أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - الكامن في شروط إسرائيل -غير التعجيزية-!














المزيد.....

الكامن في شروط إسرائيل -غير التعجيزية-!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 2253 - 2008 / 4 / 16 - 10:32
المحور: القضية الفلسطينية
    



مصر هي الوسيط الأكبر والأهم، إن لم يكن الوحيد، للتوصل إلى تهدئة جديدة في قطاع غزة، مع أنَّ الرئيس الأسبق جيمي كارتر أعلن أنَّه يحاول الشيء نفسه، وأنَّ لقاءه مع رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، في دمشق، يستهدف، أيضا، التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين إسرائيل والمنظمات الفلسطينية، وفي مقدَّمها "حماس"، في القطاع.

وأهمية الدور المصري هذا مستمدة من كون إسرائيل ترفض إجراء محادثات مع حركة "حماس"؛ لكونها غير مستوفية للشروط الإسرائيلية والدولية للتحادث معها، ولكون الحركة ترفض أن يتم التوصل إلى اتفاق جديد على التهدئة من خلال محادثات مباشرة تجريها رئاسة السلطة الفلسطينية في هذا الصدد مع الحكومة الإسرائيلية. وعليه، تتولى مصر محاورة إسرائيل في أمر التهدئة نيابةً عن الطرفين الفلسطينيين المتنازعين.

ولكن، لماذا لم تنجح جهود الوساطة المصرية حتى الآن؟ ما أثار هذا السؤال، وأكسبه أهمية، إنَّما هو ما نقله وزير الإعلام الفلسطيني رياض المالكي عن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، في أمر التهدئة وشروطها الإسرائيلية، بعد اللقاء الأخير بين عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي، الذي بحسب التصريحات الصحافية التي أدلى بها المالكي، أبدى استعدادا للتهدئة عبر الوساطة المصرية، مشترطا شرطين "غير تعجيزيين"، بحسب ما نقله المالكي عن عباس في وصفه لهما في خلال اجتماع للحكومة الفلسطينية؛ وهذان الشرطان هما: أن تلتزم "حماس" وسائر المنظمات الفلسطينية في قطاع غزة التوقف عن إطلاق الصواريخ في اتجاه إسرائيل، ووقف "كل عمليات التهريب (تهريب الأسلحة في المقام الأول)" عبر الحدود المصرية مع القطاع.

وعليه، ليست الأزمة مستعصية على الحل إذا ما نظرنا إليها وإليه في ضوء هذين الشرطين الإسرائيليين، فالتهدئة، التي يحتاج إليها أهل القطاع، يمكن أن تغدو حقيقة واقعة إذا ما أبلغت "حماس" إلى القاهرة استعدادها الالتزام بوقف إطلاق الصواريخ، وبوقف عمليات التهريب تلك.

هذا ما يمكن قوله إذا ما اكتفينا بالنظر إلى ظاهر الأمور فحسب، فالسؤال الذي لم يجب عنه رئيس الوزراء الإسرائيلي عندما التقى الرئيس الفلسطيني هو الآتي: "هل التوصل إلى هذه التهدئة يعني بالضرورة إعادة فتح المعابر، وإنهاء الحصار المضروب على قطاع غزة؟".

ونحن نجيب عن رئيس الوزراء الإسرائيلي قائلين: كلا، ليس بالضرورة، فإسرائيل إنَّما تسعى إلى الفصل بين الأمرين، فالتهدئة التي يبقى معها الحصار هي "الشرط الإسرائيلي الثالث غير المعلن" للتوصل إلى تهدئة جديدة عبر الوساطة المصرية.

أمَّا الأخطر من كل ذلك فهو محاولة إسرائيل جعل التهدئة سببا لمزيد من الانفصال بين قطاع غزة والضفة الغربية، ولتوسيع شقة النزاع بين الطرفين الفلسطينيين، فبعد التهدئة ستقول إسرائيل إنَّها لن تعيد فتح المعابر ما دامت "حماس" محتفظة بالسيطرة عليها، ضمن احتفاظها بالسيطرة على قطاع غزة، وسيظهر استمرار النزاع بين الطرفين الفلسطينيين على أنه السبب الذي يبقي الحصار مضروبا على القطاع. وعليه، تأخذ إسرائيل ما هي في حاجة إليه، وتبقي الفلسطينيين على ما هم في حاجة ماسة إلى إنهائه، وكأنها لم تنفصل عن قطاع غزة، كما انفصلت، إلا لتهيئ المناخ والأسباب للانفصال، ولإدامة الانفصال، بين القطاع والضفة.

في الظاهر ليس إلا يمكن وصف الشروط الإسرائيلية للتهدئة بأنها "غير تعجيزية"، أمَّا في باطنها وحقيقتها فهي تعجيزية؛ فإسرائيل لن تقبل تهدئة يمكن أن تفضي إلى إنهاء الحصار المضروب على قطاع غزة، وإلى حل النزاع بين الطرفين الفلسطينيين بما ينهي الانفصال بين القطاع والضفة، ويجعل المفاوض الفلسطيني لها في مركز تفاضي أفضل وأقوى.



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -أحكام عرفية- ضدَّ -الغلاء-!
- مأساة تَحْبَل بانفجار!
- -عالم شايلوك يهوه- أم -عالم شكسبير-؟!
- هل تَعْرِف مَنْ أنتَ؟!
- بن اليعازر يتكلَّم ب -لسان نووي-!
- الغلاء يُولِّد الإضراب!
- -قرارٌ-.. أسأنا فهمه كثيراً!
- الجوع يَحْكُم العالَم!
- أهو حلٌّ قيد الطبخ؟!
- -نجاح- لم يُبْقِ من معنى ل -الفشل-!
- أذِلُّوهم بتجاهلهم!
- قمة بدأت أعمالها بعد إعلان نتائجها!
- القمة العربية الفضلى هي التي لم تُعْقَد بعد!
- إسرائيل في دستورها المقترَح!
- نَقْصُ -الجدل- أفْسَدَ كثيراً من التصوُّرات الكوزمولوجية!
- ال -B.B.C- تقود الحملة من أجل -حرِّية العبادة-!
- -البنوك الإسلامية-.. مصلحة رأسمالية في -أسْلَمَة- الرِبا!
- -داركولا- النفط العراقي!
- الدولار يغزو رواتبنا!
- لن -تُسْحَب-!


المزيد.....




- -بأول خطاب متلفز منذ 6 أسابيع-.. هذا ما قاله -أبو عبيدة- عن ...
- قرار تنظيم دخول وإقامة الأجانب في ليبيا يقلق مخالفي قوانين ا ...
- سوناك يعلن عزم بريطانيا نشر مقاتلاتها في بولندا عام 2025
- بعد حديثه عن -لقاءات بين الحين والآخر- مع الولايات المتحدة.. ...
- قمة تونس والجزائر وليبيا.. تعاون جديد يواجه الهجرة غير الشر ...
- مواجهة حزب البديل قانونيا.. مهام وصلاحيات مكتب حماية الدستور ...
- ستولتنبرغ: ليس لدى -الناتو- أي خطط لنشر أسلحة نووية إضافية ف ...
- رويترز: أمريكا تعد حزمة مساعدات عسكرية بقيمة مليار دولار لأو ...
- سوناك: لا يمكننا أن نغفل عن الوضع في أوكرانيا بسبب ما يجري ف ...
- -بلومبرغ-: الاتحاد الأوروبي يعتزم فرض عقوبات على 10 شركات تت ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - الكامن في شروط إسرائيل -غير التعجيزية-!