أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضي السماك - بين الكاريكاتير.. والنكتة السياسية














المزيد.....

بين الكاريكاتير.. والنكتة السياسية


رضي السماك

الحوار المتمدن-العدد: 2278 - 2008 / 5 / 11 - 11:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا أحد يعلم بالضبط ما هو المستقبل الذي ينتظر الكاريكاتير السياسي الصحفي اذا ما غاب الجيل الحالي المتبقي من مبدعي الكاريكاتير العرب الكبار واستمرت هذه الحال من التدهور والركاكة والاسفاف لرسومات أغلب الرسامين الشباب الجدد، بل المخضرمين (من أعمار سن الثلاثينيات والاربعينيات مثلا). فما خلا استثناءات محدودة جدا من هاتين الفئتين العمريتين فإن الغالبية العظمى من رسامي الكاريكاتير الشباب والمخضرمين هم دون المستوى المطلوب من الثقافة والابداع في رسم الكاريكاتير السياسي. وتنذر المشكلة بتعاظم المأساة إذا ما علمنا بأن قلة من الفنانين الشباب اليوم هم من يستهويهم فن الكاريكاتير السياسي، رغم أهميته الفائقة في النقد السياسي والقدرة على تجاوز الخطوط الحمراء لهوامش حرية التعبير في كل البلدان العربية مقارنة بصعوبة تجاوز هذه الخطوط في الكتابة السياسية.
ان ندرة رسامي الكاريكاتير السياسي المبدعين من ذوي الثقافة السياسية الرفيعة ان هي إلا امتداد لمأساة عزوف شباب اليوم عن هذه الثقافة بمختلف ضروبها، وهذه واحدة من ابرز سمات التردي الحالي للمرحلة الراهنة التي نجتازها والتي تعاني منها كل الحركات السياسية العربية. لقد كان واحدا من ابرز وسائل ابداع التعليق المصاحب للكاريكاتير السياسي توظيف مقاطع من الاغاني الشهيرة لكبار مشاهير الفنانين العرب كأم كلثوم وفيروز وعبدالحليم حافظ، وشادية ومحمد عبدالوهاب، وناظم الغزالي، وفريد الاطرش وغيرهم في التعليق الموشى في تلك الرسوم مما يضفي على الكاريكاتير نكهة سياسية باعثة على الضحك من شر بلية موضوع رسمة الكاريكاتير.
ولكن اليوم لم يعد أحد من جيل الشباب والمخضرمين يتذوق هذا الاسلوب في فن الكاريكاتير، لا بل يجهل معظمه تلك الاغنيات المشهورة كما يجهل مغنيها الكبار. وفي المقابل لا توجد من بين اغاني المطربين الشباب والمخضرمين اغنيات ابداعية ثرية في الكلمات واللحن المرهف الجميل يمكن الاستعانة بها سواء من قبل جيل رسامي الكاريكاتير المبدعين الكبار ام من جيل الشباب والمخضرمين، حتى اضحى من يستخدم هذا الاسلوب اليوم من جيل الاوائل المتبقين مغتربا في رسومه اللهم القراء والمثقفين من ابناء جيله.. وبالتالي فهذا الأسلوب لتوظيف الاغنية في فن الكاريكاتير السياسي آخذ بدوره في الانقراض، وهو الأسلوب الذي يكاد العرب يتفردون فيه بين فناني الكاريكاتير السياسي العالميين.
ولربما لمسنا شيئا من التعويض عن هذا الانحسار الذي يشهده فن الكاريكاتير السياسي الرفيع في ظاهرة انتشار وشيوع النكتة السياسية على نطاق واسع في العالم العربي بعدما كانت تكاد تقتصر طوال عقود طويلة على المصريين المعروفين بريادتهم العربية والعالمية في هذا الفن الأدبي الشعبي بفضل سليقتهم وفطرتهم الاجتماعية التي جبلوا عليها قرونا طويلة. ومن الواضح ان ثمة تطورا غير مسبوق تشهده كل الأقطار العربية لذيوع النكتة السياسية الشعبية اللاذعة التي تعبر عن هموم رجل الشارع العربي أو عن الشرائح والطبقات المسحوقة، وقد تعاظم هذا الانتشار للنكتة السياسية بتعاظم الأزمات المزمنة التي تعاني منها الشعوب العربية بما في ذلك اشتداد وسائل قمع ومصادرة حقوقها وحرياتها السياسية والاجتماعية وخلافها.
وكلما كانت النكتة صادرة من القلب وقريبة من نبض المطحونين والمقموعين أو لنقل صادرة عن معاناة حقيقية لمبدعيها كانت صادقة ومعبرة، ولاسيما اذا ما كان صاحبها يتمتع بدرجة معقولة من الموهبة والوعي السياسي الشعبي والخفة. واذا كان الكاريكاتير السياسي متداولا أكثر بين القراء والمثقفين على اختلاف مستوياتهم فإن ميزة النكتة السياسية تكمن في قابلية شيوعها وتذوقها بين مختلف اوسع شرائح وفئات الشعب من أميين ومتعلمين ومثقفين على اختلاف مستوياتهم الثقافية والاجتماعية. ولعل اختراع وسائل الاتصال الجديدة، من انترنيت وموبايل على وجه الخصوص، ساهم في ازدياد شيوع النكتة في وقتنا الراهن قياسا بشيوعها المحدود أو البطيء قبل اختراع هاتين الوسيلتين الاتصاليتين.
كما ان مضمون النكتة ومدى مغزاها البليغ يعتمد على مستوى ثقافة مؤلفها او مبدعها، وبالتالي فهي تتنوع وتتفاوت في رسالتها السياسية تبعا لذلك، مثلها في ذلك مثل الأمثال الشعبية والفصحى. والحال ان النكتة السياسية غدت ليست وسيلة من وسائل التنفيس عن الاحتقان والكبت السياسي للمواطن العربي المقهور فحسب، بل يمكن ان تكون أداة مهمة في الاحتجاج السياسي مع تعاظم تهميش وقهر هذا المواطن ولاسيما إذا ما استطاعت وسائل الاعلام الجماهيرية من صحافة واذاعة وتلفزيون فضلا عن الجمعيات السياسية ومؤسسات المجتمع المدني، ايلاء الاهتمام بالنكتة السياسية من خلال تنظيم البرامج والمسابقات الخاصة بها بغرض تشجيعها وتطويرها وتفعيل دورها في الترويح عن هموم المواطن العربي المقهور.. أضحككم الله جميعا.. وبيّاكم.



#رضي_السماك (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العرب والرئاسة القبرصية الجديدة
- الأردن ومكافحة الغلاء
- عيد العمال العالمي والتأمين ضد التعطل
- الوفاق« بين الأداءَين الانتخابي والبرلماني
- المساعدة الإيرانية لحماس
- الجدار الأمني الإسرائيلي
- إدوارد سعــــيد
- أزمة اليسار
- الدول العربية وآفاق الإصلاح السياسي
- جار الله عمر
- متى يعلنون وفاته
- معوقات النضال الفلسطيني
- مستقبل الجمعيات السياسية
- المرأة والحقوق السياسية
- بين العريض والجواهري
- المشاركة والمقاطعة
- ملف حقوق الإنسان
- دور المستقلين في الحياة السياسية البحرينية
- فضاءات
- آفاق تطوير الشفافية


المزيد.....




- -لم أستطع تجاوز الأمر-.. روبرت إيفريت يقول إنه طُرد من مسلسل ...
- بركان بروسيا يثور بعد قرون من السكون.. هل الزلزال هو السبب؟ ...
- غارات إسرائيلية تستهدف مقر الهلال الأحمر الفلسطيني في غزة
- لبنان على مفترق حاسم حول ملف السلاح.. وزير العدل: لن نسمح ل ...
- تصعيد جديد في السويداء.. خرق لوقف إطلاق النار ووضع إنساني يت ...
- البطاطا تنحدر من الطماطم! .. كشف أصل غذاء البشر الرئيسي
- صحف عالمية: البحث عن طعام قاتل كما الجوع بغزة ومفتاح الحل مع ...
- أسانج يشارك في مسيرة حاشدة مؤيدة للفلسطينيين في سيدني
- مناورات بحرية روسية صينية في بحر اليابان
- مسيرات في الضفة تضامنا مع غزة وبن غفير يجدد دعوته لاحتلال ال ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضي السماك - بين الكاريكاتير.. والنكتة السياسية