أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جواد البشيتي - بن اليعازر يتكلَّم ب -لسان نووي-!














المزيد.....

بن اليعازر يتكلَّم ب -لسان نووي-!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 2246 - 2008 / 4 / 9 - 10:58
المحور: كتابات ساخرة
    


بنيامين بن اليعازر هو وزير البنى التحتية في الحكومة الإسرائيلية، وعضو مجلسها الأمني المصغَّر. في مناخ "التدريبات الدفاعية"، التي تجريها إسرائيل، تحسُّباً واستعداداً لاحتمالات وقوع حرب، والأولى من نوعها منذ حرب 1973، قال، على ما نقلت عنه وسائل الإعلام الإسرائيلية، إنَّ إسرائيل، في حال شنَّت إيران هجوماً عسكرياً عليها، ستردُّ "ردَّاً قاسياً"، و"ستُدمِّر إيران". وقال أيضاً: "إنَّ إيران لن تقوم بمهاجمة إسرائيل؛ لأنَّها تَفْهَم معنى مثل هذا العمل، فشنِّها هجوماً على إسرائيل سيؤدِّي إلى ردٍّ إسرائيلي قاسٍ، ينجم عنه دمار الأمَّة الإيرانية". وبحسب وسائل الإعلام الإسرائيلية، قال بن اليعازر كل هذا في اجتماعٍ عُقِد في وزارته.

ومع أنَّ بن اليعازر استبعد، للسبب الذي ذَكَر، قيام إيران بمهاجمة إسرائيل، فإنَّه أوضح أنَّ طهران، "التي تُدْرِك حجم قوَّة إسرائيل"، ما زالت "تَسْتَفِز" الدولة اليهودية بتسليحها حليفها السوري وحزب الله اللبناني؛ و"على إسرائيل مواجهة هذا الأمر".

حتى الآن، لم يَصْدُر عن بن اليعازر، أو عن الحكومة الإسرائيلية، ما ينفي، أو يؤكِّد، أو يوضِّح، ما نُسِب إليه، إعلامياً، من أقوال. وحتى الآن أيضاً لم يَصْدُر عن طهران ما يوضِّح موقفها مِمَّا قاله بن اليعازر، على ما ذَكَرته وسائل الإعلام الإسرائيلية.

كان الأمر عاديَّاً لو أنَّ بن اليعازر اكتفى بقوله إنَّ إسرائيل ستردُّ ردَّاً قاسياً في حال شنَّت إيران عليها هجوماً عسكرياً؛ أمَّا أن يقول إنَّها، أي إسرائيل، "ستُدمِّر إيران"، أو أنَّ ردها القاسي سيؤدِّي إلى "دمار الأمَّة الإيرانية"، فهذا ليس بالأمر العادي؛ لأنْ ليس غير معنى أن تردَّ إسرائيل بـ "ضربة نووية"، ولو كان الهجوم العسكري الإيراني (المستبعَد) بأسلحة تقليدية، كصواريخ أرض ـ أرض على وجه الخصوص. وكان ممكناً، أيضاً، أن ننظر إلى الأمر على أنَّه عادي، أو بين العادي وغير العادي، لو أنَّ بن اليعازر هدَّد بـ "تدمير إيران"، أي بتوجيه ضربة نووية إليها، إذا ما شنَّت على إسرائيل هجوماً بأسلحة كيميائية، أو بيولوجية، أو بالنوعين معاً، ما دامت غير ممتلكة بعد لأسلحة نووية.

وليس لديَّ شكٌّ في أنَّ إسرائيل قد أرسلت إلى إيران، في طريقة ما، رسالة تُخْبِرها فيها أنَّها تملك فعلاً ترسانة نووية، وأنَّها لن تتورَّع عن استخدامها ضد إيران في حال تعرُّضها لهجوم عسكري إيراني كبير، وموجِع، ولو كان بأسلحة غير نووية. وهذا إنَّما يعني أنَّ سبباً مشابها للسبب الذي حَمَل الولايات المتحدة على إلقاء قنبلتين ذرِّتين على هيروشيما وناكازاكي في اليابان (غير النووية) يمكن أن يَحْمِل إسرائيل على فعل الشيء نفسه ضدَّ إيران، فـ "القنبلة النووية الإسرائيلية" ليست سلاحاً للردع والتخويف فحسب، وإنَّما للاستعمال، ولو ضدَّ من لم يهاجمها بسلاحٍ مماثِل. وهنا، مكمن الخطر الأعظم، في هذا الكلام المنسوب إلى بن اليعازر؛ ولا بدَّ من مناقشة أبعاده، وتحديد موقف منه، في مجلس الأمن الدولي، فمواجهته بغير ذلك قد يغري إسرائيل باللجوء إلى "المحرقة النووية" في مواجهة أعداء لها لا يملكون شيئاً من السلاح النووي.

هذا التهديد غير العادي، أي "النووي" ضِمْناً، الذي أطلقه بن اليعازر، إنَّما يعني، إذا ما أخَذْنا بعين الاعتبار "صلته السببية" بتلك "التدريبات الدفاعية"، أنَّ حرباً جديدة توشك أن تندلع (ولن تكون، كلِّياً أو جزئياً، حرباً إسرائيلية ضدَّ إيران) وأنَّ إسرائيل قد قرَّرت تحذير إيران من مغبَّة أن تشارِكَ فيها ضدَّها، أي ضدَّ الدولة اليهودية، فالولايات المتحدة قد توجِّه ضربة عسكرية كبيرة لإيران، قد تَدْفَع طهران إلى إطلاق صواريخ على إسرائيل؛ وعليه كان لا بدَّ، إسرائيلياً، من هذا التحذير، وفي هذه اللهجة (النووية). وإسرائيل قد تشن حرباً ضدَّ حزب الله اللبناني وسورية (وقطاع غزة) فتضطَّر إيران إلى المشارَكة فيها بإطلاق صواريخ على إسرائيل، فكان لا بدَّ، أيضاً، من توجيه هذا التحذير، أو الإنذار، إليها.

ويكفي أن تشرع وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني تتحدَّث عن حلٍّ نهائي لا يمكن قبوله فلسطينياً في الوقت الحاضر حتى نَفْهَم حديثها هذا (أي حديث "الخطوط الحمراء" إسرائيلياً) على أنَّه إشارة إلى أنَّ "العربة"، أي هذا "الحل"، قد أُحْضِرت، وإلى أنَّ "الحصان" الذي سيجرها، أي الحرب بنتائجها التي تتوقَّعها وترغب فيها الولايات المتحدة وإسرائيل، آتٍ عمَّا قريب، فـ "أنابوليس"، الذي لم يؤدِّ إلى شيء حتى الآن، إنَّما عبَّد الطريق إلى "حرب"، يُتوقَّع لها، أمريكياً وإسرائيلياً، أن تتمخَّض عن نتائج، تُعبِّد الطريق إلى حلٍّ نهائي، لا يمكن قبوله فلسطينياً وعربياً في الوقت الحاضر، وكأنَّ "الشرق الأوسط الجديد"، الذي تسرَّعت رايس إذ توقَّعت أن يُوْلَد من رحم "حرب تموز ـ آب"، يراد له الآن أن يُوْلَد من حرب على نطاق الشرق الأوسط، فـ "السلسلة" لا تُقطَّع حلقة حلقة، وإنَّما بضربة واحدة، ومرَّة واحدة، و"الهوَّة السحيقة" لا يمكن اجتيازها خطوة خطوة، وإنَّما بقفزة واحدة لا غير.



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الغلاء يُولِّد الإضراب!
- -قرارٌ-.. أسأنا فهمه كثيراً!
- الجوع يَحْكُم العالَم!
- أهو حلٌّ قيد الطبخ؟!
- -نجاح- لم يُبْقِ من معنى ل -الفشل-!
- أذِلُّوهم بتجاهلهم!
- قمة بدأت أعمالها بعد إعلان نتائجها!
- القمة العربية الفضلى هي التي لم تُعْقَد بعد!
- إسرائيل في دستورها المقترَح!
- نَقْصُ -الجدل- أفْسَدَ كثيراً من التصوُّرات الكوزمولوجية!
- ال -B.B.C- تقود الحملة من أجل -حرِّية العبادة-!
- -البنوك الإسلامية-.. مصلحة رأسمالية في -أسْلَمَة- الرِبا!
- -داركولا- النفط العراقي!
- الدولار يغزو رواتبنا!
- لن -تُسْحَب-!
- ألمانيا مهدَّدة بما يتهدَّد إسرائيل!
- تخلُّف -السؤال-!
- ظاهرة -تمدُّد الكون-.. في تفسير افتراضي آخر!
- عمرو موسى يستأنف التشاؤم!
- -التجارة- و-السياسة-.. عربياً!


المزيد.....




- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جواد البشيتي - بن اليعازر يتكلَّم ب -لسان نووي-!