أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - كاوا مشّو في ديارنا_ثرثرة















المزيد.....

كاوا مشّو في ديارنا_ثرثرة


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 2289 - 2008 / 5 / 22 - 05:06
المحور: الادب والفن
    


يشبه أحدهم,هذا الشاب.

أطلب إعادة الاسم,....لا يتكلم كاوا في المقهى,رجل بلا ظلّ.

القامشلي....اسم المدينة الأبعد في سوريا,أفترض المركز مكان وجودي,ألا يحدث هذا مع الآخرين؟

ثمّة صلة بين درعا والقامشلي,في ذاكرتي الكثير من الصلات والارتباطات العشوائية, حدثت وانتهى الأمر. في ذلك مصدر دائم للتشويش...كيف يفهم البشر بعضهم الآخر؟

ما يدور في الذهن وما يبقى تحت طبقات الكلام,هو أيضا علاقات تظهر بأشكال مختلفة على سطوح الوعي والشعور,....يتعذّر أن يفهم أحدنا الآخر.

مع كاوا مشو,سيتبدد التشويش وسوء الفهم.

_أنا شخص عديم المواهب.

نعم؟هل تشرح أكثر,ونقرع الكأسين بقوة.

مهندس عمارة,يعزف ويرسم ويشرب ويجيد الإصغاء,ويعتبر نفسه عديم المواهب!

.
.
المشترك بين,أبعد شخصين فوق هذا الكوكب أكثر,وبأضعاف من المختلف والفردي.

المشترك مع مشّو,شخصي ومحدّد,.....الرسم ,وتنفجر أحد عقدي النفسية,المبعدة في الأعماق. لطالما رغبت أن أكون رسّاما.

بسلاسة وتشويق,يتحدث كاوا كيف تعلّم الرسم بجدّ وجلد وجهد,ليثبت لنفسه أنه عديم الموهبة,بعدما ينتزع الاعتراف برسوماته.

كفّ واحد ومؤامرة بين الأب والأستاذ,وأنتهت حكايتي مع الرسم.

*

هذا الصنف من البشر,الذي يعيش حياته بلا إدعاء,يثير إعجابي وغيرتي.

*

يا كاوا لو نتبادل الأدوار ليوم واحد.

أنا شاب كردي سوري يعيش في القامشلي,هادئ ورزين_صبور وواثق. وأنت علوي سوري من بيت ياشوط,يرعبه الشعور الدائم_أنه غير موجود,والصور والكلام تشويش مبهم يستعصي على الإدراك والفهم.

.
.
أنت زوج فريدة السعيدة,وتبلعط على ساقية بسنادا....

وأنا شابّ في الثلاثين,مهندس معماري قدّ الدنيا,حرّ ووحيد...

لا اقبل أنصاف الحلول ولا الصفقات المبهمة.

نتبادل بالتمام والكمال,قسمة سواء....أنت هنا وأنا هناك.

*

فريدة السعيدة وكاوا_كما لحظت,من ذلك الصنف المبهم.

قبول وصبر وجلد,وتعامل رصين مع التفاصيل والمآسي....هم الأمّ والأبّ.

.
.
لا أحبّ الشعر.

تردّ فريدة السعيدة,منهية أي كلام حول الشعر والأدب.

_أنا بلا مواهب: يقولها كاوا قاطعة,وتثير الغيرة والحسد.

.
.
من الجانب الآخر_ يردّ عليهم رشيد الضعيف:

ما هو كنزك,

ليكون لك.....كلّ هذا القدر من الاطمئنان!.

_مسكين رشيد الضعيف.

*

أسوأ مخاوفي تحققت.

أنا أيضا أكره التنافس,وأنفر من موقعي الرابح والخاسر معا.

مشيت في طريق الثورة وفشلت.

مشيت في طريق بوذا وفشلت.

مشيت في طريق الحبّ وفشلت.

تابعت وفشلت,عدت وفشلت, شربت وفشلت,....غنيّت بصوت عالي,بكيت,صرخت,عددت أحلامي الخائبة والطريّة,تناسيت جروحي الرمزية والجسدية....وفشلت. ماذا بعد!

.
.

الحلّ الأخير.....دوما كان أمامي وبرفقتي وبمتناول يدي.

خفض سقف الأحلام والتوقّع_من النفس والآخر.

بالضبط كما يعيش كاوا مشّو_أو يعلن.

كما تعيش فريدة السعيدة,لحظة بلحظة...تحبّ البراد والمطبخ والتلفزيون والغسيل والسيشوار,تحبّ باب بيتها ونوافذه وجيرانه,....قد تكون حيل دفاعية ماهرة؟

_قد يكونون الأكثر قلقا,ووصلوا منذ البداية إلى النتيجة النهائية.

.
.
فريدة السعيدة بلا ذكريات.

ربع قرن بلا كلمة واحدة حول الأمس.

.
.
ألا تضجرين يا فريدة السعيدة؟

ألا ترغبين بتغيير حياتك,ولو في الحلم؟

-لن اذهب معك لا إلى فرنسا ولا أمريكا....ولا حتى جبلة لأكثر من زيارة عابرة.



.
.
أعرف وهو يقين إيماني. لا امرأة يمكنها قبولي أبدا كما فعلت وتفعل فريدة السعيدة.

وكلّ تعبيراتها تشير إلى الرضا!

ربما الحبّ؟

تشتري لي الثياب الجديدة,تطالبني بتحسين مظهري...قصّ الشعر وحلاقة اللحية,الحذاء...تنتبه إلى كلّ التفاصيل,كما تفعل الأخت مع أخيها الذاهب إلى موعده الغرامي الأول.

_ألا تشعرين بالغيرة يا فريدة السعيدة؟

هل تريدني أن اشعر بالغيرة!

.
.

أفكّر مرات,وليس على طريقة خلف...الشاعر الرديء!...هل هو شاعر لأصفه بالرداءة أو الجودة! ومن أنا لأصف أحدا....صديقا أو بعيدا!

برهوم ليترك على جهة ولوحده,برهوم نسيج وحدته.

شعرت بالغيرة والحسد,من خلف وهو يتلقىّ الاهتمام والمديح من برهوم اللعيييييييين.

_لماذا لا أفكّر من الجهة الأخرى غير المتوقّعة.

فريدة السعيدة تنتظر سنين,أن تأتي امرأة غبية....وتلطش حسين منها.

............آه,الآن فهمت.

فريدة داهية بالفعل.

لا بد ستسقط إحداهنّ في شرك زوجها المحتال.

وبعدها ....لا عين رأت ولا أذن سمعت.

فريدة السعيدة تشمّع الخيط,وتطردنا معا.

.
.
هذا بعيد عن روحك يا فريدة,....على هامان يا فرعون؟

*

كاوا...الشاب الغريب.

تعلّم الرسم بجودة وإتقان,لأن أحدهم سخر من رسمه.

تعلّم العزف بجودة وإتقان,لأن احدهم همس,هذا بلا أذن موسيقية.

يشرب بهدوء. يتكلم بهدوء. يغادر بهدوء.

.
.
نعم,أحببت مرّة.

كان هذا كلّ حديثه عن الحبّ وعن النساء,وفي سكرة طويلة!

.
.
قريبا جدا,سأتوقف عن الثرثرة,وأعيش مثلهم.

بهدوء وطمأنينة وسلام.

صادفني الحبّ أم عاكسني....طز.

وجدت السعادة في طريقي أم خلفه....طز.

دعاني الأصدقاء إلى السكرة أم تناسوني....طز.

أعجبت كتاباتي وأشعاري...أحدهن,أحدهم....أم أثارت القرف....طز.

أعشق هذه الكلمة....طز.

لها صوت وضوء داخلي,هي تخرج من الكيان كلّه وتختصر غابة المشاعر...طز.

.....والله....أشتهي الآن سيجارة.

سيجارة

سيجارة

سيجارة.



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوم جديد حلم جديد -ثرثره
- فيروز تميمي وتأنيث الثقافة _ثرثرة
- دوما في الحصاد ما يشقي
- فيروز تميمي وتأنيث الثقافة_ثرثرة
- دوما في الحصاد ما يشقي_ثرثرة
- كم هي الحياة جميلة وظالمة_ثرثرة
- أنا الجمهور....السقوط في حبّ بسنادا_ثرثرة
- جوني ووكر والدريوس في قصيدة نثر_ثرثرة
- تحت وطأة الزمن_ثرثرة
- عشرون حاجز-أمان-ضدّ الحبّ_ثرثرة
- صباح جديد، آخر في بسنادا_ثرثرة
- وراء الصورة_ثرثرة
- لماذا تريدوننا على الورق وتقتلونا في الحياة-ثرثرة
- أهل الحبّ صحيح مساكين_ثرثرة
- عودة القارئ السوري_ثرثرة
- رجل سيئ السمعة
- هل كانت البارحة أجمل من اليوم؟
- حبيبتي نائمة_ثرثرة
- كلها.....حياة
- حوافّ خشنة_ثرثرة


المزيد.....




- بدر بن عبد المحسن.. الأمير الشاعر
- “مين هي شيكا” تردد قناة وناسة الجديد 2024 عبر القمر الصناعي ...
- -النشيد الأوروبي-.. الاحتفال بمرور 200 عام على إطلاق السيمفو ...
- بأكبر مشاركة دولية في تاريخه.. انطلاق معرض الدوحة للكتاب بدو ...
- فرصة -تاريخية- لخريجي اللغة العربية في السنغال
- الشريط الإعلاني لجهاز -آيباد برو- يثير سخط الفنانين
- التضحية بالمريض والمعالج لأجل الحبكة.. كيف خذلت السينما الطب ...
- السويد.. سفينة -حنظلة- ترسو في مالمو عشية الاحتجاج على مشارك ...
- تابعها من بيتك بالمجان.. موعد عرض مسلسل المؤسس عثمان الحلقة ...
- ليبيا.. إطلاق فعاليات بنغازي -عاصمة الثقافة الإسلامية- عام 2 ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - كاوا مشّو في ديارنا_ثرثرة