والرأي العام العربي وعدم شرعية الانظمة العربية ...
- اين اختفت الأفعى المفترسة؟..حكاية للأطفال
- المناسبة الستون لاقامة غيتو هتلر-اسرائيل- ..بحث جنائي بملفات ...
- طق حنك وفضائيات هشك بيشك الاخبارية
- الخلفة والاتكاء على أرائك التخلف؟
- لا وجود لاسلام غير اشتراكي؟
- الثعلب فياض والكلب حمور؟..حكاية للأطفال
- الطفولة العربية وصناعة التخلف؟
- رسالة سركوزي لرئيس غيتو- اسرائيل- النازي؟
- اسواق الانتيكا: والزمن ينقص او يزيد؟
- الأكثر رواجا والتحولات المستقبلية
- لماذا غاب المشروع الانساني المشترك؟على هامش احدى حلقات -الات ...
- جهنم الدنيا والآخرة في تفسير الاسلام السياسي؟
- الحكيم والملك المغرور? حكاية للأطفال
- استحقاقات رئاسة لمشروعين متناقضين؟ على هامش حلقة للاتجاه الم ...
- كيف وصلت حركة فتح الى نهايتها البائسة في انابوليس؟
- امير الحرب جنبلاط وتهديداته الصهيونية؟
- هتلر الجديد يقول بدماثة :yes sir
- خاتمة لحوار الشاعر احمد صالح سلوم


المزيد.....




- أحمد عز ومحمد إمام.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وأفضل الأعم ...
- تيلور سويفت تفاجئ الجمهور بألبومها الجديد
- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد صالح سلوم - الصياد الفقير والحوت..حكاية للأطفال