أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - رضي السماك - دور المستقلين في الحياة السياسية البحرينية














المزيد.....

دور المستقلين في الحياة السياسية البحرينية


رضي السماك

الحوار المتمدن-العدد: 166 - 2002 / 6 / 20 - 07:01
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


"النهار"

الخميس 20 حزيران 2002

 

لعل من الدروس المهمة المستفادة من الانتخابات البلدية البحرينية ظاهرة غياب المستقلين بالمعنى السياسي الدقيق، اذ سادت ساحة المعركة الانتخابية الاستقطابات السياسية الحادة المعروفة، فالمرشحون موزعون في غالبيتهم على الانتماءات والولاءات الحزبية، اما من أُطلق عليهم اسم المستقلين فمعظمهم مستقلون غير مسيّسين. ولا شك في ان هذه الظاهرة سيكون لها مغزاها الخاص على تركيبة المجالس البلدية المقبلة.

ومن المفيد ان نشير سريعاً الى الدور المهم الذي يلعبه المستقلون في الحياة السياسية لاي بلد خصوصاً حيث يطغى طابع الانقسامات والاستقطابات الحادة الحزبية كما هي الحال في الاقطار العربية وضمنها البحرين.

ففي غياب الديموقراطية عن الاحزاب السياسية على اختلاف توجهاتها الايديولوجية، من قومية وماركسية واسلامية وليبرالية... الخ، وبخاصة تلك التي تسودها ظاهرة الزعيم وعبادة الفرد، وفي ظل تطاحن هذه الاحزاب في ما بينها، ومن ضمنها احزاب التيار الواحد، ومن ثم غياب العقلانية والموضوعية في الكثير من مواقفها في خضم المواجهات المتضادة... في ظل كل ذلك فإن الشخصيات المستقلة بحيادها ونزاهتها الوطنية وتجردها تستطيع التقريب والتوفيق بين الاحزاب المتصارعة ولاسيما المنحدرة من تيار فكري واحد، ومن ثم تكون بمثابة جسر لردم الهوة بينها، بل تستطيع في مثل هذه الاجواء بهدوئها وعقلانيتها وبعدها عن التعصب الحزبي المقيت تبني الموقف الصائب والقرار العقلاني للخروج من الازمة السياسية الناشبة بين الاحزاب المتصارعة او الموقف المطلوب اتخاذه حيال السلطة القائمة او المشكلة الناشئة.

إن النماذج على هذه الادوار التي لعبتها رموز وشخصيات سياسية في الساحات السياسية العربية اكثر من ان تُعد او تُحصى. وبقدر ما تتمتع هذه الرموز بالوعي السياسي والفكري الرفيع والنزاهة والتجرد وبشيء من "الكاريزما" الشعبية بقدر ما يعظم تأثير دورها في هذا الصدد.

وقد لعب المستقلون في حياتنا السياسية ادواراً مهمة في محطات عديدة من الحركة السياسية - وضمنها الحركة الديموقراطية موضع حديثنا - ونكتفي هنا بالاشارة الى ثلاث محطات:

الاولى: في انتخابات المجلس التأسيسي حيث كان للمستقلين دور مهم بافكارهم النيّرة سواء بموقف المشاركة في الانتخابات التي قاطعتها كل التنظيمات الايديولوجية السرية المعارضة، أم داخل المجلس نفسه عبر الحوارات البناءة والافكار القيّمة في مناقشة الدستور الذي جاء نقطة تقاطع في تعبيره عن الحد الادنى لضمير الشعب وروحه وتطلعاته الديموقراطية. ومن المفارقات ان جميع التيارات الايديولوجية تتباكى عليه حالياً.

بل أكاد أجزم أن الدولة كانت لدى اختيارها الاعضاء المعينين في المجلس المذكور حينئذ اكثر توفيقاً من اختيارها اعضاء مجلس الشورى من حيث الكفاءة والاستقلالية، ولو النسبية، والتمتع بشيء من الشعبية. فقد لعب عدد من هؤلاء المعينين المستقلين داخل المجلس التأسيسي دوراً مهماً نحو خروج الدستور بذلك المستوى المتقدم. وهو دور ينبغي انصافه تاريخياً. ولك ان تتخيل شكل دستور 1973 لولا دور المستقلين المنتخبين والمعينين.

الثانية: انتخابات 1973 البرلمانية حيث كان للمستقلين دور مهم سواء من حيث مؤازرة القوى السياسية التي اقتنعت بالمشاركة في ظل مقاطعة قوة سياسية مهمة تحرض الجماهير على المقاطعة، أم داخل المجلس نفسه. وشكّل هؤلاء نحو نصف "كتلة الشعب" او اكثر. وكان لافكارهم دور مهم في صوغ برنامجه الوطني العريض المستقل. وكذلك الحال في ما يتعلق بالنواب الذين نزلوا بصفة شخصية مستقلة.

الثالثة: في التسعينات، حيث كان للمستقلين دورهم المعروف والمشهود في حركة العريضة الدستورية وعقلنة التيارات الحزبية التي تقود تلك الحركة ولاسيما الاسلامية قدر المستطاع.

اما بعد الميثاق الوطني والانفراج فتكاد تخلو الساحة من ثقل المستقلين في صفوف كل التيارات. وبعض العناصر المستقلة (في صفوف جميع التيارات تقريباً) ولاسيما تلك المشهود لها بالكفاءة والدور الوطني التاريخي راحت، في تقديري، ويا للاسف، ضحية حسابات خاطئة بنيات حسنة حينما انخرطت بمحض ارادتها في أطر علنية حسبتها توحيدية لقوى التيار الذي تنتسب اليه، ثم اكتشفت ان هذه الاطر خاضعة لنفوذ ساحق لقوة حزبية قديمة، وان الاطار الجديد مجيّر بالكامل لـ"أجندة" هذه القوة القديمة ومناوراتها في صراعاتها مع قوى حزبية منافسة لها. فكان ان لحقها التهميش المؤسف وضاع دورها المستقل الفاعل بسبب هذا الاطار الضيق الذي حُشرت فيه رغم أنها لعبت ادواراً تاريخية أعظم في فترة استقلاليتها.

وبسبب غياب المستقلين من اسلاميين ووطنيين وليبراليين خلال هذه المرحلة غابت الوجوه المستقلة عن الانتخابات البلدية، وهو غياب سيؤثّر بلا ريب على تركيبة المجالس المقبلة ودورها والتي يسودها تقريباً تيار واحد بشقيه!



#رضي_السماك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فضاءات
- آفاق تطوير الشفافية
- ثلاثة أفلام وقضية واحدة
- عيد العمال
- ندوة طهران
- تاريخ الحركة النقابية في البحرين


المزيد.....




- هل كان بحوزة الرجل الذي دخل إلى قنصلية إيران في فرنسا متفجرا ...
- إسرائيل تعلن دخول 276 شاحنة مساعدات إلى غزة الجمعة
- شاهد اللحظات الأولى بعد دخول رجل يحمل قنبلة الى قنصلية إيران ...
- قراصنة -أنونيموس- يعلنون اختراقهم قاعدة بيانات للجيش الإسرائ ...
- كيف أدّت حادثة طعن أسقف في كنيسة أشورية في سيدني إلى تصاعد ا ...
- هل يزعم الغرب أن الصين تنتج فائضا عن حاجتها بينما يشكو عماله ...
- الأزمة الإيرانية لا يجب أن تنسينا كارثة غزة – الغارديان
- مقتل 8 أشخاص وإصابة آخرين إثر هجوم صاروخي على منطقة دنيبرو ب ...
- مشاهد رائعة لثوران بركان في إيسلندا على خلفية ظاهرة الشفق ال ...
- روسيا تتوعد بالرد في حال مصادرة الغرب لأصولها المجمدة


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - رضي السماك - دور المستقلين في الحياة السياسية البحرينية