أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضي السماك - الأردن ومكافحة الغلاء














المزيد.....

الأردن ومكافحة الغلاء


رضي السماك

الحوار المتمدن-العدد: 2223 - 2008 / 3 / 17 - 08:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في اطار السعي لإطلاق حوار مجتمعي شامل جاد ومثمر حول أزمة الغلاء الراهنة في بلادنا والآخذة في التفاقم يوما بعد يوم عاصفة بحياة الفقراء وذوي الدخل المحدود بوجه خاص، وشرائح واسعة من الطبقات الوسطى بوجه عام، استعرضنا في الأسبوع الماضي نموذجين احدهما خليجي (الامارات)، والآخر غربي (فرنسا) من نماذج الجهود العربية والدولية على المستوى الرسمي لمكافحة غول الغلاء المستشري، أو على الادق للتخفيف من حدته. ومن اجل تفعيل وحفز هذه الجهود على المستوى الشعبي نيابيا وحزبيا ونقابيا ومدنيا بدلا من الانشغال في قضايا تافهة أو في احسن الاحوال بقضايا مهمة لكنها أقل أهمية من هذه القضية الآنية الملحة المصيرية، نتناول في هذا المقال تجربة الأردن في الجهود المبذولة لمكافحة الغلاء من خلال الأطر الشرعية والوسائل السلمية المشروعة كما نشرتها أغلب الصحف المحلية الاردنية في الأسابيع القليلة الماضية، أولا: الاعتصام الذي دعا اليه الملتقى الوطني للأحزاب الوطنية والنقابات المهنية في مجمع النقابات المهنية، حيث شارك فيه بضع مئات، ورفعت خلال هذا الاعتصام اللافتات والشعارات التي تندد برفع الأسعار وتطالب بالعودة عن ذلك. ثانيا: العريضة التي يزيد طولها على عشرين مترا وتحمل تواقيع آلاف المواطنين من مختلف المواقع السياسية والاجتماعية والمهنية، التي عرضتها حملة "لا لزيادة الأسعار" لمدة تقرب من خمس ساعات أمام مجلس النواب، والتي تطالب النواب بعدم الموافقة على زيادة الأسعار. ثالثا: الاعتصام الرمزي الذي نفذته احزاب المعارضة امام مقر جبهة العمل الاسلامي، وذلك للتعبير عن احتجاجها على الارتفاع المتوالي للأسعار، وخاصة اسعار السلع الضرورية. وأعلن الناطق باسم احزاب المعارضة أن رفع رواتب العاملين لا يشكل حلا لمعضلة ارتفاع الاسعار ولا يغطي الفروق الناتجة عن هذه الارتفاعات. وطالب الناطق باسم احزاب المعارضة بأن تنفذ الحكومة تعديلات جوهرية على قانون ضريبة الدخل، وذلك باتجاه زيادة ايرادات ضريبة الدخل وبشكل تصاعدي، وأن تقوم الحكومة باستيراد بعض السلع وتسعيرها ومراقبة الالتزام بالأسعار. رابعا: تنظيم العديد من الندوات التي جرت في مقار الأحزاب والمنظمات والتي صدر عنها عشرات البيانات والنداءات التي تطالب بالعودة عن خطوات رفع الاسعار وضرورة إعادة النظر في السياسة الاقتصادية. خامسا: الاضرابات والاعتصامات الواسعة التي نفذها آلاف السواق وأصحاب شركات النقل احتجاجا على رفع الاسعار. سادسا: التحركات الواسعة التي جرت في العديد من المحافظات، فقد اصدر الملتقى الوطني للأحزاب السياسية والفعاليات الشعبية والنقابات المهنية في محافظة الكرك بيانا يدعو فيه الجماهير للمشاركة في خيمة الاعتصام المفتوح في قاعة مجمع النقابات المهنية في الكرك كل يوم من الساعة السادسة حتى الثامنة مساء للتعبير عن رفضها زيادة الاسعار. سابعا: التجمع الذي تكرر في مجمع النقابات في اربد للتنديد بسياسة رفع الأسعار، والندوات التي عقدت في المجمع لهذا الغرض . على أنه يمكن القول في ضوء استعراضنا النموذج الاردني للتحركات والجهود الشعبية والسياسية والنقابية لمكافحة الغلاء إن هذا النموذج العربي ليس بالطبع النموذج الوحيد القدوة، إذ ان هنالك بالتأكيد نماذج عربية عديدة اخرى مشرفة تعكس تجاوبا واحساسا حقيقيين صادقين لتلك القوى بنبض الشارع وهموم الجماهير الحقيقية بمختلف فئاتها، ذلك ان انين الغالبية العظمى منها من الغلاء والجور منه، جنبا إلى جنب مع ثبات الاجور على حالها، كل ذلك يشكل السمة المميزة للحياة العامة في اللحظة التاريخية الراهنة بكل البلدان العربية على السواء لا الاردن وحده او البحرين فقط. وباتت هذه الازمة المحتدمة تدفع جديا الآن بتهديد استقرار وتماسك كل المجتمعات العربية وتهدد امنها القومي الداخلي وبخاصة في ظل تفاقم وتراكم المشكلات والازمات الاخرى السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتعليمية والدينية. كما من الواضح جيدا ان التسونامي الحالي المتدفق من موجات الغلاء المتعاقبة سريعا من دون ضوابط او من دون التخفيف ولو نسبيا من حدتها ومعالجة آثارها الخطيرة باتت تهدد حياة السواد الأعظم من المواطنين، ولن تنفع معالجتها القشورية بزيادات هزيلة في المرتبات أو بعلاوات مؤقتة. والاخطر من ذلك فانه من المتوقع ان تزداد مع هذا الوضع المعيشي المأزوم نسبة من هم على خط الفقر أو تحته، ولاسيما في ظل تزايد الفساد. ولعل مبادرة الدولة، انطلاقا من مسؤولياتها الوطنية العليا واحساسها بالتحديات الملموسة التي باتت تواجه الامن الاجتماعي، بتحديد اسعار أهم السلع الغذائية ومراقبتها والاسراع في اصدار قانون حماية المستهلك، وسن قانون جديد لضريبة الدخل يفضي إلى فرض ضريبة على أساس تصاعدي.. لعل كل ذلك يسهم في التخفيف من حدة الازمة وغلواء الغلاء. كما من الأهمية بمكان على المستوى الشعبي حفز المبادرات الخيرية من قبل كبار الاثرياء وأهل الخير لمساعدة المنكوبين بتسونامي الغلاء في الوقت الراهن قدر الامكان، ولاسيما ان نسبة كبيرة من هؤلاء المليونيرية والمليارديرية هي المستفيدة من هذا "التسونامي" الذي زادها ثراء فيما زاد الفقراء فقرا. وأخيرا فلعل تفعيل دور الجمعيات التعاونية وتأسيس المزيد منها، ودعمها من قبل الحكومة والقطاع الخاص لتبيع السلع الضرورية بأسعار مخفضة ولو نسبيا، لهو من الاجراءات والتدابير المطلوبة على الصعيد الشعبي وإلا فلا معنى لوجود الجمعيات التعاونية في بلادنا مادامت لا تفترق أسعارها عن أسعار "السوبرماركت".




#رضي_السماك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عيد العمال العالمي والتأمين ضد التعطل
- الوفاق« بين الأداءَين الانتخابي والبرلماني
- المساعدة الإيرانية لحماس
- الجدار الأمني الإسرائيلي
- إدوارد سعــــيد
- أزمة اليسار
- الدول العربية وآفاق الإصلاح السياسي
- جار الله عمر
- متى يعلنون وفاته
- معوقات النضال الفلسطيني
- مستقبل الجمعيات السياسية
- المرأة والحقوق السياسية
- بين العريض والجواهري
- المشاركة والمقاطعة
- ملف حقوق الإنسان
- دور المستقلين في الحياة السياسية البحرينية
- فضاءات
- آفاق تطوير الشفافية
- ثلاثة أفلام وقضية واحدة
- عيد العمال


المزيد.....




- السعودية.. أحدث صور -الأمير النائم- بعد غيبوبة 20 عاما
- الإمارات.. فيديو أسلوب استماع محمد بن زايد لفتاة تونسية خلال ...
- السعودية.. فيديو لشخصين يعتديان على سائق سيارة.. والداخلية ت ...
- سليل عائلة نابليون يحذر من خطر الانزلاق إلى نزاع مع روسيا
- عملية احتيال أوروبية
- الولايات المتحدة تنفي شن ضربات على قاعدة عسكرية في العراق
- -بلومبرغ-: إسرائيل طلبت من الولايات المتحدة المزيد من القذائ ...
- مسؤولون أمريكيون: الولايات المتحدة وافقت على سحب قواتها من ا ...
- عدد من الضحايا بقصف على قاعدة عسكرية في العراق
- إسرائيل- إيران.. المواجهة المباشرة علقت، فهل تستعر حرب الوكا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضي السماك - الأردن ومكافحة الغلاء