أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - جواد البشيتي - الدولار يغزو رواتبنا!














المزيد.....

الدولار يغزو رواتبنا!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 2225 - 2008 / 3 / 19 - 10:28
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


مَنْ يرَ مصيبة غيره تَهُنْ عليه مصيبته، فَلْنَرَ "مصيبة الرغيف" التي حلَّت بأشقَّائنا في مصر حتى نَحْمِد الله (الذي لا يُحْمَد على مكروه سواه) كثيراً، فنحن، بحسب هذه "النسبية الاقتصادية" اللعينة، في حال اقتصادية جيِّدة، ونعيش معيشة كريمة. ومن قبل، وبحسب "نسبية سياسية"، لعينة هي أيضاً، تضاءل كثيراً مَيْلنا إلى مزيدٍ من الحقوق والحرِّيات الديمقراطية والسياسية، وإلى الديمقراطية على وجه العموم، فـ "المثل الديمقراطي الأعلى"، أي العراق، أثَّر فينا تأثيراً مُنَفِّراً، فَلِمَ ننادي بـ "الديمقراطية"، وننحاز إليها، إذا ما كانت طريقاً إلى نار جهنَّم في نسختها الأرضية، أي العراقية؟!

لِنَظلَّ نَنْظُر إلى جوارنا، فإنَّ فيه خير عزاء لنا؛ ولكن، ألَمْ يُعَلِّمنا التاريخ أنَّ مَنْ يَخشَ صعود الجبال يَعِشْ أبد الدهر بين الحُفَر؟!

في "الدولار"، الذي تحميه "السياسة" أكثر من "الاقتصاد" حتى بات "عملة سياسية"، يكمن جزء كبير من أسباب ما حلَّ، ويحلُّ، بنا من مصائب اقتصادية، وإنْ سَمِعْتُم اقتصاديين أسماءهم أكبر من حجومهم يُحَدِّثونكم عن أهمية وضرورة ومزايا بقاء "الدينار الدولاري" في الحفظ والصون، وينفثون في روعكم أنَّ الطلاق بين الدينار والدولار سيأتينا بشرٍّ مستطير، ولن يكون في عواقبه ما يؤكِّد أنَّه أبغض الحلال.

إنَّهم يتغنون بمزية، أو فضيلة، السعر الثابت لصرف الدينار، نِسْبَةً إلى الدولار، فورقة المئة دولار تَعْدِل دائما سبعين دينار تقريباً، فما هي أهمية ذلك بالنسبة إلى القوَّة الشرائية لدينار المواطِن؟!

القيمة الثابتة للدينار بالنسبة إلى الدولار لا تعني أبداً تساوي مستوى المعيشة بين "المواطِن الدولاري" و"المواطِن الديناري"، فثمَّة هوَّة واسعة، وتتسع في استمرار، بين المستويين، ففي هذه المساواة (الشكلية) على المستوى النقدي نرى "اللا مساواة" في مستوى المعيشة بين المواطنيْن تتسع وتتعمق.

إذا أرَدتَّ معرفة أهمية وضرورة ومزايا العلاقة "السرمدية" بين الدينار والدولار فاذْهَبْ إلى السوق، واشْتَرِ ثلاثة أجناس من البضائع: بضاعة محلية، أي أردنية، وبضاعة أوروبية، وبضاعة من وطن الدولار. البضاعة الأردنية غاليةً، وتزداد غلاءً، ولو كانت لتلبية حاجة أساسية وأولية، كالحاجة إلى الطعام. إنَّها غالية، وتزداد غلاءً، بمعنيين، فسعرها (بالدينار) يرتفع في استمرار، و"نِسْبَة سعرها" إلى الراتب والأجر تَعْظُم في استمرار. البضاعة الأوروبية (المسعرَّة أو المقوَّمة باليورو) ولو كانت دواءً ارتفع سعرها كثيراً؛ لأنَّ سعر صرف "الدينار الدولاري" قد هبط، نِسْبَةً إلى اليورو، فكلَّما تراجع سعر صرف الدولار نِسْبَةً إلى اليورو تراجع سعر صرف الدينار نِسْبَةً إلى اليورو أيضاً، فدينارنا ودولارهم في الضرَّاء معاً، وليس في السرَّاء؛ لأنْ ليس من سرَّاء. أمَّا البضاعة الآتية إلى أسواقنا من وطن الدولار، فسعرها الديناري ارتفع ويرتفع (بسبب تضخُّم الدولار في موطنه) وإنْ أصبحت أرْخَص من مثيلتها الأوروبية.

"المواطِن الدولاري" لا يعاني كثيراً إذا ما تراجعت "القيمة البضاعية" لدولاره؛ لأنَّ الأجر، أو الراتب، الذي يتقاضاه يظلُّ قوياً في مواجهة التضخُّم والغلاء، فالمواطِن الديناري هو الذي يعاني، وتشتدُّ معاناته، من ذلك.

"المواطِن الديناري" مَجَّ سمعه هذا التغنِّي بالعلاقة بين الدينار والدولار، فما يهمه في منتهى البساطة، وهو الآتي: عدد دنانير راتبه أو أجره، و"القوَّة الشرائية" للدينار. إنَّه معنيٌ، في المقام الأوَّل، بـ "القيمة البضاعية (وليس الدولارية)" للدينار الذي في يده. ليس مهماً، بالنسبة إليه، "الوزن الدولاري" لديناره، ما دام "الوزن البضاعي" للدينار، ولراتبه، في تراجع مستمر ومتسارِع.

"الدينار" إنَّما هو "ورقة" ليس لها، في حدِّ ذاتها، من قيمة اقتصادية. إنَّ قيمتها متأتية من كونها "ورقة رسمية"، صادرة عن "الدولة"، يُقَرُّ فيها لحاملها، أو مقتنيها، بأنَّ له حقَّاً قانونياً في أن يحصل من خلالها على كمِّيَّة معيَّنة من البضائع. هنا، وهنا فحسب، تكمن القيمة الحقيقية والفعلية لهذه الورقة النقدية، كما تكمن القيمة الحقيقية والفعلية لكل نموٍّ ورقي للراتب، أو الأجر.

"بالون الراتب" انتفخ عندنا بعض الشيء، فإذا بـ "السيِّد دولار" و"السيِّد صاحب العمل"، الذي ربحه يزداد ويَعْظُم، حجماً ومعدَّلاً، يتضافران على تفريغ هذا البالون من كثير من هوائه. لو أنَّهم "أنْسنوا" الربح، ولو قليلاً، لانتفت الحاجة إلى تلك الزيادة الورقية في الراتب. إذا الحكومة أعطت "الاقتصاد الحر" مزيداً من "الجَزَر" فإنَّه "يتشيطن" لا محالة، ويغلب طبعه تطبعه؛ وإنْ لوَّحت له بـ "العصا" فيمكن، عندئذٍ، أن "يتأنسن" قليلاً، فزَرْع الرحمة في قلب هذا الاقتصاد إنَّما هو مطلب لا يُدرَك بالتمني!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لن -تُسْحَب-!
- ألمانيا مهدَّدة بما يتهدَّد إسرائيل!
- تخلُّف -السؤال-!
- ظاهرة -تمدُّد الكون-.. في تفسير افتراضي آخر!
- عمرو موسى يستأنف التشاؤم!
- -التجارة- و-السياسة-.. عربياً!
- الطريق إلى تحرير -القطاع-!
- -التهدئة- التي تريدها إسرائيل!
- عملية القدس الغربية.. سؤال ينتظر إجابة!
- لُغْز -الزمن-!
- -الشتاء الساخن-.. نتائج وتوقُّعات!
- عندما تتسلَّح -جرائم الحرب- ب -القانون الدولي-!
- حلٌّ جدير بالاهتمام!
- -ثقافة المقاومة- التي ينشرها -الجهاديون-!
- مادية وجدلية العلاقة بين -الكتلة- و-الفضاء-
- تعصُّب جديد قد ينفجر حروباً مدمِّرة!
- الموقع الإلكتروني للجريدة اليومية
- التلويح ب -كوسوفو-!
- مفاوضات أم جعجعة بلا طحين؟!
- مرض يدعى -المظهرية-!


المزيد.....




- الأسواق تعيد تسعير المخاطر.. ماذا عن الذهب والعملات المشفرة؟ ...
- من الذهب إلى النفط: كيف توظّف عقود الفروقات على السلع لحماية ...
- صندوق النقد الدولي يقر تمويلا بقيمة 1.3 مليار دولار لبنغلادي ...
- الاقتصاد السويدي ينمو أبطأ من المتوقع
- العراق يفتح الأجواء أمام حركة الملاحة الجوية الدولية
- رقم قياسي.. 25 مليون سرقة سنوية تزلزل قطاع التجزئة الألماني ...
- رئيس WEF: الوضع الجيوسياسي الحالي هو الأكثر تعقيدا منذ عقود ...
- صيف -ساخن- للاقتصاد الأميركي.. والقرار بيد باول
- إيفو: مناخ الأعمال في ألمانيا يصل إلى أعلى مستوى له منذ عام ...
- رويترز: -ديب سيك- تساعد الجيش الصيني وتتفادى قيود الصادرات ا ...


المزيد.....

- دولة المستثمرين ورجال الأعمال في مصر / إلهامي الميرغني
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / د. جاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - جواد البشيتي - الدولار يغزو رواتبنا!