أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جواد البشيتي - ذاك انقلاب.. أمَّا هذا فلا!














المزيد.....

ذاك انقلاب.. أمَّا هذا فلا!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 2280 - 2008 / 5 / 13 - 11:21
المحور: كتابات ساخرة
    


إذا تماثَل شيئان في اللون، فهل من المنطق أن نستنتج أنَّهما شيء واحد؟! وإذا كان كل البرتقال فاكهةً، فهل من المنطق أن نستنتج أنَّ كل الفاكهة برتقال؟!

في منطق السياسة فحسب، أي في منطق كل سياسة تستبد بأصحابها مصالح ضد العقل والمنطق، يمكن التوصُّل إلى استنتاج مشابه لهذا الاستنتاج أو ذاك.

وعملاً بهذا المنطق، الذي لا ينطق أصحابه إلاَّ بما هو ضد الحقيقة، سمعناهم يتحدَّثون، وعبر محطة فضائية عربية "تَرَكَت المهنية والموضوعية في عهدة أحد طرفي النزاع في لبنان"، عن "الانقلابين": انقلاب "حماس"، وانقلاب "حزب الله". كلاَّ، فليس من وجه شبه بين انقلاب الحركة و"انقلاب" الحزب.

لو كانت "حماس" تشبه "حزب الله"..

لو كانت لرأيْناها تملك من قوَّة التزام "خيار المقاومة" ما اضعف ميلها إلى "السلطة"، والذي، بعد وبسبب الانتخابات التشريعية، اشتد وقوي حتى أظهرها متعطَّشةً، متضوِّرةً جوعاً، إلى سلطة ليست بسلطة، وتفوقها قوَّةً أضعافاً مضاعفة سلطة وسيادة حكومة فؤاد السنيورة. حتى في الانتخابات النيابية في لبنان كان "حزب الله" زاهداً في سعيه إلى الهيمنة البرلمانية، وهو الذي كان قادراً على أن يكون بثقلٍ برلماني أكبر وأعظم، فذكاؤه السياسي والقيادي حال بينه وبين الوقوع في فخِّ أوهام سياسية كثيرة، وكأنَّ المبدأ السياسي الأوَّل الذي التزمه هو "أعطِ ما لله لله، وما لقيصر لقيصر"، أي الحفاظ على المقاومة، وتعزيزها، ولو من خلال التنازل لغيره عما يملك، أو يمكن أن يملك، من نفوذ برلماني وحكومي.

"حماس" ما أن فازت فوزاً انتخابياً كبيراً، كان ينبغي لها تَمثُّل وإدراك أسبابه الحقيقية، حتى غلبها الوهم، واستبد بها حُبَّ تأليف الحكومات، والهيمنة عليها، وشغل المناصب الوزارية، ضاربةً صفحاً عن حقيقة أنَّ للحكومة شروطاً، إذا استوفتها أصبح خيار المقاومة أثراً بعد عين، وإذا لم تستوفها هيَّأت الأسباب والظروف لمزيد من الأزمات والكوارث الفلسطينية.

لو كان "حزب الله"، أو ما يشبهه، هناك لما أظهر أقل ميل إلى أن يلعب لعبة إظهار وتأكيد ثقله السياسي والشعبي بما يفضي إلى تمثُّله في المجلس التشريعي، ولأظهر ميلاً قوياً إلى رفض أن يكون جزءاً من الحكومة، فهو يجيد اللعبة السياسية، ويُنشئ ويطوِّر موقفه السياسي بما يؤكِّد فهمه للسياسة على أنَّها التحليل الملموس للموقف الملموس.

لو كانت "حماس" تشبه "حزب الله"، لرأيْنا "مقاومتها العسكرية" تملك كثيراً من خواص مقاومته العسكرية، التي منها "السرِّية"، و"نبذ المظهرية"، و"تسييس كل طلقة وقذيفة"، و"إتقان حساب الربح والخسارة"، و"القتال بأقل قدر ممكن من دمه ودم جماهيره"، و"الاستثمار السياسي لكل قطرة دم يخسرها على خير وجه"، و"جعل المصالح الحقيقية والواقعية الكبيرة لجماهيره هي الميزان الذي يزن به كل عمل من أعمال المقاومة"، و"الضرب بما يوجع الخصم ويردعه عن الإفراط في وحشيته العسكرية".

لو كانت تشبهه لمنعت وجودها من أن يكون عرضةً لضربات خصوم من الداخل حتى تقي نفسها، وتقي شعبها، شرَّ الوقوع في تحليل الدم المحرَّم.

لو كانت تشبهه لخاضت المعركة ضد خصومها هؤلاء، إذا كان لا بد من خوضها، كما خاضها "حزب الله"، وأنْهَتْها كما أنهاها، أي من خلال التعاون مع مؤسَّسة شرعية فلسطينية كالجيش اللبناني. إنَّ "حزب الله" لم يَخُض المعركة ضد بعض اللبنانيين ليُدمِّر ويقوِّض "الشرعية اللبنانية"، ومؤسَّساتها، وليُصلِّي صلاة الفاتحين المنتصرين في المقار القيادية، وليتطاول على "الرموز". لقد خاضها بما يوحِّد اللبنانيين، وليس بما يثير الانقسام والنزاع بينهم، وبما يحفظ للجيش، بوصفه آخر وأهم ما بقي من مؤسَّسات شرعية للدولة، وحدته، ويعزِّز دوره، ويزيده قوَّة من الوجهتين الأمنية والسياسية.

و"حزب الله" لم يضطَّر إلى تحليل بعضٍ مما حرَّم من قبل إلاَّ دفاعاً عمَّا يستحق الدفاع عنه.. عن المقاومة (التي عرفت كيف تكون مُجْديةً كفؤةً) وعن سلاحها ومستقبلها.

إنَّ "حزب الله" قد غيَّر كل موازين القوى في لبنان بما يسمح له بأن يُظْهِر للعالم أنَّه هو الدولة، وأنَّ الدولة هو؛ ولكنَّه لن يُظْهِر نفسه للعالم إلاَّ على أنَّه الراغب عن السلطة، الراغب في حماية المقاومة، وتعزيزها، وفي الحفاظ على الدولة وشرعيتها، وعلى وحدة لبنان أرضاً وشعباً، وفي تعزيز هذه الوحدة.

كل هذا الذي يملكه "حزب الله"، وأثبت أنَّه يملكه، وكل هذا الذي تفتقر إليه "حماس"، وأثبتت أنَّها تفتقر إليه، إنَّما يؤكِّد أن لا وجه للمقارنة بين "الحزب" و"الحركة"، أو بين ما يسمَّى "انقلاب" الحزب وبين ما يجب أن يسمَّى "انقلاب" الحركة، فكل البرتقال فاكهةً؛ ولكن ليس كل الفاكهة برتقالاً!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -قصة التيه- في نسختها اللبنانية!
- ليس صراعاً بين عليٍّ وعُمَر!
- كيف تُشْعَل الحروب.. لبنان مثالاً!
- لو كان اقتصادنا الحُرُّ.. حُرَّاً!
- -المسخ عبر التعريف- في مفاوضات سرية!
- حرب حكومية على -أفيون الفقراء-!
- فوضى الكلام عن السلام!
- أما حان لعمال العالم أن يتَّحِدوا؟!
- تعريف جديد ل -المرأة الزانية-!
- -حماس- تتحدَّث بلسانين!
- من بروكسل جاء الجواب!
- طوفان التصويب وأحزاب سفينة نوح!
- الكامن في شروط إسرائيل -غير التعجيزية-!
- -أحكام عرفية- ضدَّ -الغلاء-!
- مأساة تَحْبَل بانفجار!
- -عالم شايلوك يهوه- أم -عالم شكسبير-؟!
- هل تَعْرِف مَنْ أنتَ؟!
- بن اليعازر يتكلَّم ب -لسان نووي-!
- الغلاء يُولِّد الإضراب!
- -قرارٌ-.. أسأنا فهمه كثيراً!


المزيد.....




- توم يورك يغادر المسرح بعد مشادة مع متظاهر مؤيد للفلسطينيين ف ...
- كيف شكلت الأعمال الروائية رؤية خامنئي للديمقراطية الأميركية؟ ...
- شوف كل حصري.. تردد قناة روتانا سينما 2024 على القمر الصناعي ...
- رغم حزنه لوفاة شقيقه.. حسين فهمي يواصل التحضيرات للقاهرة الس ...
- أفلام ومسلسلات من اللي بتحبها في انتظارك.. تردد روتانا سينما ...
- فنانة مصرية شهيرة تكشف -مؤامرة بريئة- عن زواجها العرفي 10 سن ...
- بعد الجدل والنجاح.. مسلسل -الحشاشين- يعود للشاشة من خلال فيل ...
- “حـــ 168 مترجمة“ مسلسل المؤسس عثمان الموسم السادس الحلقة ال ...
- جائزة -ديسمبر- الأدبية للمغربي عبدالله الطايع
- التلفزيون البولندي يعرض مسلسلا روسيا!


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جواد البشيتي - ذاك انقلاب.. أمَّا هذا فلا!