أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - جواد البشيتي - طوفان التصويب وأحزاب سفينة نوح!














المزيد.....

طوفان التصويب وأحزاب سفينة نوح!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 2254 - 2008 / 4 / 17 - 10:44
المحور: المجتمع المدني
    


بعد رفع الدعم (الحكومي) عن السلع جاء رفع الدعم (الحكومي أيضاً) عن الأحزاب السياسية، فالسوقان الاقتصادية والسياسية تشهدان الآن عواقب "التضخم الركودي"!
زمن الأحزاب "الرخيصة" انقضى وولَّى، فسعر الحزب ارتفع مع ارتفاع أسعار سائر السلع.. كان 50 عضواً مؤسِّساً، فأصبح الآن، بعد، وبفضل، رفع الدعم الحكومي، 500 عضواً مؤسِّساً (10% للمحافظة من خمس محافظات على الأقل).
ومع هذا الغلاء، أو التضخم، في سعر الحزب، سنرى، أيضاً، أو من الآن وصاعداً، ظواهر الركود الحزبي والسياسي، فالأحزاب "غير الرخيصة"، والمرخَّصة بموجب قانون الأحزاب الجديد الرقم 19 لسنة 2007، لن تعرف طلباً شعبياً عليها، وعلى بضائعها الفكرية والسياسية؛ لأنَّها لا تلبِّي حاجة أوَّلية وأساسية لجمهور المستهلكين السياسيين، وأقرب إلى الكماليات منها إلى الضروريات.
الآن، انتهى الزحام، وأصبح عدد الأحزاب غير معيق للحركة، فكل حزب من أحزاب سفينة نوح (16 حزباً ناجياً من طوفان التصويب) سيرينا من الحركة، في هذا الفضاء المستوي المنبسط الإقليدي، ما يوافق قصوره الذاتي، أي أنه سيظل يسير إلى الأبد في خط مستقيم، وبسرعة ثابتة منتظمة.
نعرف أنَّ خير الكلام ما قلَّ ودل؛ ونؤمن بأنَّ خير الأحزاب ما قل ودل، فاختصار الأحزاب إنَّما هو من البلاغة في الحياة الحزبية السياسية؛ ولكننا كنا نفضِّل أن تختصر بحسب شريعة داروين، وليس بموجب ذاك القانون، فإطلاق المنافسة الحزبية السياسية بين عشرات ومئات الأحزاب السياسية، في سوق سياسية وفكرية يحكمها قانون العرض والطلب فحسب، كان سيؤدِّي، حتماً، إلى الاختصار الطبيعي، فالسمك الكبير سيلتهم السمك الصغير، وعلى أنقاض دكاكين عدة سينهض سوبر ماركت، أو مول، وسينتهي التطور الحزبي الدارويني إلى تأكيد ناموسه الأعظم، وهو "البقاء للأصلح". أمَّا هذا الذي انتهى إليه طوفان التصويب فإنما ينعى وفاة الحياة الحزبية، ويؤكِّد أنَّ البقاء لله فحسب، علماً أنَّ القانون الجديد، وإنصافا للحقيقة، لم يمت الحياة الحزبية وإنما دفنها بعد موتها بزمن طويل، عملاً بالمبدأ الأخلاقي الأول للموت، وهو "إكرام الميت بدفنه"!
وإذا كان من "حزب" لم يصوب أحواله بعد، ولن يصوبها أبداً، فهو "الحكومة"، التي لا تختلف عن الأحزاب المنحلة، قانونا، لجهة وزنها الشعبي ـ السياسي في خمس محافظات على الأقل.
الشعب، والحق يقال، في فراغ حزبي وسياسي لا مثيل له، فهو سياسياً لا يجد شبهاً له لا في الأحزاب، التي قضت نحبها، أو التي تنتظر، ولا في الحكومة، ولا في البرلمان، فتلك الأطراف في "سياحة سياسية" بين الشعب، الذي لا يكترث لسياسة حكومية أو حزبية لا تكون على هيئة الرغيف. وإذا دعي إلى المشاركة في الحياة السياسية العامة عند حلول موسمها، وهو الانتخابات النيابية، فهو يفضِّل أن تأتي مشاركته في حياة سياسية على شكل بقالة سياسية، فصوته الانتخابي يجب أن يجري في مجراه الطبيعي والمفيد، بحسب موازين ومعايير القانون الانتخابي، الذي يوسِّع الهوة بين المصالح الشخصية والفئوية الضيقة للناخب والمصالح العامة للشعب، فيمارس الناخبون حقهم الدستوري في انتخاب من يمثِّل غيرهم!

16 حزبا فازوا، أي نجوا؛ ولكن ليتريثوا قليلا في إقامة الأفراح، فالعجلة تورث الندامة، ولينتظروا موسم الحصاد، أي الانتخابات النيابية المقبلة، حتى يروا، من خلال نتائجها، أوزانهم الشعبية ـ السياسية الأرضية، أي الحقيقية، فمن لم يمت بطوفان التصويب سيموت بطوفان التصويت؛ وعندئذٍ، سنرى الأحياء من الأحزاب يحسدون الموتى منها، وسنرى "التصويب" على حقيقته.. تصويباً للسهم القاتل إلى ما بقي في حياتنا الحزبية من قلب ينبض.

وما دمنا نحب الاختصار، ونرى خير الكلام في ما قل ودل، أقول: خذوا منا "الخوف"، وأعطونا "الجدوى"، حتى نريكم من الحياة الحزبية والسياسية ما يسر الصديق ويغيظ العدى، فالأزمة التي لم تعالجها وزارة التنمية السياسية إنما هي أزمة من كلمتين "الخوف"، و"الجدوى"، فالمواطن ما زال يخشى عواقب الانتماء الحزبي الحر، وما زال غير مؤمن بجدوى الحزبية، فِلِمَ الحزب إذا ما انتهى حلم التداول السلمي والديمقراطي للسلطة إلى تحول الحزبية إلى حليف صغير وذليل للعشائرية من اجل أن يجلس زعيم الحزب على كرسي تحت قبة البرلمان؟!

إنَّ حزبية تتذيَّل للعشائرية طمعاً في كرسي نيابي يشبه سرير النوم لا تستحق أن تُقرأ الفاتحة لا على أمواتها من الأحياء، ولا على أحيائها من الموتى!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكامن في شروط إسرائيل -غير التعجيزية-!
- -أحكام عرفية- ضدَّ -الغلاء-!
- مأساة تَحْبَل بانفجار!
- -عالم شايلوك يهوه- أم -عالم شكسبير-؟!
- هل تَعْرِف مَنْ أنتَ؟!
- بن اليعازر يتكلَّم ب -لسان نووي-!
- الغلاء يُولِّد الإضراب!
- -قرارٌ-.. أسأنا فهمه كثيراً!
- الجوع يَحْكُم العالَم!
- أهو حلٌّ قيد الطبخ؟!
- -نجاح- لم يُبْقِ من معنى ل -الفشل-!
- أذِلُّوهم بتجاهلهم!
- قمة بدأت أعمالها بعد إعلان نتائجها!
- القمة العربية الفضلى هي التي لم تُعْقَد بعد!
- إسرائيل في دستورها المقترَح!
- نَقْصُ -الجدل- أفْسَدَ كثيراً من التصوُّرات الكوزمولوجية!
- ال -B.B.C- تقود الحملة من أجل -حرِّية العبادة-!
- -البنوك الإسلامية-.. مصلحة رأسمالية في -أسْلَمَة- الرِبا!
- -داركولا- النفط العراقي!
- الدولار يغزو رواتبنا!


المزيد.....




- -ارتكب أفعالا تنطوي على خيانة وطنه-..داخلية السعودية تعلن إع ...
- -حماس- تبدى موقفها من التقرير الاممي حول -الأونروا-وتحذر
- تحديث بشأن التحقيق حول مشاركة موظفين بالأونروا في هجوم حماس ...
- اعتقال المتهم الـ12 بالهجوم الإرهابي على مجمّع -كروكوس- في م ...
- غزة.. فضحت -حرية التعبير- الغربية وسخّفت تهمة -معاداة السامي ...
- -حماس- تحذر من وصاية أي جسم دولي على -الأونروا- كبديل عن الأ ...
- حماس تحذر من أي بديل عن الأمم المتحدة للإشراف على الأونروا
- حملة اغتيالات واعتقالات جديدة في الضفة الغربية
- قصف واشتباك مسلح.. ارتفاع حصيلة القتلى في غزة واعتقالات بالض ...
- اعتقال 8480 فلسطينا بالضفة الغربية منذ 7 أكتوبر


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - جواد البشيتي - طوفان التصويب وأحزاب سفينة نوح!