أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - جواد البشيتي - -عالم شايلوك يهوه- أم -عالم شكسبير-؟!














المزيد.....

-عالم شايلوك يهوه- أم -عالم شكسبير-؟!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 2250 - 2008 / 4 / 13 - 11:20
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


إنَّها الأزمة الاقتصادية العالمية الحقيقية الأولى في القرن الحادي والعشرين، وإنَّ نحو 2000 مليون إنسان سيُعانون الجوع ونقص الغذاء، مع ما سيترتَّب على ذلك من عواقب اجتماعية وسياسية..؛ فـ "الريح الاقتصادية" هي دائماً الريح الاجتماعية ـ التاريخية الأقوى، والتي لكونها تأتي بنتائج غير متوقَّعة، في معظمها وأهمها، يُنْظَر إليها على أنَّها شيء يشبه "يد القضاء والقدر"!

إنَّ كثيراً مِمَّا نَنْظُر إليه على أنَّه "صُروحٌ" في نُظُم حياتنا الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.. والفكرية، تَذْريه "الريح الاقتصادية العاتية"، وكأنَّه بناء من ورق.

ولقد علَّمنا التاريخ أمراً في منتهى الأهمية هو أنَّ "النظام الاقتصادي ـ الاجتماعي الخالص"، أي الذي يتوفَّر أربابه على جعله خالياً خلوَّاً تامَّاً من نقيضه، ليس بشيء يختلف عن "العدم الخالص"، فانهيار الاتحاد السوفياتي، مثلاً، فُسِّر على أنَّه نتيجة حتمية لإفراغ نظامه الاقتصادي ـ الاجتماعي" من قوى لها السيادة التَّامة، تقريباً، في النظام الرأسمالي، وكأنَّ شيئاً من الرأسمالية كان يمكن أن يشحنه بأسباب الحياة والبقاء والنماء. واليوم، حيث لم يبقَ في الميدان (العالمي) سوى حميدان، أي النظام الرأسمالي، شرع هذا النظام يتخفَّف من "ألبسته"، التي، عن اضطِّرار، لبسها في صراعه ضد ما سمِّي بـ "النظام الاشتراكي"، والتي يمكن تسميتها، مع كثير من التحفُّظ، "ألبسة اشتراكية"، فما عاد، بالتالي، يملك كثيراً من تلك القوى التي تسنده ضدَّ وزنه وثقله، أي التي تَحُول بينه وبين الانهيار على نفسه بسبب وزنه وثقله.

إنَّكَ، بعد وبسبب انهيار الاتحاد السوفياتي، تَعْجَز عن أن تكون محامياً (مُقْنِعاً) عن ماركس، فأين هو "النظام الاشتراكي (أو الشيوعي)" الذي سيحلُّ، لا محالة، محلَّ "النظام الرأسمالي"، بموجب القوانين (الاقتصادية) الموضوعية للرأسمالية نفسها؟!

ولكنَّ إنصاف الحقيقة (لا إنصاف ماركس) يَحْملنا على أن نقول توضيحاً إنَّ ماركس لم يتحدَّث عن حلول (وضرورة حلول) الاشتراكية محل الرأسمالية إلاَّ بوصف هذا الحلول أحد خيارين تاريخيين، فهو قال: "إمَّا أنْ تَحِل الاشتراكية محلَّ الرأسمالية وإمَّا أن تعود الرأسمالية بالعالم والبشرية إلى الوحشية (الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية..)".
وأحسبُ أنَّ الخيار الثاني، أو الآخر، أي "خيار الوحشية"، هو الأقرب إلى "العِيان" منه إلى "الخبر"!

الرأسمالية اليوم، والتي عَوْلَمَت كل شيء بما يُوافِق مصالحها، فَقَدَت، وتَفْقِد، ركنين من أركان بقائها بوصفها نظاما اقتصادياً ـ اجتماعياً فيه من "الأنْسَنة" ما يكفيه شرَّ التحوُّل إلى "وحشية شبه خالصة"؛ وهذان الركنان هما: "الدولة" بوصفها أداةً لدرء مخاطِر الرأسماليين الأفراد عن الحاجات الأوَّلية والأساسية للمواطنين، ولِجَعْل "الغذاء الرخيص" حقَّاً عامَّاً، ومن حقوق الإنسان الأساسية، و"السوق الحرَّة"، التي هي الآن كمثل ظلٍّ فَقَدَ جسمه، فهي موجودة الآن في الاقتصاد الرأسمالي "المُعَوْلَم" بوصفها جزءاً من "آثاره التاريخية"، أي أنَّها تنتمي إلى ماضيه أكثر كثيراً من انتمائها إلى حاضره.. ومستقبله.

من قبل، كُنَّا نقول إنَّ "الدولة" في الولايات المتحدة تُمثِّل "طبقة" الرأسماليين، التي عرفت كيف تَجْعَل "الشعب" شَعْباً لها؛ أمَّا اليوم فإنَّها لا تُمثِّل سوى جزء ضئيل، وضئيل جداً، من تلك "الطبقة". وهذا الجزء الضئيل، المتضائل، ليس لديه من المصالح والأهداف والدوافع إلاَّ ما يجعله، في سياسته وبرامجه وخططه وسلوكه، منافياً للعقل والمنطق والحكمة.. ولماضيه الطبقي من القيم والمبادئ والشعارات.

إنَّه، أي هذا الجزء، وبفضل العَوْلَمة، قد أفْقَدَ دُوَلِنا صفة "المُمَثِّل للمصالح الطبقية العامة للرأسماليين في مجتمعاتنا"، فَدُوَلِنا هي الآن في انفصال متزايد متسارِع ليس عن مجتمعاتها فحسب، وإنَّما عن طبقات الرأسماليين فيها. إنَّها، أي دُوَلِنا، تُمَثِّل، في المقام الأوَّل، "الحكومة العالمية"، أي حكومة الولايات المتحدة، التي تُمثِّل تلك الفئة الضئيلة المتضائلة من الرأسماليين، والتي جعلتها مصالحها ترى في أوهام "العهد القديم" خير أساس لإيديولوجيتها.

ليس شكسبير، وإنَّما شايلوك، في معناه الاقتصادي والأخلاقي والإيديولوجي، والذي امتزج فيه "يهوه" حتى أصبحا كائناً واحداً، هو الذي يَحْكُم العالم الآن، ويُمثِّل هوية عصرنا!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تَعْرِف مَنْ أنتَ؟!
- بن اليعازر يتكلَّم ب -لسان نووي-!
- الغلاء يُولِّد الإضراب!
- -قرارٌ-.. أسأنا فهمه كثيراً!
- الجوع يَحْكُم العالَم!
- أهو حلٌّ قيد الطبخ؟!
- -نجاح- لم يُبْقِ من معنى ل -الفشل-!
- أذِلُّوهم بتجاهلهم!
- قمة بدأت أعمالها بعد إعلان نتائجها!
- القمة العربية الفضلى هي التي لم تُعْقَد بعد!
- إسرائيل في دستورها المقترَح!
- نَقْصُ -الجدل- أفْسَدَ كثيراً من التصوُّرات الكوزمولوجية!
- ال -B.B.C- تقود الحملة من أجل -حرِّية العبادة-!
- -البنوك الإسلامية-.. مصلحة رأسمالية في -أسْلَمَة- الرِبا!
- -داركولا- النفط العراقي!
- الدولار يغزو رواتبنا!
- لن -تُسْحَب-!
- ألمانيا مهدَّدة بما يتهدَّد إسرائيل!
- تخلُّف -السؤال-!
- ظاهرة -تمدُّد الكون-.. في تفسير افتراضي آخر!


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - جواد البشيتي - -عالم شايلوك يهوه- أم -عالم شكسبير-؟!