أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - رضي السماك - الجدار الأمني الإسرائيلي














المزيد.....

الجدار الأمني الإسرائيلي


رضي السماك

الحوار المتمدن-العدد: 654 - 2003 / 11 / 16 - 03:00
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


أرادت إسرائيل من تشييد الجدار الأمني العازل بينها وبين الضفة الغربية أن يكون بمثابة الحصن الذي يحميها من العمليات "الاستشهادية" الفلسطينية، وكل أشكال عمليات المقاومة المسلحة لكن لا إسرائيل ولا

حلفاءها الغربيين وعلى رأسهم الولايات المتحدة بل المجتمع الدولي برمته يعلمون بأن إسرائيل بتشييدها هذا الجدار العازل تضع عمليا من حيث لا تعي خير رمز مجسم يعبر بدلالة مكثفة ليس فقط عن سياستها وممارساتها العنصرية تجاه الفلسطينيين بل وعن عزلتها عن المحيط الإقليمي الذي تعيش فيه، فعلاوة على أن هذا الجدار الأسطورة الخرافي لن يحمي بأي حال من الأحوال أزمة أمن الدولة العبرية أو على الأصح وساوسها الأمنية في ظل استمرار احتلالها أراضي عام 1967 وتنكرها لاستحقاقات "أوسلو" رغم ما يشوبها من ثغرات خطيرة مجحفة بالحد الأدنى من الحقوق العادلة للشعب الفلسطيني المقرة والمكفولة وفق قرارات ومواثيق الشرعية الدولية. كما ولن يكون هذا الجدار بأحسن حال من خط بارليف على الضفة الشرقية لقناة السويس والذي شيّد تحت شعار "الحدود الآمنة" ثم حطم الجندي المصري أسطورته في دقائق من يوم رمضاني عام 1973، فإن كل متأمل للجدار سيجد كم أنه يعبر عن فشل الدولة الصهيونية منذ نحو 55 عاما في الاندماج والتآلف والوئام مع محيطها الإقليمي الآسيوي العربي بما يعني أنها مازالت عاجزة عن أن تكون غير جسم غريب شاذ ومنبوذ في وسط هذا المحيط العربي. لكن لا أحد اليوم في المجتمع الدولي يتأمل في أمر هذه الحالة المرضية لهذه الدولة التي لا مثيل لها في التاريخ والجغرافيا السياسية، إذ لا يوجد في العالم كله دولة تظل منذ نشأتها وعلى مدى 55 عاما لا تتمتع بعلاقات طبيعية مع دول الجوار التي تحيطها، فحتى علاقاتها الرسمية مع اثنتين من هذه الدول العربية (مصر والأردن) تحكمها نظرة الشك والريبة المتبادلة على المستوى الرسمي ناهيك عن الصعيد الشعبي حيث تجد بعثتاها في هذين البلدين العربيين في أحسن الأحوال صدا ومقاطعة شاملة في كل ما يتعلق بأنشطة وفعاليات هاتين البعثتين أو فيما يتعلق بالفعاليات والأنشطة المحلية الوطنية العامة من ثقافية وسياسية التي يدعى إليها عادة مختلف السفراء والبعثات الدبلوماسية. ما معنى ذلك؟ معنى ذلك أن هذه الدولة ليست في وارد الخروج من عزلتها أو عالم الأساطير الصهيونية الذي يستبد بها ويجعلها متعالية على المحيط الإقليمي الذي زرعت فيه نفسها بالقوة بمساعدة حلفائها الدوليين وعلى وجه الخصوص بريطانيا وأمريكا ومعنى ذلك وبسكوت المجتمع الدولي وعلى رأسه الولايات المتحدة وعدم ممارسة ضغوطه الكافية لحمل إسرائيل على التراجع عن مشروع جدارها الأمني لا يشجعها ضمنيا على المضي قدما فيه بل لا يتساءل عن مدى شرعية هذه الدولة وتمتعها بمقعد في الأسرة الدولية. لماذا لا أحد يتساءل مع سر عجز هذه "الدولة" عن الاندماج في محيطها الإقليمي شاذة بذلك عن دول العالم بأسره رغم مضي أكثر من نصف قرن على إنشائها؟ تشير آخر التقديرات إلى أن الجدار سيكلف إسرائيل ملياري دولار لكن لا أحد في العالم تساءل عن عبثية هذه الأموال الطائلة التي تنفقها دولة لإرضاء نزوة وساوسها العنصرية في ظل مكابرتها بعدم الانسحاب والاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير والدولة ذات السيادة، لكن من يحمل المجتمع الدولي والولايات المتحدة على الاعتراف بعبثية الجدار وعدم شرعيته وما يرمز إليه من عزلة هذه الدولة العنصرية المسخ والضغوط عليها للتراجع عنه مادام العرب مازالوا سادرين في هذه الحال المأساوية الكارثية من الوهن والهوان؟!

 



#رضي_السماك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إدوارد سعــــيد
- أزمة اليسار
- الدول العربية وآفاق الإصلاح السياسي
- جار الله عمر
- متى يعلنون وفاته
- معوقات النضال الفلسطيني
- مستقبل الجمعيات السياسية
- المرأة والحقوق السياسية
- بين العريض والجواهري
- المشاركة والمقاطعة
- ملف حقوق الإنسان
- دور المستقلين في الحياة السياسية البحرينية
- فضاءات
- آفاق تطوير الشفافية
- ثلاثة أفلام وقضية واحدة
- عيد العمال
- ندوة طهران
- تاريخ الحركة النقابية في البحرين


المزيد.....




- فيديو مخيف يظهر لحظة هبوب إعصار مدمر في الصين.. شاهد ما حدث ...
- السيسي يلوم المصريين: بتدخلوا أولادكم آداب وتجارة وحقوق طب ه ...
- ألمانيا تواجه موجة من تهديدات التجسس من روسيا والصين
- أكسيوس: لأول مرة منذ بدء الحرب.. إسرائيل منفتحة على مناقشة - ...
- عباس: واشنطن هي الوحيدة القادرة على إيقاف اجتياح رفح
- نائبة مصرية تتهم شركة ألبان عالمية بازدواجية المعايير
- -سرايا القدس- تعرض تجهيزها الصواريخ وقصف مستوطنات غلاف غزة ( ...
- القوات الأمريكية تلقي مساعدات منتهية الصلاحية للفلسطينيين في ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا القصف الإسرائيلي
- وسائل إعلام تشيد بقدرات القوات الروسية ووتيرة تطورها


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - رضي السماك - الجدار الأمني الإسرائيلي