أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - رضي السماك - المشاركة والمقاطعة














المزيد.....

المشاركة والمقاطعة


رضي السماك

الحوار المتمدن-العدد: 189 - 2002 / 7 / 14 - 09:18
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


البحرين

 


ليس السؤال الآني الـمُلح في اللحظة التاريخية الراهنة: هل نشارك في الانتخابات النيابية الوشيكة أم نقاطعها؟ سؤال كهذا عديم الجدوى حتى لو امتلك أصحابه الاجابة عنه ما لم يقترن في كلتا الحالتين - المشاركة أو المقاطعة - بسؤال مزدوج آخر يتبعه بكل وضوح ودون تهرب أو القفز عليه الى المجهول وهو: ثم ماذا بعد المشاركة؟ وثم ماذا بعد المقاطعة؟!
وأكاد أجزم مقدما بأن من يأخذون بموقف المشاركة يمتلكون بديلا واقعيا متماسكا لآفاق العمل السياسي وتطوير العملية الديمقراطية أكثر مما يمتلكه الذين يأخذون بموقف المقاطعة ومعهم المتذبذبون أو المناورون حاليا، أي الذين ينحون الى لغة المقاطعين المتشددة دون تحديد موقف واضح من المشاركة وهم يخفون أو يؤجلون ورقة قرار المشاركة في جيوبهم إما لمسايرة أمزجة فئات من الجماهير المحبطة التي تم تثبيط عزائمها مقدما، وإما كمزايدة لكسب نقاط على القوى التي أعلنت بوضوح قرار المشاركة. وهذه مغامرة أقرب الى المقامرة. ففي كل الأحوال فإن المقاطعين والمتذبذبين والمناورين لا يفعلون في هذا الوقت القصير الضائع المتبقي عن المعركة الانتخابية سوى اضاعة المزيد من هذا الوقت القصير واضافة المزيد من الاحباط والبلبلة في صفوف الجماهير المحسوبين انتخابيا كما يفترض على تلك القوى المقاطعة والمتذبذبة والمناورة فيما لو قررت بوضوح المشاركة، ولن يعني اضاعة المزيد من الوقت القصير أصلا واضافة المزيد من تثبيط عزائم الناخبين الذين يفترض أن تعبر عنهم هذه القوى سوى بلبلة هؤلاء الناخبين وخسران أصوات أقسام واسعة منهم ساعة العملية الانتخابية وذلك حينما يقرر المتذبذبون والمناورون المشاركة بينما أخذ الاحباط من ناخبيهم مأخذه فيقررون العزوف عن المشاركة.
ان المقاطعين والمتذبذبين والمناورين مطالبون أمام جماهيرهم بالاجابة الفورية عن سؤال مركزي محوري: ثم ماذا بعد المقاطعة؟ هل يستطيع قرار المقاطعة في اللحظة التاريخية الراهنة بظروفها وملابساتها السياسية المعقدة محليا واقليميا ان يحشد حوله أوسع اصطفاف جماهيري وطني يمثل أكبر فئات الطائفتين وطنيا واسلاميا؟ دون الاجابة بالايجاب عن هذا السؤال تغدو المقاطعة عمليا - مهما كانت حسن نواياها ومهما كانت شعاراتها الديمقراطية أو الإسلامية - انقسامية وخطيرة ستؤدي في الظروف الراهنة - شاء من شاء وأبى من أبى - الى استقطاب طائفي ثنائي حاد غير مقبول. والعكس صحيح فإن قرار المشاركة - مهما كانت المآخذ أو التحفظات على الدستور الجديد أو القوانين الانتخابية - هو القرار الوحيد في الظروف الراهنة والمعقدة الذي يسمح بالتفاف أعرض تيار اسلامي ووطني من الطائفتين، وهو القرار الوحيد الذي يسمح ببديل يجمع قوى الطائفتين للعمل المشترك من أجل التغيير السياسي باتجاه تطوير العملية الديمقراطية وتصحيح مساراتها وازالة شوائبها مهما كانت الصعوبات والمعوقات التي تبدو في الأفق كابحة لعملية التطوير هذه، وهنا تبرز مهارة السياسي وذكاؤه في دخول اللعبة السياسية ليس فقط بقوانينها الميسرة، بل ان المهارة الحقيقية يبرز ذكاء صاحبها أكبر في أكثر القوانين صعوبة.
لا أحد يقلل من وجاهة العديد من النقاط التي يثيرها أصحاب موقف المقاطعة بل يشاركهم فيها حتى أصحاب موقف المشاركة لكن ما يحصل الآن ليس سوى اعادة توزيع جديدة على نفس لحن المعزوفة حول الدستور الجديد غداة صدوره في فبراير الماضي وإعادة توزيع لحن جديدة أيضا لنفس المعزوفة حول القوانين البلدية دون أن يقترب أحد من عمل موسيقي جديد حول البديل التوحيدي مهما كانت صعوباته لا البديل الانقسامي مهما كان حسن نوايا مبرراته، والتجارب التاريخية لشعبنا أثبتت ان ما من حركة تغيير سياسية نجحت في ظل شرذمة طائفية أو وطنية لكن ما أكثر الدروس والعبر وما أقل الاتعاظ.

 



#رضي_السماك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملف حقوق الإنسان
- دور المستقلين في الحياة السياسية البحرينية
- فضاءات
- آفاق تطوير الشفافية
- ثلاثة أفلام وقضية واحدة
- عيد العمال
- ندوة طهران
- تاريخ الحركة النقابية في البحرين


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - رضي السماك - المشاركة والمقاطعة