أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - رضي السماك - المساعدة الإيرانية لحماس














المزيد.....

المساعدة الإيرانية لحماس


رضي السماك

الحوار المتمدن-العدد: 1528 - 2006 / 4 / 22 - 10:21
المحور: القضية الفلسطينية
    


الكل مدرك للمأزق الذي وجدت حركة حماس نفسها فيه بعد فوزها انتخابياً واستلامها السلطة الفلسطينية منفردة.. فاللعبة السياسية خارج السلطة على ساحة المعارضة سهلة ولا تكلف شيئاً بينما ممارسة اللعبة السياسية على ملعب السلطة المحكوم بتوازنات محلية واقليمية ودولية دقيقة واستحقاقات امام الشعب بجميع فئاته هي بحاجة الى عقلية وطنية مرنة لا تنفعها الشعارات الحماسية. لكن ان يسارع المجتمع الدولي وعلى رأسه الولايات المتحدة واللجنة الرباعية الاوروبية والامم المتحدة بمقاطعة السلطة الجديدة وممارسة الضغوط المالية عليها عقاباً لها على عدم تخليها عن شعاراتها المتشددة بالسرعة الممكنة بين عشية وضحاها انما هو عقاب لشعب بأكمله. كما ان هذه الضغوط والخناق الذي يمارس على هذه السلطة لن يُسهم في حل مأزقها أو مأزق الشعب الفلسطيني بافتقاده لسلطة وطنية تمثل مختلف فئاته وتتفهم كيفية التعبير عن احتياجاته على الصعيدين العربي والدولي بل ستعزز موقف حركة حماس وتدفعها الى المزيد من التشدد وتكسبها المزيد من الالتفاف الشعبي حولها باعتبارها شهيدة المؤامرات الدولية وضحية تمسكها بثوابتها الوطنية التي انتخبها الشعب على أساس شعاراتها. اكثر من ذلك وبسبب هذا التفرج الذي تمارسه الانظمة العربية تجاه مأزق سلطة حماس المالي والسياسي دون ان تبذل أقصى جهود ممكنة للاخذ بيدها ومساعدتها لاخراجها منه ولو تدريجياً فإن ذلك دفع حماس للارتماء اكثر في احضان حليفها الاقليمي الطبيعي الا وهو الجمهورية الاسلامية الايرانية التي وجدت هذا المأزق فرصتها الذهبية للتعبير عن معركتها الخارجية المقدسة لتحرير فلسطين والتي جعلت منها قضيتها الاساسية التي لا تعلوها أي قضية، داخلية كانت ام خارجية، ولتكون المعادل الايديولوجي لعسكرة اقتصادها وانفاقها الباذخ على التسلح بلا حدود مهما استنزف من اموال شعبها المأزوم معيشياً فقد اعلنت طهران منح حماس 50 مليون دولار تعويضاً عن انقطاع مساعدات الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة. وبطبيعة الحال فإن هذا القرار له تبعاته السياسية إن على الصعيد الايراني الداخلي وإن على صعيد علاقات حماس بالقوى الدولية وبالدول العربية، ففيما يتعلق بالصعيد الداخلي فإن هذه المعونة السخية التي تقدمها طهران لحماس في أوج ازمات شعبها المعيشية والاقتصادية والاسكانية والخدمية ستثير حفيظة قطاعات واسعة منه التي ستختزن هذه الحفيظة في نفسها لتنعكس مستقبلاً في صورة نقمة على أي علاقات تعاون حميمة بين بلادها والدول العربية سواء في ظل النظام الحالي ام في ظل أي نظام مقبل، تماماً كما هي المرارة التي مازالت تختزنها حتى الآن قطاعات واسعة من الشعب الروسي ضد العرب انتقاماً من الانفاق السوفيتي السخي على حلفائه العرب في صورة مساعدات وقروض عسكرية واقتصادية وثقافية وعلمية وثقافية ميسرة لم يتم استردادها بعد، حتى لو لم يكن للشعوب العربية ذنب في ذلك الانفاق ولم تستفد منه بسبب فساد الدول «الاشتراكية« العربية اللهم أدنى القليل من الاستفادة. اما فيما يتعلق بعلاقات حماس بالقوى الدولية والدول العربية فإن حماس ستكون ملزمة أدبياً بمحاباة الحليف الايراني الذي كسر الجميل عليها ومن ثم مسايرته في كل مواقفه بلا حدود مما يضيق مساحة حرية تحركها باستقلالية تامة سواء في علاقاتها مع الدول العربية ام في علاقاتها مع الدول الغربية. ولما كانت علاقات ايران في الظروف الراهنة الدقيقة مع دول الجوار العربي وعلى رأسها العراق تمر باشكالية عنوانها التورط أو التدخل في الشأن الداخلي لهذا البلد فضلاً عن علاقاتها المأزومة مع الدول الغربية الكبرى فإن كل ذلك سينعكس على علاقات سلطة حماس مع القوى الدولية والدول العربية على السواء. والحال لا مخرج من هذه الازمة سوى بتشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية بأسرع وقت ممكن واعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية.



#رضي_السماك (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجدار الأمني الإسرائيلي
- إدوارد سعــــيد
- أزمة اليسار
- الدول العربية وآفاق الإصلاح السياسي
- جار الله عمر
- متى يعلنون وفاته
- معوقات النضال الفلسطيني
- مستقبل الجمعيات السياسية
- المرأة والحقوق السياسية
- بين العريض والجواهري
- المشاركة والمقاطعة
- ملف حقوق الإنسان
- دور المستقلين في الحياة السياسية البحرينية
- فضاءات
- آفاق تطوير الشفافية
- ثلاثة أفلام وقضية واحدة
- عيد العمال
- ندوة طهران
- تاريخ الحركة النقابية في البحرين


المزيد.....




- سفارة أمريكا في القدس تُجدد تحذير رعاياها بعدم قدرتها على مس ...
- السعودية.. ظهور جديد لسعود القحطاني.. وتركي آل الشيخ يُعلق
- وسائل إعلام إيرانية رسمية: طهران تُسقط مسيرة إسرائيلية بالقر ...
- هذا الموقع تحت الأرض هو جوهر البرنامج النووي الإيراني.. إليك ...
- ترامب يشن هجوما لاذعا على ماكرون بسبب تصريح -وقف إطلاق النار ...
- رفع مستوى التأهب الأمني في منشآت القيادة الأمريكية بمنطقة ال ...
- إلى أين تتجه العملية الإسرائيلية في إيران؟
- DW تتحقق ـ صور وفيديوهات مزيفة عن التصعيد بين إيران وإسرائيل ...
- هل سيخرج الدم الاصطناعي من المختبر قريبا؟
- الدفاع الروسية: إسقاط 147 مسيرة أوكرانية بينها اثنتان فوق مو ...


المزيد.....

- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - رضي السماك - المساعدة الإيرانية لحماس